Skip to main content

Full text of "دور دولة المماليك البحرية فى معالجة الأزمات الاقتصادية في مصر والشام (648-784هـ/1250-1382 م) - رسالة ماجستير المعهد العالي للدراسات الإسلامية والعربية 2018م"

See other formats




وزارة التعليم العالي 
المعهد العالي للدراسات الإسلامية 


دور دولة المماليك البحرية في معالجة الأزمات 
الاقتصادية في مصر والشام 


(5-5544ملاه/. 1585-16 م) 


رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير 


إعداد الباحث 


حمادة إسماعيل كامل إسماعيل 


إشراف 
ع 
ا.د/ البيومي إسماعيل الشربيني 
أستاذ ورئيس قسم التاريخ 
كلية الآاداب - جامعة دمياط 


8 همم ءام 





وزارة التعليم العالي 
المعهد العالي للدراسات الإسلامية 


0 / نموذج رقم )١(‏ 
شعبة الدراسات الاجتماعبة 


صفحة لجنة الإشراف 
عنوان الرسالة: دور دولة المماليك البحرية في معالجة الأزمات الاقتصادية في مصر 
والشام (45-14 اها 1585-1١16‏ م). 
اسم الباحث: حمادة إسماعيل كامل إسماعيل. 


اجنة الإشراف 


أستاذ ورئيس قسم التاريخ 


كلية الاداب - جامعة دمياط 


أ.د/البيومي إسماعيل الشربيني 





رئيس القسم وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث عميد الكلية 


أ.د/ أ.د/ أ.ذ/ 





وزارة التعليم العالي 
المعهد العالي للدراسات الإسلامية 


ع ل اه 
شعبة الدراسات الاجتماعبة نموذج رقم (") 


صفحة السادة أعضاء لجنة المناقشة والحكم 
عنوان الرسالة: دور دولة المماليك البحرية في معالجة الأزمات الاقتصادية في مصر والشام 
45-154 لاهساء 1585-1١16‏ م). 
اسم الباحث: حمادة إسماعيل كامل إسماعيل. 
لجنة الإشراف 





أ.د/البيومي إسماعيل الشربيني أستاذ ورئيس قسم التاريخ كلية الآداب - جامعة دمياط 


اجنة المناقشة والحكم 


أستاذ التاريخ الإسلامي وعميد كلية الآداب جامعة المنصورة الأسبق (مناقشاً 


أ.د/ محمد عيسى الحريري ٍ 
ورئيسا) 


أستاذ التاريخ الإسلامي كلية الآداب جامعة القاهرة 


أ.د/ منى حسن محمود 





(مناقشا وعضواً) 
أ.د/البيومي إسماعيل الشربيني أستاذ ورئيس قسم التاريخ كلية الآداب - جامعة دمياط 
(مشرفاً وعضواً) 
رئيس القسم وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث عميد الكلية 
.ند / أ أ 











1 إليديصعد اكلم اليب الل لعمل الص]ل د فعه) 


6 حلي الخكطمح . 


سورة فاطر(الانةرقم: )٠١‏ 


ا ) 
0ن ١‏ اشر ا 
سل را لذ سما اس 


يطيب لي في تقديم هذه الدراسة أن أتقدم لأستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور/ البيومي إسماعيل الشربيني أستاذ 
ورئيس قسم التاريخ كلية الآداب جامعة دمياط » وافر الشكر وعظيم الإمتنان لتفضله بالإشراف على هذه 
الرسالة » رغم ضيق وقته وكثرة مشاغله وأعبائه » ولما أبداه من نصح وإرشاد وتوجيه » وما تحمله من عناء 
في القراءة والتدقيق . فترك أثر الأستاذ الطيب بتلميذه البار » فكان دائماً معلماً ومرشداً ومخلصاً » أفاض 
على الكثير من غزير علمه » وفيض معرفته » ونصائحه العلمية » وتوجيهاته الصائبة » فله وافر الشكر 
والاحترام والتقدير . 
كما أتقدم بخالص الشكر والاحترام إلى الأستاذ الدكتور / محمد عيسى الحريري أستاذ التاريخ الإسلامي 
وعميد كلية الآداب جامعة المنصورة الأسبق لقبول سيادته مناقشة هذه الرسالة فله مني كل الشكر والعرفان . 

والشكر موصول إلى الأستاذة الدكتورة / منى حسن محمود أستاذة التاريخ الإسلامي كلية الآداب جامعة 
القاهرة لقبول سيادتها مناقشة هذه الرسالة وتحملها عناء القراءة والسفر فلها مني كل الشكر والعرفان . 
أيضاً أتوجه بخالص الشكر والتقدير لآسرة المعهد العالي للدراسات الإسلامية . 
أيضاً أشكر الأخ والأب والصديق المحترم / الدكتور الحسن محمد ربيع خليل إبراهيم أستاذ التاريخ 
والحضارة كلية دار علوم المنيا علي مجهود وتوجيهات سيادته » فله كل الود والشكر والإحترام والتقدير . 

أيضاً أشكر كل من ساعدني في إتمام هذا العمل الجليل من الأهل والزملاء والأصدقاء » وقدم لي نصيحة 
أو معلومة أو دعا لي دعوة بظهر الغيب لهم منى جزيل الشكر والتقدير . 

الباحث 
حمادة إسماعيل كامل إسماعيل 


5 من ربيع الأخر ١54١‏ هجرياً / 77 من ديسمبر ٠١١3‏ ميلادياً 


الدولة المملوكية. 

نبذة عن دولة المماليك البحرية. 

نظام دولة المماليك البحرية السياسي. 
نظام دولة المماليك البحرية الاقتصادي. 
نظام دولة المماليك البحرية العلمي. 
نظام الإقطاع في دولة المماليك البحرية. 


مقدمة عن الأزمات الاقتصادية. 


الفصل الأول 
الأسباب الطبيعية للأزمات الاقتصادية وجهود الدولة في معالجتها 


الأول: فيضان النيل وقصوره. وموقف الدولة في معالجته. 

الأزمات في مصر. 

الأزمات في الشام. 

موقف دولة المماليك البحرية في معالجة فيضان النيل أو قصوره 

الثاني: هجوم الجراد والآفات على الزراعات2. وموقف الدولة في 
معالجتها. 

الآفات الزراعية في مصر. 


الآفات الزراعية في الشام. 









































تابح فهرس الدراسة 


موقف دولة المماليك البحرية في معالجة هجوم الجراد والآفات الزراعية 
على الزراعات ومحاولة إيجاد حلول وطرق لمكافحة الآفات الزراعية؛ 
وتعويض المزارعين عن خسائرهم. 

الثالث: الأوبئة والطواعين. وموقف الدولة في معالجتها. 

الأوبئة والطواعين والموتان في مصر. 

الأوبئة والطواعين والموتان في بلاد الشام. 


موقف الدولة من الأوبئة والطواعين والموتان في بلاد الشام ومصر. 


الفصل الثاني 


الأسباب البشرية للأزمات الاقتصادية وجهود الدولة في معالجتها 


الأول: الهجوم الخارجي على مصر والشام عهد المماليك. 
الحملة الصليبية السابعة. 

معركة عين جالوت. 

توحيد مصر والشام. 

موقعة مرج الصفر. 

موقف دولة المماليك البحرية من الحروب الصليبية ومعالجتها لها. 
الثاني: هجوم العربان على الحقول. 

موقف دولة المماليك البحرية من هجوم العربان على الحقول 


الثالث: عمليات القرصنة وحماية الموانئ البحرية. 






































تابح فهرس الدراسة 


موقف الدولة فى مواجهة عمليات القرصنة وحماية الموانئ البحرية 
الفصل الثالث 
دور الدولة الاقتصادي في معالجة الأزمات الاقتصادية 
الأول: النشاط الزراعي. ذل هء١‏ 


الثاني: النشاط الصناعي. ١4-5‏ 


الثالث: النشاط التجاري. ١١٠‏ -/ا١١‏ 


الفصل الرابج 


دور الدولة السياسي والاداري في معالجة الأزمات 


الأول: مفهوم نظام الحكم في الدولة المملوكية وفاعليته في علاج 
الأزمات. 


السلطان. 

اليف الكاكنة 

الثاني: التنظيم الإداري للدولة ودوره في علاج الأزمات الاقتصادية. 
الدواوين. 

تنظيم البريد وشئون البلاد. 

كبار الموظفين الإداريين. 

الثالث: السلطة القضائية والتنفيذية للدولة. 
































تابح فهرس الدراسة 


الشلطة القضباكية +« الفضنا 2 لحكل والافتا عت الحليية : 


الصلطة' الكفينية سحاضية المقصيرية > وتدارة «الكلاونت الرشو الفا 


المكوس المحرمة- تزييف العملة - وموقف الدولة في معالجتها . 


١:ه‎ - ١ 


خاتمة الدراسة 


ملاحق الدراسة 
ملحق رقم )١(‏ أسماء سلاطين لمماليك وفثرة حكمهم. 
ملحق رقم (؟) ثبت المجاعات والأوبئة التي ألمت بمصر في عصر 


المالية الحرية. 


قائمة المصادر والمراجع 


أولاً: قائمة المصادر باللغة العربية. 5ك الس ب 


ثانياً: قائمة المراجع باللغة العربية. ١07١-4‏ 
ثالثاً: المواقع الإلكترونية. الا س١‏ 
بعاً: المراجع الأجنبية. 

ملخص الدراسة باللغة العربية 4 ١‏ 


ملخص الدراسة باللغة الإنجليزية 0-م 























0 


مقدمة: 

الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق» وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق» وألزم 
قلوب الخائفين الوجّل والإشفاقء فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيّ الفريقين يساق» فإن 
سامح فبفضله؛ وان عوقب فبعدلهء ولا اعتراض على الملك الخلاق 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له» له الملك وله الحمدء وهو على كل شيء قديرء إلهة 
عن مَن اعتز به فلا يضامء وذلَ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام . 

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله» وصفيه من خلقه وحبيبه» خاتم أنبيائه» 
وسيد أصفيائه» المخصوص بالمقام المحمودء في اليوم المشهودء الذي يُجمع فيه الأنبياء تحت لوائه » 
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا يا رب العالمين . 

وبعل » » 

عزمت بفضل الله أن أكتب بحثي هذا في التاريخ الإسلامي ولا خير في أمة لا تعرف ماضيها 

فمن الماضي نستفيد مما نقوم به الحاضر وجعلت بحثي هذا تحت عنوان: دور دولة المماليك البحرية 


في معالجة الأزمات الاقتصادية في مصر والشام (418 85-5/اه// 1885-1١١5.‏ م). 


أسباب اختياري للموضوع: 

-١‏ حاجة الأمة إلى مراجعة تاريخها والاطلاع عليه والاستفادة منه. 

-١‏ الاستفادة مما قامت به دولة المماليك من معالجة الأزمات» خاصة في هذا الزمان ونحن نعاني 
من نقص مياه النيل ونزاع الدول حول بناء سد النهضة:؛ الذي يقلل حق "مصر الرائدة القائدة 
للعالم الإسلامي كله" من مياه النيل. 

*- الاستفادة من الاهتمام بالإداريات في الدولة المملوكية التي استطاعوا بها القضاء على الأزمات. 

4 - أهمية الموضوع في بيان الطرق التي لجأت إليها دولة المماليك لمواجهة الأزمات الاقتصادية 
فيما ينعكس إيجاباً على أوضاعنا الراهنة. 


ه- رفع ما يعانيه أبناء الأمة الإسلامية من جهل بتاريخ الدول السابقة التي سادت العالم شرقا وغرباً. 


٠ 
4 


منهج البحث: 

لقد اعتمدت في البحث والدراسة على عدد من مناهج البحث العلمي كان أبرزها المنهج 
التاريخي(", أولاً يليه مناهج أخري لها أهميتها في دراسة الموضوع مثل المنهج الإحصائيء 
والاستنباطي'!'!؛ والوصفي("؛ والاستقرائي/')؛ مع العلم انه لا يمكن الاستغناء عن المناهج الأخرى في 
البحث والدراسة لكل باحث ودارس. 
الدراسات السابقة: 

قامت عدة أبحاث عن الأزمات الاقتصادية في عصر الدولة المملوكية» واجتهد كثيراً من 
الأساتذة والباحثين في هذا المجال؛ إلا أن كل باحث اختص بتوضيح المشكلة البحثية في زمن أو فترة 
معينة» أو بلدء أو منطقة بعينهاء أو نوع معين من أنواع الأزمات الاقتصادية» في ذلك العصرء ويدل 
ذلك على مدى أهمية الدراسة والبحث في الأزمات الاقتصادية» لمعرفة مدى تأثيرها على المجتمعات: 
وكيفية مواجهتهاء لتفادي الكثير من السلبيات التي تؤثر على المجتمعات» بل وفهم الأحداث» وعوامل 
تقدم المجتمعات وتأخرهاء ومعرفة مواطن القوة والضعف في فترة الدراسة» وعلى سبيل المثال وليس 
الحصر أذكر بعض الأبحاث التي قامت على دراسة جانب أو فترة معينة» من الأزمات الاقتصادية في 
هذا العصبر «ومتها: 

-١‏ شلبي إبراهيم الجعيدي: الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر في عصر المماليك الجراكسة» 


منشأة المعارف - الإسكندرية 7١٠٠م.‏ 


)١(‏ (المنهج التاريخي الذي نقوم فيه باسترداد الماضي تبعا لما تركه من آثار أياً كان) انظر عبد الرحمن: مناهج البحث 
العلمي» ط", الناشر وكالة المطبوعاتء الكويت ١51/17‏ ص .١5‏ 

)7١(‏ هو: (الاستنتاج والاستخراج» أي استخراج فكرة معينة من فكرة أخرى أو استخراج نتيجة معينة من مقدمة أو عدة 
مقومات). انظر الشرقاوي: مناهج البحث والتفكير العلمي» دار الثقافة العربية - القاهرة» ١151‏ م. ص 58. 

(9) المنهج الوصفي هو: عبارة عن (طريقة لتوصيف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة وتصوير 
النتائج التي توصل إليها على هيئة أشكال رقمية يمكن تفسيرها. رجاء وحيد: البحث العلمي أساليبه النظرية وممارسته 
العلمية» ط١»‏ دار الفكر - بيروت» 7٠١7‏ م. 

(:) المنهج الاستقرائي هو: (الاهتداء إلى العلاقات التي تربط ظاهرة ما بسببها المباشرء أو بمجموعة الظروف التي لا بد 
من وجودها حتى تتحقق تلك الظاهرة) محمود قاسم: المنطق الحديث ومناهج البحث.ء ط”, مكتبة الأنجلو المصرية» 
القاهرة» ١155‏ م2» ص 55. 


وهذه دراسة بحثية كبيرة» يقدمها الباحث من خلال سرد صفحات التاريخ المملوكيء منذ قيام دولة 
المماليك الجراكسة» موضحاً أهم العوامل التي أثرت في كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية 
والفكرية والسياسية في المجتمع المصريء والتي أدت إلى عجز مواجهة الأخطار المحيطة به» وسقوط 
مصر تحت سيطرة العثمانيين» الفارق بينه وبين بحثي أنه اختص بدراسة الأزمات الاقتصادية والأوبئة 
في مصر فقط عصر دولة المماليك الجراكسة؛ لكن بحثي اختص بدراسة الأزمات الاقتصادية في مصر 
وبلاد الشام في دولة المماليك البحرية فقطء ودور الدولة في معالجتها. 
-١‏ حامد زيان: الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر عصر سلاطين المماليك - المكتبة العالمية؛ 
القاهرة 51/5١م.‏ 
أيضاً شملت هذه الدراسة نظرة عامة في تاريخ الأزمات الاقتصادية في مصر فقط عصر دولة 
المماليك» لكن بحثي اختص بدراسة الأزمات الاقتصادية في مصر والشام عصر دولة المماليك البحرية 
فقطء ومعالجة الدولة لها. 
"- على السيد على محمود: الفناء الكبير والموت الأسود - المجلة التاريخيةء جح 37", القاهرة 
1/1 ام. 
هذه دراسة اختصت بدراسة الأوبئة في القرن الرابع عشر الميلادي مقارنة بين الشرق والغرب» 
ولكن بحثي اختص بدراسة عامة للأزمات ومنها الأوبئة في مصر والشام عصر دولة المماليك البحرية 
فقط ومعالجتها من قبل السلطة الحاكمة. 
:- عثمان على عطا: الأزمات الاقتصادية في مصر في العصر المملوكي وأثرها السياسي 
والاجتماعي (9175-515/8ه/.75١-1١5١م)»‏ دار العلومء القاهرة 195 ١م.‏ 
اختصت هذه الدراسة على الأزمات الاقتصادية في مصر فقط عصر المماليك» واختص بحثي 
بتناول الأزمات الاقتصادية في مصر وبلاد الشام في دولة المماليك البحرية فقط ومعالجة الدولة لها. 
د- شيماء محمد جمعة عبد العال: الأزمات والكوارث الاقتصادية في مصر عصر سلاطين المماليك 
وأثرها على الحياة العامة - المنيا 5 ١١7م.‏ 
أيضاً شملت هذه الدراسة الأزمات والكوارث الاقتصادية في مصر فقط خلال عصر المماليك 
كاملآء ولكن بحثي اختص بمعالجة الدولة للأزمات الاقتصادية في مصر وبلاد الشام في دولة المماليك 


النحرية 


5- فاطمة بنت محمد حسن المباركي: الأزمات الاقتصادية في الحجاز خلال العصر المملوكي - 
جامعة أم القري 7١١١م.‏ 
هذه دراسة في الأزمات الاقتصادية في الحجاز خلال العصر المملوكي كاملاًء ولكن بحثي شمل 
الأزمات الاقتصادية في مصر وبلاد الشام في دولة المماليك البحرية ومعالجة الدولة لها. 
-٠‏ محمد حمزة محمد صلاح: الكوارث الطبيعية في بلاد الشام ومصر (1١175-491ه/7091‏ - 
7 م) كلية الآداب» الجامعة الإسلامية بغزة» فلسطين 5١0٠7م.‏ 
هذه دراسة بحثية شاملة للأزمات والكوارث الطبيعية في مصر وبلاد الشام» من بداية عصر 
الحروب الصليبية إلى نهاية الدولة المملوكية» ولكن بحثي اختص بدراسة الأزمات الاقتصادية في مصر 
وبلاد الشام في دولة المماليك البحرية فقط ومعالجة الدولة لها. 
- فتحي سالم حميدي: وباء الطاعون وأثره على مدينة القاهرة في العصر المملوكي» جامعة 
الموصلء؛ 7١١”م‏ 
أيضاً اختصت هذه الدراسة على وباء الطاعون فقط على مدينة القاهرة في عصر المماليك 
كاملآء لكن بحثي اشتمل على دراسة الأزمات الاقتصادية في مصر وبلاد الشام في دولة المماليك 
البحرية فقط ومعالجة الدولة لها. 
ونظراً لذلك فقد اهتمت تلك الدراسات برصد الأزمات الاقتصادية» ولم تول اهتماماً بالقدر الوافي 
بالخوض عن الحلول التي لجأت إليها الدولة لمواجهة هذه الأزمات» وهذا ما تناوله بحثي عن تلك 
الأزمات إبان عصر دولة المماليك البحرية. 
أسأل الله التوفيق والسداد والرشد والصواب فهو وحده المستعان وعليه التكلان. أسأل الله أن 


ينفعني والمسلمين بهذا البحث. 


الباحث.. 


حمادة إسماعيل كامل إسماعيل 


الفصل التمهيدى للدراسة 


تمهيد: 
الدولة المملوكية: 

تعتبر فترة حكم المماليك من الفترات التاريخية المجهولة عند كثير من المسلمين» بل عند كثير 
من مثقفي المسلمين» وذلك قد يكون راجعًا لعدة عوامل. ولعل من أهم هذه العوامل أن الأُمّة الإسلامية 
في ذلك الوقت كانت قد تفرقت تفرقًا كبيرّاء حتى كثرت جدًا الإمارات والدويلات» وصغر حجمها إلى 
الدرجة التي كانت فيها بعض الإمارات لا تتعدى مدينة واحدة فقط! وبالتالي فدراسة هذه الفترة تحتاج إلى 
مجهود ضخم لمتابعة الأحوال في العديد من الأقطار الإسلامية . 
أما تسمية الدّولة المملوكيّة أو السلطنة المملوكيّة هي تسمية تاريخيّة حديثة نسبيًا ابتكرها الباحثون 
والمُؤرخون المُعاصرونء ولم تكن معروفة في عصر المماليكء» وانما غرفت هذه الدولة بتسمياتٍ مُختلفة 
في زمنهاء سمّت المراجع العربيّة المُعاصرة لعهد المماليك البحريّة هذه الدولة باسم «دولة الأتراك» أو 
«دولة الثرك» أو «الدولة الثركيّة»!'), وفي عهد المماليك البُرجيَّة سُميت الدولة باسم «دولة الجراكسة» أو 
«الدولة الثركيّة الجركسيّة»» على اعتبار أنّ المماليك الشراكسة (الجراكسة) كانوا يتحدثون بالثركيّة كونهم 
تزبوا من اتقدامهم إلى مِضن فى كنف المماليك الثرك0')..من التسنيات الأخزى: الى أعتفدها المؤرخ 
المُسلم قديمًا أيضّاء وإن نادرًا: «الدولة البحريّة» و«الدولة البُرجِيَّة» في كُلّ عهدٍ على حدة. وشاعت هذه 
التسميات في العصر الحالي للتمييز بين العهدين المملوكيين. كما غرفت هذه الدولة في عهد الظاهر 
بيبرس وابناه السعيد ناصر الدين مُحمّد والعادل بدر الدين سُلامش باسم «الدولة الظاهريّة»» كما غرفت 
باسم «الدولة المغوليّة»: وذلك لفترة قصيرة فقط من غُمرهاء خلال سلطنة العادل كتبغا كونه كان مغوليًا. 
أيضّاء غرفت الدولة طيلة عهد السلالة القلاوونيّة (51/4 - 85/اه 1 1١7194‏ - 1385م) باسم «دولة 
بني قلاوون» أو «دولة قلاوون» ('" الدَولَهُ المَملُوكِيّةُ أو السَلطْتةٌ المَملُوكِيّةُ أو دَولَةُ المَمَالِيك أو سلطتة 
المَمَاليك هي إحدى الدُول الإسلاميّة التي قامت في مصر خلال أواخر العصر العبّاسي الرابع ©), 


وامتدّت حُدُودها لاحقًا لتشمل الشّام والحجازء ودام مُلكُها مُنذْ سُقُوط الدولة الأيوبيّة سنة 5544ه / 


.17 القلقشندي: صبح الاعشىء» ج4؛5» ص 58 5؛ العبادي: قيام دولة المماليك» ص ”لا - ص‎ )١( 
.١5-١6 العبادي: قيام دولة» ص ١١؛ طقوش: تاريخ المماليك في مصر والشام» ص‎ )١( 

(؟) ابن تغرى: النجوم الزاهرة » ج/اء ص 5886؛ سرور: دولة بنى قلاوون» ص 77. 

(5) المقريزي: المواعظ والخطط » ج27 ص .١15‏ 


,م ' حنَّى بلغت الدولة العُثمانيّة دُروة قُوّتها وضمَّ السُلطان سليم الأوّل الديار الشّاميّة والمصريّة 
إلى دولته بعد هزيمة المماليك في معركتي مرج دابق والريدانيّة سنة 17ه المُوافقة لسنة 1١5١م.‏ يُقسم 
المُؤرخون الدولة المملوكيّة إلى دولتين هُما: دولة المماليك البحريّة ودولة المماليك البُرجِيّة. حكم المماليك 
البحريّة من سنة /554ه / ١75١م‏ إلى سنة 85/اه / 1787م, وكان أكثرهم من الثرك والمغول!) . 

وحكم المماليك البُرجيّة من سنة 85/اه / 137١م‏ إلى سنة 477ه / 7١15م»‏ وكانوا من الشركس. 
والمماليك أُصُولهم رقيقٌ مُحاربين» استقدمهم الخُلفاء العبّاسيين الأوائل من تركستان والقوقاز وغيرها 
وجعلوهم خُرَاسَا لهم وقادةً لِجُيُوشُ المُسلمين» وقد ازداد تُقُوذ المماليك بِمُرور الزمن وظهر المماليك 
بمظهر مُنقذي العالم الإسلامي من الضياع والزوال» حتَّى أصبحوا يُهيمنون على الخلافة وعلى مركز 
صناعة القرار» مُستفيدين من ضعف الخُلفاء وتراجُع تُفوذهم. وحذا السلاطين والأمراء المُسلمين حُذو 
الخلافة في بغداد؛ فكان لِكُلِ منهم جماعة من المماليك الأشدّاء والأكفاء عسكرياء ومن هؤلاء السلاطين 


الأيُوبيين الذين حكموا مصر والشّام تحت الرّاية العبّاسيّة. ولمّا مات آخر سلاطين بني أَيُوبء وهو الملك 


الصّالح نجمُ الدين أيُوب» سنة 5417ه / 749١م,‏ 7 كتمت زوجته شجر الدّر نبأ موته إلى أن حضر 
ابنه توران شاه من حصن كيفا في الجزيرة القراتيّة إلى القاهرة. وحاول توران شاه أن يُقدّمم مماليكه الذين 
اصطحبهم معه من الجزيرة» فعيّنهم في مناصب الدولة» فما كان من المماليك القدماء في مصر إلا أن 
انتمروا به وقتلوهء ثْمّ نصّبوا شجر الذّر سلطانة عليهم في سنة ٠10١م,‏ وهي أُوَّل امرأة وُلَيت شؤون 


الي م 


.107 العبادي: قيام دولة المماليك» ص‎ )١( 

() العبادي: قيام دولة المماليلك » ص ١١‏ ؛ طقوش: تاريخ المماليك في مصر والشامء ص ١١6-١8‏ . 
() طقوش: تاريخ المماليك في مصر والشام » ص "١‏ ؛ قاسم عبده: التاريخ السياسي»ء ص 7 . 
(5:) المقريزي: السلوك. ج١.‏ ص 551؛ طقوش: تاريخ المماليك في مصر والشام » ص ”3. 


لاد 


نبذة عن دولة المماليك البحرية: 
المماليك البحرية أو مماليك التركء هي سلالة من المماليك» أغلبها من الأتراك القبجاق» التي 
حكمت مصر من عام (/185-55ه/.5١١1387-1م)»‏ ولفظ البحرية» تعنى "النهر" مشيرة إلى جزيرة 
الروضة في القاهرة التي عاش بها المماليك» وبنى بها السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب قلعة 
الروضة ('!؛ وكان عدد حكام دولة المماليك البحرية يبلغ 7 على رأسهم شجر الدر 7) وقد بينا ذلك من 
خلال الملحة: الأول 
-١‏ نظام دولة المماليك البحرية السياسي: 


شهدت الساحة السياسية تحولاً كبيراً في العصر المملوكي» اتسم حكمهم بانتهاج الجهاد 
الإسلامي للدفاع عن الإسلام» والأقطار الإسلامية ضد الهجمات التي تعرض لها العالم الإسلامي من 
أعداء الخارج كالصليبيين والمغول والتتار والصفويين وغيرهم/“» ويمكننا القول بأن 'الدولة المملوكية من 
أغنى الدول بحكامها الأغنياء من أمثال بيبرس وقلاوون؛ والناصر محمد الذين أسسوا دولة واسعة 
الأرجاء قضت على بقايا الصليبيين» وأوقفت الزحف المغولي على بلا المسلمين» وخطب و ذَّها ملوك 
أوربا وآسياء وانتقل في عهدها مقر الخلافة العباسية من بغداد إلى القاهرة"). وطبعت البلاط المملوكي 
بنظام خاص لم يكن موجودا من قبلء ولاشك أن الانتصارات الرائعة التي أحرزها المماليك تعود إلى 
إعداد جيد للجيش وتنظيم دقيق له وللقائمين عليه» ولعل الفضل في ذلك يعود إلى «الظاهر بيبرس» 
الذى أولى الجيش عنايته منذ ولى عرش «مصر»» فقد قام بنفسه بإعداد وتنظيم وتسليح أول جيش 
نظامي في مصرا" في العصور الوسطى يكون سنده في الحروب ووقت الشدة» فاستكثر من شراء 


المماليك وعنى بتربيتهم تربية دينية وعسكرية؛ وعين لكل فئة منهم فقيهًا يعلمهم القرآن» ومبادئ القراءة 


(١)القلقشندي:‏ صبح الأعشىء ج4» ص ١١‏ ؛ المقريزي: السلوك: ج١.:‏ ص 57 5. 
)١(‏ المقريزي: السلوك . ج١.ء‏ ص 4555. 

(') انظر الملحق رقم )١(‏ ص .١15٠١‏ 

(5) قاسم عبده: التاريخ السياسي» ص 5. 

(5) العبادي: قيام دولة المماليك» ص756١.‏ 

(1)المقريزي: السلوك . ج١.‏ ص 577. 


والكتابة» حتى إذا وصلوا إلى سن البلوغ أوكلهم إلى من يدربهم ويمرنهم على الأعمال الحربية» فإذا أتموا 
ذلك وأجادوه ألحقوا بجيش السلطان لتبدأ حياتهم الجهادية في سبيل الله. 

ولما ولى السلطان «قلاوون» مقاليد الأمور في سنة 515ه/١٠7١م‏ » زادت عنايته بشئون تدريب الجند 
المماليك» كما اعتنت تلك الدولة بإنشاء أسطول حربيء لحماية أطراف الدولة . 

وكان الجهاز الإداري في «مصر» والشام يتكون من عدة دواوين حكومية» يشرف كل منها على ناحية 
معينة من نواحي الإدارة العامة» وكانت أهم هذه الدواوين في هذا العهد «ديوان الأحباس»»: و «ديوان 
النظر»»؛ و «ديوان الخاص»» و «ديوان الإنشاء». كانت هناك دواوين أخرىء أقل شأنًا من تلك الدواوين 
السابق ذكرهاء مثل «ديوان الأهراء» (وهى شئون الغلال السلطانية)» و «ديوان الطواحين»» ويتولى 
صاحبه الإشراف على طحن الغلال» و «ديوان المرتجعات»» ويشرف صاحبه على الأمور الخاصة 
بتركات الأمراء» وكذلك كانت هناك دواوين أخرى ذكرها «القلقشندي» على أنها دواوين مستقلة» ولكنها لم 
تكن -في حقيقة الأمر- سوى إدارات تتصل اتصالا مباشرًا بالقصر السلطانيء أو بأحد الدواوين الرئيسية 
السابقة . 

وذكر «القلقشندى»١')‏ منها -مثلاً- «ديوان الإصطبلات»» و «ديوان المواريث»» و «ديوان الخزانة» و 
«ديوان العمائر»» و «المستأجرات» ونظمت الدواوين» وحددت اختصاصات كبار الموظفين» وسارت 
على نسق واحد من حيث التنظيم الإداري» فكان على رأس كل ديوان موظف كبير هو «ناظر الديوان»» 
وكانت مهام عمله تشبه إلى حد كبير ما يقوم به الوزير حالياء ويليه في المرتبة «مستوفى الصحبة»7", 
يتحدث صاحبها في جميع أمور البلاد ويكتب التعليمات ليوقع عليها السلطان بما ينفع البلاد من 
الأعمال» و «مستوفى الدولة» يشارك الوزير في أمور البلاد ويكتب التعليمات تبعاً للوزيرء ومن مهامهم 
أيضاً الإشراف على موظفي الدواوين المختلفة» ويلى هؤلاء طبقة الموظفين والكتاب وما يليهم!"ء وهكذا 
كان تنظيم الدواوين في عهد الدولة المملوكية غاية في الدقة» ومظهرًا من مظاهر الرقى الحضاري الذى 


و صلت إليه هذه الدولة بما صنعته و حققته . 


01-6 صبح الأعشى» ج25‎ )١( 
. ١١50 الشربيني: النظم المالية» ص‎ )١( 


(") القلقشندي: صبح الأعشىء ج 54» ص ١5‏ . 


ومثلاً من أمثلة المتابعة الدقيقة التي آل سلاطين هذه الدولة على أنفسهم أن يتخذوها في مراقبة شئون 
الدولة؛ لتحقيق الاستقرار الداخلي» الذى ينعكس - بطبيعة الحال - على كل مناحي الحياة في الدولة. 
وحفل عهدها بقضاة ضربوا أروع الأمثال في الاعتدال بالرأي (")» وبالنزاهة وطهارة الذمة وحسن السيرة؛ 
احترموا مركزهم القضائيء ولم يقبلوا تدخل أحد - مهما يعلُ مركزه - في أعمالهمء وكثيراً ما كانوا يطلبون 
إعفاءهم من مناصبهم - دون تردد - إذا ما حاول أحد تهديد كرامتهم» أو الاعتداء من قريب أو بعيد 
على استقلالهم؛ فقد كانوا لا يقبلون الرشوة ولا الهدية (')» لذا أصبحت لهم مكانتهم الكريمة ومقامهم 
المرموق في الدولة» وفي نظر السلاطين والأمراء» وجميع طبقات الشعب . 

ولعل أبرز الأمثلة للتدليل عليهم: «القاضي عبدالعزيز» 7؛ المعروف بعز الدين بن عبدالسلام (سلطان 


( ابن بنت «الأعز»». و «القاضي تقى الدين 


العلماء)» و «القاضي تقى الدين عبدالرحمن الشافعي» 
محمد بن دقيق العيد»7")» وغيرهمء فقد كانوا أمثلة عظيمة وواضحة لما يجب أن يكون عليه القاضي 
العادل والشريف, أيضاً اعتنوا بالإفتاء وهو يلى القضاة في الأهمية «مفتو دار العدل»» وقد كانوا أربعة 
يمثلون المذاهب الإسلامية الأربعة» كانت مهمتهم شرح وتوضيح أحكام الشرع فيما يُسألون عنه من 
المسائل الفقهية» كل حسب مذهبه. أيضاً المحتسب كانت مهمته النظر فيما يتعلق بالجنايات والنظام 
العام» وكان عليه الفصل فيها على وجه السرعة»؛ وقد عهد إليه بالإشراف على نظام الأسواق» وكان له 
نواب يطوفون فيها ويفتشون أماكنهاء ويشرفون عليهاء وقد ارتقى نظام الحسبة وشمل الأمر بالمعروف 


والنهي عن المنكر!"). 


.5 ابن اياس: بدائع الزهورء ج"؟» ص ؛ ”؛ طقوش: تاريخ المماليك» ص‎ )١( 

. 18 عبدالرازق: البذل والبرطلةء» ص‎ )١( 

(") القاضي عز الدين أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام (/الا5ه/0٠57ه)‏ انظر:ابن تغرى: النجوم» ج لا ص 
506. 

(5) القاضي تاج الدين أبومحمد عبد الوهاب بن خلف بن بدر بابن نت الأعز انظر: ابن تغرى: النجوم؛ جلاء ص .١717‏ 
(5) القاضي تقى الدين محمد بن على بن دقيق العيد (575ه/7١2ه)‏ انظر: ابن تغرى: النجوم» جلاء ص .١77‏ 

(1) القلقشندي: صبح الاعشىء ج4» 77 ؛ طقوش: تاريخ المماليك» ص 5. 


1 


نظام دولة المماليك البحرية الاقتصادي: 

الواقع التاريخي كان يشهد للفتوحات العربية على مر العصور أنها لم تكن فتحاً عسكرياً فحسب» 
بل كانت فتحاً دينياً ولغوياً وثقافياً تتغير مع أوضاع البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياًء لأن العرب كانت 
لهم سياسة واحدة متبعة في تطبيق أحكام الإسلام في المجال الاقتصادي وهى تخفيف عبء الضرائب 
إلى أبعد الحدود عن الطبقات الفقيرة المستضعفة ٠‏ 7) 
ومما لا شك فيه أن الحالة الاقتصادية لأي أمة من الأمم تمثل العمود الفقري لهاء فإذا كان الاقتصاد 
قويا وأحسن استغلاله في تيسير حاجات البلاد» وبناء نهضتهاء وتشييد حضارتها؛ كان ذلك أداة إلى 
التقدم والازدهار في جميع المجالات ()؛ ووقوف البلاد في صفوف الأمم المتقدمة ذات السيادة العالمية. 
أما إذا كان اقتصاد أي بلد عكس ذلكء فإنه يكون أداة للظلم والقهر والسلب» وخذلان البلاد ووقوفها في 
ذيل قائمة البلاد المتقدمة» منتظرة قراراتها في تسيير أمورها وشئونها الخاصة» ولا تتوافر لهذه الأمم 
الضعيفة القدرة على اتخاذ القرار فيما يخصهاء وتصبح فريسة للتدخل الأجنبي» وطمع المستعمرين . 
ولقد كان المماليك من القوة الاقتصادية لدرجة أن دولتهم بلغت حداً من الثراء لم ثؤثر عليه الحروب 
العديدة التي خاضوهاء بالإضافة إلى الإنشاءات والإصلاحات التي قامت بها في طول البلاد وعرضها 
(", إذ تعددت مصادر الثروة التي زخرت بها خزائن المماليك» فبالإضافة إلى ضرائب الخراجء والتركات 
التي لا وارث لها كانت هناك مصادر أساسية وثابتة لزيادة موارد الدولة ؛ إذ اهتم المماليك بالزراعة 
والصناعة والتجارة» وأقاموا مقاييس للنيل» وطهروا الترع» وأنشئوا الجسور ونظموا الري وحسّنوا وسائله!؟) 
أيضاً اعتنوا بصناعة المنسوجات» ونشطوا في اكتشاف واستخراج المعادن» التي كان من أهمها: 
«الزمرد» و «الشب» و «النطرون»»: فكان «الشب» يُستخرج من الوجه القبلي والواحات» ويُحمل إلى 
«قوص» أو إلى «أسيوط» و «أخميم» و «البهنسا»» ثم ينقل منها عن طريق النيل إلى «الإسكندرية» 
وفيها يباع للأوربيين» وخصصت الحكومة ثلث ثمنه لدفع رواتب الأمراء» ولتوفير بعض احتياجات 


الجيش الكثيرة؛ لكثرة حروبهم في ذلك الوقتء وكانت التجارة - بحق - أعظم مصادر الثروة في العهد 


5 ) مني حسن محمود: قاعدة نربونة» ص 51 . 

(1) المقريزي: المواعظ» ج"؟. ص 358 . 

(") المقريزي: المواعظء ج؟. ص 79؛ القلقشندي: صبح الأعشىء ج7؟: ص 475. 

(5) المقريزي: السلوك. ج١.‏ ق”. ص 847 - 855 ؛ عاشور: مصر في عصر المماليك» ص ”787 . 


1 


المملوكي؛ إذ قاموا بتشجيعهاء وعقدوا التحالفات والاتفاقات التجارية مع إمبراطور «القسطنطينية»» وملوك 
«إسبانيا»» وأمراء «نابلس»» و «جنوة»» و «البندقية» وسلاجقة «آسيا الصغرى»» وكاد المماليك أن 
يحتكروا تجارة «الهند» - خاصة التوابل - بالاتفاق مع أمراء الموانئ الإيطالية» فكان لذلك أكبر الأثر 
في نمو ثروات البلاد وزيادتها 0 خاصة بعد أن بسط المماليك سلطانهم على «مكة» و «جدة». 
وأصبحت «مكة» من أشهر الأسواق التجارية في الشرق فانتعشت حالة البلاد الاقتصادية وازدهرت» 
ويدل على ذلك كثرة الإنشاءات المعمارية والتجهيزات الحربية في ذلك الحين 7 إلا أن لحالة الركود - 
التي كانت تصيب الاقتصاد أحيانًا نتيجة لظروف القلق وما يصاحبها من السلب والنهب - أثراً على 
خزينة الدولة» ومع ذلك لم يكن تأثيرها خطيرًا؛ لأن الدولة سرعان ما كانت تتدارك الأخطاء وتعالج 
العيوب» وتعمل على سد النقص في اقتصادها . 

ولعل أخطر الأحداث الاقتصادية التي كان لها أكبر الأثر في سقوط دولة المماليك هو تحول طرق 
التجارة بين «أوربا» و «الشرق» عن طريق «مصر» إلى طريق «رأس الرجاء الصالح» الذى اكتشفه 
«فاسكو دي جاما» البرتغالي سنة 598١م ٠‏ فأحدث هذا الاكتشاف انقلابًا خطيرًا في عالم التجارة: 
وكارثة حقيقية على دولة المماليك التي كانت تعتمد بصورة كبيرة على ما يسمي بتجارة الترانزيت» التجارة 
الذي تحولت من حوض «البحر الأبيض المتوسط» إلى «المحيط الأطلسي» وفرغت خزائن «مصر» من 
الأموال التي كانت تأتيها من تجار «البندقية» و «جنوة»» الذين كانوا ينقلون تجارتهم من «الشرق» إلى 
«أوربا»ه عن طريق «مصر» ويدفعون لها الضرائب عن دخول تجارتهم وخروجها منهاء فكان لذلك أثره 
على كساد التجارة والزراعة» ولم تعد «مصر» تنتج للأسواق الخارجية كثيرّاء فقلت موارد البلاد» وهددتها 
المجاعات؛ وانحط شأن «الإسكندرية»» وقل عدد الأجانب بهاء وتأخرت الصناعات الحيوية» وتدهورت 
الحالة الفنية؛ لقلة الأموال اللازمة» فهيأ هذا الوضع الفرصة للسلب والنهب الذى قام به بعض أفراد 
المماليك7). فدب الضعف في أوصال الدولة» وبدأت تأخذ طريقها إلى الضعف والتلاشي؛ لأن موارد 
البلاد لم تعد كافية لسد احتياجاتها الضرورية» وزاد الأمر سوءًا في نهاية عصر المماليك إذ كثرت 


الدسائس والمؤامرات» وحوادث السلب والنهب» وتعرضت «مصر» للمجاعة والاضطراب في عهد 


.551٠0 ؛ عاشور: العصر المماليكي» ص‎ ٠٠١ -1١98 ابن القرات: تاريخ ابن الفرات» ج,. ص‎ )١( 
ليه المقريزي: المواعظ. ج"”2 ص ااعل ل‎ 
عاشور: العصر المماليكي» ص أن‎ 6 


0 


«السلطان برقوق»7) و «السلطان شيخ المؤيد» و «السلطان قايتباي»» وزادت الاضطرابات في أنحاء 
البلاد» ولا تكاد تستقر حتى تعود إليها الفوضى ثانية؛ بسبب الفتن التي زادت حدتها في عهد المماليك 
البرجية على وجه الخصوصء لدرجة أن «خاير بك» أحد أمراء المماليك البرجية هو الذى ساعد 
العثمانيين - بخيانته - على الدخول إلى «مصر» والشاء(» قد انتهت دولة المماليك بعد أن ظلت 
مدافعة عن العالم الإسلامي حقبة دامت أكثر من قرنين ونصف القرن . 

شهد العالم الإسلامي خلالها حضارة زاهرة مازالت آثارها باقية حتى الآن» ونعم المسلمون فيها بالرخاء 
والازدهارء إذ غرف المماليك بالتطور وحب العمران» كما عرفوا بمهاراتهم الفائقة في الفروسية والقتال» 
فهم الذين ردوا المغول ودحروا الصليبيين» وتاريخهم المجيد يشهد لهم بذلك» وعلى الرغم مما حدث من 
هنات في بعض فترات حكمهمء فإن الحكم النهائي على أية دولة لا يكون إلا على ما خلّفته» ومما لاشك 
فيه أن المماليك قاموا بدور لا يمكن تجاهله أو نسيانه» وخدموا المسلمين في كل مكان على الأرضء» 
وأنشأوا حضارة راسخة؛ وشجعوا العلم والعلماء والمتعلمين» وكونوا جيشًا قوياء وبنوا أسطولاً عظيماء 
وساعدوا الفقراء والمحتاجين» وشيدوا المدارس والجوامع والأسبلة والقلاع والمستشفيات والقصورء وعاشوا 
مع أهل البلاد في أمان وسلامء وذابوا في وحدة العالم الإسلامي» وبنوا له حضارته» ودافعوا عن أرضه»ء 
ورفعوا من شأنه» وأخذوا بيده إلى القمة في صدر صفوف دول العالم المتقدمة آنذاك7). 

نظام دولة المماليك البحرية العلمي: 

أصبحت مصر في عصر سلاطين المماليك محوراً لنشاط علمي كبيرء فقصدها العلماء وطلاب العلم 
من مختلف الأقطار شرقها وغربهاء وخير دليل على هذا ما خلفه علماء ذلك العصر من تراث ضخم في 
مختلف العلوم والفنون» ولم يقتصر هذا النشاط العلمي على العلماء وطلاب العلم فحسبء بل تجاوزوه 
إلى الأمراء وسلاطين المماليك؛ فقد عُرف عن كثير من السلاطين حبّهم للعلم وشغفهم بسماعه؛ والجلوس 
إلى جانب العلماء في مجالسهم وحلقاتهم العلمية» واعتنوا بمؤرخين أغنوا المكتبة الإسلامية بنتاجهم 


الغزيرء وأثرت بالكثير من مؤلفاتها التي شهد لها التاريخ/')؛ وأما من ناحية التأليف والتدوين» فربما كانت 


(9):عاشور: المجتمع المصري) صن © : 

(؟) طقوش: المماليك في مصر والشام؛ ص 555. 

() طقوش: المماليك في مصر والشامء ص 5517 . 

(؛) عاشور: المجتمع المصري في عصر المماليك.ء ص .١517‏ 


١5 


هذه المرحلة أغنى أوقات التدوين» وخير ما يدل على ذلك عظم الثروة العلمية التي وصلتنا من ذلك 
العصر بالذات» وما زالت دور الكتب في كافة أنحاء العالم نير بمئات المخطوطات التي ترجع إلى ذلك 
العصرء والتي تناولت معظم ألوان المعرفة: الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم الدينية والطب والفلاحة 
والمعارف العامة وغيرهاء فبرز في العلوم» الدينية مشاهير العلماء أمثال: النووي7"). والعز بن 
عبدالسلام7"» وابن بنت الأعز7"ء وابن دقيق العيد(“)» وابن جماعة7)» وأبى شامة المقدسي("), وأعداد 
كبيرة يصعب حصرهم.ء كما برز في الأدب واللغة علماء أمثال ابن مالك الطائي النحوي/"», وأما التاريخ 
فقد كان أبرز العلوم» في عهد سلاطين المماليك» برز فيه أعلام كثيرة مثل ابن عبد الظاهرا")؛ وابن 
كثير('! » وابن الأثير('') وابن حجر العسقلاني!'''؛ وغيرهمء وفي العلوم» التجريبية والتطبيقية والطبيعية 


وعلم الحيوان و الهندسة والعلوم» والفلك» وغيرهه!" '). 


(١)أبو‏ زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي(5175-711ه/7717-1777١م)انظر:‏ الصقاعي: وفيات الأعيان ص .5١١‏ 
0 أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي (/الا5ه- ٠55ه/١181١1م‏ -17357م) انظر: الصقاعي: 
وفيات الأعيان صء 15 . 

(")القاضي تاج الدين بن الأعز بن خلف(05٠5-‏ 555ه/75717-17017١م)انظر:‏ الصقاعي: وفيات الأعيان صء» .١75‏ 
(54) محب الدين أبوالحسن على بن محمد القشيري بن القوصي (1/117-751اه/3117-1751١م)انظر:الصقاعى:‏ تالى 
كتاب الوفيات» ص ١٠١6‏ . 

(5) بدر الدين بن جماعة أبو عبد الله الكناني الحمويء. (559 -*5/اه/1733-1741م) انظر : الصقاعى: تالى 
كتاب الوفيات» ص ٠١5‏ . 

(1) شهاب الدين عبد الرحمن المقدسي المعروف بأبي شامة (575-519ه/177-5107م) انظر: الصقاعي: تالى 
كتاب الوفيات»ء ص 18 . 

(1»0)جمال الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك صاحب الفية ابن مالك في النحو -5٠.-٠(‏ ؟لاكه/:١١7075-1ام)‏ 
انظر: الصقاعي: تالى كتاب الوفيات» ص .١ 57-١547”‏ 

(8) محيي الدين أبو الفضل عبد الله بن رشيد الدين ابن نشوان ابن عبد الظاهر السعدي المصري (٠17-557ه/777١1-‏ 
5١م‏ انظر: الصقاعي: تالى كتاب الوفيات» ص ١١8‏ . 

(9) عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء القرشي الدمشقي ,7١١(‏ - 4لالاه/111077-19.1م) 
انظر: ابن حجر: الدرر الكامنةء» ص 7175 . 

)٠١(‏ عز الدين أبي الحسن على بن محمد بن عبد الكريم ابن الأثير الجزري الموصلي الشيباني (ههه- 
6ه االلمزيد انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان » ج؟: ص 354/8 . 

)١١(‏ شهاب الدين أبو الفضل أحمد العسقلاني ثم الشافعي ("/الاه - 857ه/171071- ١158‏ م) انظر: ابن حجر: 
الدرر الكامنة» ج4؟» ص 459 . 

.١187؟ ص 7”57- ١/ا"؛ ابن تغري برد ي: النجوم» ج لا ص‎ ٠” القلقشندي: ج‎ )١١( 


6ك 


نظام الإقطاع في دولة المماليك البحرية: 

في عصر سلاطين المماليك ظهرت أثار النظم الغربية التي أتت من غرب أوربا إلى الشرق عن 
طريق الحروب الصليبية وحقيقة أن نظام الإقطاع الذى عرفته مصر في عصر الأيوبيين ثم المماليك 
ترجع أصوله إلى السلاجقة والأتابكة7"» وأن المماليك لم يستعملوا كثيراً من الاصطلاحات الخاصة 
بالإقطاع التي استعملها الصليبيون» ولكنهم مع ذلك تأثروا إلى حد كبير بالقواعد والنظم اللاتينية التي 
اقتبسوها من جيرانهم الصليبيين . 
فقد عاش المماليك في مصر طبقة منفصلة ممتازة عن سائر السكان» وساعد ذلك على قيام نظام طبقي 
تميزت فيه كل طبقة حسب مركزها ونوع نشاطها ولاحظ العلماء المعاصرون هذه الفوارق» ويتضح من 
كل ذلك أن المماليك كانوا الطبقة العسكرية الممتازة التي سيطرت على البلاد وأهلهاء ولهم في أصلهم 
ونشأتهم وطريقة تربيتهم وأسلوبهم الخاص في الحياة سياج يحيط بهم ويجعل منهم طبقة ذات خصائص 
تعزلها عن المحيط التي تعيش فيه» وكان مصدر تروتهم من الإقطاعات السخية التي يجريها السلطان 
على الأمراء والجند كل حسب درجته ورتبته!"). وبلغ متوسط إقطاع الأمير مساحه تتراوح بين زمام قرية 
وعشر قريء أما المملوك السلطاني فيتراوح إقطاعه بين زمام قرية ونصف قرية» في حين لم يقل إقطاع 
جندي الحلقة”اعن نصف زمام قرية وقدر القلقشندي/*) إقطاع الأمير الكبير بمئتي ألف دينار وهكذا كل 
حسب كل رتبته . 
وكان السلطان يتولى بنفسه -عادة- توزيع الإقطاعات» وظلت القاعدة العامة أن يكون الإقطاع شخصياً 
بحتاًء لا دخل لحقوق الملكية أو لأحكام الوراثة فيه وكان الإقطاع على نوعين؛ الأول أن يكون للمقطع 
الحق المطلق في استغلاله؛ والثاني أن يكون المقطع مقيدا بشروط خاصة بانتزاعها أثناء التمتع بإقطاعه. 
وفي جميع الأحوال لم يتعدى المقطع حدوده المحددة له» ويتضح من ذلك أن ذلك النظام لم يحدث من 
الآثار مثلما أحدث في الغرب الأوربي (عصر النضج الإقطاعي) الذي تطور فيه الإقطاع إلى التوريث» 
الذي أثر على الحياة الاجتماعية آنذاك ولم تكن الإقطاعات المصدر الوحيد لثروة الأمراء وأرزاقهم» بل 
)١(‏ طرخان: النظم الإقطاعية» ص 7 -١"٠؛‏ طقوش: تاريخ المماليك في مصرء ص .7١‏ 

.0 - 1.2 و4136 101611051221165 211:2 الاعطاء1مم511 :11 -/[1002 

(؟) طرخان: النظم الإقطاعية» ص 56-554 . 
(؟) هم أرباب الإدراك وملتزمي خيل البريد وغيرهم انظر القلقشندي: صبح الأعشىء. ج؟. ص 58: . 


(5) صبح الأعشى» ج54 ص 6 


6 1ه 


رتب السلطان للأمراء الرواتب الجارية» وقد تمتع المماليك بمكانة كبيرة في المجتمع ومنزلة رفيعة عند 
السلاطين» كما يبدو هذا الأمر جلياً في العهد الصادر عن السلطان المنصور قلاوون إلى ولده الأشرف 
خليل» وفيه يوصيه برعاية الأمراء " فهم السور الواقي» وهم ذخائر الملوك» وجواهر السلوك» فكن 
لجنودهم متحبباًء ولمصالحهم وآرائهم مستصوباء وفي شكرهم مسهباً!') وليس غريباً أن يحدث أن تطغي 
نفوذ الأمراء على نفوذ سلطان المماليك في الشئون العامة» فضلاً عن الشئون السلطانية الخاصة» وذلك 
حال قيام سلطان صغير السن في منصب السلطنة!"؛ ولعزلة المماليك التي عاشوها جعلتهم يشعرون 
بأنهم أغراب عن أهل البلاد!"). 
مقدمة عن الأزمات الاقتصادية: 

فم العرب المسلمون على فح مصر وهم يُدركون حقيقة قدراتها العظيمة» وخيراتها الوفيرة» ولا 
شك أنّ مصر الإسلامية كانت تتمتّع بقسط وافر من الغنى والرخاء»؛ لكنّ رخاء مصر لم يَمسْلم من بعض 
الأزمات: الاقتصادية التي كانت تقطعم حَبلَ تلك الرحاء:.من:وقت لآخرء:وقد أصاب المقسيم حإلى خد 
بعيد- حينما قال عن مصر: "هذا إقليم إذا أقبلك» فلا تسأل عن خصبه ورخصهه. وإذا أجدبْ فنعوذ بالله 
من قَخطه7'. وعبارة المقدسي -على إيجازها- تعبّر عن حال مصرٌ أبلغ تعبير» إذ بلغت بعضل 
الأزمات الاقتصاديّة فيها -رغم رخائها- شوطا بعيدًا في حدّتها وقسوتهاء وامتدت لبضع سنين. 

وبعد» فسوف نحاول أن نستقصي بعض تلك الأزماتِ الاقتصادية التي حَدَثت في عصر 
المماليك البحرية» وسنعمل على إبراز أسبابهاء وكيفية تفاقمهاء وكيفية علاجها وتأثيراتها على النواحي 


الاقتصاديّة والاجتماعيّة. 


.١0/75-١55 القلقشندي: صح الأعشى» ج١٠. ص‎ )١( 

(1) العيني: عقد الجمان» حوادث 707 ج5.» ص 557؛ ابن تغري: النجوم» ج248» ص ١١6‏ -7076, 
(©) ابن تغري بردي: النجومء ج8, .١85‏ 

(5) المقدسي : أحسن التقاسيم » ص 7١7‏ . 


سيا 3ك 


وقبل الحديث عن أسباب وعوامل الأزمات الاقتصادية فلابد من التعريف بالأزمة الاقتصادية. 
مفهوم الأزمة الاقتصادية حسب النظم الحديثة: 
١‏ -المنظمة الدولية للحماية المدنية: 
"هي حادثة كبيرة تنجم عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وقد تكون أزمة طبيعية 
(13515ه 12331) مردها فعل الطبيعة (فيضان» سيولء زلازل» عواصفء جفافء آفاتء وباء» طاعون) 
وقد تكون أزمة بشرية (ذوتت 111123) مردها فعل الإنسان سواء كان إرادياً -عمداً- أم لا (صناعية: 
فنية) وتكون إرادياً بالإهمال» وتتطلب لمواجهتها معونة الأجهزة الدولية كافة') وبهذا التعريف أخذت 
جامعة الدول العربية(). 
؟ - تعريف هيئة الأمم المتحدة: 
"هي حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة» ويصبح الناس بدون مساعدة 
ويعانون من ويلاتها ويصيرون في حاجة إلى حماية وملابس وملجأ وعناية طبية واجتماعية واحتياجات 
الحياة الضرورية الأخرى. 
*- تعريف المنظمة الأمريكية لمهندسي السلامة: 
"التحول المفاجئ غير المتوقع في أسلوب الحياة العامة بسبب ظواهر طبيعية أو من فعل إنسان» 
تتسبب في العديد من الإصابات والوفيات أو الخسائر المادية الكبيرة'7". 
؛ - تعريف مجلس الشورى المصري: 
"هي حدث ينجم عنه خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وتلوث للبيئة» وقد تكون إرادية أو غير 


إرادية» ويتطلب لمواجهتها جهد الدولة وفقاً لحجم الأزمة أو مدى الخسائر التي تنجم ني "0 


)١(‏ منظمة الإغاثة الإسلامية: فعاليات البرنامج التدريبي»ء ص "؛ موقع ندوة إدارة الكوارث. 

1201011:2.507. 15 ]25 015//: مط 
)١(‏ منظمة الإغاثة الإسلامية: فعاليات البرنامج التدريبي» ص ؟؛ جميلء الدليل المرجعي للشباب العربي في. مجال 
الحفاظ على البيئة» جامعة الدول العربية» ص 775. 
(؟) محمد: الكوارث المفهوم -التصنيف-الخصائص. ص ١٠؛‏ موقع ندوة إدارة الكوارث. 

1201012.5017. 01525]615//: اط 
(؛) محمد: الكوارث المفهوم؛ التصنيف؛ الخصائص:» ص 50. 


1 


ه - تعريف المركز الوطني للمعلومات-اليمن: 

'اضطراب مأساوي مفاجئ في حياة مجتمع ماء يقع بمنذرات بسيطة أو بدون إنذارء ويتسبب في 
أو يهدد بوفاة أو إصابات خطيرة أو تشريد أعداد كبيرة من أفراد هذا المجتمع تفوق قدرة وامكانات أجهزة 
الطوارئ المختصة والسلطات المحلية حين التعامل معها في الحالات العادية» ومن ثم تتطلب تحريك 
وحدات مماثئلة لها من أماكن أخرى لمساعدتها في مواجهة الأزمة والسيطرة عليها ("). 

بعد تعريف الأزمة الاقتصادية ننتقل إلى أسباب هذه الأزمة وهي عبارة عن أسباب طبيعية 
وأسباب بشرية: 
والأسباب أو العوامل الطبيعية كالاتي: 

يقصد بالعوامل الطبيعيّة تلك العوامل التي لم تكن من صُنْع البشرء وإِنّما هي محصلة ظروف 
بيئيّة لم يكن في استطاعة المصريّين -في حدود قدراتهم المتاحة آنذاك- أن يتحكّموا فيهاء أو يُسيطروا 
عليهاء كان منتهى قدرتهم إزاءَها أن يُحْقَفوا من حدتهاء أو يُعالجوا بعض آثارهاء وقد تعدّدت تلك العوامل 
الطبيعيّة وتنوّعت» وتفاوتت في مدى خطورتهاء وفي حجم تأثيرها كما سيتبين لنا من خلال الفصل 


التالي: 


)١(‏ منظمة الإغاثة الإسلامية: فعاليات البرنامج التدريبي»ء ص "؛ موقع ندوة إدارة الكوارث. 
1201011:2..5077. 01535]615//:مااط 


1 


الفصل الأول 
زمات الاقتصادية 
الأسباب الطبيعية للأزمات الا 
وجهود الدولة في معالجتها 


ول: فيضان النيل وقصو قف الدولة في : ظ 

ول فيضان النيل وقصوره» وموا وموقف الدولة في 

٠ 0 ,‏ زراعا تت قف الدولة 
الثانى: - مم ِ- 


اه هه : 
ن» وموقف الدولة في معا - 
الثالث: الأوبئة والطواعين عنما 


الأول 
فيضان النيل وقصور حد الوفاء 

لا يوجد نهر في الدنيا له من الفضل على اقليم» ما لنهر النيل من الفضل على مصر وساكنيهاء 
فالتربة المصرية التي تعد من أخصب أنواع التربة في العالم منقول جلها أو كلها من فوق جبال الحبشة 
البركانية بواسطة فيضان النهر السنوي7")» ومن ثم فان وادى النيل في شطره المصري - من أسوان حتى 
البحر المتوسط - تكوين رسوبي حمله النهر من فوق جبال الحبشة ليلقيه في الصحراء مكونا ذلك الوادي 
الخصيب الذى شهد مولد حضارة من أقدم حضارات الأرض بل أعرقهاء صارت منبعاً وأصلاً لكل 
الحضارات التالية»؛ وكان واضحاً أن هذه الحضارة المبكرة في النضوج والرقى ازدهرت ونمت بفضل نهر 
النيل» ولا غرابة إذن أن يصبح النهر محط اهتمام المصريين وغيرهم ممن سكن البلاد أو حكمها منذ أقدم 
العصور حتى يومنا هذا. 
ويأتي قصورُ فيضان النيل في مقدّمة العوامل الطبيعيّة المسببة للأزمات الاقتصاديّة» بل وأشدها خطورة 
على الإطلاق» فنهر النيل - كما هو معروف - هو المانح الأول للحياة على ذلك الشريط الأخضر 
الملاصق لضقّتيه على طولٍ مجراه» من أقصى جنوب مصرء حتى مصبّه شمالاً في البحر المتوسطء 
وبعيدًا عن الجدل بين مَن يقول بأنَّ مصر هبة النيل» ومن يقول بأنها هبة المصريّين» فمما لا شك فيه 
هو أنَّ اقتصاد مصر الإسلامية كان - في المقام الأوّل - اقتصادا زراعيّاء يعتمد اعتمادًا حياتيًا على 
الرّيّ من ماء النيل» يقول القضاعي فيما نقله عنه ياقوت الحموي7): 'ومن عجائب مصرّ النيل» جعله 
الله لها سقيًا يزرع عليه» ويُستغنى به عن مياه المطر" 
النيل وعلاقته بالأزمات الاقتصادية: 

كان هبوط النيل عن حد الوفاء وهو ستة عشر ذراعاًء غامرها وعامرها/ أو زيادته عن المنسوب 
العادي للفيضان يمثل خطراً حقيقياً على الحياة المصرية آنذاك؛ وكارثة قومية يخشى الجميع حدوثهاء فإن 


زاد عن حده العادي أغرق البلاد» فالفيضانات تدمر المزارع والممتلكات» وتزهق الأرواح» وتجرف التربة 


10( قاسم عبده: النيل والمجتمع» ص 7 . 
(21) معجم البلدان» ج26 ص 7325. 
6 المقريزي: المواعظ. ج١1١‏ ص هل/ا١‏ . 


السطحية المنتجة» وتُخرب قوام التربة ونسجيهاء وتضيف أعباء كبيرة على المزارع عندما يعيد أرضه إلى 
سابق عهدهاء كما أن الفيضانات ثدمر نُظم الري والطرقء؛ وقد تنفق بسببها آلاف رؤوس الماشية!"). 

واذا قصر عن الوفاء فات أوان الزراعة» وتأخرت الزراعة» وتقلق الناس وانتابتهم المخاوف من حدوث 
المجاعات نتيجة لعدم زراعة المحاصيل؛ ويسارعون في تخزين الغلال التي لديهم ضماناً لقوتهم أثناء 
الأزمة المتوقعة» أيضاً يسارع التجار إلى تخزين الغلال طمعاً في الحصول على أرباح أكثر عن طريق 
رفع الأسعارء ولذلك يشتد الإقبال على شراء الغلال بينما يقل المطروح من البضائع في الأسواق ويشتد 
تزاحم الناس على الأفران وحوانيت بيع الغلال» وكل ما يباع ويشترى من مأكول وملبوس ومشروب"") 
وينتج ذلك بطبيعة الحال تصعيد خطير في الأسعار ويظهر إلى الوجود ما نعرفه اليوم باسم (السوق 
السوداء) على حد تعبيرنا المعاصرء ويؤدى ذلك بدوره إلى ارتفاع أجور العمال والمهن والصناعء وكأن 
هبوط مياه النيل وتعطل الزراعة كارثة قومية تقض مضاجع كل الطبقات ٠»‏ وبطبيعة الحال يتزايد عدد 
الفقراء»ء عقب هذه المجاعات»؛ إذ يضطر الناس لبيع ممتلكاتهم لشراء ما يقتاتون به ومن ثم يدخلون في 
عداد المعدومين!! وتزدحم العاصمة بالوافدين من القرى بحثاً عن الطعام الذى يوزع في القاهرة أحياناً 
خلال هذه الأزمات/*). وبالإضافة إلى هذه الفوضى الاقتصادية» كانت نظم الدولة السياسية ترتبك في 
غالب الأحوالء وأثارت الفتن بين الأمراء من ناحية» وظلم الولاة من ناحية أخرى/"). 

ويمكن القول إن هذا النهر العظيم هو قوام الحياة المصرية وعليه مدارهاء فإذا كانت المياه كافية لري 
الأراضي الزراعية "مرت تلك السنة على خير" أما إذا هبطت مياه النيل انتشرت حالة من الفوضى وحل 
شبح المجاعات والغلاء؛ ولكن الغلاء أو المجاعة وما يتبعها من مظاهر الفوضى والاضطراب على شتى 
المستويات لم تكن هي وحدها في جميع الأحوال ناجمة عن هبوط النهر أو غرق الأراضي الزراعية» بل 
أن هناك من الأسباب ما يتصل بالأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 


)١(‏ أبو سمور والخطيب: جغرافية الموارد المائية» ص 4١5١٠‏ - موقع ندوة إدارة الكوارث محمد المصطفى» السيول 
والفيضانات» موقع شخصي: 

.131ع6 [.2110210131131201121020طلك1//:ماغخط :0112.5017.59طط. كاع ك2 015//:ماخط 
)١(‏ المقريزي: اغاثة الأمة» ص ١5-4؛‏ ؛ قاسم عبده: النيل والمجتمع» ص 4-57 5. 
(*) المقريزي: السلوك» ج4؛: ص 14- 80/0. 
(4) المقريزي: السلوكء ج4: ص 174- 06/؛ اغاثة الامةء ص 7 -80. 
(5) المقريزي: اغاثة الامةه ص 77 -358 ؛ عبد الرازق: البذل والبرطلة» ص 77 . 


ا 


١)الأزمات‏ في مصر: 

وفى عهد سلاطين المماليك تكررت المجاعات بمصر والشام» وكانت غالبية هذه المجاعات 
مرتبطة بنهر النيل وفيضانه السنوي الذي تعتمد عليه الزراعة في البلاد» ويمكن القول بأن تلك الفترة من 
أهم الفترات المؤثرة في تاريخ مصر والشام. 
أولاً: الجفاف في مصر: 

وما حدث من مجاعة أو غلاء سنة 577ه / 1754 م في عصر السلطان بيبرس البندقداري7") 
'إذ توقفت زيادة النيل وتبع ذلك ارتفاع الأسعار وقل الخبز وأكل الناس حشائش الحقول وأوراق اللفت 
والكرنب حتى دخلت السنة الجديدة محصولاتها فأخذت الأسعار في الهبوط وزالت الازمة (). 

ولكن هذه الأزمة لم تكن شيئا يذكر إذا قورنت بالمجاعة التي ألمت بالبلاد فيما بين عامي 
4- 515هه179 -1115١م‏ التي حدتت أثناء حكم السلطان العادل كتبغا(" "عندما قصر النيل عن 
حد الوفاء. وحلت بالبلاد كارثة المجاعة التي أعقبها الوباء الذى أسكن الألوف التراب كما وصفها بعض 
أحدائها ابن اياس7؛) فقال "فقد كثر الشح» ووقفت الأحوال واشتد البكاء» وعظم الضجيج في الأسواق من 
شدة الغلاء» ووصل الأمر بالناس إلى أكل الكلاب والقطط والحمير والبغال» ولم يبقى عند أحد شيء 
وقيل أن الكلب السمين صار يباع بخمسة دراهمء والقط بثلاثة دراهم وليت الأمر اقتصر على ذلك فقد 
تساقط الناس صرعى الجوع في الطرقات» وجافت الطرق بجثث الموتى حيث أن المجاعة سرعان ما 
كانت تجر الوباء وراءها الذى قضى على عدد كبير من السكان" وقد عاصر ابن أيبك الدواداري!”) هذه 
المجاعة وأورد لنا وصفا لبعض أحداثها فقال " كان يقول الانسان الفقير لبابة لله؛ لبابة لله ويموت مكانه؛ 


وعادوا يخرجون إلى الكيمان يلتقطون ما يكون مدفونا بها من حبة قمح أو شعير أو فول أو ما أشبه 


)١(‏ الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البند قداري الصالحي النجمي لقب بأبي الفتوح. سلطان مصر والشام ورابع 
سلاطين الدولة المملوكية ١ه‏ - 15ا5ه/77١-17717١م؛‏ انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان» ج54» ص .١55‏ 

(؟) النويري: نهاية الأرب» ج0٠”.‏ ص 50-53 ؛ المقريزي: السلوكء ج ١‏ ص 5-5؛ العيني: عقد الجمان» حوادث سنة 
7'اهء ج١ء‏ ص 7511-7175 ؛ ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة» جلاء ص 3١7‏ . 

(؟) الملك العادل زين الدين كتبغا بن عبد الله المنصوري التركي المغلي (5557 - ١.لاه/ره5؟١- )١15١5‏ انظر: 
النويري: نهاية الارب. ج١7ء‏ ص 85-1١85‏ ١؛‏ المقريزي: السلوك,» ج١‏ ق ”اص 21١5‏ . 

(5) بدائع الزهورء ج١.‏ ق ١ع‏ ص .59١‏ 

(5) كنز الدررء ج8؛» ص 7519. 


0 


ذلك؛ ولقد نظرت بعيني برا باب البرقية ظاهر القاهرة في الخندق برا السور جماعة كبيرة شبه الوحوش 
الضارية قد تغيرت عنهم معالم الانسانية» وكل جماعة عندهم قدر يتنظرون الميتات التي تخرج وترمى 
بكيمان البرقية فيأخذونها بالضراب بينهم من قوى على صاحبه فيطبخونها ويأكلونها " وذكر أيضاً ابن 
أيبك والمقريزي (" "أن الناس صارت تأكل القطط والكلاب» بل صار الناس يأكلون بعضهم البعض 
ويأكلون الأطفال أيضا" ورغم الحذر الشديد في قبول مثل هذه الأقوال لما قد يكون فيها من المبالغة إلا 
أنها في النهاية تعطينا انطباعاً عن ما يمكن أن تصير إليه الأمور أثناء تلك الازمات. 

ومن أسباب نفاقم الأمور أثناء المجاعة التي حدثت سنة 545ه /715١م‏ أن السلطان الأشرف 


بن قلاوون كان قد فرق المخزون من الغلال على الأمراء قبل موته» فلما قصر النيل على الوفاء» اشترى 


القمح بدرجة تتجاوز المنطقي والمعقولء وتكالب الناس على شرائه(! . 

وعندما حدث جفاف ومجاعة في بلاد الشام ومصر سنة 555- 59565ه/ه59١-915١١1‏ م2 
أدى ذلك إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمزروعات» فقد تلفت كميات كبيرة منها بسبب شح المياه» ومات 
بسبب المجاعة عدد كبير من الفلاحين» مما كان له أكبر الأثر على انخفاض الإنتاج الزراعي» وزيادة 
حدة المجاعة!) أيضاً في سنة 1709ه/709١م‏ (عصر السلطان ركن الدين بيبرس الجاشكنير) حدثت 
مجاعة عقب توقف مياه النيل عن الزيادة.. ولكنها كانت أخف وطأة من المجاعة التي حدثت في عهد 
السلطان كتبغاء ولكنها كانت من بين أسباب فشل حكم بيبرس الجاشنكير الذي تشاءم الناس بحكمه لما 
لزمه من هبوط مياه النهر والغلاء!؛). وفي سنة 15ه/775١‏ م حدثت مجاعة في مصرء ويبدو أن 


ذلك يرجع إلى حدوث جفاف في مصر في ذلك الوقت7). وقد وصف المقريزي!'! حالة الناس في هذه 


. 7519 السلوك؛. ج؟.» ص 557؛ كنز الدررء ج8,: ص‎ )١( 

(؟) الذهبي: دول الاسلامء ج7”. ص 35١‏ ؛ المقريزي: السلوك» ج7”.» ص ”>51١‏ ؛ السيوطي: حسن المحاضرة» ج27» ص 
/1""؛ ابن آيبك: كنز الدررء ج285 5ه”. 

(") بيبرس المنصوري: مختارء ص -١١١‏ 7١٠؛‏ النويري: نهاية الأرب» ج ١‏ ص 187؟؛ ابن الجزري: تاريخ» ج 2١‏ 
ص 58٠١‏ - 785 ؛ الذهبي: دول الإسلام »ج ؟.» ص ١1773-57؛‏ ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات» ج 4» ص -١95‏ 
١‏ المقريزي: السلوك» ج7.ء ص 558؛ ابن أيبك: كنز الدررء ج 8 ص 519” - 3554. 

(4) المقريزي: السلوك» ج؟. ص ١45؛‏ ابن ايبك: الدر الفاخرء ص 55 ١؛‏ قاسم: النيل والمجتمع»ء ص 55 . 

(5) ابن الجزري: تاريخ» ج “اء ص 855 - 565 ؛ اليوسفي: نزهة الناظرء ص 5954 .5.01١-‏ 

() اغاثة الامةء ص4”. 


010 


المجاعة بقوله: 'وعدم القمح من الأسواق» وصار على كل دكان من دكاكين الخبازين عدة من الناس» 
وصار الخبز كالكسب من السواد» فرتب الوالي!'! على كل حانوت أربعة من أعوانه معهم المطارق لدفع 
الناس عن حوانيت الخبز لثلا ينهب" 

وفي سنة هلالاه/ 710/7 ١‏ م انخفض مستوى ماء نهر النيل» فحدث جفاف في مصرء وقلق الناس 
لذلك؛ وخرج القضاء والفقهاء وغيرهم إلى جامع عمرو وتضرعوا إلى الله لزيادة النيل» وخرجت الناس إلى 
رباط الآثار النبوية» خارج مدينة مصرء وقرأوا القرآن الكريم» وتضرعوا إلى الله تعالى مرةً أخرى؛ ثم 
عادواء واستمر الجفاف حتى جفت الخلجان من الماء»ء فارتفعت الأسعارء وغلب اليأس على الناس» 
فنودى بين الناس بالتوبة عن المعاصيء وصيام ثلاثة أيام تضرعاً إلى الله تعالى» الإثنين» والثلاثاء» 
والأربعاء» وخرج الناس في آخر أيام هذا الشهر إلى قبة النصر - خارج القاهرة - وترك الكثير أعمالهم, 
ومعهم الأطفال» ونصب هناك منبراء ونزل الأمير أقتمر عبد الغنى النائب!!؛, في عدة من الأمراءء 
فخطب ابن القسطلاني خطيب جامع عمرو خطبة الاستسقاء» وصلى صلاة الاستسقاء» وكشف رأسه 
عند الدعاء؛ فكشف الناس جميعاً رءوسهم» وتضرعوا بالدعاء إلى الله وارتفعت أصواتهم بالاستغاثة 


وفاضت أعينهم بالبكاء» فكان مشهداً عظيماًء فلم يسقوا وعادوا خائبين واستمر عدم وجود الغلال7”" 


ولما استهلت سنة 1/6/اه/5 ١725-١717‏ ام حدثت المجاعة في مصر واشتد الغلاء وظهر 
الوباء»ء وقد وصف المقريزي 7*) حالة الناس في هذه المجاعة بقوله: " وكثر موت الفقراء والمساكين 
بالجوع » فكنت أسمع الفقير يصرخ بأعلى صوته: للهء لبابه قدر شحمة أذنيء أشمها وخذوها فلا يزال 
كذلك حتى يموتء هذا وقد توقفت أحوال الناس من قلة المكاسبء لشدة الغلاء» وعدم وجود ما يقتات به 


0 وفي سنة /الملاه/ 15 ١‏ م انخفض مستوى مياه نهر النيل» فحدث الحفاف في مدا" 


)١(‏ يتحدث في أمور البلاد مع السلطان ويصدر التحكم في مكان ولايته انظر: القلقشندي: صبح الأعشى» ج4» ص 
0 

.5"97 جندي وتولى نيابة مصر ثم الشام انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة» ج١» ص‎ ٠٠٠١ نائب السلطة في إمرة‎ )١( 
."517-757 (؟) المقريزي: السلوك» ج4» ص‎ 

(؛) السلوك» ج 4 ص "1/9" - 7374. 

(5) المقريزني: السلوكء ج ه. ص 745١؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 7”» ص777. 


ا 


ثانياً: الفيضان في مصر: 

تعرضت مصر خلال مدة الدراسة لعدد كبير من السيول والفيضانات» وذلك بسبب عدم وجود 
سدود على نهر النيل وتمكن الدولة فيه» مثلما حدث بعد بناء السد العالي حديثاًء وجهود الدولة في التحكم 

في شهر جمادى الأولى سنة 537ه/919١١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة القاهرة» فحدث 
سيل بهاء أدى إلى إتلاف قبور عدة في منطقة القرافة وباب النصرء وألحق أضراراً متفاوتة في الأملاك 
والعمائر المجاورة!') وفي شهر محرم سنة 5١1ه/7١7١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة بلبيس!", 
فحدث بها سيل عظيم أغرق أماكن عدة فيها وكان بسبب هدة عظيمة شبه الصاعقة”") 

وفي شهر رجب سنة 1711ه/17117 م فاض نهر النيل» فتسبب في هلاك بعض الأشخاصء» 
وأغرق أماكن عدة» وألحق أضراراً متفاوتة في المنشآت والممتلكات والبساتين» وقطع الطريق في القاهرة 
ومصر في عدة مواضعء؛ حتى أمر السلطان قطع الخلجان التي عادتها تقطع عيد الصليب/)» وكان من 
عادة قطعها ينقص نهر النيل» ولكن لم ينقص واستمر في الزيادة وعم فساده لعدم الاهتمام بالجسور*) 
وفي يوم السبت ١7‏ رمضان سنة 17اه/1777 م فاض نهر النيل» وأغرق أماكن عدة في الصعيدء 
فألحق أضراراً متفاوتة في المنشآت والممتلكات» وكثر الخوف من غرق القاهرة» واشتد الاحتراس وهم 
السلطان لاستدعاء المهندسين لعمل جسر يحمى القاهرة من الغرق7") 

وفي شهري شعبان ورمضان سنة 5١/اه ١775/‏ م فاض نهر النيل» وأغرق أماكن عدةء 


فألحق أضراراً متفاوتة في المنشآت والممتلكات وخاصة في منطقة الفيوم لانقطاع جسرهاء فغرقت 


.5535 المقريزي: السلوك» ج ”. ص ١١5؛ العيني: عقد الجمان» ج “اء ص‎ )١( 

(1) مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام يسكنها عبس بن غيض. انظر: ياقوت الحموي: معجم 
البلدان» ج١ء‏ ص 595. 

() المقريزي: السلوك. ج ”2 ص .51١5‏ 

(4) عيد يحدث عند المسيحين في السابع عشر من شهر توت وهو من الأعياد المحدثة وسببه عندهم ظهور الصليب 
على يد هيلانة أم قسطنطين؛ انظر: المقريزي: المواعظء ج١.‏ ص 758 . 

(5) النويري»: نهاية الأرب: ج 7" ص 35١؛‏ ابن كثير: البداية والنهاية» ج 5١ء‏ ص "4؛ المقريزي: السلوك.. ج ”2 
ص 0554. 

(5) المقريزي: السلوك» ج ؟. ص 57. 


الاقصاب والمعاصرء وشون الغلال» وصارت السفن لا تجد برا تضرب فيه الوتد من قوص إلى القاهرة(") 
وفي شهر رمضان سنة 175ه/775١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة القاهرة» وحدث سيل عظيم 
صب معظمه في نهر النيل» وأدى ذلك إلى تلوثه» واصفرار لونه!'' وفي يوم عيد الأضحى الأحد ٠١‏ ذي 
الحجة سنة 717/اه/7717١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة بلبيس»: فحدث بها سيل عظيم؛ مما جعل 
الناس يهربون من شدته» وتعطلت شعائر صلاة عيد الأضحىء وذبح الأضحية في ذلك اليوم» وقد ألحق 
هذا السيل بالممتلكات أضراراً فادحة (') وفي شهر شوال سنة 78/اه ١748/‏ م هطلت الأمطار بغزارة 
على مصرء وكان أشدها ما حدث بمدينة بلبيس والقاهرة» فحدثت بهما سيول عظيمة» لم يعهد مثلهاء مما 
أدى إلى تلف عامة السقوف7'). 

وفي ليلة الاثنين ١١‏ ربيع الثاني سنة 17ه/7717١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة القاهرة 
استمر لمدة ستة أيام متوالية» فحدث بها سيل عظيمء فهدم عدة أماكن» وسال الجبل وأعقب المطر رياحا 
عاصفة» واشتد البرد على خلاف العادة» وسقط الثلج وكثر تسخير الناس للعمل في عمائر السلطان 
بالقلعة» وكثرت الاستغاثة من الظلم والعناء(”). وفي شهر رمضان سنة 1/8ه/77/8١م‏ فاض نهر النيل» 
وأغرق أماكن عدة خاصة في منطقة بولاق» وألحق أضراراً متفاوتة في المنشآت7') وفي شهر ربيع الأول 
سنة 554/اه/757١‏ م فاض نهر النيل» فأغرق أماكن عدة؛ وتقطعت الجسورء وفسدت الأقصاب» 
والمخازن وسائر المزروعات الصيفية» فاهتم الوالي لعمل الجسور/' لحماية القاهرة . 

وفي سنة 1755ه/454؟١١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مصرء واستمرت لمدة خمسة أيام 


متواصلة» وتسببت بإلحاق أضرار فادحة بالمزروعات!) وفي شهر ذي القعدة سنة 45/اه/55؟١‏ م 


.١© ص 59!؛ المقريزي: السلوك» ج '. ص‎ »١ 54 ابن كثير: البداية والنهاية» ج‎ )١( 

(؟) المقريزي: السلوك؛ ج . ص 8١‏ ؛ السيوطي: حسن المحاضرة؛ ج ١ء‏ ص .5١5‏ 

(؟) الذهبي: دول الإسلام» ج ”. ص ١59"9؛‏ ابن كثير: البداية والنهاية» ج 54١ء‏ ص .١549‏ 

(؛) المقريزي: السلوك. ج “اء ص .١١١‏ 

(5) المقريزي: السلوك. ج “'ء ص 57 7. 

(1) المقريزي: السلوك. ج “'ء. ص 44 7. 

.50١-5٠.٠ المقريزي: السلوك؛ ج ”. ص‎ )١( 

(8) المقريزي: السلوك. ج ”*. ص 45١‏ ؛ السخاوي: الذيل التام» ج ١.ء‏ ص 11؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص 
و ا 0 


اكات 


هطلت الأمطار بغزارة على مصرء حتى وصلت إلى الاسكندرية والبحيرة والغربية والشرقية والمنوفية 
وأفسد من الدور والزروع شيئا كثيراً سيما الفول» فإنه تلف عن آخره!") 

وفي شهر جمادى الأولى سنة 17539ه/58؟١١‏ م فاض نهر النيل» فأغرق أماكن عدة» حتى 
غرقت المقاتي» والتقى البحر برأس الخليج الذي استجد فيه الماءء ثم علا الماء على الجسر حتى كاد أن 
يقطعه 7 وفي سنة 1755ه/7514١‏ م فاض نهر النيل» فأغرق أماكن عدة في كافة نواحي مصرء 
وخاصة في مدينة القاهرة والفيوم» وألحق أضراراً فادحة بالمزروعات والممتلكات والمنشآت» ومن شدة هذا 
الفيضان كان الناس ينتقلون من مكان لآخر بالمراكب» وفسدت الأقصاب والنيلة» وتقطعت الجسورء 
وغرقت البساتين» والأجران والمخازن» وتهدمت دور كثيرة مما يجاور النيل والخلجان» وكانت " لمطرية 
والأميرية والمنيا وشبرا مع جميع الضواحي ملقة7! واحدة متصلة بالنيل1') وفي سنة 55/اه/ه7١م‏ 
هطلت الأمطار بغزارة على مدن الوجه البحري؛ فحدث بها سيولء قتل عدد كثير من الاغنام» وهلك 
الزراعات» وأغرقت عدة مراكب7)ء وفي شهر ربيع الأول سنة 11/7ه// 1171 م فاض نهر النيل مما أدى 
إلى غمر المناطق المجاورة له بالمياه') وتقطع طرق المواصلات, وتأخرت الزراعة . 

وفي شهر ربيع الأول سنة 1/178ه/137 م فاض نهر النيل» فأغرق أماكن عدة في الحسينية/") 
ما يقرب من ألف دارء وكان السبب في ذلك أن أحمد بن قايماز!) قد أخذ مكان جعله بحيرة» وغفل 
عنها فتسببت في الغرق!') وفي سنة 174/اه/1172717 م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة القاهرة» فحدث 


شيل فيهاء.ولم تكن + المصنادن :مذئ +الأضتران. :التى: 'آخدنها!؟'1 وقي. 'شنهر. ‏ :جمادى. الثاني اسنة 


.١7١ ص 8"؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج ١ء ص‎ ١ المقريزي: السلوكء ج 4. ص 8١؛ السخاوي: الذيل التام» ج‎ )١( 
.١59 ص‎ .١ المقريزي: السلوكء ج 5» ص 75- 8"؛ ابن شاهين: نيل الأمل: ج‎ )1( 

(') (الملقة) (الصفاة الملساء وما استوي من الأرض) انظر : المعجم الوسيط: ج ”2 ص .59١‏ 

(؛) المقريزي: السلوكء ج 4. ص ؛ ١5؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل؛ ج ١‏ ص 77/5 -/710/1. 

(5) المقريزي: السلوكء ج 4» ص 77١؛‏ ابن قاضي شهبة: تاريخ» ج ”. ص 78؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج »١‏ ص 
1 

(1) المقريزي: السلوك. ج ؟» ص 55". 

(") الحسينية تقع بجوار قناطر الأوز والخليج الكبير بالقاهرة انظر: المقريزي: السلوك» ج 5ه ص ”. 

١ )5(‏ المصرى الأستادار مات في ربيع الأول سنة 774 انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة» ج١ء‏ ص 7717. 

(9) المقريزي: السلوكء ج ه ص "؛ السخاوي: الذيل التام» ج ١ء‏ ص 588؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج7؟. ص .١١١‏ 
)0١(‏ المقريزي: السلوكء ج ه ص ”7"؛ ابن شاهين: نيل الأمل؛. ج 7. ص 1717. 


1 


١0هم/‏ م فاض نهر النيل» فأغرق أماكن عدة؛ وعدة بساتين» وألحق أضراراً فادحة بالممتلكات 
والمزروعات!') وفي شهر رجب سنة 1787ه/1781 م فاض نهر النيل» فأغرق أماكن عدة» وألحق 
أضراراً فادحة بالمزروعات7 وفي شهر رمضان سنة 1787ه/1781١م‏ هطلت الأمطار بغزارة على مدينة 
القاهرة» فحدث سيل عظيم فيهاء وبلغ ارتفاع المياه إلى حد أن الخيول خاضت فيه إلى بطونهاء وقد 
أحدث هذا السيل أضراراً فادحة بالمزروعات7) وفي شهر رجب سنة 85/اه 7187 م فاض نهر النيل» 
فأغرق أماكن عدة» وألحق أضراراً فادحة بالممتلكات وانتدب بعض الأمراء لسد مقاطع الماء؟"). 
؟) الأزمات في الشام: 

شهدت بلاد الشام خلال مرحلة الدراسة موجات عنيفة من الجفاف والتي تلاها في أحيان كثيرة 
حدوث المجاعات بسبب الجفاف والآفات الزراعية. 
أولاً: الجفاف في الشام: 

في سنة ٠57ه/17١١‏ اشتد غلاء الأسعار في بلاد الشام بشكل كبير جداً» وانتشرت المجاعة» 


وخاصة في المدن الرئيسية في الشاء!”) كدمشق وحلب وحماة» وهلك في هذه المجاعة أعداد كبيرة من 


الناس» وفي سنة هام حدث جفاف في مدينة دمشق» واستسقى أهلها مترتين: فلم ينسقوا(ة) 9 


سنة 5354ه/915١١‏ م انحبست الأمطار في بلاد الشام وحصل جفافء أدى إلى ارتفاع أسعار المواد 
الغذائية بشكل كبير» واستمر هذا الجفاف إلى شهر صفر 535ه/115١١‏ م حيث نزلت الأمطار بشكل 
كبير ومتواصلء» ومن أهم المناطق التي تعرضت للجفاف بشكل كبير دمشق وحوران و القدس ونابلس 


والمناطق الساحلية 7", قال ابن الجزري!') واصفاً هذا الجفاف: 'وفيها تأخر المطر بدمشق وبلاد حوران 


.١55 المقريزي: السلوكء ج 5» ص 18؟؛ ابن شاهين: نيل الأمل. ج 7 ص‎ )١( 

.١8١ ابن شاهين: نيل الأمل». ج 7”. ص‎ ؛١‎ 7١ المقريزي: السلوكء ج 5. ص‎ )١( 

(") المقريزي:السلوك. ج ه. ص 77١؛‏ ابن حجر: إنباء الغمرءج؟2» ص572؛ السيوطي: حسن المحاضرةء ج١1‏ ص 
/ا١51.‏ 

(5) المقريزي: السلوك» ج 5. ص ١54‏ . 

(5) النويري: نهاية الأرب» ج .”٠‏ ص 595؛ ابن كثير: البداية والنهاية» ج ١‏ . 

(1) ابن كثير: البداية والنهاية » ج »,١١‏ ص .5١5‏ 

(") النويري: نهاية الأرب» ج ١"ء‏ ص 18١‏ ؛ الذهبي: دول الإسلام» ج 7 ص 777 . 

(8) حوادث الزمان» ج .١‏ ص -58٠0‏ 7387 . 


 58- 


في هذا العام. بحيث دخل فصل الشتاءء والناس في ضيق عظيمء وتألم» وضيق في الأسعار وغلاء 
وزيادة» لا سيما في بلاد القدس ونابلسء والقرى في حوران في شدة أيضاً من أمر المياه وقلتهاء بحيث 
بلغنا أن الرجل المسافر يريد أن يسقي دابته بدرهم ويشرب بربع درهم...؛ وظهر القحط في الأرضء وقل 
العشب والمرعى في أرض الشام' وقال المقريزي7": '"وتأخر المطر ببلاد القدس والساحل حتى فات أوان 
الزرع؛ وجفت الابارء ونضبت عين سلوان بالقدس . 

وفي بلاد الشام حيث تأخر المطر إلى أن دخل فصل الشتاء في السادس من صفر وجفت 
المياه فتزايدت الأسعار في سائر بلاد الشام ثم أن الشيخ شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري 
قرأ صحيح البخاري تحت قبة النسر بالجامع الأموي بدمشق في التاسع من صفر فسقط المطر في تلك 
الليلة واستمر عدة أيام وعقبه ثلج» فسر الناس ذلكء إلا أن الأسعار تزايدت ثم انحطت "وفي سنة 551ه 
/3710 م حدث جفاف في بلاد الشام» وكان أشده الذي حدث في مدينة دمشق والقدس والخليل!", 
ونتيجة لاشتذاذ أمر هذا الجفاف "غازت الأعين والآبار وتقضصت مياه الأنهز: يدمشق 7 فقد حدث انخفاطن 
في مستوى مياه نهر ثورا بحيث أصبحت المياه فيه في بعض الأماكن لا تصل إلى" ركبة الإنسان"”؛ أما 
نهر بردى فإنه لم " يبق فيه مسكة/') ماء ولا يصل إلى جسر جسرين”7) ولم تخف حدة هذا الجفاف إلا 
في أوائل سنة /753ه/18١١‏ م عندما نزل الغيث لمدة سبعة أيام متصلة() . 

وفي سنة 5١٠1ه/5‏ 170 م انحبست الأمطارء " فأجدبت الشام من الغور إلى العريش» وجفت 


المياها") وكانت " بعض الضياع لم يوجد بها ماء لمشرب أهلها7: وقد استمر هذا الجفاف إلى بداية 


. 53١18 السلوك,» ج؟. ص‎ )١( 

(5) ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان»ء ج .١‏ ص 555؛ ابن كثير: البداية» ج .١*‏ ص 5١7‏ ؛ المقريزي: السلوك» ج 
١ص‏ 5597. 

(©) ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان» ج ١2ء‏ ص 555. 

(5) و المسكة: (البقية» يقال ما في سقائه مسكة من ماء قليل منه) انظر : المعجم الوسيط: ج ”"» ص .15٠0‏ 

(5) جسربن: (بكسر الجيم والراء من قرى غوطة دمشقء وهي قرية بالقرب قرية سقبا) انظر: ياقوت الحموي: معجم 
البلدان» ج ”"» ص ”17 ١؛‏ ابن طولون: ضرب الحوطةء» ص .١55©‏ 

(5) ابن الجزري: تاريخ» ج »2١‏ ص 575. 

(0) المقريزي: السلوك» ج ”.ء ص 3785-15805. 

(6) ) بيبرس المنصوري: التحفة المملوكية فى الدولة التركية» ص .١175‏ 


1 


سنة 5١1ه/‏ 1505 م (') وفي أواخر سنة 5١1٠ه/1017‏ م انحبست الأمطار مرة أخرى في بلاد الشام؛ 
'فما خرج مطر ولا نبع عيون("؛ ولم ينقطع هذا الجفاف إلا في السنة التالية في رمضان 
ه8١7‏ ١م)‏ عندما أرسل الله الغيث المتتابع7). 

وفي سنة 5١1ه/39١15‏ م كانت نسبة الأمطار المتساقطة قليلة مما أدى إلى حدوث جفاف في 
بلاد الشام» وقد جفت جراء ذلك قناة زملكا؟)» وجف وادي مرج شعبان7*! واستسقى الناس في دمشق» 
حتى أغاثهم الله بالمطر الغزير!"', و لم تحدد المصادر تاريخ توقف الجفافء وفي سنة 717/اه/777١‏ م 
انحبست الأمطار في بلاد الشام» وأجدبت المنطقة الممتدة من دمشق إلى حلبء وأدى ذلك إلى جفاف 
الينابيع' " ولم ينبت شيء من الزراعات إلا القليل النادرء واستسقى الناس في هذه البلادء فلم يسقوا(), 
ولم تحدد المصادر تاريخ نهاية الجفاف؛ وفي سنة 157ه/757١‏ م انحبست الأمطار في كافة بلاد 
الشام فحدث جفاف في المنطقة 7)» ولم تحدد المصادر تاريخ نهاية هذا الجفاف . 

وفي سنة /1/5اه/175417 م انحبست الأمطار في بلاد الشام» وحدث جفاف وقلت الغلال» وكانت 
أشد المناطق المتأثرة بهذا الجفاف مدينتي دمشق والقدس!"'"). 

وقال ابن كثيرا'') وهو يصف هذا الجفاف: 'وإذا سافر أحد يشق عليه تحصيل الماء لنفسه 
ولفرسه ودابته» لأن المياه التي في الدرب كلها نفدت" وفي سنة 154ه/1757١‏ م انحبست الأمطار في 
عامة بلاد الشام» وحدث جفاف في المنطقة ولم تحدد المصادر تاريخ نهاية الجفاف7"'!؛ وفي أواخر سنة 


(٠كلاه/‏ وه ١١‏ 6 انحبست الأمطار ببلاد الشام» وحدث جفاف ثشديد» وانخفض منسوب مياه الأتهار» 


.5 07 المقريزي: السلوك. ج ”. ص‎ )١( 

(؟) الدويهي: الأزمنة» ص .١55‏ 

(©) ابن كثير: البداية» ج 2١5‏ ص 505. 

(؟) زملكا: (قرية كبيرة بغوطة دمشق شرابها من نهر ثور) انظر: ابن طولون: ضرب الحوطةء ص .١517‏ 
(6) الذهبي: العبر فى خبر من غبر» ج 5» ص 57. 

(1) ابن كثيرء البداية والنهاية» ج 5 »١‏ ص .٠١1‏ 

() شيخ الربوة: نخبة الدهرء ص 85- 35. 

(8) أبو الفداء: المختصرء ج ”ء ص 579. 

(9) المقريزي: السلوك» ج ؛؟» ص .5١٠‏ 

.3377 ابن الوردي: تاريخ ابن الوردي» ج ”"ء ص‎ )٠9١( 

.758 ص‎ »١ 4 البداية والنهاية» ج‎ )١١( 

.١85 المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك» ج 54» ص‎ )١١( 


50 


وحدث نقص حاد في المياه»ء وخاصة في دمشق وحوران» ووصف ابن كتير( هذا الجفاف بقوله: 'ولا 
يحصل لأحد من الناس سقي إلا بكلفة عظيمة ومشقة» ومبلغ كثيرء حتى كاد الناس يقتتلون عليه 
بالأيدي والدبابيس7) ولم تحدد المصادر تاريخ نهاية الجفاف» وفي سنة (117/اه/717١‏ م) حدثت 
مجاعة في بلاد الشام» وبشكل خاص في مدينة دمشق وحلبء ومع شدة الغلاء اضطر الناس لأكل 
الميتات والقطط والكلاب؛ بل ذكر المؤرخون(7! أن بعض الناس أكل لحم البشر من شدة الجوع» وباع 
بعض الفقراء أولادهم ليحصلوا من ثمنهم لقمة تسد رمق جوعهمء ولا يتصور حدوث مثل هذه المجاعة إلا 
بسبب حدوث جفاف في المنطقة» ومما يؤكد صحة ذلك أنه كان هناك غلاء في الأسعار في مصر 
والحجاز!؛) في ذلك الوقت. ومما يؤكد ذلك أيضاً أن السنوات من سنة (هلالا - /الالاه//117١‏ - 
75 م) كانت توجد موجة جفاف عام في المنطقة7)» ولم تحدد المصادر تاريخ نهاية هذه المجاعة 
وفي سنة (17857ه/0١١‏ م) حدث جفاف في عامة بلاد الشام بسبب انحباس الأمطارء وعانت منه 
مدينة دمشق والقدس بشكل خاصء إذ غلت أسعار القمح فيهما بشكل كبيرا) ولم تحدد المصادر تاريخ 


نياية :هذا 'الحفاف: 


. 3١1 ص‎ »2١ 5 البداية والنهاية» ج‎ )١( 

(؟) الدبوس: (عمود على شكل هراوة مدملكة الرأس) المعجم الوسيط» ج .١‏ ص 77١‏ . 

(") ابن العراقي: الذيل على العبرء ج ؟. ص ٠”‏ ؛؛ المقريزي: السلوك. ج 54» ص ١59؛‏ ابن حجر: إنباء الغمر» ج »١‏ 
ص ٠١5‏ ؛ السخاوي: الذيل: ج .١‏ ص 788١‏ ؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج ”2 ص 37١5‏ . 

(5) ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ”. ص 498 ؛ ابن حجر: إنباء الغمر» ج »١‏ ص ١54‏ . 

(5) المقريزي: السلوك ج 4 ص *85- ه/ا” . 

(6) ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ”". ص 55؛ ابن حجر: إنباء الغمرء ج ”2 ص 5١5‏ . 


51 


ثانياً: الفيضان في الشام. 

في سنة ١551ه/57١١‏ م حدث فيضان في مدينة دمشق شَقُء ووضلت:مياهة إلى مستجد العقينة!'! 
وقد وصف الذهبي! هذا الفيضان بقوله: " وفيها جاءت بدمشق الزيادة الكبرى التي ما سمع بمثلها 
فوصلت إلى حائط جامع العقيبة "» ولم تحدد المصادر أي الأنهار فاض . 

وفي سنة ”657ه/ه 5١1١م‏ حدث سيل في مدينة دمشقء» وقد بلغ ارتفاع الماء في منطقة سوق 
الفاكهة بمنطقة الصالحية ستة أذرع7!؛ وفي يوم الأحد ١١7‏ شوال 579ه/١7‏ مايو 3 حي سيك 


() في حين أن هناك رواية أخرى ذكرها بيبرس المنصوري 7*) ترجع تاريخ السيل 


عظيم في مدينة دمشق 
إلى 4 شوال من العام نفسه. ويذكر ابن أيبك والنويري7) أن سبب حدوث هذا السيل ذوبان الثلوج فوق 
جبال بعلبك- سلسلة جبال لبنان الشرقية- بفعل هطول كميات كبيرة من الأمطار فوقهاء مما جعل الثلوج 
تذوب ويحدث سيل في المنطقة وهلك عشرة ألاف نفس . 

وفي شهر شعبان سنة 5417ه/785١‏ مء هطلت الأمطار بغزارة على مدينة دمشق » فزادت مياه 
نهر بردىء: ففاضتء وأغرقت عدداً كبيراً من الناس والحيوانات والعتاد العسكري» فقد كان يخيم في 
المنطقة المجاورة للنهر مجموعة من أفراد الجيش 00 ('' وقد أسهب المؤرخون في وصف هذا 
الفيضان والسيول الناتجة عنه» قال بيبرس المنصوري 7 " فجاء سيل حتى أغرق البساتين والدورء ومات 
خلق لا يحصى ' وقال النويري7'!: "أمطرت السماءء في أول الليل» وتوالى المطر وهطل وكثرء واشتد 
صوت الرعدء وتوالى البرق طول الليل إلى أول النهارء ثم أقبل السيل وارتفع» حتى بلغ إلى حد السيل 


.١55 جامع العقيبة يقع بحي العقيبة بمدينة دمشق انظر: الذهبي: دول الإسلام: ج 7"» ص‎ )١( 

(5) دول الإسلام: ج ”"ء ص .١55‏ 

(9") ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب» ج ©2» ص .52١‏ 

(5) ابن عبد الظاهر: الروضء ص 385-585 ؛ الصقاعى: وفيات الأعيان: ص 7٠١‏ ؛ الذهبي: تاريخ الاسلام» ج 245 
ص 05؛ دول الاسلام؛ ج7”» ص ١35!؛‏ المقريزي: السلوك, ج ”2 ص 7" ؛ ابن سباط: تاريخ» ج١؛‏ ص5377. 

(5) مختار الأخبار» ص 545. 

(5) نهاية الأرب» ج .7٠١‏ ص ١١5‏ ؛ كنز الدررء ج 4» ص .١15١0‏ 

(0) الذهبيء.: تاريخ الإسلام» ج .5١‏ ص ١١؛‏ دول الإسلام» ج ؟.» ص ١7‏ 5؛ المقريزي: السلوك. ج ”. ص 85١؛‏ ابن 
أيبك: كنز الدررء ج 8. ص 55 ؟؛ ابن العماد الحنبلي: شذراتء. ج /اء ص 555. 

(8) مختار الأخبار: ص 84 . 

(9) نهاية الأرب» ج ,”١‏ ص 3٠١‏ . 


0 


الذي ذكر في سنة تسعة وستين وستمائة» وحمل جميع أثقال من برز ثقله من الأمراء المصريين والجندء 
وحمل الخيل والجمال والصناديق وغير ذلك؛ وصدم السيل باب الفراديس؛ فكسر أقفاله» وما خلفه من 
المتاريس» ودخل الماء إلى المدرسة المقدمية !') وبقي كذلك حتى ارتفع النهار ' وقد تكرر هطول 
الأمطار بغزارة على مدينة دمشقء. بعد يوميين من هذه الحادثة في الجمعة 7١‏ شهر شعبان 
577ه/85 مء فحدث سيل جديد في المدينة » وخاصة في منطقة الصالحية» وأدى ذلك إلى هدم 
مساكن عدة في المدينة» وتلوث الأنهار بالأتربة وغيرها (") 

وفي سنة 545ه/187١‏ م هطلت الأمطار بشكل غزير على مدينة دمشق» فحدثت سيول عدة 
في المدينة» وخاصة في منطقة الصالحية» ولم تفصل المصادر في ذكر هذه الحادثة 7 وفي شهر صفر 
سنة 537ه/17١1‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة الرملة» فحدث بها سيل عظيمء وزادت المياه في 
نهر العوجا (؛) ففاض وأحدث أضراراً متفاوتة» وتكسرت أحجارهاء وقد قضى السيل على ١١‏ أسداً ') وفي 
شهر رجب سنة 537ه/71937١‏ م هطلت الأمطار والثلوج بشدة على مدينة بعلبك» فوقع فيها سيول " 
خارجة عن الحد " وقد أحدثت هذه السيول أضراراً متفاوتة بالمدينة ('). وفي سنة 5395ه/919١١‏ م حدث 
سيل في قرية قرتيا بفلسطين» وأدى إلى إتلاف مجموعة كبيرة من العتاد العسكري للجيش المملوكي 
المتواجد في تلك المنطقة جرت هذه الحادثة خلال المناوشات العسكرية بين دولة المماليك والتتار بقيادة 
غازان الذي هاجم بلاد الشام في ذلك الوقت 7 وقد وصف العيني 7 هذا السيل بقوله: 'واتفق في تلك 


المنزلة أمر غريب من مجيء سيل عظيم من رءوس الجبال في ضحوة النهار على غفلة فأخذ من 


)١(‏ المدرسة المقدمية الجوانية: (تقع داخل باب الفراديس الجديد» و منشئها الأمير شمس الدين محمد بن المقدم) انظر: 
النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس» ج »2١‏ ص 555. 

(1) النويري: نهاية الأرب» ج ١لاء‏ ص ١٠8؛‏ الذهبي: تاريخ الإسلامء ج .5١‏ ص 7 ١؛‏ ابن الفرات: تاريخ» ج 4» ص 
8-1 ؛ المقريزي: السلوك. ج ”. ص .١865‏ 

(؟) ابن كثير: البداية والنهاية» ج .١1‏ ص ١3”5؛‏ وص 580950. 

(:) نهر العوجا: (نهر بين أرسوف والرملة في فلسطين). ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج 5» ص .١188‏ 

(5) المقريزي: السلوك2» ج ؟. ص ٠‏ ؛ '؛ ابن الفرات: تاريخ» ج 4» ص .١55‏ 

(1) ابن الجزري: تاريخ» ج ١ء‏ ص ؟١١‏ ؛ المقريزي: السلوك» ج 7؟. ص 55١‏ . 

(9) ينظر: بيبرس المنصوري: مختارء ص 5١!؛‏ ابن أيبك: كنزء ج 9» ص 5-45 ؛ المقريزي: السلوك. ج ”2 ص 
1م١35‏ . 

(8) عقد الجمان» ج 54» ص 8 . 


5 


الجمال» والخيم والأثقال شيئاً كثيراًء فوقعت ضجة عظيمة في العسكرء....؛ فاستمر ذلك إلى وقت العصر 
من ذلك اليوم؛ وافسد حال جماعة كبيرة من العسكرء ومنهم من أصبح فقيراً لا يملك شيئاً " وفي شهر 
صفر سنة ١٠٠7٠ه 1٠0٠0١/‏ م هطلت الأمطار بغزارة على بلاد الشام» فذابت الثلوج على قمم الجبال 
القريبة لمنطقة نهر العوجاء ونتيجة لذلك زادت مياه النهر وفاضء وألحق أضراراً فادحة بالجيش المملوكي 
الذي كان متواجداً في المنطقة آنذاك (')؛ وفي شهر صفر سنة 5١1ه/7١71١‏ م هطلت الأمطار بغزارة 
على بلاد الشام» وحدث جراء ذلك سيول» وخاصة على جبال قارا وبعلبك وعلى مدينة حلب وحماة 
وحمصء وكان أشده السيل الذي حدث في مدينة حمصء والذي ألحق أضراراً متنوعة فيهاء فقد أهلك 
قرية كاملة فيهاء وقتل جميع سكانها إلا خمسة أفراد ثلاثة رجال وصبي وصبية 7) وفي سنة 
7 مء شهدت بلاد الشام حدوث سيول عدة» كان أشدها في مدينة بعلبك وحلبء نذكر منها 
الاتي: 

في يوم الثلاثاء /0 7 صفر سنة 17١1ه/17١111‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة بعلبك» 
فحدث سيل عظيم فيهاء هدم أسوارها ودور المدينة» وهلك فيها أراوح كثيرة خارج من هم تحت الرده(”ا 
وفي يوم الأربعاء ١١‏ ربيع أول 7١اه/117١‏ م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة حلب وأعمالهاء 
فحدث بها سيل عظيم أحدث أضراراً متفاوتة فيهاء وأهلك عدداً كبيراً من الناس والحيوانات والأشجار؛) 
وقد وصف النويري وأخرين7”) ما حدث بقوله: 'واجتمع من المطر سيل عظيم مر على وادي العسل وهو 
واد كبير فيه الدرب السلطاني؛ يسلكه المارون من مدينة حلب إلى جميع إقليم جبل سمعانء وإلى أعمال 
حارم وغيرهاء فامتلاً وغرق ما مر عليه من الناس والدواب" وفي يوم السبت رمضان سنة 


8ه" م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة دمشق والمناطق المجاورة لهاء فحدث سيل عظيم 


.55- 56 المقريزي: السلوك» 2 ١ء)ق”, صس407؛ العيني: عقد الجمان»ج :» ص 8 ؛ ابن أيبك: كنز الدرر.ء ص‎ )١( 
.ها١ه لي أبو الفداء: المختصر. ج 2 ص 17,؛ النويري: نهاية, ج بوره ص ل المقريزي: السلوك» ج 2 ص‎ 
ابن أيبك: كنز الدررء ج 9. ص ١59؛ الذهبي: دول الاسلام» ج7. ص 4 5١؛ ابن حبيب: تذكرة النبيه» ج27 ص‎ )"( 
محالم ؛ المقريزي: السلوك» ج22 ص :583:5 ه.‎ ٠ 

(:) ابن حبيب: تذكرة النبيه» ج ,2 ص ١ل‏ ابن أيبيك: كنز الدرر.ء ج 8ص ١5؟؛‏ المقريزي: السلولك» اج ص ١ه‏ . 
© النويري: نهاية, جُ "مص 4١95-١95١‏ ابن حبيب: تذكرة» جك ص ١٠8١م‏ المقريزي: السلوك» ج22 ص" 5ه . 


5 31 


فيهاء وارتفع مقدار قامة» وألحق أضراراً متفاوتة بالمدينة وكان جريانه من جبل عربا وآيل السوق !'أووادي 
هريرة والحسينية» وحمل السيل ما كان أمامه حتى سد عين الفيجة» وقد أسهب المؤرخون في وصف هذا 
السيل؛ ومن ذلك قول النويري '') وآخرين: "جاء سيل ظاهر مدينة دمشق وارتفع على وجه الأرض مقدار 
قامة وكان جريانه من جبل عربا وآبل السوق ووادي هريرة والحسينية وأمطرت هذه الأماكن مطراً عظيماً 
وسال منه هذا السيل وحمل ما كان أمامه من الحجارة حتى سد عين الفيجة وانقطع جريان الماء منها 
يومين وليلتين "» وفي يوم الأربعاء 7١‏ ذي القعدة سنة /17ه/1778 م هطلت الأمطار بغزارة على بلاد 
الشام» مما أدى إلى حدوث سيل عظيم في مدينة عجلونء ألحق بها أضراراً فادحة بالممتلكات» وقدرت 
الخسائر بما قيمته مليون درهم» وقيل 5٠٠‏ ألف درهم وقيل 77٠١‏ ألف درهم 7") 

وفي يوم السبت 4 محرم سنة 177ه/1771 م حدث سيل عظيم في مدينة حمصء وقد أدى 
إلى مقتل ما يقارب من مائتي نفسء أغلبهم من النساء اللاتي كن يغتسلن في حمام الأمير تنكز 
الحساميء فداهمهم السيل فلم يستطيعوا الفرارء فضلاً عن الخلائق التي هلكت والدواب والدور والبساتين 
وكثرة الموتى من الناس 7“ ولم تذكر المصادر سبب حدوث هذا السيل؛ وإن كان من المرجح أن يكون 
قد حدث نتيجة هطول الأمطار الغزيرة» فقد كان فصل الشتاء في بدايته» وفي شهر شعبان سنة 
5ه م حدث فيضان في نهر الفرات» فألحق أضرار فادحة 7)ء وفي يوم الخميس ” ربيع 
الثاني سنة 5١1ه/777١‏ م حدث سيل في مدينة دمشق» أدى إلى إلحاق بعض الأضرار بالبيوت 


المجاورة لسوق الغنم ودار البطيخ وأخذ ما كان أمامه من أخشاب وغيرها ثم لطف الله تعالى ونقص أخر 


(1 )"يقال :لها عركن زهي قرية جاع وكويها هق :تون كور واليها ونون الله للدي واللون وجري ننها جماعة سن اه 
الحديث انظر: ابن طولون: ضرب الحوطة؛» ص ١609‏ . 

)١(‏ النويري: نهاية الأرب. ج 7”"ء ص 7737؛ الذهبي: دول الإسلام» ج ”ء ص 757 - 858؛ ابن كثير: البداية 
والنهاية.». ج »ص 5١٠١؛‏ ابن طولون: اللمعات البرقية» ص 6. 

ف النويري: نهاية الأرب» جَ ”,اص ٠٠١7”‏ -6١5؛‏ ابن الجزري: تاريخ» ج22 37”-505؛ ابن حبيب: تذكرة» جَ 2 
ص .18١‏ 

(؟) الذهبي: دول الإسلام» 3 ١‏ ص 75 ", ابن الجزري: تاريخ» 3 ١م)ص‏ ١5١ه ,5١56-‏ ابن حبيب: تذكرة» 2 "م ص 
14 . 


(5) ابن الجزري: تاريخ» ج "لس ك5له لاه . 


النهار ')» وفي شهر رجب سنة اه /17728 م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة دمشق مما أدى 
إلى حدوث سيول بهاء كان ضره أكثر من نفعه» وكان علوه شبران» وأخرب بيوتا كثيرة» ورمى أشجار 
كثيرة بغوطة دمشق وقطع الطرقات 7" وفي شهر رمضان سنة 55/اه ١745/‏ م سقط الثلج من السماء 
على دمشقء» حتى خرج عن العادة» وأنفق عليه ليزول من فوق الأسطح. والطرقات» وأغلقت الطرقات.» 
وقد أدى إلى مقتل عدد كبير من الناسء وعقبته عاصفة خربت عدة بيوت»ء وألحق ذلك أضرار في بعض 
الممتلكات 7') و حدث في الوقت نفسه فيضان في نهر العاصي - نهر حماة-» فألحق بعض الأضرار 
في منازل مدينة حماة» وألحق بعض الأضرار في بساتين مدينة شيزر» وأضاع الولاة عمل الجسورء 
والجراريف. حتى غرقت كثير من البلاد () ويصف ابن حبيب 7*) هذا الفيضان بقوله: " وفيها زاد نهر 
حماة المعروف بالعاصيء؛ وعلا على رؤوس البروج والصياصي (الحصن)وخرب كثيراً من دورهاء وأتلف 
ما لا يحصى من جنانها وقصورهاء وخفض المرفوع من بنائهاء وأزعج خواطر أهلها وسكانها وحمل على 
شيزر فهدم سكرها (. وقابله بعد الصفو بالكدرء وفرق شمل الحجارة شذر مذرء وأيبس العروش 
والشجرء وساق إلى ملاكها أنواع الضرر ". 

وفي شهر ربيع الأول سنة 157ه/51١1‏ م حدث سيل عظيم في مدينة حماة» لم يعهد مثله 
وخرب السيل أماكن كثيرة (")؛ ولا تقدم المصادر سبباً واضحاً لحدوث هذا السيل » وفي شهر ذي الحجة 
سنة 157ه/17257 م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة غزة» فحدثت بها السيول التي أدت إلى هدم 


عدد كبير من المنازل» وقتل فيها جماعة كبيرة من الناس» وسقط نصف دار النيابة» وسكن النائب بجامع 


)١(‏ ابن الجزري: تاريخ» ج ". ص 118؛ ابن الوردي: تاريخ» ج ”". ص 515؛ ابن كثير: البداية والنهاية». ج »١5‏ ص 
0. 

(؟) ابن الجزري: تاريخ» ج “اء ص .١١71‏ 

(9) ابن حبيب: تذكرةء ج "ء ص 19؛ المقريزي: السلوك,» ج ”", ١55؛‏ السخاوي: الذيل التام» ج .١‏ ص 18؛ ابن 
شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص .٠١5‏ 

(5) ابن الورديء» تاريخ: ج ”. ص 555؛ ابن حبيب: تذكرة2ء. ج ”؟ء ص 15 ؛ ابن قاضي شهبة: تاريخ» ج »2١‏ ص 
/4. 

(5) تذكرة النبيه: ج "2 ص 11. 

(1) أي سد النهر المحكم بناؤه الجزيل حباؤه العميم نفعه المكين صنعه انظر القاموس المحيط . 

(") المقريزي: السلوكء ج 4. ص 75١؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل. ج »١‏ ص 777. 


ات 


الجاولي» وتلف كثير من الزرع وغيرها!'! وفي شهر ذي الحجة سنة ١15ه/70١٠١‏ م هطلت الأمطار 
بغزارة على بلاد الشام» فحدثت السيول في مناطق عدة: منها مدينة دمشق وبعلبك وحلبء وكان أشده ما 
حدث في مدينة بعلبك وحلبء وألحق بالممتلكات بهما أضرراً متفاوتة» وأدى إلى مقتل عدد كبير من 
الناك 10 

وفي شهر جمادى الأول سنة 1755ه/777١‏ م حدث فيضان في نهر بردى بدمشق» وقد 
استمرت المياه مدة طويلة وهي تغمر المنطقة المجاورة للنهرء حتى أن الناس تنقلوا فيها بواسطة المراكب» 
وأدى هذا الفيضان إلى هدم عدد من البنايات» وتعطلت طواحين عدة بسبب غمر المياه لها 7" وفي سنة 
8 م حدث سيل في مدينة حلبء أدى إلى إلحاق أضرار متفاوتة بمنازل المدينة» وقضى 
على الكثير من المواشيء. وأتلف كميات كبيرة من المزروعات 7) وفي شهر ربيع الأول سنة 
4ه م حدث فيضان في نهر بردى بدمشقء فألحق بعض الأضرار بالممتلكات» وأدى إلى 
تعطل العمل ببعض الطواحين والحمامات في المدينة وفي شهر ذي الحجة سنة ه/1/1ه/1374١‏ م حدث 
سيل عظيم في مدينة حلبء وألحق أضرراً فادحة في المنازل والطواحين 7) وفي أواخر شهر محرم سنة 
5ه م حدث سيل عظيم في مدينة دمشقء ألحق أضراراً كبيرة في المساكن والبنايات7). 
ثالثاً: موقف دولة المماليك البحرية في معالجة فيضان النيل أو قصوره: 

ونظراً لما سبق من نقص أو فيضان النيل نجد أن نهر النيل قد حظى باهتمام الحكام المماليك 
فأقاموا المقاييسء والقناطر والبرك على شواطته» حيث كان حد الوفاء متغيراًء ولم يكن ثابتاً عبر العصور 
المختلفة بتقادم الزمن» بسبب ترسيب الطمي أو إهمال حفر الترع وتعميقهاء وذلك حتى يتمكنوا من 


القضاء على الآثار الوخيمة لنقصان مياه النيل» أو زيادتها زيادة مفرطة». أو على الأقل التخفيف من 


.7 55 المقريزي: ج4:: ص ؟77١؛ ابن شاهينء نيل الأمل: ج ١ء ص‎ )١( 

.١77 السخاوي: الذيل التام» ج١» ص‎ )١( 

(؟) ابن كثير: البداية والنهاية» ج 5 .١‏ ص ”47"؟؛ ابن قاضي شهبة: تاريخ» ج ؟» ص .7١9‏ 

(4) ابن حبيب: تذكرة؛ ج ”؟,» ص 517. 

(5) ابن العراقي: الذيل على العبرء ج ؟. ص 71541؛ المقريزي: السلوك؛ ج 4.» ص 568"؛ ابن قاضي شهبة: تاريخ» ج 
١‏ ص 555؛ ابن حجر: إنباء الغمرء ج ١ء‏ ص 57؛ ابن شاهين» نيل الأمل» ج ”2 ص 58. 

(1) المقريزي: السلوكء ج ه. ص 57١؛‏ ابن الصيرفي: نزهة النفوس» ج ١ء‏ ص ١1؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل» ج ”2 
ص 77 3. 


5 


وقوعهاء إلا أن الحذر لا يمنع من نزول القدرء كما عملت الدولة على بناء الجسور منها جسر من بولاق 
إلى منية الشيرج ١‏ وتعاملت الدولة مع حوادث الجفاف والفيضانات بكل جدية ومسؤولية» فقد حاولت 
الحد من أضرارهاء وتخفيف معاناة الناس من آثارهاء عبر قيامها بإجراءات عدة» فقد كانت الدولة تكلف 
ولاتها في المناطق بكتابة تقارير عن حجم الأضرار التي خلفتها هذه الأزمات» لتقدير حاجتها للإعمار 
والإصلاحء ومن ثم تقوم بإعادة إعمار المناطق المتضررة ومساعدة أهلهاء من أهمها: 
-١‏ تكليف الدولة ولاتها بحصر حجم الأضرار التي خلفها فيضان النيل والعمل على إصلاحها: 

وفي شهر صفر سنة 537ه/1797 م هطلت الأمطار بغزارة على مدينة الرملة» فحدث بها سيل 
عظيم؛ وزادت المياه في نهر العوجا:!2» ففاض وأحدث أضراراً متفاوتة» وتكسرت أحجارهاء وقد قضى 
السيل على ١١‏ أسداء قامت الدولة بتكليف والي الرملة غرس الدين بن شاور بعمل تقارير حول حجم 
الضرر الذي وقع جراء الزلازل والسيول في مدينة الرملة» ولا يتصور إهمال الدولة تكليف والي المدينة 
بكتابة تقارير حول الأضرار التي أحدتتها هذه السيول ") 

ولما حدث سيل سنة 17١اه/711١‏ م في مدينة بعلبك ©" أرسلت الدولة جمال الدين بن 
الشريشي وكيل بيت المال إلى بعلبكء لكي يقوم بكتابة تقارير عن حجم الأضرار التي خلفها هذا السيل 
') وعندما حدث فيضان نهر النيل شهر رجب سنة 17١/1اه/7117١‏ مء انتدب والي مدينة القاهرة لإصلاح 
السدود التي تهدمت بسبب الفيضان 7 وعندما حدث فيضان نهر النيل في ١7‏ رمضان سنة 
7ه“ م أمرت الدولة ولاة الأقاليم بمصر بأن يعملوا على تصريف المياه الزائدة نتيجة الفيضان 
إلى البحر المتوسط وذلك عن طريق فتح السدود والترع؛ وأمرت الدولة بصنع سد جديد يحجز المياه عن 
مدينة القاهرة كي لا تغرق» وانتدبت مجموعة كبيرة من الأمراء مع عمالهم لهذه المهمة حتى تم انجاز هذا 


السد خلال ٠١‏ يوماًء وألزم كذلك أصحاب الأملاك المطلة على نهر النيل بعمل الأرصفة- الزرابي- 


.١177ص المقريزي: المواعظء ج”؟. ص15 5؛ السلوكء جه. ص7” ؛ ابن شاهين: نيل الأملء ج7؟»‎ )١( 
.١537 (؟) (نهر بين أرسوف والرملة في فلسطين) انظر: ياقوت الحموى: معجم البلدان» ج54؛ ص‎ 

(") ابن الفرات: تاريخ» ج 4» ص ١54‏ ؛ المقريزي: السلوك. ج ”2 ص 75١‏ . 

(4) النويري: نهاية الأرب» ج 7”. ص ١11-١9٠0‏ ؛ ابن أيبك: كنز؛ء ج 9» ص .51١‏ 

(5) النويري: نهاية الأرب» ج 7”؟. ص .191-19٠0‏ 

(1) النويري: نهاية الأرب. ج 7" ص 354١؛‏ المقريزي: السلوك. ج 7؟. ص 5754. 


 58- 


التي تصد تيارات النيل المائية التي تعرض التربة للانهيار ') وعندما حدث فيضان نهر النيل في شهر 
جمادى الأولى سنة 149ه/48؟١1‏ م قام الأمير منجك 7ابإعادة إعمار ما تهدم من السدود 7 وعندما 
حدث فيضان نهر النيل في سنة 55اه/5 ١15‏ م تهدمت سدود عدة في مدينة القاهرة والفيوم» فانتدب 
الأمير علاء الدين على بن الكوراني والي القاهرة (؛) والأمير قشتمر الحاجب 7)» لإنشاء سد جديد بالقرب 
من الحسينية (') وانتدب مجموعة من الأمراء لإعادة إعمار سد الفيوم» ومنهم الأمير ناصر الدين محمد 
بن (المحسنى)!" والأمير عمر شاه!') كاشف الجسور("). 
؟- توجيه الدولة الناس لأداء صلاة الاستسقاء عند حدوث حالات الجفاف: 

لما حدث جفاف سنة 5354 - 515ه/95١١‏ م في بلاد الشام» دعت الدولة ووجهت إلى أداء 

صلاة الاستسقاء لرفع الجفاف لطلب الغيث من الله عز وجلء فقد خرج الناس في دمشق ومعهم نائب 


السلطنة عند مسجد القدم ('')ء وصلوا صلاة الاستسقاء ('') ولما حدث جفاف سنة 9١1ه/1770‏ م في 


)١(‏ المقريزي: السلوك» جَ "اس لاتحلرا. 

0 11156017 عالنالمطتة1 1 20111 110125خث :16732011 
(١؟)‏ منجك بن عبد الله اليوسفيء كان أحد الأمراء الكبار في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون» وولى القاهرة سنة 
6ه م) وبنى مسجد منجك الكبير بالقاهرة سنة (١اه/١٠١١‏ م) ومات في سنة (5لالاه/7175١‏ م) انظر: 
المقريزي: السلوك» ج62 هامش رقم (5) ص ٠‏ ؟ابن حجر: الدرر الكامنة» جُ 5ن 71-77 
(') المقريزي: السلوك. ج 4.» ص 78-١5‏ ؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص ١59‏ . 
(:) تولى ولاية القاهرة سنة (159اه/5/8١١‏ م) واستمر فيها إلى سنة (1755ه/57؟١‏ م) انظر: المقريزي: السلوك2 ج 25 
ص 459 758. 
(©) كان قشتمر من جنود الناصر محمد ومات مقتولا سنة 6ظص2 انظر : ابن حجر: الدرر. ج". ص 48 .ه٠١.‏ 
(1) الحسينية: (احدى ضواحي مدينة القاهرة) انظر المقريزي: السلوك ج4؛» ص .7١5‏ 

)١(‏ ناصر الدين محمد بن بيليك المحسنيء تولى ولاية القاهرة ثم عزل وتنقلت به الأحوال ثم استقر مشير الدولة في سنة 
(: هلاه كه ١١‏ م انظر : ابن حجر: الدرر الكامنة» 2 الث ص 5 

(8) عمر شاه التركي: (ولي نيابة حماة مرة بعد أخرى وقبض عليه في أيام الناصر حسن ثم أطلق بعده ثم أمر تقدمة في 
دمشق وعمل حاجب الحجاب بصرامة وشهامة فوقع بينه وبين القضاة فقام عليه تاج الدين السبكي إلى أن عزل وأعيد إلى 
نيابة حماة وعزل وعاد إلى دمشق فمات بها في صفر سنة (١ااه/59١‏ م). انظر : ابن حجر: الدرر الكامنة» ج ؟؛ 
ضن 31 

(9) المقريزي: السلوك» ج4ء ص ؛ ١‏ ؟؛ ابن شاهين: نيل الأملء ج 2١‏ ص 5/ا” -/ا/70 . 

)٠١(‏ قرية كبيرة قبلي الصبيات بها جامع وهى عذبة يقال أن فيها قدم موسي وقيل أن فيها قدم النبي (ص) وهو كذب 
وبالقرب منها الكثيب - انظر: ابن طولون: ضرب الحوطة» ص .١65١‏ 

.155 ابن الجزري: تاريخ» جء ”3 ؛ ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات» مم موص‎ )١ ١) 


1ت 


بلاد الشام» وجهت الدولة الناس للخروج لصلاة الاستسقاء» قال ابن كثير: 7 " تُودي بالبلد بصوم الناس 
لأجل الخروج إلى الاستسقاء» وشرع في قراءة البخاري وتهيأ الناس ودعوا عقيب الصلوات وبعد الخطب» 
وابتهلوا إلى الله في الاستسقاء" 

وفي؟١‏ من شهر ربيع الأول سنة 15/اه/1737 ام انخفض مستوى ماء نهر النيل» فحدث 
جفاف في مصرء وصفه المقريزي بقوله 7 'وقلق الناس لذلك في اليوم السابع عشرء وخرج القضاة 
والفقهاء وغيرهم إلى جامع عمرو وتضرعوا إلى الله في اجراء النيل» وفي الجمعة الموافق العشرين من 
نفس الشهر خرج القضاة والناس إلى رباط الآثار النبوية» خارج مدينة مصرء وغسلوها في النيل 
بالمقياس» وقرأوا القرآن الكريم» وتضرعوا إلى الله تعالى في إجراء النيل» ورد ما نقصء ثم عادواء فنزل 
حتى جفت الخلجان من الماء» فارتفعت الأسعارء وغلب اليأس على الناس» فنودى في الناس بالتوبة 
والإقلاع عن المعاصيء وصيام ثلاثة أيام تضرعا إلى الله تعالى» الإثنين» والثلاثاء» والأربعاء»ء وخرج 
الناس في يوم الخميس السادس والعشرين من هذا الشهر إلى قبة النصر - خارج القاهرة - وهم حفاة 
بثياب مهنتهم» ومعهم أطفالهم» ونصب هناك منبراًء ونزل الأمير آقتمر عبد الغنى النائب» في عدة من 
الأمراء» فخطب ابن القسطلانى خطيب جامع عمرو خطبة الاستسقاء» وصلى صلاة الاستسقاءء» وكشف 
أسه عند الدعاء؛ وحول رداءه؛» فكشف الناس جميعاً رووسهمء» وضجوا بالدعاء إلى الله وارتفعت أصواتهم 
بالاستغاثة» وهملت أعينهم بالبكاء» فكان مشهداً عظيماًء فلم يسقوا وعادوا خائبين فعز وجود الغلال ". 

"- فتح مخازن الدولة» وبيع الغلال منها بأسعار مخفضة: 

فعندما حدثت مجاعة سنة 577ه/*177 م في مصر 7(), وبلغ الأردب القمح في القاهرة مائة 
وخمسة دراهم» وفي الإسكندرية بلغ ثلاثمائة وعشرين درهماء حتى أكل الناس ورق اللفت والكرنب ونحوه 
فقامت الدولة المملوكية بإخراج الغلات من مخازنهاء وأمر السلطان بيبرس بأن يباع منها يومياً 5٠٠‏ 
أردب» وأن يكون البيع بكميات محددة ما بين ويبتين وأقل» لكي لا يخزن أحد شيئاً من الغلال» وأمر 


بإلغاء التسعير» ونودى للفقراء فاجتمعوا تحت القلعة» وكتبوا أسماءهم ()» وأعطى لكل أمير جماعة على 


. ١6 ؛ المقريزي: السلوك» ج". ص‎ ١٠١6 ابن كثير: البداية والنهاية » ج »ص‎ )١( 
17 11117 ليه المقريزي: السلوك » 30 “و‎ 

0 بيبرس المنصوري: مختار.ء ص 5؟ -3072؟, 

5( النويري: نهاية الأرب» جَ مص 5ه - 0١‏ |. 


قدر عدته؛ وأن» يعطى لكل فقير كفايته مدة ثلاثة أشهر ووزع الفقراء على التجار والأغنياء كل على قدر 
حاله» وأمر أن يفرق من الشون السلطانية على أرباب الزوايا كل يوم نحو مائة أردبء ثم قال السلطان 
[' " هؤلاء المساكين قد جمعناهم اليوم وانقضى نصف النهارء فادفعوا لكل منهم نصف درهم يتقوت به 
خبزاء ومن غد يتقرر الحال " ولم يبقى من الخواص ولا من الطواشي ولا من الحجابء ولا من الولاة 
وأرباب المناصب وذوى المراتب» وأصحاب المال» حتى أخذ جماعة من المساكين» واستمر الحال إلى أن 
دخل شهر رمضانء ودخل المغل الجديد وانحل السعر في يوم واحد أربعين درهما 7"' ولما حدثت مجاعة 
سنة 5915- 535ه/ه9؟١ ١١15-‏ م في مصرء قامت الدولة بإخراج الغلات من مخازنهاء وأمر 
السلطان كتبغا بأن تفرق على المخابز والأفراد (' وعندما حدثت مجاعة سنة 85/اه/ره7١‏ م في 
مصرء قامت بفتح مخازنها وبيع الغلال منها بأسعار مخفضة لا تتجاوز ٠١‏ درهماً للأردب من القمح 
(4). 
5 - لجوء الدولة إلى جلب وتوفير المواد الغذائية الأساسية, إما عن طريق جلبها من المناطق 
الخاضعة لسيطرة الدولة أو من الدول الإسلامية المجاورة أو الاستيراد من الدول الأجنبية: 
لما حدثت مجاعة سنة ٠5ه/77؟1‏ م في بلاد الشام» قامت الدولة بجلب القمح من مصر 
إلى غزة عبر البحر ومنها إلى مختلف أنحاء البلاد» محاولة للتخفيف من الضائقة الاقتصادية فيها )؛ 
ولما حدث جفاف ومجاعة سنة 5944- 145ه/95١1 ١١95--‏ م في مصرء قامت الدولة بجلب 
الغلال من بلاد الشام» وقدرت الكميات المجلوبة بمائة وعشرين ألف غرارة قمح (') واستوردت ثلاثمائة 
ألف أردب قمح من جزيرة صقلية والقسطنطينية وأوروبا 7" ولما هاجمت أسراب الجراد بلاد الشام سنة 


5ه" م أتلفت الكثير من المزروعاتء فقامت الدولة بجلب الغلات من مصرء وقدرت الكميات 


. 5-5 ص‎ 2١ المقريزي: السلوك. ج‎ )١( 

.71757-5175 -17؛ العيني: عقد الجمان» ج١2 ص‎ 7١ بيبرس المنصوري: مختار» ص‎ )١( 

(؟) النويرى: نهاية الارب ج١7‏ ص 185-١85‏ ؛ ابن أيبك: كنز الدرر ج48 ص *5” - 65" ؛ المقريزي: إغاثة 
الأمةء ص 5-1717" ؛ المقريزي: السلوك ج١‏ ق "اص 48١5‏ . 

(5) ابن الجزري: تاريخ» ج ”. ص 555-855 ؛ اليوسفي: نزهة الناظرء ص 5785 -7.0.0. 

(5) النويري: نهاية الأرب» ج0٠"‏ ص 40-75 ؛ المقريزي: السلوك؛ ج١»2‏ ق؟)» ص555. 

(5) ابن الجزري: تاريخ» ج .١‏ ص -78٠١‏ 585؛ الذهبي: تاريخ الإسلام» ج 57. ص 59. 

(0) العيني: عقد الجمان» ج ”» ص 775. 


ات 


المجلوبة بعشرين ألف أردب ('), ولما حدثقت مجاعة سنة 5"/اه/175 م في مصرء قامت الدولة 
بجلب الغلال من بلاد الشام ومن الصعيدء وقامت بتوزيعها على الناس» وكان المجلوب من الشام 4 
آلاف غرارة قمح» ومن الصعيد ٠٠٠١‏ أردب من القمح 7" 
ه- مراقبة ومتابعة عملية بيع المواد الغذائية» وتعزير المحتكرين وبائعي لحوم الميتات والكلاب 
والحميرء وآكلي لحوم البشرء عند حدوث حالات الجفاف والمجاعات. 
من الطبيعي أن يلجأ التجار إلى استغلال ظروف الأزمة أو المجاعة فيرفعون السعرء وتزداد 
أرباحهم زيادة فاحشة» فقد زادت أرباح الواحد من التجار أثناء مجاعة 515-5914ه /ه79١1195-1ام‏ 
في عهد السلطان العادل كتبغاء ما بين مائة ومائتي درهمء ( "ريدت سنة 18لاه /1915١ام‏ أن ارتفعت تفعد” 
الأسعار بسبب قصور النيل» وقل الخبز حتى اقتتل الناس على أبواب الأفران في القاهرة» ثم وصلت 
مراكب الغلال من الوجه القبلي إلى ساحل بولاق» فهبطت الأسعارء ولكن التجار الذين أتوا بالقمح أدركوا 
أنهم سيخسرون إذا باعوا بهذه الأسعار - لأنه لم يحصل لهم رأسمالهم وما غرموه في السفر - فامتنعوا 
عن البيع وواصلوا إبحارهم شمالاً تجاه الإسكندرية ومن ثم اشتدت الأزمة واضطربت أحوال الناس7*) 
وحين توقف النيل عن الزيادة عام 185اه/1117م قبض تجار القمح أيديهم عن البيع» وأكثروا من 
التخزين» طمعا في زيادة أرباحهم عن طريق رفع الأسعارء ولكن النيل أوفى فهبطت الأسعارء فخاب 
ظنهم وما أملوه 27 وكانت 1 العطارين والأطباء وغيرهم من أصحاب المهنة والصناع تتزايد بما لم 
يسمع بمثله في هذا الزمان (. أثناء المجاعات والأوبئة نظراً لاشتداد الطلب على الأدوية وغيرهاء ففي 
أزمة 5 5344-78ه/178- 114١م‏ بلغت مبيعات أحد العطارين من الأدوية في يوم واحد اثنان 
وثلاثين ألف درهم ومتوسط الطبيب مائة درهم 7")» ونتيجة لارتفاع الأسعار وانعدام الأقوات في أثناء 


الغلاء أو المجاعة تتوالى - بالتداعي - حوادث أخري اذ ينعدم علف الحيوان الذي هو القوة المحركة 


)١(‏ ابن كثير: البداية» ج 4 »١‏ ص 7١‏ ١؛‏ المقريزي: السلوك» ج ". ص ؟. 
)١(‏ اليوسفي: نزهة الناظرء ص .7”07-19.٠0‏ 

(") المقريزي: اغاثة الأمة» ص 5". 

(4) ابن الفرات: تاريخ» ج3,» ص 4”4 -ه"5. 

(5) ابن الفرات: تاريخ» ج1.؛ ص 5. 

() المقريزي: اغاثة الأمةء ص .457-4١‏ 

(') المقريزي: اغاثة الأمةء ص ©7"5-196. 


1 


والمعول في بناء الجسور وسائر أعمال ضبط النهر فتوقف أعمال صيانة الجسور وأعمال الريء (", 
بجانب الأعمال الزراعية وبالتالي تتوقف سائر مصالح البلادء أيضاً يؤدي هبوط النيل إلى قلة حركة 
الملاحة وقلة مجيء مراكب الغلال من الوجه القبلي فترتفع الأسعار 7" و كانت سوق النقد تتأثر أيضاً 
بحالة الفيضان مما ينتج عنه تذبذب الأسعارء وغش النقودء واحتكار الغلال؛ وأكل وبيع لحوم الميتات 
والكلاب والقطط وأيضاً لحوم البشرء 7(") 

وكانت هناك أسباب أخري تتسبب في وجود الغلاء والمجاعات - رغم وجود الغلال» زيادة الماء؛ 
كثرة الزرع - وكان سبب ذلك كثرة الفتن بضواحي مصر من العربان» وخروج العساكر مرة بعد مرة» وكل 
مرة يحصل الفساد في الزرع ويقل الأمن في الطرقات؛ ومهاجمة السفن التي تحمل الغلال والبضائع في 
النيل فلا يقع الجلب للغلال كما كان مخططاً له 7). ونتيجة ذلك ترتفع الأسعار ويحل الغلاء. كذلك كثرة 
الفتن والمنازعات الداخلية وحروب الشوارع تساعد بشكل أو بآخر في خلق هذه الفوضى الاقتصادية. 
أيضاً الشائعات بموت أحد السلاطين» أو ركوب الأمراء بالسلاح للاقتتال فترتبك أحوال الناس وتغلق 
الأسواق» ويلزم الناس بيوتهم. كما حدث عام 537ه/37١١م‏ حين وردت الأخبار بمقتل الأشرف خليل 
ننم قلقو :فد .خلت: الطرقات تماما .من النائن" لتقو ميدانا' للاقتقال:' المنتظن .وين -طواقف>١‏ الممناليك: 
وبطبيعة الحال اختفي الخبز وقلت الأقوات 7). أيضاً كانت سياسة الاحتكار التي سارت عليها الدولة في 
ذلك العصرء واحتكار تجارة الغلال وتوفيرها في شون السلطان والأمراء على حساب العامة» وبيعها 
للناس بما حددوا من الأثمان يمكن القول بأن سوء تدبير الحكام وإغفالهم مصالح الناس كان من بين 
الأسباب التي تخلق هذه الأزمات زد على ذلك أن الرشوة () انتشرت بين المماليك ومن ثم كان الولاة 
والحكام يضعون نصب أعينهم أن يعوضوا ما دفعوه من هذه الرشاوي قبل توليهم الوظائف ومن ثم يكثر 
طمعهم في أخذ أموال الناس. 


.١87 ابن تغري بردي: النجوم » جلاء ص‎ )١( 
. ص77‎ ٠ المقريزي: السلوك » ج؟: ق‎ )١( 
. 7١17 المقريزي: السلوك» ج؟ . ص‎ )"( 
.35 ابن حجر: أنباء الغمر» ج١؟ » ص‎ )5( 
.555 المقريزي : السلوك » ج" . ص‎ )5( 
. 88 عبد الرازق: البذل والبرطلة » ص‎ )1( 


7 


ونظراً لما سبق أن هذا يمكن أن يكشف لنا أن بعض الحكام بسياستهم التي اهتمت بحيازة 
الامتيازات لأنفسهم وتكوين ثروات خاصة بهم وبالمقربين منهم وكانوا يتسببون في خلق مثل هذه 
الأزمات» أو يزيدون من حدة المجاعة وضراوتها('2 » بل أن بعض السلاطين كانوا يشترون الغلال من 
الأسواق وهي رخيصة ويخزنونها طمعاً في أن يهبط النيل ويحققون لأنفسهم مكسبآ ماليآ سريعاء وهي فكرة 
شبيهه بما يحدث الآن من سيطرة بعض رجال الأعمال الكبار على بعض الصناعات واحتكارها والتحكم 
في أسعارها حسب ما يشتهون!. 

وفي نهاية هذا الاستعراض نتوقف عند ما توصل إليه المقريزي وهو يعرض ويستعرض تاريخ 
الأزمات الاقتصادية والمجاعات والغلاء في مصرء فقد أدى به البحث إلى أن السبب الحقيقي لما ينزل 
بالناس من أزمات اقتصادية ومجاعات وغلاء في الأسعارء إنما هو سوء تدبير الملوك والحكام 
وتقصيرهم!'! في أداء واجبهم وخيانتهم للأمانة التي اختاروا حملها والقيام بها » هذا هو السبب وليس 
نقص النيل أو قلة المطر فقطء ولا غضب الله على أهل مصر. وهذا تخريج اقتصادي يمكن أن يستند 
إلى أسس ومقدمات منطقية ٠»‏ ولا يعتمد على التأويلات الخرافية أو التفسيرات الغيبية للظواهر 
الإنسانية("). 

وجدير بالذكر أن نهر النيل كان محور الحياة المصرية في عصر المماليك بشتى نواحيها: 
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية» والحقيقة أننا لا يمكن أن نفصل بين تأثير النهر على اقتصاديات 
البلاد» وبين تأتيره في عادات الشعب الاجتماعية » أو أمورهم السياسية» لأن كلآ من هذه النشاطات تؤثر 
في الأخرى بقدر ماء وبطريقة يصعب معها التحديد القاطع لكل منها ؛ ومن الطبيعي أن يكون لهذه 
المجاعات أثرها في أخلاقيات الناس وتصرفاتهم اليومية!:). حيث ينكشف حال كثير من الناس في صور 
مختلفة» في محاولة الحصول على القوت» سواء بالسرقة أو النهب أو الخطف أو بالغش أو بالاستغلال 


أو الاحتكار سواء من الحكام أو الأمراء أو من التجار أو العامة وغيرهه/"). 


. 7-1/7 عبد الرازق: البذل والبرطلة» ص‎ )١( 
.57 المقريزي: اغاثة الأمة ص‎ )١( 

(*) السبكي: معيد النعم» ص .7١‏ 

(5) السبكي: معيد النعم» ص 75 . 

(5) السبكي: معيد النعم» ص .5١-5٠‏ 


6ت 


الثانى 


هو 


هجوم الجراد والآفات الزراعية على الزراعات 
أدت الأزمات الطبيعية إلى إلحاق أضرار كبيرة بالثروة الزراعية» فقد أدت إلى انخفاض الإنتاج 
الزراعي بدرجة كبيرة جداًء وقد راح ضحية بعضها الآخر عدد كبير من الفلاحين الذين هم عماد هذا 
المنشط الاقتصادي وتعرضت مصر خلال مرحلة الدراسة لأخطار الآفات الزراعية المختلفة» من إغارات 
أسراب الجراد وبعض الطيورء وهجوم قطعان الفئران والدودء والتي تؤثر على المحاصيل والغلال وتترك 


الأرض خراباًء فهي تسبب المجاعات ومن ثم تسبب الأمراض. 7") 


أولاً: الافات الزراعية في مصر: 

في سنة 535ه/1917١‏ م ظهر بأرض مصر فأر كثير أتلف الزرع» حتى لم يترك منه إلا 
اليسير!') وفي سنة /531ه/1718١‏ م وقع بأرض مصر آفة عظيمة من الفأر(). 

وفي سنة 5٠٠ه/ ١٠١٠١5‏ م هاجمت قطعان الفئران المحاصيل الزراعية في منطقة الصعيد وكان 
مباشروا شونة أم القصور يأتون ليلا خوفاً على الغلة من الفأرء فباتوا يقتلون في الفأر إلى الصباح فكان 
جملة ما قتلوه ثلاثمائة وسبعة عشر أردباً!) » وفي سنة 5١1ه/ ١7١5‏ م هاجمت قطعان الفئران منطقة 
الصعيدة”) ' وفي سنة 174ه/1707١‏ م هاجم الدود المحاصيل الزراعية» وأتلف محاصيل كثيرة/" » وفي 
سنة 18ه/37١1‏ م هاجمت قطعان الفئران المحاصيل الزراعية» بمنطقة منفلوط وأتلفت كمية كبيرة 
منهاء وخاصة محصول الفول» وكانت أعداد الفئران كثيرة جداًء حيث قام السكان بعمليات قتل لها 
استمرت لمدة شهرين» ووصف لنا المقريزي!'' ما حدث بقوله: 'وخرج ببلاد منفلوط فأر عظيم جداً فحصد 


الزرع حصداًء وأتلف جرون الغلال» بحيث كان يذهب ربع الجرن في ليلة واحدة» فصار الناس يبيتون 


. 197 انظر الملحق رقم (1) ص‎ ) ١ 

(؟) ابن الفرات: تاريخ؛ ج 8» ص ١"؟؛‏ المقريزي: السلوك؛ ج 7؟. ص .78٠١‏ 
(") المقريزي: السلوك؛: ج ”ء ص ."١6‏ 

(5) العيني: عقد الجمان» ج ١‏ ص 375-777 

(5) المقريزي: السلوك» ج ”. ص 5٠١‏ . 

(1) المقريزي: السلوك؛ ج » ص .١١١‏ 

(0) السلوك, ج “اء ص 47 97- 75/8. 


بالمشاعل على طول الليل» وهم يقتلون الفأر ثم يتولى أمر النهار طائفة 5 وهم لا يُفترون عن قتله 
ثم يحمل ما قتل منه في شباكء؛ ويحرق بالنار على بعدء وفيهم من بلة يلقيه إلى النيل» فأقاموا مدة شهرين 
يحملون في الشباك كل يوم نحو مائة حمل" 
ثانياً: الآفات الزراعية في الشام: 

تعرضت بلاد الشام خلال مرحلة الدراسة لأخطار الآفات الزراعية المختلفة» من إغارات أسراب 
الجراد وبعض الطيورء وهجوم قطعان الفئران والدود ولما هاجم الجراد بلاد الشام سنة 39١5ه/١؟؟١‏ 
م)» أتلف كميات كبيرة جداً من المحاصيل الزراعية!'! وعندما هاجمت الفئران منطقة حوران والجولان 
وأعمالهما سنة 559ه/١175١‏ م تسببت في أكل معظم الغلال وخاصة القمح» وقد ذكرت المصادر أنه 
تم إفناء ثلاثمائة ألف غرارة من القمح غير الشعير!') وفي سنة ٠57ه/777١م‏ اشتد غلاء الأسعار في 
بلاد الشام بشكل كبير جداًء وانتشرت المجاعة» وخاصة في المدن الرئيسية في الشام كدمشق وحلب 
وحماة» وهلك في هذه المجاعة أعداد كبيرة من الناس(") : 

ولعل أهم أسباب حدوث هذه المجاعة هو ما حدث من هجوم الفئران الشرس على الغلات 
الزراعية في السنة الماضية» إضافة إلى الأوضاع السياسية التي كان سائدة في المنطقة آنذاك كانت بلاد 
الشام تعاني في تلك الفترة من الهجوم المتكرر للتتارء مما اضطر كثير من السكان إلى النزوح إلى 
مصر وغيرها من البلاد» ومن أهم الفئات النازحة الفلاحين وعوام الناس مما أثر على الإنتاج الزراعي/؛) 
وفي سنة 5399ه/17939١‏ م هاجم جراد 'سد الأفق" منطقة قرتيال”)» وفي سنة ١١1ه/1707‏ م هاجمت 


أسراب الجراد بلاد الشام» وكانت مدينة دمشق أشدها تضرراً (') فقد" ترك غالب الغوطة عصياً مجردة: 


.١١5© أبي شامة: الذيل على الروضتين»ء ص 91 ١؛ ابن كثير: البداية» ج 7١ء ص‎ )١( 

(؟) ابن أيبك: كنز الدررء ج 8» ص 65؛ المقريزي: السلوك. ج .١‏ ص 5585. 

(") اليونيني: ذيل مرآة الزمان» ج ١.ء‏ ص ١535؛‏ النويري: نهاية الأرب» ج ٠”ء‏ ص 59؛ ابن كثير: البداية: ج 20١‏ 
ص 50"071؛ المقريزي: السلوك» ج .١‏ ص .554١‏ 

(:) ابن كثيرء البداية» ج ».١‏ ص 27 5؛ المقريزي: السلوك2» ج .١‏ ص ١4:ه-55ه.‏ 

(6) بلد قرب بيت جبرين من نواحي بيت المقدس بفلسطين . انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج ؟5» ص 519 ؛ ابن 
صصري: الدرة المضيئة في الدولة الظاهرية » ص " ؛ المقريزي: السلوك. ج ؟. ص .5١718‏ 

(5) ابن كثير: البداية» ج 54 »١‏ ص ؟1؛ ابن حبيب: تذكرة» ج .١‏ ص 359 ؛ المقريزي: السلوك؛ ج ؟.» ص 5"48. 


مات 


ويبست أشجار لا تحصى١)‏ وعادت أسراب الجراد في السنة التالية ”١٠ه/”١١‏ م لمهاجمة جبل 
لبنان» 'وكان قليل الأذى إلا أن فرخه ارتعى الكرم7') وفي سنة ١٠ه/ ١704‏ م عادت أسراب الجراد 
لمهاجمة المناطق الساحلية في بلاد الشام7! وفي سنة 6١1ه/8١١١‏ م هاجمت أسراب الجراد مدينة 
حلب وضواحيهاء وألحقت أضراراً فادحة بالمزروعات7') وفي سنة 75اه/777١‏ م هاجمت أسراب 
الجراد بلاد الشام» وألحقت أضراراً فادحة بالمزروعات!") : 
وفي شهر جمادى الثاني سنة 77/اه/777١‏ م عادت أسراب الجراد لمهاجمة بلاد الشامء 
وكانت مدينة دمشق أشد المناطق المتضررة منها"'!ء وفي سنة ٠/اه/779١‏ م هاجمت الدودة أشجار 
الزيتون بغوطة دمشقء وألحقت بها أضراراً بالغة ')» وفي سنة ”57٠ه/547١‏ م هاجمت أسراب الجراد 
بلاد الشام» وانتشر بشكل خاص في حلب ودمشق والقدس وغزة» ووصف المقريزي!") هذه الأسراب بقوله: 
"جراد عظيم سد الأفق» ومنع الناس من كثرته رؤية السماء وأكل جميع الأشجار حتى خشبها". وفي سنة 
هم" م هاجمت بلاد الشام أسراب الجراد» وكانت أهم المدن التي انتشر بها مدينة دمشق 
واليلقا1" و احدة: بالمكووعاتك: أصيزارا كتيزة آم مديكة خلي :نكا أذاء قليلا مط لز" 
وفي سنة /04اه/47١١‏ م تكالبت الكوارث على بلاد الشام» من جفاف وهجوم لأسراب 
الجراد وقطعان الفئران. ففي شهر محرم سنة 75/8ه/1547١‏ م هاجمت أسراب الجراد بلاد الشامء 


وبخاصة المنطقة الممتدة بين منبج والباب '"» وانتشر أيضاً في المنطقة الممتدة من بعلبك إلى 


.7717 الذهبي: دول الإسلام» ج ”"ء ص‎ )١( 

(؟) الدويهي: الأزمنة» ص ؟57١.‏ 

(؟) المقريزي: السلوك؛ ج ”؟. ص 370. 

(5) ابن أبي الفضائل: النهج السديد». ص 5. 

(5) المقريزي: السلوك» ج ”؟. ص ؟. 

(5) ابن الجزري: تاريخ» ج ١ء‏ ص .١18١‏ 

(9) ابن الجزري: تاريخ» ج ”؟ء ص ”0 5. 

(8) السلوك, ج “اء ص 794" 

(9) البلقاء: (من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة) انظر: ياقوت الحموي: معجم 
البلدان» ج .١‏ ص 1ثلاه- (١٠8ه.‏ 

.577 المقريزي: السلوك, ج 5» ص 6؟؟؛ ابن الوردي: تاريخ» ج ”"ء ص‎ )0٠١( 

)١١(‏ الباب: (يعرف بباب بزاعة. بليدة من طرف وادي بطنان من أعمال حلب بينها وبين منبج نحو ميلين إلى حلب 
عشرة أميال) انظر : ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج ١»ء‏ ص ."5٠0‏ 


ا 


البلقاء!'). وهاجمت قطعان الفئران حوران والجولان!') فأكلت زروعها وخاصة محصول القمح! وفي شهر 
ربيع الثاني سنة /15ه/7417١‏ م هاجمت أسراب من الطيور منطقة كركر 7*) وغيرها من الأماكن التي 
لحق بها الضرر7؛ وفي سنة 1757ه/751١‏ م هاجمت أسراب الجراد بلاد الشام وألحقت أضراراً فادحة 
بالمزروعات7). وفي سنة 155ه/755١‏ م هاجمت أسراب الجراد بلاد الشامء فأهلكت الكثير من الثمار 
والأشجار حتى فزع الناس من غائلته!") وفي سنة 155اه/777١‏ م هاجمت أسراب الجراد بلاد الشام 
حتى تلف الزرع وغلت الأسعار وانتشرت الأمراض الحادة والطواعين7)» 'وعظم الخطب بسببه» وأتلف 
شيئاً كثيراً من الغلات والثمار والخضروات7*) 

وفي سنة 157ه/74١١‏ م عادت أسراب الجراد لمهاجمة بلاد الشام» وألحقت بالمزروعات 
أضراراً كبيرة!” ') وفي سنة ٠/1اه/755١‏ م تكرر هجوم الجراد على بلاد الشام» وكان مصدره من شبه 
الجزيرة العربية» وقد تركز هجومه على مدينة حوران وعجلون» ففي حوران " أكل الأشجار والأخشاب 
وأبواب الدور وما وصل إليه من الأصبغة والقماش وسدت أعين الماء خوفاً من أن يفسدها" أما في 
عجلون فقد "امتلأت منه المدينة وغلقت الأسواق وطبقت أبواب الدكاكين والطاقات وسدت الأبواب 
وحضروا لصلاة الجمعة فملاً عليهم الجامع وترامى على الخطيب على المنبر حتى شغله عن الخطبة 
وكذلك حير الناس حتى خرجوا من الجامع يخبون فيه خباً إلى الركب وأنتنت لكثرة ما قتل منه حتى 
)١(‏ ابن الوردي: تاريخ ابن الوردي» 0 ؟ي)د ص 3958 ؛ المقريزي: السلوك اج ص١‏ : ؛ ابن شاهين: نيل الأمل» 9 2 
ص .١55‏ 
)١(‏ الجولآنُ: (بالفتح ثم السكونء قرية وقيل جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران) انظر: ياقوت الحموي: معجم 
البلدان» 2 ؟يعص .5١5‏ 
6 ابن شهبة: التاريخ» جُ 2 ص اه 
(54) (بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراء» وهو حصن قرب ملطية بينها وبين آمدء وكركر أيضاً حصن بين سميساطء 
وحصن زياد) انظر : ياقوت الحموي: معجم البلدان» 2 #:أءعص 5١ه.‏ 
6 ابن الوردي: تاريخ ابن الوردي» جَ ",لص 555؛ المقريزي: السلوك ج26 ص 5١‏ . 
(1) المقريزي: السلوك. ج ؛» ص 76١؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل» ج ١ء‏ ص 777. 
(0) السخاوي: الذيل» ج ,2 ص .١12‏ 


(6) ابن كثير: البداية والنهاية» ج 5١ء‏ ص ١5"؛‏ المقريزي: السلوك. ج 5.» ص 375 ؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ 
ص 3175. 

(5) ابن كثير: البداية والنهاية, 2 5'ءعءص ١ه"‏ ؛ السخاوي: الذيل» جَ ١ءعص .5١5‏ 

2١ ابن كثير: البداية والنهاية» ج 5 ١ء ص 555؛ المقريزي: السلوك؛ ج 4» ص ١٠8١؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج‎ )0١( 


ص ١/ا3؟.‏ 


-8:ة- 


صار أهل البلد يشمون القطران!' ليغطي رائحته7'' وخرج ببلاد الشام جراد مضرء وكثر بها الفآر فتلفت 
الغلال» وكثر الخوفء. وترافق هجوم الجراد مع تسلط الفئران على المزروعاتء وقد أتلفت كميات كبيرة 
الال 00 


ثالثاً: موقف دولة المماليك البحرية في معالجة هجوم الجراد والآفات الزراعية 
على الزراعات ومحاولة إيجاد حلول وطرق لمكافحة الافات الزراعية» وتعويض 
المزارعين عن خسائرهم: 

كان هناك جلب نوع معين من الطيور يسمى السمرمر إلى البلاد» ولهذا الطائر قدرة فائقة على 
القضاء على الجراد» ومن الطرق التي يتم جلب هذا الطائر فيها إلى المنطقة المنكوبة من الجراد» أن 
تحمل كميات من المياه من مناطق محددة قال ابن الوردي/'): "عين شيرم: وهي بين أصفهان وشيرازء 
بها مياه مشهورة وهي من عجائب الدنياء وذلك أن الجرادة إذا نزلت ووقعت بأرضء يحمل إليها من تلك 
العين ماء في ظرف أو غيره فيتبع ذلك الماء طيور سود تسمى السمر مرء ويقال لها السودانية» بحيث 
إن حامل الماء لا يضعه إلى الأرض ولا يلتفت وراءه» فتبقى تلك الطيور على رأس حامل الماء في الجو 
كالسحابة السوداء إلى أن يصل إلى الأرض التي بها الجراد"» وهذه المياه يتجمع حولها هذا الطائر» فتم 
جلب كميات من هذا الماء» وتعليقها في قوارير وآنية في المناطق التي ينتشر فيها الجراد» فتجمع حولها 
هذا الطائر» وقام باصطياد الجراد المنتشر في المنطقة . 

ولما هاجمت أسراب الجراد بلاد الشام سنة 157ه/54١‏ م 7( قام الأمير منكلي!') بغا 


الشمسي (ت 117/5اه/17277م) بانتداب بعض الأفراد لإحضار هذا الماءء 'فلما جيء به (وعلق كثر 


)١(‏ القطران: (عصارة شجر الأرز يستخدم في الطهي لأنه شديد الاشتعال» ومادة سوداء سائلة لزجة تستخرج من الخشب 
والفحم ونحوهما بالتقطير الجاف وتستعمل لحفظ الخشب من التسوس والحديد من الصدأ) انظر : المعجم الوسيط: ج ”2 
ص 405. 

. 55-85 المقريزي: السلوك, ج”. ق١.» ص 77١؛ ابن اياس: بدائع الزهورء ج١. ق؟”.» ص‎ )١( 

(") المقريزي: السلوكء ج 5» ص 77" ؛ ابن شاهين: نيل الأمل. ج .١‏ ص 577. 

(5) ابن الوردي: خريدة العجائب وفريدة الغرائب» ج ».١‏ ص 18. 

(5) ابن كثير: البداية» ج 5١.ء‏ ص 55" ؛ المقريزي: السلوك . ج 4» ص ١٠58؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص 
الا ؟. 

(1) للمزيد عن ترجمته انظر: ابن حجر: الدررء ج 5؛ء ص 3617. 


0 


السمرمر بدمشقء وأفنى ما كان الجراد هناك؛ حتى لم يبق منه شيئ" ولما هاجمت قطعان الفئران 
المحاصيل الزراعية سنة 5١7ه/705١‏ م في منطقة الصعيد بمصرء قامت الدولة بتعيين موظفين 
مختصين أوكل إليهم مهمة قتل الفئران» 'فباتوا يقتلون في. (الفأر إلى الصباح؛ فكان جملة ما قتلوه سبعة 
عشر أردباً وكسوراً بالكيل المصرى7! و لما هاجمت قطعان الفئران منطقة الصعيد بمصر سنة 
5همه ١‏ م قام الموظفون المختصون بعملية قتل لهذه الفتران» حيث 'قتلوا في أيام قلائل من الفأر 
مبلغ ثلاثمائة وسبعة عشر أردباً ينقص ثلث أردبء واعتبروا أردباً فجاء عدة ثمانية آلاف وأربعمائة فأرء 
وكل ويبة ألف وأربعمائة فأر7) ولما هاجمت أسراب الجراد بلاد الشام سنة 5ه ١7517/‏ م قامت 
الدولة بتجنيد مجموعة كبيرة من الجنود لقتل هذا الجراد!') ولما هاجمت أسراب الجراد بلاد الشام سنة 
ه77 م قامت الدولة بإلغاء الضرائب المترتبة على الغلال في تلك السنة للتخفيف من شدة 
الضائقة الاقتصادية7”) وقامت الدولة بدفع تعويضات للفلاحين المتضررين من هجوم هذه الآفات: فعندما 
هاجم الدود المحاصيل الزراعية سنة ١/اه/7717١‏ م في مصرء أمرت الدولة المملوكية ولاة المناطق 
المتضررة» بكتابة تقارير عن مدى الأضرار الواقعة في المحاصيل الزراعية لتعويض المزارعين فوجد قد 
تلف في بعض البلاد نصف الزرعء وما دونه في غيرها!') فعملت الدولة على تعويض المزارعين ورفع 


.58٠١ المقريزي: السلوك. ج 54» ص‎ )١( 
.7784- 751 ص‎ 2١ العيني: عقد الجمان» ج‎ )١( 

(؟) المقريزي: السلوك. ج ”؟. ص .5٠١‏ 

(54) ابن الوردي: تاريخ ابن الوردي» ج ”. ص 55؟"؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص 55 .١‏ 
(5) أبو الفداء: المختصرء ج ”ء ص 5٠١‏ 4؛ المقريزي: السلوك. ج ”. ص 77. 

(1) المقريزي: السلوك. ج “'. ص *77. 


الشالءت 


الأوبسّة والطواعين والموتان في مصر والشام ومعالجة الدولة لها 

أدت الأزمات الطبيعية بالوباء والطاعون إلى إلحاق أضرار كبيرة بالإنسان» فقد أدت إلى 
انخفاض عدد السكانء بدرجة كبيرة جداء وقللت بصورة كبيرة دخل كثير من الإقطاعات المصرية (", 
وقد راح ضحية بعضها عدد كبير من الخلق الذين هم عماد هذه الحياة وتعرضت مصر والشام خلال 
مرحلة الدراسة لأخطار الأوبئة والطواعين والموتان بأنواعها المختلفة» والتي تؤثر على الحياة وتترك 


الأرض خراباًء فهي تسبب الأمراض والمجاعات والغلاء. (") 


أولاً: الأوبئة والطواعين والموتان في مصر: 

في سنة 5177ه/1717١م‏ تفشى الوباء في مصر(, وهلك فيه عدد كبير من الناس وخاصة 
الأطفال والنساء ولم تقدم المصادر معلومات وافية حول هذا الوباء» وفي سنة 585ه/785١‏ م تفشى 
الموتان بالأبقار في مصرء ويضرب المقريزي/*) مثالا على شدة هذا الموتان بقوله: "أن شخصاً واحداً 
نفقت جميع أبقاره البالغة "4٠‏ رأساً" وفي سنة 53154ه/7915١‏ م حدثت مجاعة ورافقها انتشار الوباء 
في مصرء واستمرت هذه المجاعة و الوباء إلى سنة 535ه/97١١‏ م ولعل من أهم أسبابه الرئيسة 


انتشار الجثث الملقاة في الشوارع» وتعفنها وبالتالي حدوث الوباء . 

بدأ هذا الوباء بالانتشار في شهر ربيع الأول555ه/7915١‏ م ء ويصف المقريزي7”) شدة فتك 
هذا الوباء بالأرواح بقوله: 'ووقع في شهر ربيع الأول من هذه السنة بديار مصر كلها وباء» وعظم في 
القاهرة ومصرء وتزايد حتى كان يموت فيهما كل يوم ألوفء. ويبقي الميت مطروحاً في الأزقة والشوارع 


ملقى في الممرات والقوارع اليوم واليومين لا يوجد من يدفنه» لاشتغال الأصحاء بأمواتهم والسقماء 


4 1121715177 ع1108طصطدنت 'ل).وععة ع111001 ع 12 عغطا 12 د5علككء متتاكودك8ة :354 .1 .ك5م10ممآ (1) 
م ]00.1 :16132021 


) انظر الملحق رقم (؟) ص ١57‏ . 

ف المقريزي: السلوك» جُ 86 العيني: عقد الجمان» 2 ك؟يمص .١175١‏ 

(5) السلوك» جَ ؟وعص 155. 

ره) الذهبي: تاريخ الإسلام» جُ ؟ه6.) ص 575-707؛ السلوك» 2 "مس 55١‏ كك العيني: عقد الجمان» جُ ”.ا ص 
“اذ حملا ؟, 


381 


بأمراضهم " وازدادت حدة الوباء في شهر ذي الحجة 535ه/15١١‏ م حيث قدرت ضحاياه في هذا 
الشهر بنحو عشرين ألف نسمة!'). وفي مستهل سنة 5395ه/115١‏ م ازدادت حدة الوباء بشكل كبير 
جد وأحض ”مق كدوقي شبين. -ضنلن 4558 23555 بكرالي 5107 الك شير اوقد وصف 
المقريزي! ازدياد حدة هذا الوباء بقوله: 'وتزايد الوباء بحيث كان يخرج من كل باب من أبواب القاهرة 
في كل يوم ما يزيد على سبعمائة ميت» ويغسل في الميضأة من الغرباء الطرحاء في كل يوم نحو المائة 
والخمسين ميتاًء ولا يكاد يوجد باب أحد من المستورين بالقاهرة ومصر إلا ويصبح على بابه عدة أموات 
قد طرحوا حتى يكفنهم» فيشتغل نهاره» ثم تزايد الأمر فصارت الأموات تدفن بغير غسل ولا كفن» فإنه 
يدفن الواحد في ثوب ثم ساعة ما يوضع في حفرته يؤخذ ثوبه حتى يلبس لميت آخرء فيكفن في الثوب 
الواحد عدة أموات» وعجز الناس عن مواراة الأموات في القبور لكثرتهم وقلة من يحفر لهم» فعملت حفائر 
كبار ألقيت فيها الأموات من الرجال والنساء والصبيان حتى تمتلئ الحفرة» ثم تُطم بالتراب» ورمي كثير 
من الأموات في الآبار حتى ثملاً ثم ثردم» ومات كثير من الناس بأطراف البلاد فبقي على الطرقات حتى 
أكلته الكلاب". وقد بدأت حدة هذا الوباء تخف في شهر ربيع الأول 5355ه/7937١‏ مء ثم وقع الرخص 


وزال الجوع بالكلية من الديار المصرية في شهر جمادى الثاني 595ه/97؟١١‏ م /). 


وفي أواخر عام 5349ه/19١١‏ م تفشى الموتان في الأبقار»ء وأدى إلى نفوق أعداد كبيرة جداً 
منهاء وخاصة في دمياط والصعيد»ء وقد استمر هذا الوباء فيها إلى بداية سنة ٠١‏ ٠ه/‏ ٠70١م‏ () وقد 
وصف العيني!') شدة فتك هذا الوباء بالأبقار بقوله: 'وفيها أصاب الفناء الأبقار دون غيرها من المواشي 
حتى تعطلت الدواليب والسواقي» وغلت أسعارها غلواً لم يسمع بمثله» وبيع رأس البقر بألف درهم وما 


يقاربهاء واستعمل الناس الخيل والجمال والحمير عوضاً عنهاء فما أجدت في الحرثء ولقد حكي عن شيخ 


)١(‏ الذهبي: تاريخ الإسلام» ج ”5. ص "2” ؛ ابن كثير: البداية» ج ١١‏ ص ٠٠١‏ ؛ المقريزي: السلوك» ج ”2 ص 
5 العيني: عقد الجمان» ج ”» ص 775 . 

(0) ابن الجزري: تاريخ»؛ ج ».١‏ ص 187١؛‏ الذهبي: تاريخ الإسلام» ج ”5. ص٠‏ : ؛المقريزي: السلوك» ج ”"ء ص 528. 
(؟) السلوك. ج ؟. ص 7358-7517 . 

(؟) الذهبي: تاريخ الإسلام؛ ج ؟5.» ص ٠55-5؛‏ ابن كثير: البداية» ج ١7‏ ص53" ؛ المقريزي: السلوك» ج 7" ص 
17--118؛ السيوطي: حسن المحاضرة؛ ج ١ء‏ ص 3١54‏ . 

(5©) بيبرس المنصوري: مختار الأخبار» ص 5١!؛‏ المقريزي: السلوك. ج ”. ص 5"5؛ العيني: عقد الجمان» ج 5.؛ 
ص 7م15 . 

(5) عقد الجمان» ج 5.؛ ص 738-١727‏ ١وذكر‏ المقريزي أنها ثمانية عشرء السلوك» ج7؟» ص 579”. 


5م 


من أهل الفلاحة ببلد أشموم!' أنه كان يملك من الأبقار السارحة في تلك الجزائر ما جملته ألف واإحدى 
عشرة رأساًء فماتت في هذا الفناء أولاً فأولاً حتى لم يبق له منها غير ثمانية لا سواها" وفي سنة 
٠اه٠٠٠١م‏ تفشى الموتان في الخيول ببلاد الشام» وفشا الموتان في خيول مصر أيضاًء فهلك كثير 
منهاء قال العيني: 7 " ووصلت ريح الوباء التي أصابتها إلى الديار المصرية» فنفق من خيول العسكر 
شيء عظيم" وفي سنة 1703ه/9١١١‏ م تفشى الوباء والأمراض الحادة في مصرء وطلبت الأدوية 
والأطباء» وعز سائر ما يحتاج اليه المرضى ولم تقدم المصادر معلومات كافية عن هذا الوباء 


والأمراض7 . 


وفي سنة ١ه‏ / ١71١5‏ م حدثت عاصفة شديدة سوداء بمصر ضربت أسوان » واسنا » 
وأرمنت/:! وصاحب هذه العاصفة حدوث حريق في المناطق الزراعية» وأعقب ذلك تفشي الوباء في 
المنطقة أدى إلى هلاك أعداد كبيرة من السكان7(), وانتشر الوباء إلى الأشمونين!) وفي سنة 
هم فشت الأمراض الكثيرة في مصر(" » وفي شهر صفر سنة 717/اه/17717 ام فشت 
الأمراض الحادة وحميات دموية في مصر وقل أن سلم منها أحدء ولم تقدم المصادر معلومات كافية عن 
هذه الأمراضل 131 


(') بأنه كان يسيراًء وفي 


سنة 1753ه/3158١م‏ تفشى الوباء العظيم الذي شمل كل العالم» والذي غرف في أوربا باسم -الموت 


وفي سنة االاه/ ١37.‏ م تفشى الوباء بمصرء ووصفه ابن أيبك 


)١(‏ اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم و طناح وهي مدينة بالدقهلية والأخرى أشموم الجريسات بالمنوفية انظر: 
ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج »١‏ ص 77. 

.5"08 المقريزي: السلوك» ج ”. ص ١7؟؛ العيني: عقد الجمان» ج 54» ص‎ )١( 

(؟) المقريزي: السلوك. ج ”. ص .57"١‏ 

( ) كورة بصعيد مصر ومنها الي مدينة أسوان مرحلتان . انظر : ياقوت الحموي : معجم البلدان » ج ١‏ » ص ١89‏ . 

(5) المقريزي: السلوك. ج ”. ص .5١5‏ 

(1) (كورة من كُور الصعيد الأدنى غربي النيل) انظر : ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج ١‏ ص 7717. 

() السيوطي: حسن المحاضرة؛ ج ؟» ص .5"0١‏ 

(8) ابن الجزري: تاريخ» ج ؟. ص 6"!١؟؛‏ المقريزي: السلوك, ج . ص 15. 

(؟) كنز الدررء ج 5. ص 508". 


”هم 


الأسود(') » انتقل هذا الوباء( إلى قارة أوربا عن طريق السفن التجارية الجنوبية التي جابت البحر 
المتوسط وحملت معها العدوى إلى موانئ إيطالياء ومن ثم انتقل الوباء إلى كافة أورباء وقد أفنى هذا 
الطاعون ثلث سكان أوربا على الأقل واستمر هذا الوباء إلى بداية سنة ٠1ه/1759١م‏ إلى أن نقص في 
المحرم منهاء وقد بدأ هذا الوباء بالانتشار في مصر منذ بداية سنة 549اه/548١1١م‏ ء وقد سجل لنا 
المؤرخون مدى شدة فتك هذا الوباء في هذه المدن وأول ظهوره كان في مدينة(" الإسكندرية » وبلغ عدد 
الموتى فيها مائة نسمة يومياًء ثم زاد العدد إلى مائتين يومياًء وبلغ العدد في أحد الأيام إلى سبعمائة 
نسمةء ثم تفشى الوباء في مدينة 'دمنهورء والبحيرة » والمحلة » وبلبيس» ودمياط كلها حتى عم أهلهاء 
وماتت دوابهم " 

وفي بداية شهر رجب تفشى الوباء في مدينة القاهرة وضواحيهاء وذكر المؤرخون أن عدة من كان يموت 
يومياً ثلاثمائة نسمة» ووصل العدد في نهاية هذا الشهر زيادة على الألف نسمة يومياًء وقد سجل لنا 
المقريز (“) شدة فتك هذه الوباء بمدينة القاهرة وضواحيها بقوله: "وامتلأت المقابر من باب النصر إلى قبة 
النصر طولء وإلى الجبل عرضاًء وامتلأت مقابر الحسينية إلى الريدانية» ومقابر خارج باب المحروق 
والقرافة» وصار الناس يبيتون بموتاهم على الترب» لعجزهم عن موارتهم؛ وكان أهل البيت يموتون جميعاً 
وهم عشرات» فما يوجد لهم سوى نعش واحدء ينقلون فيه شيئاً بعد شيء "وفي شهري شعبان ورمضان 
اشتد الوباء في مدينة القاهرة» فقد تراوحت أعداد الموتى يومياً حوالي عشرين ألف نسمة» وقدرت 
المصادر أعداد الموتى في هذين الشهرين بتسعمائة ألف 1٠00-‏ ألف- نسمة7)» وفي شهر شوال ازدادت 


حدة الوباء» وقد بدأ هذا الوباء بالارتفاع من مدينة القاهرة مع منتصف شهر ذي القعدة ورغم ذلك صور 


)م١١51/ها/57( يذكر المؤرخون أن منشأ هذا الوباء كان في شرق آسيا في الصين والهندء وأنه انتشر فيها منذ عام‎ )١( 
2” ؛ ابن الوردي: التاريخ» ج‎ ١55 ثم انتقل منها إلى بقية بلدان العالم خلال السنوات التالية . الذهبي: العبر» ج 5» ص‎ 
ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج‎ ؛/8١-‎ 8٠١ ص ١52؛ المقريزي: السلوك» ج 5.» ص‎ »١ 5 ص 595"؟؛ ابن كثير: البداية» ج‎ 
. 5١٠١ 55ه5؛ابن حجر : بذل الماعون.» ص‎ - ه١‎ ص».,١‎ 

3158م .أمدظ ع111001 عطا مآ طتدعل عاعد[ط عطا :12015 (2) 
(©) المقريزي: السلوك» ج 54.» ص 325 . 
(5) السلوك» ج ؛5. ص 37 . 
(65) الذهبي: العبر» ج 5؟» ص 55١؛‏ ابن حجر: بذل»ء ص 57272؛ ابن تغري بردي: النجوم» ج ٠١‏ .)ص 4١58-١5٠0‏ 
السخاوي: الذيلء ج .١‏ ص 17؛ ابن شاهين: نيل الأملء ج 2١‏ ص.7١‏ . 


2 00ت 


لنا المقريزي(') حالة الناس في هذا الشهر بقوله: "وما أهل ذو القعدة إلا القاهرة خالية مقفرة » لا يوجد في 
شوارعها مارء بحيث إنه يمر الإنسان من باب زويلة إلى باب النصر فلا يرى من يزاحمه؛ لكثرة الموتى 
والاشتغال بهم وعلت الأتربة على الطرقات» وتنكرت وجوه الناسء وامتلأت الأماكن بالصياح» فلا تجد 
بيتاً إلا وفيه صيحة؛ ولا تمر بشارع إلا وفيه عدة أموات وصارت النعوش لكثرتها تصطدم.ء والأموات 
تختلط" وفي نهاية هذه السنة انتقل الوباء إلى الصعيد وتفشى فيهاء ويصور لنا المقريزي!'! شدة الوباء 


فيها بقوله: 'وخلت بلاد الصعيد مع اتساع أرضهاء بحيث كانت مكلفة مساحة أرض أسيوط تشتمل على 


أن استهلت سنة ٠176ه/1549‏ م إلا وقد تناقص الوباء(). 
وفي سنة 1554ه/1757 م فشت الأمراض في مصر وخاصة في مدينة الإسكندرية والقاهرة» ومكثت هذه 


الأمراض مدة شهرين» وقد بلغ عدد الموتى ما بين خمسين وستين شخصاً يوميا!“) وفي سنة 
هم تفشى الوباء في مصرء واستمر إلى سنة 1757ه/0١١‏ م ء ويذكر المؤرخون!' أن 


انتشار هذا الوباء كان بسبب كثرة المستنقعات الناشئة عن فيضان النيل في تلك السنة» وقدر ضحايا هذا 
الوباء يومياً بحوالي ألفي نسمة . 

وفي جمادى الأولى سنة 17515ه/1777 م تفشى الطاعون في عامة بلاد الشام ومصرء وتزايدت حدة 
هذا الطاعون في مصر في شهر رجب حيث قدرت أعداد الموتى يومياً ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف 
نسمة» وارتفع هذا الطاعون من مصر في شهر رمضان7)؛ ورغم ذلك كان هذا الطاعون أقل حدة من 


الطواعين السابقة» ولذلك وصفه ابن تغري!') بردي بقوله: 'لكنه كان على كل حال أخف من الطاعون 


. 27 السلوك» ج ؛5. ص‎ )١( 

(1) اجرف ع ومن ا 

(9) ابن كثير: البداية والنهاية» 2 ص 55١‏ - 555؛ المقريزي: السلوك» جُ :» ص ٠١١ -86١‏ ؛ابن قاضي 
شهبة: التاريخ» ج ١ءعص‏ 5ه - 7 ؛ ابن تغري: النجوم» 2 ٠وءوص18١.‏ 

(5) المقريزي: السلوك» ج :»ءعص .١186‏ 

(5) ابن قاضي شهبة: تاريخ» 2 ١م‏ ص 9١7١؟؛‏ ابن تغري: النجوم» ج١٠ء‏ ص ١١"؛‏ السخاوي: الذيل التام» جُ ١ءص‏ 
؛ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص .57-57٠0‏ 

(5) ابن كثير: البداية, جَ 15 ص 55 5؛ ابن العراقي: الذيل غلى العبر» جَ اوعص 4١١١‏ المقريزي: السلوك» جَ 26 
ص 57" 5؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ّ ١ص 5560-5١59‏ السخاوي: الذيل» جَ ١ىء»ص .١56©‏ 

(2) النجوم الزاهرة» ج ١لءعص .١5‏ 


6 


العام الذي كان في سنة تسع وأربعين وسبعمائة" وفي سنة 155ه/57١‏ م تفشى الموتان في الأبقار في 
مصر و أفريقية» وقد نفق عدد كبير منها!') وفي سنة 154ه/1778١م‏ تفشى طاعون في مصر استمر 


لمدة أربعة أشهر-لم تحدد المصادر تاريخ بداية هذا الوباء- وقدر عدد ضحاياه يومياً بألف نسمة/", 
وفي سنة 1/77ه/١1717‏ م فشت الأمراض في مصرء وخاصة في القاهرة ومدن الوجه البحري» وتجاوز 
عدد الموتى يومياً ما يقارب ثمانين شخصاً؟ وفي شهر ذي القعدة سنة 5/ا/اه/174 17م فشت الأوبئة 
بمدينة الإسكندرية والمناطق المجاورة لهاء ولم تذكر المصادر معلومات كافية حول هذه الأوبئة (؛) 

وفي سنة 6ل/الاه/7174١1-‏ 1175م حدثت مجاعة في مصرء وصاحبها انتشار الوباء» وقد بدأ هذا 
الوباء بالانتشار في منتصف شهر جمادى الثاني » وفي شهر رمضان ١1175‏ م اشتد أمر الوباء وخاصة 
في أغنياء الناس» وقدر عدد ضحايا هذا الوباء في هذا الشهر 5٠٠‏ شخص يومياًء وفي شهر ذي الحجة 
تداقضرب الوناء ”1 , 


وفي شهر ذي القعدة سنة 8/الاه/3717٠١م‏ تفشى الوباء في مصر”") 


» واستمر إلى بداية سنة 
649هم7 "م ومات في هذا الوباء أعداد كبيرة من الناس/")ء وفي شهر شوال سنة ؟8/اه/١78١‏ م 


تفشى الوباء في مدينة الإسكندرية» واستمر هذا الوباء إلى شهر ذي الحجة ١١/١‏ م » وذكر 


المؤرخون!') أن عدد ضحايا هذا الوباء بلغ يومياً ٠١٠١‏ شخصاًء وفي بداية سنة محرم 781 ه/١741١‏ م 


.73١ !؛ المقريزي: السلوك؛, ج54؛» ص 57277؛ ابن تغري بردي: النجوم» ج ١١ء ص‎ 5١ ابن العراقي: الذيل» ج ١ء ص‎ )١( 
ص‎ »:١١ (؟) ابن العراقي: الذيل» ج ١ء ص 6”١؛ المقريزي: السلوك,. ج 5» ص 1١5؛ ابن تغري بردي: النجوم» ج.‎ 
. 5١8 ص‎ ١ ص 5572؛ ابن شاهين: نيل» ج‎ ».١ ؟*؛ السخاوي: الذيل» ج‎ 

(") المقريزي: السلوكء ج 54» ص ٠5"؛‏ ابن شاهين: نيل الأمل» ج ”2 ص 754 . 

(:) المقريزي: السلوك ٠ج‏ 54.» ص17 ١؛ابن‏ قاضي شهبة: التاريخ» ج ”» ص55؛ ؛ابن شاهين: نيل الأمل »ج7”ء ص55. 
(5) المقريزي: السلوك» ج 54؛» ص 774 - 78"؛ ابن قاضي شهبة: تاريخ» ج ”.» ص 447 - 450 ؛ السخاوي: الذيل 
التام» ج١»‏ ص ”774-571 . 

(1) المقريزي: السلوك. ج 5. ص ١١‏ . 

.178-177 ص ١٠"؛ ابن شاهين: نيل ج ؟,» ص‎ 2١ المقريزي: السلوك» ج 5. ص “؟؛ السخاوي: الذيل» ج‎ )١( 
المقريزي: السلوكء ج 5ء ص 45؛ ابن حجر: إنباء الغمرء ج ”.» ص 9١1؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 7" ص‎ )8( 
اد"‎ 


كه 


تفشى الطاعون في مصرء واشتد أمره في شهر (صفر وربيع الأول)»: وقدر عدد الموتى يومياً بحوالي 
٠6‏ شخص يومياًء وارتفع الطاعون في أواخر شهر ربيع الأول ("). 
ثانياً: الأوبئة والطواعين والموتان في بلاد الشام: 

شهدت بلاد الشام حدوث جوائح عدة من الأوبئة والطواعين والموتان خلال مرحلة الدراسة: وفي 
سنة 557ه/58؟7١‏ م احتل التتار بغداد وارتكبوا فيها مجزرة رهيبة » استمرت أربعين يوماء وراح 
ضحيتها الآلاف من الناس» ونتيجة لذلك فسد الهواء في العراق وانتشر الوباء» وانتقل هذا الوباء إلى 
الشام ومات فيه عدد كبير من الناسء 'وكثر الطاعون بالشام مع بعد مسافة بغداد» وقال ابن كثير/"): 
'ولما اتقضكئ: الأمن" المقدن .واتقضت الأريعون يؤما يقيت: يغذاة كاوية عن "عروقها ليبن :بها أحد إلا 
الشاذ من الناسء والقتلى في الطرقات كأنها التلول» وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من 
جيفهم البلدء وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام» فمات 
خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح» فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون, فإنا 
لله وانا إليه راجعون" . 

وقد صور لنا المؤرخون7 شدة فتك هذا الوباء» في عدة مناطق في الشام»ء خصوصاً بحلب 
ودمشقء, ففي حلبء ذكر المؤرخون أن عدد من كان يموت في هذا الوباء يوميآء بلغ كل يوم» ألف 
ومائتا إنسان» وأما دمشق فقد كان فيها "من المرض ما لا يحد ولا يوصف" ومات" خلق لا يحصى" حتى 
أنه " لم يوجد مغسل للموتى" لكثرة الموتى» وفي سنة 7177ه/777١‏ انتشرت الأمراض والحميات في 
الرملة والقدسء ويبدو أن سبب انتشار هذه الأمراض هو شرب السكان من مياه الآبار الملوثة (©) وفي 
شهر رمضان من سنة ١53ه/1711١‏ م كثر موتان الجمال في جيش السلطان الأشرف صلاح الدين 


خليل بن قلاوون بعد فتحه قلعة الروم» مما جعل الأمراء يحملون أثقالهم على الخيل» وأذن السلطان 


)١(‏ ابن العراقي: الذيل» ج ”. ص 2056؛ المقريزي: السلوك. ج 5. ص ١١٠؛‏ ابن حجر: إنباء الغمر» ج .١‏ ص 
١‏ ابن شاهين: نيل» ج ”"ء ص 75 .١‏ 

(؟) البداية والنهاية» ج .١7‏ ص 7355 . 

(") المقريزي: السلوك» ج ».١‏ ص 544 ؛ العيني: عقد الجمان» ج »١‏ ص ١75-1١16 -١14‏ . 

(؟:) ابن عبد الظاهر: الروض. ص 57538؛ بيبرس المنصوري: مختار.ء ص ”5 ؛ النويري: نهاية» ج ١٠7؟.‏ ص .١575‏ 


لاه 


لضعفاء العسكر في العودة إلى القاهرة!') وفي سنة *١٠7٠ه/*70١‏ م وقع موتان في الخيول ببلاد الشام 
ومصرء مما أدى إلى موت نحو الثمانين ألف فرس في حلب ودمشق"(" : 

وفي سنة 177اه/7١١‏ م حدثت أمراض ووباء عم بلاد الشامء وكان أشده الذي حدث في 
مدينة دمشق وحلبء وقد أصاب هذا المرض المؤرخ ابن الجزري وأهل بيته وقد وصف ما حل به في هذا 
المرض بقوله: '"حصل بدمشق للناس مرض وحمى وسعال ونزلات بحيث مرض كل من في دمشق ولم 
يبق فيها بيت بلا مرضء بحيث كنا في البيت سبعة أنفس مرضوا السبعة في وقت واحدء واستمر هذا 
الحال إلى آخر الشهر"؛ ووصف ما حدث في حلب بقوله: "ووردت كتب من حلب تخبر أن المرض 
كثير7') وفي شهر المحرم وصفر سنة 7*5ه/75٠‏ ام اجتاح مرض الخانوق وهو الخناق7؛) مدينة 
شق امشدياً في موت الكثين .من 'السكاة !"1 , 

وفي سنة 15494ه//74١‏ م وقع وباء عظيم شمل كل العالم7"!؛ واستمر هذا الوباء إلى بداية سنة 
5ه مء وقد عرف هذا الوباء في أوربا باسم - الطاعون الأسود -انتقل هذا الوباء!" إلى قارة 
أوربا عن طريق السفن التجارية الجنوبية التي جابت البحر المتوسط وحملت معها العدوى إلى موانئ 
إيطالياء ومن ثم انتقل الوباء إلى كافة أورباء وقد أفنى هذا الطاعون ثلث سكان أوربا على الأقل» وقد 
أسهب المؤرخون في وصف مدى انتشاره وتأثيره في العالم» قال المقريزي/: "عم أقاليم الأرض شرقاً 


وغرباًء وشمالاً وجنوباً» جميع أجناس بني آدم وغيرهم» حتى حيتان البحرء (وطير السماء. ووحش البر) 


.775 ص ١5١؛ المقريزي: السلوك2 ج ”"2» ص‎ ."”١ النويري: نهاية» ج‎ )١( 
. 3١8 المقريزي: السلوك» ج ”. ص ١572؟؛ العيني: عقد الجمان» ج 5» ص‎ )5( 
.١77.2ص‎ 2” (؟) ابن الجزري: تاريخ» ج‎ 
. ٠5١ ص‎ »2١ (كل داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة) آخرونء المعجم الوسيط» ج‎ :)4( 
.١1١ ابن الجزري: تاريخ؛ ج ”". ص 155-.758 ؛ المقريزي: السلوك» ج "؟ء ص‎ )5( 
)م١1١51/ها/57( يذكر المؤرخون أن منشأ هذا الوباء كان في شرق آسيا في الصين والهندء وأنه انتشر فيها منذ عام‎ )1( 
ثم انتقل منها إلى بقية بلدان العالم خلال السنوات التالية ينظر: ابن الوردي: التاريخ» ج ”» ص 5*"؛ ابن كثير: البداية»‎ 
ص ١5ه - 5575؛ ابن‎ .١ ابن قاضي شهبة: التاريخ؛ ج‎ ؛/8١-‎ 8٠١ ص ١٠5؛ المقريزي: السلوك. ج ؛؛ ص‎ ١5 ج‎ 
.77١ حجر: بذل الماعون» ص‎ 

م اقوط 111001 عطا صا طتدعل عاآعد[1ط عطا :12015 (7) 
(6) السلوك» ج 54» ص .43١‏ 


-8مه5- 


وقال السخاوي(": 'ولم يعهد نظيره فيما مضىء فإنه طبق شرق الأرض وغربهاء ووصل حتى مكة 
المشرفة» وما سلم منه سوى طيبة" ويسجل لنا المقريزي منشأ هذا الوباء وكيفية انتشاره في العالم بقوله إنه 
بدأ من بلاد " القان الكبير/') وبعدها من توريز إلى آخرهاء وهي بلاد الخُطا والمُغل» فهلكوا بأجمعهم من 
غير علة» وصاروا جيفاً مرمية فوق الأرض...» ثم حملت الريح نتنتهم إلى البلاد» فما مرت على بلد ولا 
أرضء إلا وساعة يشمها إنسان أو حيوان مات لوقته وساعته» ثم اتصل الوباء ببلاد الشرق جميعها..... 
وعم الوباء بلاد قرمان وقيصرية؛ وجميع جبالها وأعمالهاء ففني أهلها ودوابهم ومواشيهم» وعظم الموتان 
ببلاد سيس7 ومات من أهل تكفور/') في يوم واحدء بموضع واحد مائة وثمانون نفساً» وخلت سيس 
وبلادهاء وباد أهل الصينء ولم يبق منهم إلا القليل» وكان الفناء ببلاد الهند أقل منه ببلاد الصين7؛ و 
"عم الوباء بلاد الفرنج» وعم الموت أهل جزيرة الأندلسء إلا مدينة غرناطة» فإنه لم يصب أهلها منه 
بشيء7 و "عم الموتان إفريقية بأسرهاء جبالها وصحاريها ومدنها7" وقد أصاب هذا الوباء بلاد الشام 
كغيرها من البلدان» وكان أول ظهوره في مدينة غزة» ومنها انتقل إلى بقية بلاد الشام. 

وقال ابن الوردي!') وهو يصف هذا الوباء: 'ثم غزا غزة» وهز عسقلان هزةء وعك إلى عكاء 
واستشهد بالقدس وزكىء فلحق من النهار بين الأقصى بقلب كالصخرة» ولولا فتح باب الرحمة لقامت 
القيامة في مرة» ثم طوى المراحل؛ ونوى أن يلحق الساحل؛ فصاد صيداًء وبغت بيروت كيداًء ثم صدد 


0١ سم‎ 


الرشق» إلى جهة دمشق ' وذكر ابن كثير أن الوباء وقع في غزة على وجه التحديد في شهر محرم من 


.17 ص‎ »١ الذيل التام: ج‎ )١( 

. 47١ ص‎ »١ لقب كان يطلق على ملك التتار انظر: المقريزي: السلوك» ج‎ )١( 

(") سيس أو سيسية كانت مدينة تاريخية في قيليقيا اشتهرت في العصور الوسطى كعاصمة لمملكة قيليقيا الأرمينية. 
قاعدة بلاد الأرمن تقع أطلالها حاليا في بلدة قوزان بمحافظة أضنة بتركياء انظر: القلقشندي: صبح الأعشى» ج :)ص 
01 

(:) تكفور (لقب كان يطلق على ملك بلاد الأرمن) انظر: القلفشندي: صبح الأعشىء ج 4» ص "١‏ ؛ ابن قاضي شهبة: 
التاريخ» ج ”2 ص 55٠‏ . 

(5) المقريزي: السلوك» ج ؛5» ص 11-١6/؛‏ ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة» ج ٠١‏ ص .1195-1١96‏ 

(1) المقريزي: السلوك: ج 4» ص 8١‏ ؛ ابن شاهين: نيل الأمل» ج 2١‏ ص ١0717‏ . 

(2) المقريزي: السلوك: ج 5» ص 45. 

(6) تاريخ ابن الوردي» ج ”2 ص59” . 


659 


ذلك العام» قال ابن كثير7): 'وتواترت الأخبار بوقوع البلاء في أطراف البلاد» فذكر عن بلاد القرم أمر 
هائل وموتان فيهم كثير..... وكذلك وقع بغزة أمر عظيمء» وقد جاءت مطالعة نائب غزة إلى نائب دمشق 
أنه مات من يوم عاشوراء ٠١‏ محرم إلى مثله من شهر صفر نحو من بضعة عشر ألفا" ويذكر 
المقريزي وغيره!"! أن الوباء حدث في غزة في ”محرم 155ه/448؟1 م » قال: "ومات بغزة من ثاني 
المحرم إلى رابع صفر على ما ورد في كتاب ناتبها - زيادة على اثنين وعشرين ألف إنسان حتى علقت 
أسواقها" ومن الرواية السابقة يتضح أن هناك اختلاف في ذكر العدد ما بين ابن كثير والمقريزي» فابن 
كثير يذكر أن عدد الموتى بلغ " بضعة عشر ألفا". والمقريزي يذكر أنه بلغ: 'زيادة على اثنين وعشرين 
ألف إنسان"» وهو مخالف لما ذكره ابن كثير أنه حدث في ٠١‏ محرمء ونرجح رواية ابن كثير كونه 
معاصراً للحدثء ولكن المقريزي 7 يذكر في موضع آخر أن أول ظهور للوباء في بلاد الشام كان في 
مدينة حلب» قال المقريزي: " في أول جمادى الأولى-أي سنة 53/ه - ابتدأ الوباء بأرض حلبء فعم 
جميع بلاد الشام وبلاد ماردين 7©) وجبالهاء وباد أهل الغورء وسواحل عكا وصفد وبلاد القدس ونابلس 
والكرك وعربان البوادي وسكان الجبال" وذكر المقريزي!') أن بدء الوباء في الشام كان في مدينة حلب» 
مناقض لما رواه المؤرخون المعاصرون للوباءء كابن الوردي والصفدي وابن كثير وابن بطوطة» ومناقض 
لما ذكره هو نفسه عن وقوع الوباء في غزة في شهر محرم أول سنة 59اه/5/8؟١١‏ مء وهذا يرجح أن 
الوباء حدث في بلاد الشام بداية في غزة منذ أوائل السنة في شهر المحرم» قبل حلب الذي وقع بها الوباء 
في شهر جمادى الأولى» أي بعد ثلاثة شهور من تفشيه في غزة. ويذكر ابن شاهين!" أن الوباء لم 
يدخل 'ثغر أسوان ولا بغرناطة من بلاد الأندلس ولا بغزة وحماة"'. 

وذكره أن هذا الوباء لم يحدث بغزة» مناقض لما ذكره المؤرخون من قبله» ومن الراجح صحة 
رواياتهم» ويؤكد ذلك أن منهم مؤرخين عاصروا تلك الأحداثء كابن الوردي وابن كثيرء والصفديء وابن 


بطوطة, بينما ولد ابن شاهين عام (855ه ١55٠/‏ م)ء أي بعد حدوث الوباء بنحو 15 سنة. وقد أورد 


. ص ؟4ه -48ه‎ 2١ البداية والنهاية» ج 4١ء ص 0٠55؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج‎ )١( 
.١518 ص‎ .٠١ المقريزي: السلوك. ج ؛5؛ ص ١8/؛ ابن تغري بردي: النجوم ج‎ )5( 

(*) السلوك: ج 4» ص 25 . 

(") قلعة مشهورة على قمة جبل الجزيرة انظر : ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج 5 5 . 
(5) السلوك: ج 4 ص 28-87 . 

() نيل الأمل: ج ١‏ ص .١77‏ 


المؤرخون وصفاً لمدى فتك هذا الوباء في مدينة غزة» ومن ذلك ما سجله المقريزي7 قال: 'شمل الموت 
أهل الضياع بأرض غزة: وكان أواخر زمان الحرثء فكان الرجل يوجد ميتاً والمحراث في يدهء ويوجد 
آخر قد مات وفي يده ما يبذرهء وماتت أبقارهم؛ وخرج رجل بعشرين نفراً لإصلاح أرضه: فماتوا واحداً بعد 
واحد» وهو يراهم يتساقطون قدامه؛ ودخل ستة نفر لسرقة دار بغزة فأخذوا ما في الدار ليخرجوا به فماتوا 
كلهم 'وأما عن بقية بلاد الشام» فقد حدث الوباء في مدينة حمص في ١ربيع‏ الأول 7 ما في مدينة 
دمشق فقد ابتدأ الوباء فيها في شهر ربيع الأول من العام نفسه أيضاً . 

وقد سجل لنا ابن كثير7 وآخرين/') أحداث هذا الوباء في مدينة دمشق بدقة متناهية» إذ كان 
شاهد عيان على هذا الوباء. ففي يوم الجمعة " ربيع الأول » قرئ صحيح البخاري في مساجد دمشق 
بعد صلاة الجمعة» 'ودعا الناس برفع الوباء عن البلادء وذلك أن الناس لما بلغهم من حلول هذا المرض 
في السواحل وغيرها من أرجاء البلاد يتوهمون ويخافون وقوعه بمدينة دمشقء حماها الله وسلمها مع أنه 
قد بلغهم أنه قد مات جماعة من أهلها بهذا الداء" وفي صبيحة يوم الأحد 1 ربيع الأول "اجتمع الناس 
بمحراب الصحابة وقرأوا متوزعين سورة نوح ثلاثة آلاف مرة وثلاثمائة وثلاث وستين مرة» عن رؤيا رجل 
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشده إلى قراءة ذلك كذلك" وفي يوم الجمعة ١‏ ربيع الثاني» بدأ 
أئمة المساجد بالقنوت في الصلواتء والدعاء برفع الوباء» وذلك بعد ازدياد فتك الوباء بالناسء إذ بلغ عدد 
الأموات يومياً زيادة عن مائتي شخصء وفي يوم الاثنين ١5‏ من شهر ربيع الثاني" كثرت الموتى فالله 
المستعان"؛ وفي يوم الاثنين 71 ربيع الثاني» 'ثودي في البلد أن يصوم الناس ثلاثة أيام وأن يخرجوا في 
اليوم الرابع وهو يوم الجمعة إلى عند مسجد القدم يتضرعون إلى الله ويسألونه في رفع الوباء عنهم» فصام 


أكثر الناس ونام الناس في الجامع وأحيوا الليل كما يفعلون في شهر رمضانء فلما أصبح الناس يوم 


. 235 السلوك: ج ؛؛» ص‎ )١( 

.١١6 ص‎ »١ ابن بطوطة: تحفة النظارء ج‎ )١( 

(") البداية والنهاية. ج 54١ء‏ ص .75٠0‏ 

(؛) المقريزي: السلوك. ج 4» ص 85-8 ؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ؛ ج .١‏ ص 544؛ السخاوي: الذيل التامء ج .١‏ 
ص 18. 


21 


الجمعة السابع والعشرين منه خرج الناس يوم الجمعة من كل فج عميقء من بعد صلاة الصبح فما زالوا 
هنالك يدعون الله تعالى حتى تعالى النهار جداًء وكان يوماً مشهوداً!") 

وفي يوم الخميس ٠١‏ جمادى الأولى " صلى الخطيب بعد صلاة الظهر على ستة عشر ميتاً 
جملة واحدة» فتهول الناس من ذلك وانذعرواء وكان الوباء يومئذ كثيراً ربما يقارب الثلاثمائة بالبلد 
وحواضره فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ وفي يوم الجمعة صلى بعد الصلاة على خمسة عشر ميتاً بجامع 
دمشق» وصلى على إحدى عشرة نفساً رحمهم الله7') وفي يوم الثلاثاء ١5‏ جمادى الثاني " قوي الموت 
وتزايد وبالله المستعان» ومات خلائق من الخاصة والعامة ممن نعرفهم وغيرهم رحمهم الله وأدخلهم جنته؛ 
وبالله المستعان» وكان يصلي في أكثر الأيام في الجامع على أزيد من مائة ميت فإنا لله وإنا إليه 
راجعون» وبعض الموتى لا يؤتى بهم إلى الجامع» وأما حول البلد وأرجائها فلا يعلم عدد من يموت بها 
إلا الله عز وجل رحمهم الله آمين" وفي يوم الجمعة ١‏ رجب 'صلي بعد الجمعة بالجامع الأموي على 
غائب؛ على القاضي علاء الدين ابن قاضي شهبة» ثم صلي على إحدى وأربعين نفساً جملة واحدة؛ فلم 
يتسع داخل الجامع لصفهم بل خرجوا ببعض الموتى إلى ظاهر باب السرء وخرج الخطيب والنقيب 
فصلى عليهم كلهم هناكء وكان وقتاً مشهوداًء وعبرة عظيمة( : 

يذكر أيضاً ابن قاضي شهبة وأخرون7'! 'وفي يوم الاثنين ؟١‏ رجبء بعد أذان الظهرء حصل 
بدمشق وما حولها " ريح شديدة أثارت غباراً شديداً اصفر الجو منه ثم اسود حتى أظلمت الدنياء وبقي 
الناس في ذلك نحواً من ربع ساعة يستجيرون الله ويستغفرون ويبكون؛ مع ما هم فيه من شدة الموت 
الذريع» ورجا الناس أن هذا الحال يكون ختام ما هم فيه من الطاعونء فلم يزدد الأمر إلا شدة» والله 
المستعان» وبلغ المصلى عليهم في الجامع الأموي إلى نحو المائة وخمسينء وأكثر من ذلك» خارجاً عمن 
لا يؤتى بهم إليه من أرجاء البلد وممن يموت من أهل الذمة» وأما حواضر البلد وما حولها فأمر كثيرء 


يقال إنه بلغ ألفا في كثير من الأيام» فإنا لله وإنا إليه راجعون" . 


)١(‏ ابن كثير: البداية» ج 5١ء‏ ص ١51؛‏ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ١ء‏ ص 555؛ السخاوي: الذيل» ج .2١‏ ص 
1 . 

(؟) ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ١ء‏ ص 57 5. 

(©) ابن كثير: البداية: ج 5 »١‏ ص 15 ١؛‏ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ١ء‏ ص 5545. 

(:) ابن كثير: البداية: ج5١»‏ ص12 5؛ المقريزي: السلوك؛ ج ؛5» ص ©865؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج١2»‏ ص 55٠‏ . 


جك 


وقد وصف: المؤرخون أعراض .صاحيت .هذا الوباء ومنهاء. ظهور بثرة خلف أذن الإنسان» أو 
ظهور ما يسمى الكبة تحت الإبطء ومن أعراضه أيضاً بصق الدم وكان من تصيبه هذه الأعراض لا 
يعيش أكثر من خمسين ساعة هذه الأعراض تشبه أعراض الطاعون الدبلي (الغددي)!"), ولا تمدنا 
المصادر بمعلومات كافية عن كيفية توقف هذا الوباء» وفي جمادى الأولى 1515ه/77؟١١‏ م حدث وباء 
في عامة بلاد الشام ومصرا" واستمر هذا الوباء» وخاصة في دمشقء. إلى شهرذي الحجة 
5ه م" وقد وقع الوباء في دمشق في أول شهر شعبان 1755ه/77١١‏ م » وانتشر بين 
اليهود خاصة؛ ومات منهم عدد كبيرء قال ابن كثير/“): "وفي شهر رمضان تفاقم الحال بسبب الطاعون 
فإنا لله وانا إليه راجعون» وجمهوره في اليهود لعله قد فقد منهم من مستهل شعبان إلى مستهل رمضان 
نحو الألف نسمة خبيثة» كما أخبرني بذلك القاضي صلاح الدين الصفدي وكيل بيت المال» ثم كثر ذلك 
فيهم في شهر رمضان جداً" واستطرد ابن كثير7”) أن سنة 155ه/1777 م استهلت و"داء الفناء موجود 
في الناسء إلا أنه خف. وقلء ولله الحمدء» وفي شهر شعبان 55/اه/75١١‏ م كثر الوباء والفناء في 
الناس» وبلغ عدد من يموت يومياً سبعين شخصاًء وفي شهر رمضان 1755ه/774١‏ م تزايد أمر الوباء» 
وصار يموت يومياً حوالي مائة شخصء واستهل شهر شوال 1755ه/754١7‏ م وقد استمر الوباء» ولكنه 
بدأ بالتناقصء وبلغ عدد من يموت يومياً خمسين شخصاًء وفي شهر ذي القعدة تناقص الوباء حتى 
وصل عدد من يموت يومياً عشرين شخصاًء واستهل شهر ذي الحجة 55اه/775١‏ م وقد رفع الوباء 


عن خيقة 0+ 


.517 المرسي و الشاذلي: أساسيات علم الحشرات. ص 655؛ أبو الحبء الحشرات الناقلة للأمراض» ص‎ )١( 

(؟) ابن العراقي: الذيل على العبرء ج ».١‏ ص ١٠١١؛‏ المقريزي: السلوك. ج 4. ص 557؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج 
؟.» ص ١15؟؛‏ السخاوي: الذيل» ج .١‏ ص ١15‏ رقم .١77‏ 

(؟) ابن كثير: البداية» ج ١5‏ ص 548؛ المقريزي: السلوك. ج 54.» ص 774 ؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ؟. ص 
65 ابن شاهين: نيل» ج ١ء‏ ص ؟55. 

(4) البداية والنهاية» ج 54 »١‏ ص 558-75544؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ؟. ص ١55؛‏ السخاوي: الذيل» ج »١‏ ص 
.١155‏ 

(5) البداية والنهاية: ج »2١54‏ ص .ه” -5"07. 

(5) المقريزي: السلوك؛. ج ؛: ص 574؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ”. ص 55 1؟؛ السخاوي: الذيل» ج 2١‏ ص 
١‏ 5؟؛ ابن شاهين: نيل. الأمل» ج 2١‏ ص 57”. 


115 - 


وفي شهر محرم ١/الاه/11١١‏ م كان " بدمشق طاعون عظيمء وانتشر إلى عدة بلاد» ومات 
فيه خلائق لا تحصى كثرة" ويذكر السخاوي7 أن الوباء بدأ من مستهل هذا العام» ولكنه تزايد في شهر 
شعبان ١117١‏ م وقد ذكر السخاوي!! أيضاء أنه ظهر في شهر شوال ١/ا/اه/1770‏ م بدمشق وما 
حولها طاعون يسمى الخطافء وسمي بذلك لأنه " يخطف الرجل أو المرأة أو الصبي في يوم أو يومين 
أو ثلاثة " وقد بلغ عدد الموتى يومياً حوالي مائتين وخمسين شخصاًء ووصل العدد في 1 ذي 
الحجة١//اه/ 177١‏ م إلى حوالي مائة شخصء وتناقص عدد الموتى في أواخر الشهر ذاته؛ إذ وصل 
العدد إلى ثلاثين شخصاًء ولم تذكر المصادر تاريخ انتهاء هذا الطاعونء ولعله ارتفع في بداية سنة 
5ه مء وذلك بالنظر للإحصائيات السابقة التي ذكرها المؤرخون!" . 

وفي شهر صفر 1/54/اه/17177 ماء تفشى وباء بدمشق دام ستة أشهرء من بداية شهر صفر 
إلى رجب1174ه/17177 اماء وبلغ عدد من يموت يومياً حوالي مائتي شخص/؛) ولم تذكر المصادر 
معلومات وافية عن هذا الوباء»ء وفي شهر رمضان 1175اه/3725١١‏ م تفشى الطاعون بدمشق» وظل 
مستمراً حتى شهر محرم 5//اه/71754١‏ مء وقد تزايد الطاعون في شهر ذي الحجةه/الاه// ١7174‏ م إذ 
بلغ عدد الموتى في كل يوم نحو ألف شخص'/') و ذكر ابن قاضي!') شهبة أن الوباء بدأ بالتناقص بعد 
مضي أسبوع من محرم 1175/1177 م بعد أن بلغ عدد الموتى حوالي خمسمائة شخصء وصار العدد 
يتناقص تدريجياً» حتى بلغ عدد من يموت يومياً نحو خمسين شخصاًء حتى ارتفع بالكلية مع حلول شهر 
صفر . 

وفي سنة7/ا/اه/1717-5 ام حدثت مجاعة في بلاد الشام» أعقبها وباء» وكان أشده في مدينة 


حلب" ففني خلق كثير حتى كان يدفن العشرة والعشرون في قبر بغير غسل ولا صلاة"» ولم تذكر 


10( الذديل التام» جُ ١يعص‏ 555. 

(9) اليل القامايج لسن 146 

ف ابن العراقي: الذيل» جُ "ءا ص 45856 المقريزي: السلوك» جُ :»ا ص 555؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» جُ "ا ص 
5 ؛ ابن تغري بردي: النجوم» ج ١١.ء‏ ص ”١١؛‏ ابن شاهين: نيل. الأملء ج ”. ص ١5‏ . 

(:) ابن العراقي: الذيل على العبر» جح ",ص ه555؛ المقريزي: السلوك» جُ :»ء ص ١5"؛‏ ابن حجر : إنباءع» جَ ١ءص‏ 
وخر السخاوي: الذيل التام» ج ١ءثءص‏ 48,؛ ابن شاهين: نيل الأملة: جُ "ا ص 67 

ره ابن قاضي شهبة: التاريخ» جُ ؟وء)عص 555. 

(5) ابن قاضي شهبة: تاريخ» 2 ",ص 55:؛ السخاوي» الذيل» 9 ١ءمص‏ "7"؛ ابن شاهين: نيل» جُ ",ص الا. 


اك 


المصادر معلومات وافية عن هذا الوباء(') وفي سنة 187ه/781١‏ م وقع وباء في صفدء ولم تقدم لنا 
المصادر تفاصيل عن مدى قوة وتأثير هذا الوباء!') وفي سنة 15ه// 17/87 م تفشى طاعون بدمشق دام 
من شهر محرم إلى ربيع الثاني 85/اه/ 15485 م(). 

قال ابن حجر7"): 'فيها في المحرم وقع الطاعون بدمشق وتزايد في صفر حتى قارب الثلاثمائة 
ثم تناقص ويقال جاوز الأربعمائة ثم تناقص في ربيع الثاني إلى ثمانين "» ولم تقدم لنا المصادر تفاصيل 
أوفى عن هذا الطاعون . 
ثالثاً: موقف الدولة من الأوبئة والطواعين والموتان في بلاد الشام ومصر: 

حفلت مصر والشام خلال هذا العصر بعدد من البيمارستانات» والتي كانت تقدم خدمات طبية 
متنوعة» ومن الطبيعي أن يكون لها دور كبير في تقديم العلاج لمرضى الطاعون وغيره من الأمراضء» 
ولدينا إشارات متعددة أوردها المؤرخون تدل على أن حالات الإصابة بهذه الأمراض كانت تعالج بقدر 
الإمكان في هذه البيمارستانات وكان بعضها باقيا من عصور سابقة» فاهتم السلاطين المماليك اهتماما 
وعناية ورعاية» والبعض الأخر استحدث في عصر المماليك وأنشأت الدولة والسلطة الحاكمة 
البيمارستانات في جميع أنحاء بلاد الشام ومصر”"). 
ومن أشهر هذه البيمارستانات في بلاد الشام: 
البيمارستان النوري بمدينة دمشق والذي أنشأه الأمير نور الدين محمود بن زنكيء وكذلك البيمارستان 
النوري بمدينة حلب(» والبيمارستان الصلاحي في مدينة القدس والذي أنشأه» السلطان صلاح الدين 
الأيوبي بعد تحرير القدس من يد الصليبيين سنة *548ه/817١١‏ م () وكذلك البيمارستان الصلاحي في 


مدينة عكا والذي أنشأه صلاح الدين أيضاً بعد تحرير القدس (". والبيمارستان القيمري بالصالحية» والذي 


. ٠١5 ص‎ »2١ ابن حجر: انباء الغمر» ج‎ )١( 

. ١88 المقريزي: السلوك» ج 5. ص ١”١؛ ابن شاهين: نيل» ج 7؟» ص‎ )١( 

(") ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج ”. ص 3١‏ ؛ ابن شاهين: نيل» ج 7”» ص 189 . 

(؟) إنباء الغمر» ج ”. ص ”30 . 

(5) المقريزي: السلوك؛ ج ". ص ١45؛‏ ابن الحمصي: حوادث الزمان» ج ”. ص 558 . 
(5) أبي شامة: الروضتين» ج ١ء‏ ص 0-١١5‏ 6١٠؛‏ القلقشندي: صبح؛ ج 4» ص .١17١‏ 
(0) ابن شداد: النوادر السلطانية» ص 55"؟؛ العليمي: الأنس الجليل» ج »١‏ ص 55١‏ . 
(8) العليمي: الأنس» ج 2١‏ ص 5.0"”. 


أنشاه الأمير سيف الدين أبو الحسن على بن يوسف القيمري الكندي( ت”557ه/هه؟١١‏ )(", 
والبيمارستان المنصوري في مدينة الخليل» والذي أنشأه السلطان المنصور قلاوون سنة ١٠57ه/١78١‏ م 
(''. وبيمارستان الأمير سيف الدين تنكز الحسامي (ت١1754ه/0٠4١١‏ م) في مدينة صفد7"ء وبيمارستان 
الأمير سيف الدين أرغون الكاملي (ت58ه/57١7١‏ م) في حلب/') وبيمارستان الكرك وغزة و الذي 
أنشأهما الأمير علم الدين سنجر الجاولي (ت 7545ه/44١١‏ م)270» وبيمارستان نابلس والرملة اللذين 
أنشأهما ناظر الجيش الأمير فخر الدين محمد بن فضل الله القبطي) (ت 0٠5/اه//ه؟١‏ م)(0. 
أما أشهر البيمارستانات في مصر فهي: 

البيمارستان الناصري (العتيق) في القاهرة وبيمارستان الإسكندرية الذين أنشأهما السلطان صلاح 
الدين سنة 51717ه/81١1‏ م 7 والبيمارستان المنصوري الذي أنشأه السلطان المنصور قلاوون في مدينة 
القاهرة سنة 545ه/7١‏ م 7( وقامت الدولة باستقدام الأطباء المهرة لمعالجة مرضى الوباء» ومثال 
ذلك عندما حدث وباء سنة١1١51ه/54١17١‏ م في مصر ومن أشهر هؤلاء الأطباء الذين استقدموا الطبيب 
مهذب الدين عبد الرحيم بن على الملقب بالدخوار!"). 
واتخذت الدولة عدة إجراءات وقائية صحية لتفادي تكرار وقوع الأوبئة ومن ذلك: 

لما انتشرت الأمراض والحميات في الرملة والقدس في سنة 57177ه/1777. قامت الدولة بمحاولة 
إيجاد حلول لمعالجة آثار هذه الأمراض فقامت بتجديد مياه الآبار التي كان يعتقد أنها كانت سبباً في 


. ١517 ص‎ .١ ابن طولون: مفاكهة الخلان في حوادث الزمان» ج‎ )١( 

(؟) العليمي: الأنس» ج ”: ص 74 . 

(؟) ابن حجر: الدرر» ج ١‏ ص 7505 . 

(4) ابن كثير: البداية والنهاية» ج 5 »١‏ ص 515 . 

(5) المقريزي: السلوك» ج ”'. ص 4١5‏ . 

(؟) ابن حجر: الدررء ج 54» ص 856 . 

٠ا/ عيسى: تاريخ البيمارستانات. ص‎ 4١417 ١٠ القلقشندي: صبح الأعشىء ج7ء ص ١٠١؛ المقريزي: السلوك؛ ج‎ )١( 
. ام‎ 

(8) المقريزي: السلوك. ج7؟. ص 4١75‏ عيسى: تاريخ البيمارستانات الاسلامية» ص 87. 

(9) ابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء» ج .١‏ ص 473-54177؛ الذهبي: اعلام النبلاء» ج 7١7‏ ص 3١5‏ . 
)3١(‏ المقريزي : السلوك » ج ؟. ص 37 . 


اا 


تنظيف لشبكة المياه في دمشقء والتي كان يعتقد بأن مياهها غير صالحة للشرب والمليئة بالأوساخ كانت 
سببا تمباشراً في انتشار الأوبئة والأمراضء وقد صرفت الدولة على إعادة تنظيف وصيانة هذه الشبكة 
حوالي ثلاثمائة ألف درهم!') ووجهت الدولة الناس إلى إعلان التوبة والإنابة إلى الله عز وجل وترك 
المعاصي وفعل الطاعات والقربات» وقامت بعدة إجراءات لمنع مظاهر الفساد والفاحشة المنتشرة في 
المجتمع» رغبة في أن يرفع الله البلاء عن البلاد والعباد» ومن ذلك لما حدث وباء سنة 59/اه/4/8 ١١م‏ 
في بلاد الشام ومصرء بدأ أئمة المساجد في بلاد الشام بالقنوت في الصلوات»ء والدعاء من يوم الجمعة 


() ودب الناس لصيام ثلاثة أيام» وأن يتضرعوا إلى الله برفع الوباء» ففي يوم 


آمن شهر ربيع الثاني 
الاثنين 7١‏ ربيع الثاني 'ثودي في البلد أن يصوم الناس ثلاثة أيام وأن يخرجوا في اليوم الرابع وهو يوم 
الجمعة إلى مسجد القدم يتضرعون إلى الله ويسألونه في رفع الوباء عنهم, فصام أكثر الناسء» فلما أصبح 
الناس يوم الجمعة السابع والعشرين منه خرج الناس يوم الجمعة» واليهود والنصارى والسامرة» والشيوخ 
والصبيان» والفقراء والأمراء والكبراء والقضاة من بعد صلاة الصبح فما زالوا هنالك يدعون الله تعالى حتى 
تعالى النهار جداً!), أما في مصر فقد أمرت الدولة الناس بالاجتماع في المساجدء وبدأ أئمة المساجد 


يقنتون في صلواتهم لرفع الوباء» ووجهت العلماء لقراءة صحيح البخاري في المساحد7). 


. 3٠١7 المقريزي : السلوك » ج ”". ص‎ )١( 

() ابن كثير: البداية والنهاية» ج 5١»ء‏ ص ”51١‏ ؛ ابن قاضي شهبة: التاريخ» ج .١‏ ص 555؛ ابن حجر: بذل الماعون 
في فضل الطاعون: ص 8”١؛‏ السخاوي: الذيل التام» ج »١‏ ص 18 . 

(؟) ابن كثير: البداية» ج 5 »١‏ ص 3١١‏ . 

(5) المقريزي: السلوك» ج ؟5.» ص 25 . 


ا 


الفصل الثاني 
الأسباب البشرية للأزمات الاقتصادية 
وجهود الدولة في معالجتها 
الأول: الهجوم الخارجي على مصر والشام عهد المماليك. 


الثاني: هجوم العربان على الحقول. 
القاتك ب عنادات الفرضكة وحمانة النواتة التحرية. 


الأول 
الغجوم الخارجي على مصر والشام عءهد المماليك 

كان للحروب الصليبية» في شرق البحر الابيض المتوسطء خاصة في عصر المماليكء أثراً بالغاً 
في ظهور أمراض اجتماعية كثيرة» برزت بشكل رائجاً في نفوس الصليبين والمغول وتصرفاتهم الشاذة فقد 
انغمسوا في حياة الفجور والملذات والانحراف الجنسي والانحلال الأخلاقي! والتدهور الخلقي لتعاطيهم 
الحشيش والخمور وجرائمهم التي لا تحصى وأن انتشار هذه الظاهرة أو المفسدة الاجتماعية في ذلك 
الوقت تسببت في كثير من الأزمات الاقتصادية كالمرض والوباء(")؛ فكان لإهمالهم تنظيم الجيش وبعض 
الهجمات الاستنزافية من المسلمين جعلهم ينجحوا في كثيراً منهاء وأخفقوا في أخري لكنهم كانوا دائماً 
مصدر رعب وقلقء مما كان سبباً في اعتماد المماليك على نظام عسكري لضبط الأمن» وقمع حركات 
الهرطقة7"؛ ومقاومة العنف في الداخل والخارج» من أجل الدفاع ضد تدمير المجتمع أو إفساد عقيدته من 
قبل الغزاة الأجانب الذين يمكن أن يكونوا وثنيين أو هراطقة أو مسيحيين. 
١‏ - الحملة الصليبية السابعة: 

كان الصليبيون يُدركون أن مصر التي صارت تمثل قلعة الإسلام وترسانته العسكرية ومصدر 
القوة البشرية الرئيسي للمسلمين» وهي العائق الرئيسي الذي يعترض طموحاتهم لاسترجاع بيت المقدس» 
وأنهم لن يتمكنوا من احتلال كل الشام وبيت المقدس دون الإجهاز على مصر أولا(") كان من أهداف 
الحملة الصليبية السابعة» هزيمة مصر لإخراجها من الصراعء؛ والقضاء على الدولة الأيوبية التي كانت 
تحكم مصر والشام؛ وإعادة احتلال بيت المقدسء وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين 
حتى يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي من المشرق والمغرب مما يصعب على مصر القتال على 
جبهتين في آن واحد فيسهل عليهم الإطاحة بالعالم الإسلامي بضربة واحدة 7) كانت هذه الحملة بقيادة 


. 447 الصلابي: الحملات الصليبيةء ص‎ )١( 
.7/1/-97/85 السرجانى: الحملات الصليبيةء ص‎ )١( 


5( المقريزي: السلوك» جُ ١‏ صسص5307“2 . 
ره( بيبرس المنصوري: مختار الأخبار» ص ٠١‏ ؛ المقريزي: السلوك» ج20 ص 5572 ؛ ابن تغخري: بدائع الزهور, جُ 2 
ق١.»عص‏ “/ا72 ؛ خليل: شجر الدر.ء ص 5١0-3535‏ . 


 159- 


لويس التاسع ملك فرنسا سنة 557ه/59١١‏ م حيث تم الاستيلاء على دمياط ووقوعها في أيدي 
الصليبيين بعد تراجع المسلمين بقيادة الأمير فخر الدين يوسف الذي ظن أن السلطان فارق الحياة لعدم 
الرد على رسائله التي بعتها إليه وترك دمياط خلفه بكل ما فيهاء ومن ثم وصل الخبر لمصر بسقوط 
دمياط في أيدى الصليبيين كالصاعقة؛ وانزعج السلطان الصالح نجم الدين أيوب على الأمير فخر الدين 
وأمر بإعدام نحو خمسين من أمراء العربان الذين غادروا دمياط بغير إذن» وحُمل السلطان المريض إلى 
قصر المنصورة وتم إعداد الشواني بالمحاربين والسلاح» وأعلن النفير العام في البلادء فاجتمع عوام 
الناس من كافة أتحاء مصر إلى المتصورة لأجل الجهاد ضد الغزاةل) . 

وبعد نحو خمسة أشهر ونصف من احتلال دمياط خرج الصليبيون من دمياط وبينما يتقدمون 
جنوباً داخل الأراضي المصرية اشتد المرض على السلطان الصالح أيوب وفارق الحياة بالمنصورة في 
5 شعبان سنة (55417ه/1749م)!) فأخفت زوجته شجر الدر خبر وفاته» وأدارت البلاد بالاتفاق مع 
الأمير فخر الدين يوسف و جمال الدين محسن رئيس القصرء وبعد مقتل فخر الدين يوسف في هجوم 
الصليبين على معسكر جديلة بالقرب من المنصورة وانتصارهم فيها تقدموا نحو المنصورة على أمل 
القضاء على الجيش المصري برمته بعد أن أخذتهم العزة وظنوا أنهم لا ريب منتصرين وفي ذلك الحين 
أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطايء الذي أصبح القائد العام للجيش المصريء وكان 
هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر. 

ومن ثم تمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة واعادة صفوفهاء ووافقت شجر الدرل) - 
الحاكم الفعلي للبلاد- على خطة بيبرس في استدراج الصليبين داخل المنصورة حتى استطاعوا تدمير 
الجيش الصليبيء؛ وبعد المعركة عقد فارس الدين أقطايء القائد العام للجيوش المصرية» مجلس حرب 
لمناقشة أمر يتعلق بالعثور بين قتلى الفرنج على شارة تحمل علامة البيت الملكي الفرنسي؛ كان صاحب 
الشارة هو شقيق الملك لويسء» 'روبرت دي أرتوا" الذي لقي مصرعه في المعركة» ولكن أقطاي ظن أنها 
خاصة بلويس وأن العثور عليها دليل على أنه قد قتل» فقال: ' كما أن المرء لا يهاب جسداً بلا رأس» 
فإنه أيضاً لا يهاب قوماً بلا قائد", فاتفق الجميع على ضرورة الهجوم الفوري على معسكر الصليبيين» 


1 المقريزي: السلوك» ج١ء ص‎ )١( 
1 المقريزي: السلوك» ج١ء ص‎ )( 
. المقريزي: السلوك» ج20 ص ه45‎ 0 


فقام المسلمون في الفجر بشن هجوم واسع صمد فيه الفرنج ولكنه ألحق بهم الهزيمة والخسائر الفادحة 
وانطلق الحمام الزاجل من المنصورة بنبأ الانتصار على الصليبيين وحط بالقاهرة» فضربت البشائر بقلعة 
الجبل وفرح الناس وأقيمت الزينات!')ء وتحصن الصليبيون داخل معسكرهم ثمانية أسابيع آملين في انهيار 
القيادة في مصر حتى يتمكنوا من معاودة محاولة التقدم إلى القاهرة. لكن الحلم الصليبي لم يتحقق» وبدلاً 
من انهيار القيادة وصل السلطان الأيوبي الجديد توران شاه إلى المنصورة في 75 ذو القعدة سنة /5"هء 
الموافق في ١8‏ فبراير عام »١75٠‏ لقيادة الجيش» وبوصول السلطان الجديد تنفست شجر الدر والأمراء 
الصعداء وأعلن رسمياً في البلاد عن نبأ وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوبء: وقام المسلمون بنقل 
المراكب على الشط أنزلوها في مياه النيل خلف قوات لويس التاسع؛ وبذلك منعوا وصول الإمدادات 
والمؤن من البحر المتوسط ودمياط إلى القوات الصليبية التي صارت محاصرة: فلا هي قادرة على 
الاقتحام جنوباً والتقدم نحو القاهرة ولا هي ممونة من قاعدتها في الشمال » وبدأ الجنود الصليبيون يعانون 
من الجوع والمرض ويفرون إلى جيش المسلمين7!؛ بعد أن أصابهم اليأس والإحباط» بل والشك في الفكرة 
الدينية التي حملتهم على الانضمام إلى حملة لويس التاسع ضد بلاد المسلمين . 

على الرغم من هزيمة لويس التاسع وانتهاء حلمه لبلوغ القاهرة بانحساره في مصيدة جنوب 
المنصورة» بقوات جائعة ومريضة وخائفة» إلا أنه عرض على المسلمين أن يسلمهم دمياط في مقابل 
تسليمه بيت المقدس وأجزاء من ساحل الشام » وهو عرض كان قد اقترحه السلطان الأيوبي الصالح أيوب 
على لويس بعد احتلاله دمياط» ورفض المسلمون عرض لويس لإدراكهم أن وضعه العسكري لم يعد 
يؤهله لوضع شروط أو عقد صفقات . 

وبذلك أصبح أمام لويس التاسع اختيار واحد ألا وهو الفرار إلى دمياط وإنقاذ نفسه وجنوده 
وأثناء الهرب طاردهم المسلمون من كل جانب حتى وصلوا إلى فارسكور حيث تم تدميرهم بالكامل ووقع 
الملك لويس وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر بدار ابن لقمان في يوم 5 أبريل من نفس العام7)ء وبعدما وصلت 


أنباء هزيمة لويس التاسع ووقوعه في الأسرء سمح له بمغادرة مصر مقابل تسليم دمياط للمصريين» 


. 458 المقريزي: السلوك. ج١.» ص‎ )١( 

(3) المقريزي: السلوك.» ج١.‏ ص 5550 . 

(") المقريزي : السلوكء ج١ء‏ ص 477؛ ابن اياس: بدائع الزهورء ج١:‏ ص ١188؛‏ وهنا ننوه بأنه تم تناول هذه المعركة 
بأحدائها في فصل كامل رقم (4) من مؤلف 6م(ع588 01 102آ 6ط 201811). 


1 


والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرىء, بالإضافة إلى دفعه فدية قدرها 4٠١‏ ألف دينار تعويضاً عن 
الأضرار التي ألحقها بمصر7"؛ فقد واجهت الحملة الصليبية السابعة على مصر نهايتها المأساوية في 
فارسكور في عام ١١١١‏ معلنة عن بدء عصر تاريخي جديد لكل القوى الإقليمية التي كانت متواجدة في 
تلك الفترة. ويمكن القول إن هزيمة الحملة الصليبية السابعة في مصر أثبتت مرة أخرى مكانة مصر 
كقلعة وترسانة عسكرية للإسلام في تلك الأيام . 

فالحملة الصليبية السابعة كانت آخر حملة صليبية منظمة على مصرء لم يتمكن الصليبيون من 
تحقيق حلمهم باحتلال بيت المقدس مرة أخرىء وفقد ملوك أوروباء باستثناء لويس التاسع؛ اهتمامهم 
بإطلاق حملة صليبية جديدة » ولكن مباشرة بعد رحيل لويس التاسع إلى عكاء ودفع الفدية» اغتيل 
السلطان الأيوبي توران شاه بفارسكور بأيدي ذات المماليك الذين دحروا الصليبيين في المنصورة 
وفارسكورء ليصبحوا منذ ذلك الحين حكاماً لمصر وبعد قليل حكاماً للشاء!! . 

وبعد هزيمة الصليبيين في سنة ١١١١‏ توزعت الخريطة السياسية والعسكرية في شرق حوض 
البحر المتوسط على أربع قوى أساسية: المماليك في مصرء الأيوبيون في الشام» الصليبيون في عكا 
وساحل الشامء مملكة قليقية الأرمينية» وامارة أنطاكية الصليبية. وفي عام 5557ه/58١١م‏ دمر المغول 
بغداد التي كانت مركزاً هاماً من مراكز العلم والثقافة في العالم الإسلامي وأسقطوا الخلافة العباسية ثم 
احتلوا سورياء وقبل أن يتوجهوا إلى مصر ذهب إليهم المماليك وهزموهم عند عين جالوت وأوقفوا زحفهم » 
وقتل القائد كتبغا( الذي اشترك في تدمير بغدادء وقاد جيش المغول في عين جالوتء وكان مسيحياً يتبع 
كنيسة المشرق» وقد صحبه في عين جالوت كل من أمير أنطاكية الصليبية» وملك أرمينية الصغرى . 
وكان الناصر يوسف في آخر إخفاقات الأيوبيين قد حاول التحالف مع المغول ضد مصرء بنصيحة 
وزيره صديق المغول زين الدين الحافظيء وسيراً على نهج المغيث عمر ملك الكرك الأيوبي!') ولكنهم 
قتلوه بعد هزيمتهم» وقام مماليك مصر بتحرير الشام من المغول؛ وزالت دولة الأيوبيين تماماً » وأصبح 


المماليك» الذين تشكلت دولتهم في رحم الأخطارء. حكاماً لمصر والشام» والقوة المهيمنة على شرق 


. ٌعك٠ المقريزي: السلوك» ج١ء ص‎ )١( 

(2)) المقريزي: السلوك» ج١1١‏ ص ١ه‏ ؟؛ ابن تغخري: بدائع الزهور, جَ ١‏ ق''ءص ا١٠5؟.‏ 
8ه ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة» جا صن 39/5 . 

0 الهمذاني: جامع التواريخ» ج23 ق'اءعص .3٠656‏ 


؟الاد 


وجنوب البحر المتوسط لعقود طويلة من الزمان» ومع ذلك؛» على الرغم من هزيمة الصليبيين والمغول» إلا 
أن الحروب أنهكت المسلمين اقتصادياً وبشرياء وأدى الاجتياح المغولي إلى اضمحلال العالم الإسلامي 
انخلالاً شديذاء "ذلك أن المغول 'قتلوا أعذادا -غفيرة من تعلماء المجلمين ودمرؤا المكتبات: يما فيها عن 
أعمال وإنجازات علمية لا تعوضء فانمحى بذلك جزء كبير من التراث الثقافي والعلمي للمسلمين!"). 
؟ - معركة عين جالوت: 

حدثت معركة عين جالوت في ١5‏ رمضان 55/8ه/؟ سبتمبر ١١1١م‏ ووصفت بإحدى وأبرز 
المعارك في التاريخ الإسلامي» إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة 
قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغاء وقعت المعركة بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامي» حيث 
سقطت الدولة الخوارزمية بيد المغول!"» ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة 
وقتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسي! ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام 
وفلسطين وخضعت لهولاكوا') وكانت مصر في تلك الفترة تَيِنُ من الصراعات الداخلية والتي انتهت 
باعتلاء سيف الدين قطز عرش مصر سنة 5517ه/159١١م‏ سلطاناً لمماليك مصر/". 

وأصبح القائد الذي بدأ بالتحضير لمواجهة التتارء فقام بترتيب الوضع الداخلي لمصر وقمع 
ثورات الطامعين بالحكم» ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين 
أقطاي بمن فيهم بيبرس» ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى شرع له جمع الضرائب على 
سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيشء وكان له ما أراد وأصدر 
العز بن عبد السلام فتوى تجُيز جمع الضرائب بشروط خاصة ومحددة/! كان الوضع في مصر عند 
اقتراب التتار منها متأزم جداًء فالوضع الداخلي يموج بالاضطرابات والأزمات الشديدة» والفتن الناتجة عن 
الصراع على كرسي الحكم؛ وان كان قطز قد استقر على كرسي الحكمء إلا أن هناك الكثير من 
الطامعين في الكرسي وهناك الكثير من الحاقدين على قطز شخصياًء كما أن الفتنة ما زالت دائرة بين 
)١(‏ خليل: شجرة الدرء ص 7١‏ . 
(؟) السرجاني: الدولة الخوارزمية» موقع قصة الاسلام» نشر في 77 مارس 73١١5‏ . 
(") المقريزي: السلوك» ج١.‏ ص 419 . 
(5) الهمذاني: تاريخ المغول مجلد ؟, ج١‏ ص5 . 7017-1. 
(5) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة جا ص ؟/1- 7/8. 


)0 المقريزي: السلوك» جا ص/ا٠هة‏ . 


5لا 


المماليك البحرية الذين كانوا مؤيدين لشجرة الدر وبين المماليك المعزية الذين يؤيدون قطزء أما المسرح 


السياسي الخارجي فكان يحمل مشكلات كبيرة أخرى, وذلك أن العلاقات كانت ممزقة تماماً بين مصر 


وجيرانها . 
أما الوضع الاقتصادي فلم يكن بأفضل حالاً من الوضع السياسيء فهناك أزمة اقتصادية يمر بها البلد 


وكذلك الفتن والصراعات على المستوى الداخليء كما أن الناس انشغلوا بأنفسهم وبالفتن الداخلية 
والخارجية» فتردى الاقتصاد لأبعد درجات التردي!') كانت أول خطوة قام بها قطز في إعداده لحرب التتار 
هي استقرار الوضع الداخلي في مصرء وقطع أطماع الآخرين في الكرسي الذي يجلس عليهء وما كان 
من قطز إلا أن جمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي وقال/ لهم: «إني ما قصدت 
إلا أن نجتمع على قتال التتر ولا يأتي ذلك بغير ملكء فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو فالأمر لكم أقيموا 
في السلطة من شئتم» فهدأ معظم من حضر الاجتماع ورضوا بما قال» ثم قام قطز بالقبض على رئؤوس 
الفتنة الذين حاولوا الخروج على سلطته وحكمه . 

وبذلك هدأت الأمور نسبيًا في مصرء أما الخطوة الثانية التي قام بها قطز فهي إصداره لعفو عام 
وشامل عن المماليك البحرية الذين فروا إلى الشام بعد مقتل زعيمهم فارس الدين أقطاي كانت هذه 
الخطوة أبرز قرار سياسي اتخذه قطزء فقوات المماليك المعزية لا تكفي لحرب التتارء وكانت المماليك 
البحرية قوة عظيمة وقوية جداً ولها خبرة واسعة في الحروبء فإضافة قوة المماليك البحرية إلى المماليك 
المعزية ستنشئ جيشاً قوياً قادراً على محاربة التتارء وكان من نتائج هذه الخطوة عودة القائد ركن الدين 
بيبرس إلى مصر وانضمامه إلى قطزء وبهذا توحدت قوى المماليك تحت لواء جيش واحد قائده سيف 
الدين قطز("؛ بينما كان سيف الدين قطز منشغلاً بإعداد الجيشء جاءته رسالة من هولاكو يحملها أربع 
رسل من التتارء كانت الرسالة إعلاناً صريحاً بالحرب أو تسليم مصر للتتارء على إثر هذه الرسالة عقد 
قطز مجلساً ضمّ كبار الأمراء والقادة والوزراء وبدأت مناقشة محتوى الرسالة» كان قطز مصمماً على 


خوض الحرب ورافضاً لمبدأ التسليم» ولكن كان هناك تردد من قبل بعض الأمراء في قبول ما رآه قطزء 


, 51١1-75 5ه ؛ ابن إياس: بدائع الزهور, ج21 ص‎ ٠: المقريزي: السلوك» جا صم‎ )١( 
5 المقريزي: السلوك» ج١ء ص 0ه‎ )( 
: ه١١ المقريزي: السلوك» ج١. ص‎ )©( 


0 - 


عندها قال قطز مقولته المشهورة: «أنا ألقى التثار بنفسي»7) وقعت كلمات قطز في قلوب الأمراء فأيدوه 
في قراره» وأعلنوا معه الجهاد في سبيل الله» ثم قرر قطز أن يقطع أعناق الرسل الأربعة الذين أرسلهم 
هولاكو» وأن يعلق رؤوسهم على باب زويلة في القاهرة» بعد أن استقر الوضع في مصرء وبعد قتل رسل 
هولاكوء أصبح قطز يُسَرّعَ من عملية تجهيز الجيش» ولكن واجهته مشكلة جديدة هي المشكلة 
الاقتصادية» فلابد من تجهيز الجيش المصري واعداد التموين اللازم له» واصلاح الجسور والقلاع 
والحصونء واعداد العدة اللازمة للحرب» وتخزين ما يكفي للشعب في حال الحصارء وليس هناك من 
الأموال ما تكفي لتأمين كل ذلكء» قام قطز بدعوة مجلسه الاستشاري ودعا إليه سلطان العلماء العز بن 
عبد السلام» وبدأوا التفكير في إيجاد حل للأزمة الاقتصادية الطاحنة» اقترح قطز أن تفرض ضرائب 
لدعم الجيشء ولكن هذا القرار يحتاج فتوى شرعية» لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون إلا 
الزكاة!")؛ عندها أفتى العز بن عبد السلام وبيّن العز بن عبد السلام بأنه لا يجوز فرض ضرائب إلا بعد 
أن يتساوى الوزراء والأمراء مع العامة في الممتلكات» ويجهز الجيش بأموال الأمراء والوزراء» فإن لم 
تكفي هذه الأموال جاز هنا فرض الضرائب على الشعب بالقدر الذي يكفي لتجهيز الجيش ليس أكثر من 
ذلك7". قبل سيف الدين قطز فتوى العز بن عبد السلام وبدأ بنفسه وباع كل ما يملك وأمر الوزراء 
والأمراء أن يفعلوا ذلك» فانصاع الجميع وامتثلوا أمرهء فقد أحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلي 
شناكين وأقنس كل والهد متهم أند هل يملك تيا في7الباطن”: 

ولما جمعت هذه الأموال ضربت سكاً ونقداً وأنفقت في تجهيز الجيشء ولكن لم تكفي هذه الأموال في 
تغطية نفقة الجيشء» فقرر قطز إقرار ضريبة على كل رأس من أهل مصر والقاهرة من كبير وصغير 
ديناراً واحداًء وأخذ من أجرة الأملاك شهراً واحداء وأخذ من أغنياء الناس والتجار زكاة أموالهم معجلاً» 
وأخذ من الترك الأهلية ثلث المال» وأخذ من الغيطان والسواقي أجرة شهر واحدء وبلغ جملة ما جمعه من 
الأموال أكثر من ستمائة ألف دينار اجتمع قطز مع مجلسه العسكري لبحث أفضل طريقة لحرب 


التتارا)» وعبّر عن عزمه الخروج بجيش مصر لملاقاة التتار في فلسطين بدلا من أن ينتظرهم في 


. ١5ص‎ ».١ج المقريزي: السلوك,‎ )١( 

المقريزي: السلوك» ج١.»‏ ص 507 . 
الشربيني: النظم الماليةء. ص ١85‏ . 
(:) المقريزي: السلوك2» ج١.»‏ ص 5١5‏ . 


- 76 - 


مصرء وأقرت خطة سيف الدين قطز لعدة عوامل وهي: أن أمن مصر القومي يبدأ من حدودها الشرقية 
وليس من داخل البلد نفسه. ومن الأفضل عسكرياً أن ينقل سيف الدين قطز المعركة إلى ميدان خصمه 
لأن هذا سيؤثر نفسياً على نفوس التتارء ومن الأفضل عسكرياً كذلك أن يمتلك المسلمين عنصر المفاجأة 
فيختاروا هم ميعاد المعركة ومكانهاء عندها بدأ العز بن عبد السلام!') ومن معه من علماء الأمة بصعود 
منابر المساجد والحث على الجهادء وترغيب الناس بالجنة وتزهيدهم في الدنياء وتعظيم أجر الشهادة في 
شرل الما 

واستمر إعداد الجيش وتجهيزه وجمع المتطوعين وتدريب المجاهدين مدة خمسة أشهرء من شهر ربيع 
الأول 558ه الموافق فبراير ١71١م‏ إلى نهاية شهر رجب (يوليو) من السنة نفسها بالرغم من كل 
الاستعداد العسكري والسياسي والديني والاقتصادي الذي قام به سيف الدين قطز ومعه كبار قادته وأمراة 
وعلمائه» وبرغم التحفيز الكبير الذي قام به العلماء وعلى رأسهم العز بن عبد السلام لحث الناس على 
الجهاد وحمل السلاح في مواجهة التتارء أيضاً ظفر الجيش الاسلامي بالتحرك وفي مقدمته بيبرس الذى 
اجتاز بيبرس سيناء في ١١‏ رجب 158ه/1١73‏ يوليو ١٠١1١م»‏ ودخل فلسطين وتبعه قطز بعد ذلك في 
سيره؛ واجتازوا رفح وخان يونس ودير البلح واقتربوا من غزة (') التي احتلها التتار في اجتياحهم للشام؛ 
اكتشفت عيون التتار مقدمة الجيش الإسلاميء واعتقدوا أن هذا هو جيش المسلمين كله؛ وثقلت الأخبار 
إلى حامية غزة التترية» وأسرعت الحامية التترية للقاء بيبرس» وجرى بينهما قتال سريع» كان هذا القتال 
وجيش قطز الرئيسي ما زال يعبر حدود سيناء متوجهاً إلى غزة» ولكن تأخر الجيش الرئيسي لم يؤثر في 
سير المعركة كثيراًء فقد كانت مقدمة الجيش بقيادة ركن الدين بيبرس مقدمة قوية وقائدها قائد بارع 
والحامية التترية في غزة صغيرة نسبياء وجيش المغول الرئيسي بقيادة كتبغا على مسافة كبيرة من غزة 
حيث يربض في سهل البقاع» فتم اللقاء في غزة بمعزل عن الجيوش الرئيسية للمسلمين والتتارء 
واستطاعت مقدمة جيش المسلمين أن تنتصر في هذه الموقعة الصغيرة» التي قتل فيها بعض جنود 
الحامية التترية» وفرٌ الباقون في اتجاه الشمال لينقلوا الأخبار إلى كتبغا . 


. ١١١ العبادي: قيام دولة المماليك» ص‎ )١( 
المقريزي: السلوك» ج١ء ص كله-لااه.‎ (0 


كاد 


بعد معركة غزة توجه الجيش شمالا وبحذاء البحر فمروا بعسقلان ثم يافا ثم مروا بغرب طول كرم» ثم 
حيفاء وواصلوا الاتجاه شمالا!') حتى وصلوا عكا التي وقعوا فيها مع الصليبيين معاهدة سلام مؤقتة: 
عندها قرر قطز أن يعسكر في الحدائق المحيطة بحصن عكا في السهل الواقع إلى الشرق من عكاء 
فأرسل وفداً من الأمراء المماليك إلى الصليبيين للتأكد من سريان الاتفاقية السابقة» فدخلوا حصن عكا 
حيث أحسن الأمراء الصليبيون استقبالهم؛ وأكد الطرفان على ما سبق الاتفاق عليها"!؛ وتكررت الزيارات 
أكثر من مرة» حتى اطمأن الجميع على استقرار الوضعء؛ ثم قرر قطز الرحيل من عكا لاختيار مكان 
مناسب للقاء التتار ووجد سيف الدين قطز سهل عين جالوت منطقة مناسبة للمعركة مع التتارء فهو 
سهل واسع منبسط تحيط به التلال المتوسطة من كل جوانبه إلا الجانب الشمالي منه فهو مفتوح؛ كما 
تعلو التلال الأشجار والأحراش» مما يوفر مخباً مناسباً لجيشه فيسهل عمل الكمائن على جوانبه 
المنبسطة» فرتب جيشه بسرعة فوضع على ناحية السهل الشمالي المقدمة بقيادة بيبرسء» وجعلها في مكان 
ظاهر حتي يغري جيش التتار بالقدوم إليه بينما أخفى بقية الجيش خلف التلال والأحراش . 

كان ترتيب قطز وإعداده لخطة المعركة في ١5‏ رمضان /55ه/؟ سبتمبر ١176م,‏ أي قبل يوم واحد 
من معركة عين جالوت! تلك المعركة التي دفعت روح معنوية لجنود جيش المسلمينء وأقبل الجند على 
القتال وارتفعت راية الإسلام وهوت راية التتار»ء وبدأ جنود التتار في التساقطء وتمكن أمير من أمراء 
المماليك واسمه جمال الدين آقوش الشمسي واخترق صفوف التتار حتى وصل لكتبغاء ودار بينها قتال 
فتمكن آقوش من كتبغا وقتله!؛) : 

وكافت نكيجة المعركة أن أبيذ عجش التكان يأكملة».ولم .ريق على :فيه التياه من السيقن أحد كانك معركة 
عين جالوت المعركة الأولى التي يهزم فيها جيش المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان» وبعد 
الانتصار الذي حققه قطز وجيشه/!؛ أخذ قطز في التفكير في أمر التتار في الشام» فلا تزال هناك 
حاميات تتارية في دمشق وحمص وحلب وغيرها من مدن الشام» ومع ما أصاب جيش المسلمين من كثرة 
الشهداء وكثرة الجرحىء وما لقوه من عناء وتعب» قرر سيف الدين قطز السير إلى دمشق لتحريرها من 
)١(‏ المقريزي: السلوك2» ج١.»‏ ص 5١1ه-‏ 518 . 

. ١١7 العبادي: قيام دولة المماليك» ص‎ )١( 


( 
( 
(؟) العبادي: قيام دولة المماليك» ص ١١6‏ . 
( 
( 


(:) ابن تغرى: النجوم الزاهرة» جا ص 5لا . 
(5) العبادي: قيام دولة المماليك» ص ١67‏ . 


امات 


سيطرة التتار» واستغلال فرصة انكسار جيش التتار وهزيمته الساحقة في سهل عين جالوت» وأراد سيف 
الدين قطز أن يستثمر انتصاره على جيش المغول في عين جالوتء. في تهيئة انتصار جديد للمسلمين 
في دمشق على جيش التتار المحتمي فيهاء فجيش التتار قتل بأكمله في المعركة» ولم ينقل أحد منهم 
الخبر إلى دمشقء فأردا قطز أن ينقل خبر النصر الكبير على المغول بنفسه» ليضعف من معنويات 
الحامية التتارية في دمشق("'؛ فيسهل عليه فتحهاء قرر قطز أن يرسل رسالة إلى التتار يعلمهم فيها 
بهزيمة كتبغا وجيشه» وصلت رسالة سيف الدين قطز إلى دمشق في اليوم السابع والعشرين أو الثامن 
والعشرين من شهر رمضانء وبهذه الرسالة علم المسلمون نبأ الانتصار فقاموا بثورة عارمة داخل دمشق 
وأمسكوا بجنود التتار وقتلوا عدداً منهم وأشروا عددا آخر وف عدد آخن : 

وكان السبب الرئيسي لما حدث في دمشق هو انهيار معنويات التتار بعد سماعهم خبر هزيمة كتبغا في 
عين جالوت» ثم اتجه المسلمون في دمشق بعد أن انتهوا من أمر التتار للانتقام من النصارى الذين كانت 
لهم مواقف سيئة مع المسلمين أثناء سيطرة التتار على دمشقء وتجاوز بعض المسلمين الأمر إلى حرق 
الديار والكنائسء والى قتل البعض منهم» ونشط بعض المتحمسين للظلم الذي حل بالمسلمين وقرروا قتل 
اليهود الذين يعيشون في دمشقء واستدعى هذا الأمر تدخل العلماء والنهي عن هذا الفعل لأن اليهود لم 
يشتركوا مع النصارى في إيذاء المسلمين أيام حكم التتار(") 

وكادت الفتنة أن تعم دمشق بأكملهاء حتى أتى يوم الثلاثين من رمضانء؛ عندما وصل سيف الدين قطز 
وجيش المسلمين د مشق بعد خمسة أيام من معركة عين جالوت» ودخل جيش المسلمين دمشق واستتب 
الأمن» وانتهت الفوضى التي عمت دمشقء واستقر الوضع بسرعة:؛ وأَمّنَ النصارى واليهود على أموالهم 
وأرواحهم وممتلكاتهم7", وقام قطز بعزل ابن الزكي قاضي دمشق الذي عينه التتارء وعيّن مكانه نجم 
الدين أبو بكر بن صدر الدين بن سني الدولة» الذي بدأ يفصل في القضاياء ويحكم في المخالفات التي 
وقعت بين المسلمين والنصارى . 

وفي يوم عيد الفطر أرسل سيف الدين قطز ركن الدين بيبرس بمقدمة جيشه لتتبع الفارين من التتار 


وتطهير المدن الشامية الأخرى من الحاميات التتارية» فوصل بيبرس إلى حمصء واقتحم معسكرات 


. ١١58 العبادي: قيام دولة المماليك» ص‎ )١( 
. ١,72١ العبادي: قيام دولة المماليك» ص‎ )١( 
,.ه١5-‎ ه١ْم 8ه المقريزي: السلوك» ج20 ص‎ 


- 86لا - 


الحامية التتارية وقضى عليهم وهرب من هرب منهمء وأطلق سراح المسلمين الأسرى الذين كانوا في 
قبضة التتارء ثم انطلقوا خلف الحاميات التتارية الهاربة» فقتلوا أكثرهم وأسروا الباقين ولم يفلت منهم إلا 


بأكملها من التتار في بضعة أسابيع!"". 
توحيد مصر والشام: 

أعلن سيف الدين قطز توحيد مصر والشام تحت دولة واحدة بزعامته» وكانت هذه الوحدة هي 
الوحدة الأولى بين الإقليمين منذ عشر سنواتء وذلك منذ وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب؛ وخُطب 
لسيف الدين قطز على المنابر في كل المدن المصرية الشامية والفلسطينية» وبدأ قطز في توزيع الولايات 
الإسلامية على الأمراء المسلمين!)؛ وأرجع بعض الأمراء الأيوبيين إلى مناصبهم» وذلك ليضمن عدم 
حدوث أي فتنة في بلاد ومدن الشام» فأعطى قطز إمارة حمص للأشرف الأيوبي (الذي أرسل صارم 
الدين أيبك إلى قطز قبل معركة عين جالوت يعلمه ببعض المعلومات السرية)» وأعطى إمارة حلب لعلاء 
الدين بن بدر الدين لؤلؤ!)ء وأعطى إمارة حماة للأمير المنصورء وعين الأمير المملوكي جمال الدين 
آقوش الشمسي (قاتل القائد المغولي كتبغا) على الساحل الفلسطيني وغزة» أما دمشق فقد عين عليها علم 
الدين سنجر الحلبي . 

وفي اليوم السادس والعشرين من شهر شوال عام /15ه الموافق الرابع من شهر أكتوبر عام 
مء عاد سيف الدين قطز لمصر وكان للانتصار في معركة عين جالوت أثرا كبيرا جداً في روح 
ومعنويات المسلمين من جهة» وفي طموح المسلمين في تحرير ما بقي من مدن وبلدات العالم الإسلامي 
التي كانت تقبع تحت احتلالين: الأول الاحتلال المغولي والثاني الاحتلال الصليبي» وتبدد الاعتقاد 
بمقولة أن التتار لا يمكن أن يُهزمواء وبدأ المماليك في الإعداد لاستعادة هيبة الإسلام بعد غياب دام 
سنين طويلة. واستطاع المماليك وقف تمدد المغول العسكري في الشام وفلسطين والأناضولء ولم يتمكن 


المغول من غزو بلاد الشام لفترة من الزمن . 


10( ابن تغرى: النجوم الزاهرة» جا ص ١ل‏ -كا(م , 
)١(‏ العبادي: قيام دولة المماليك» ص ١,72١‏ . 
8ه المقريزي: السلوك» ج20 ص 8١ه‏ . 


05 - 


وكان من أهم نتائج معركة عين جالوت أن هولاكو الذي استقر في تبريز لم يفكر في إعادة احتلال 
الشام مر أخرى» وكان أقصى ما فعله رداً على عين جالوت هو إرسال حملة انتقامية أغارت على 
حلب( تعتبر معركة عين جالوت البداية الحقيقية لحكم المماليك في العالم الإسلامي» وحملهم لواء 
الإسلام والذود عن أراضيهء والتي دامت قرابة ثلاثة قرون فحملوا على عاتقهم صد هجمات التتار 
والصليبيين» وأضفوا على دولتهم شرعية أكبر من خلال جعل الخلافة العباسية في القاهرة في عهد ركن 
الدين بيبرسء ثم بدأت مهمة تحرير بلاد الشام من الصليبيين . 

وبعد أشهر قليلة من عين جالوت بدأ بيبرس في الإغارة على الإمارات الصليبية!). فتساقطت تلك 
الإمارات ابتداءَ من 575ه/75١م:‏ فتحررت مدن قيسارية وحيفا ثم حصن أرسوف في فلسطين» وفي 
65م حررت صفدء وبينما كان بيبرس يحرر هذه المدن» كان قائده المنصور قلاوون يحرر 
قليقلة في الأناضولء وانتصر على الأرمن بقيادة الملك هيثوم» وفي 777ه/17717م حرر بيبرس مدينة 
يافاء وفي 7717ه/775١م‏ خُرّرَت أنطاكيا إمارة بوهمند الثالث أمير أنطاكية الذي كان متحالفاً مع التتارء 
وهي أول مملكة صليبية في بلاد المسلمين» ولم يبقَ عند وفاة الظاهر بيبرس من المدن الإسلامية 
المحتلة سوى عكا التي كانت أقوى الإمارات الصليبية» بالإضافة إلى صور وصيدا وطرابلس واللاذقية 
وطرطوس7)؛ ثم حررت طرابلس في سنة 185ه الموافق 785١م‏ أي بعد معركة عين جالوت بستة 
وعشرين سنة على يد السلطان المملوكي المنصور قلاوون» ثم خلفه بعد وفاته ابنه الأشرف صلاح الدين 
خليل الذي أخذ على عاتقه تحرير بقية المدن الإسلامية المحتلة من الصليبيين» واستطاع تحرير عكا في 
عام ٠53ه‏ الموافق ١51١م‏ بعد قرنين من احتلال الصليبيين لهاء وبعد فشل كل الأمراء المسلمين قبله 
في فتحهاء ثم بعد وقت قليل من سقوط حصن عكا حررت صيدا وصور وبيروت وجبيل وطرطوس 


واللاذقية» وبذلك انتهى وجود الإمارات الصليبية بشكل تام من أرض الشاء/“). 


. 515 المقريزي: السلوك؛ ج١؛ء ص‎ )١( 
. "4 (؟) المقريزي: السلوك؛ ج2”7» ص‎ 
( 
( 


(9) العبادي: قيام دولة المماليك» ص "١:2‏ . 
(:) ابن تغرى: النجوم الزاهرة» جا ص ١7١38‏ . 


موقعة مرج الصفر: 

وكان أهم ما تعرّضت له دولة المماليك في ذلك الدور هو تجدّد هجمات المغول على الشّام» إذ 
أوغلت جُيُوشُ الإلخان محمود غازان في الشّام سنة 5537ه/718١م‏ حنَّى أنزلت الهزيمة بالمماليك عند 
مجمع المُرُوج !' ) بين جمص وحماة. ويبدو أنّ مُقاومة المماليك في الثنّام انهارت بعد هذه الهزيمة» 
فدخل غازان دمشق وعاث جُنُوده فيها فسادًا(") على أنّ غازان اكتفى بذلك وعاد إلى بلاده بعد أن عيّن 

وكان ذلك في الوقت الذي خرج جيشٌ كبير من المماليك على رأسه الملطان الناصر مُحمّد 
قاصدًا الشام سنة 53/8ه/519١م,‏ وقد استطاع المماليك دُخُول دمشق وطرد المغول منهاء ولم يعبئوا 
بطلب غازان مُهادنتهم» الأمر الذي استثار غازان فخرج من بلاده سنة 7١17ه/17207م‏ قاصدًا غزو 
التنّام من جديد. وفي موقعة مرج الصفر التي دارت قُرب دمشق في تلك السنة حلّت الهزيمة القاسية 
بالمغول» الأمر الذي جعل الناس يفرحون بالناصر مُحمّد ابن قلاوون7 رُغم صغر سنّه ويستقبلونه 
استقبالًا حارًا في دمشق والقاهرة» استمرّ خحكم الناصر مُحمّد في تلك الفترة الثالثة إحدى وثلاثين سنة. 
حتَّى قيل أَنَّهُ «لم يل من أبناء المُلُوك قاطبة مُلك مصر أعظم من الملك الناصر مُحمّد»7)» وأشاد بسيرة 
الناصر مُحمّد وفضله وازدهار حكمه في تلك الفترة الرحالة ابن بطوطة(), ثوفي الناصر مُحمّد بن 
قلاوون سنة (١15ه/0٠5١1١م)»‏ والواقع أنَّ وفاته جاءت إيذانًا بانتهاء فترة الاستقرار والرخاء اللذين 
تمتعت بهما الدولة المملوكيّة في عهدها"). 

وشهدت حياة الدولة المملوكيّة بعد الناصر محمد اضطرابات وعدم استقرار وفوضى/7"). تركت 
أثاً واضحاً في جميع نواحي الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. وزاد من أحوال البلاد سوءًا في 


( ) تسمي بوادي خزندار فى منطقة سلمية من أعمال حماة . انظر : معجم البلدان : ج؟ » ص 75١‏ . 
)١(‏ المقريزي: السلوك» ج7ء ص 3١9‏ . 

(") المقريزي: السلوك. ج7ء ص 3505 . 

(5) ابن اياس: بدائع الزهورء ج١2»‏ ص 585 . 

(5) ابن بطوطة: الرحلة» ص 5١‏ . 

(1) سرور: دولة قلاوون» ص 57 . 

(0) سرور: دولة قلاوون»ء ص 55 . 


ات 


الشلطاق الناصيو “حننن 'ين تسعد > فمات كقية :م الفاس؛ وتادرت الحيأة الاقتصادنة أسوا 'أثن يحدى 
كادت تتوقّف تمامّاء وتوقفت الأحوال بالقاهرة وسائر مصر7' ووقف خلف كُل سُلطان من أبناء الناصر 
مُحمّد وأتباعه أمير أو أكثر من كبراء أمراء المماليك». بحيث طغتث. شخصيّة أولتك الأمراء على 
السلاطين؛ واستغلُوهم لتحفيق مصالحهم الخاصٌة؛ فنجم عن ذلك ازدياد المُنازعات فيما بينهم» وتحكّمهم 
واستبدادهم بشؤون الدولة والعباد . 

ويلاحظ أنّ بعض ههلاء الأمراء كان من المماليك البُرجيّة الشراكسة» ومن أبرزهم سيف الدين 
برقوق» الأمر الذي يدل على ازدياد تُهُوذ تلك الطائفة» مما أَدَى إلى تمكّنهم من انتزاع الحُكم لاحقاًء هذا 
عن الأحوال الداخليّة لدولة المماليك في عصر أبناء الناصر مُحمّد وأحفاده. 
أمّا في الخارج فإِنَّ اضطراب أحوال البلاد وعدم وجود رجُلٍ قويّ مهيب الجانب على رأس دولة 
المماليك7), أفقد تلك الدولة مكانتها وهيبتها التي كانت قد بلغت أوجها على عهد السُلطان الناصر 
مُحمّد. ولم يلبث أن استخفً الأعداء بدولة المماليك وطمع الطامعون في أراضيهاء بل تجرّأ الصليبيُون 
على غزو مصر ذاتها سنة /اكلاه/ 755١م‏ . 
والمعروف أنّ الحُروب الصليبيّة لم تنته باسترجاع المُسلمين عكًا سنة ٠14ه‏ المُوافقة لسنة ١79١م‏ 
وبطرد آخر البقايا الصليبيّة من الثّام» وإنما استمرّت تلك الحُرُوب في صورةٍ أو أخرى حتَّى نهاية القرن 
الخامس عشر للميلاد تقريبّاء واتخذت لها أكثر من ميدان في المشرق والمغرب جميعًا. وفي ذلك الدور 
من أدوار الدُروب الصليبيّة» اتخذ مُلُوكَ قبرص الإفرنج من آل لوزنيان جزيرتهم قاعدةً كُبرى لتهديد 
السئفن والمتاجر الإسلاميّة في شرق حوض البحر المُتوسّط» فضلا عن القيام بغاراتِ جريئة على بعض 
الموانئ الإسلاميّة وموانئ دولة المماليك بوجه خاصء وكان ملك قبرص آنذاك بُطرُس الأوّل لوزجنان قد 
سمع بأخبار الفوضى التي غرقت فيها مصر في عصر أحفاد الناصر مُحمّدا). وكيف كانت الموانئ 
والمُدن المصريّة خالية تمامًا من وسائل الدفاعء؛ فقرّر وقادته غزو الإسكندريّة للقضاء على دولة المماليك 
التي تسبّبت بطرد الصليبيين من الشّام من ناحية» وللاستفادة من مركز تلك المدينة الحربي وموقها 


التجاري من ناحية أخرى. وعلى الرُغم من أنّ أخبار الحملة الصليبيّة وؤجهتها وصلت إلى مصر عن 


. المقريزي: السلوك» ج25 ص 6لا‎ )١( 
0١ 5.- 9 المقريزي: السلوك» ج25 ص‎ (0 
5 8ه سرور: دولة قلاوون. ص د‎ 


-85- 


طريق التُجّار قبل وُفُوع الهُجوم بِمُدَةٍ طويلة إلا أَنّهُ لم يكن من الدولة اهتمام» نزل الصليبيُون على شاطئ 
الإسكندريّة صباح الجُمُعة 7١‏ مُحرَّم 51/ه المُوافق فيه 9 تشرين الأوّل (أكتوبر) 75١١مء‏ وارتكبوا فيها 
مذبحة رهيبة راح ضحيّتها آلاف الاسكندريين من مُسلمين ومسيحيين ويهودء ونهب الصليبيُون البْيُوت 
والمتاجر والكنائس والجوامع» ولم تسلم منهم حتَّى متاجر التُّجَّار الأوروبيين» وهرب الكثير من الأهالي 
ناجين بحياتهم. 

وبعد مضيّ ؛ أيَّام انسحب الصليبيُون عائدين إلى قبرصء» حاملين في سفنهم آلاف الأسرى 
والمنهوبات!'! خلال هذه الفترة من عصر السلاطين البحريّة الصغارء برز اسم أحد المماليك البْرجيّة أو 
الشراكسة - وهو الأمير برقوق بن أنس العُثماني الذي تظاهر بالرُهد في السلطنة مُعلنًا أنّ المصلحة 
تتطلّب إبقاء وظيفة السلطنة في بيت قلاوون. وهكذا استدعي الأمير حاجي حفيد الناصر مُحمّد وسته 
وفققة لخد عشرة يمتقه وأ علق تلطانا ضقة ذه التوافقة لبينة 11 أ 

وفي خلال عهد المئلطان الطفل الجديدء أخذ برقوق يُمكّنُ لنفسه» فاختصٌ رملائه وأنصاره من أمراء 
المماليك بالوظائف الرئيسيّة في الدولة» في الوقت الذي أخذ يعمل على اكتساب محبّة عامّة الناس» 
فخّف عنهم الضرائبء ولمّا وجد أنَّ الأمور باتت مُهيئة لإعلان نفسه سُلطائًا()؛ انتحل نفس العُذر الذي 
سبق أن تحجج به الطامعون في الحُكم من أمراء المماليك» وهو صغر سن الدتُلطان القائم» فاجتمع 
بالأعيان الذين أعلنوا خلع المسُلطان حاجي وإقامة برقوق مكانه » وبعزل حاجي من السلطنة انتهى بيت 
قلاوون؛ كما انتهى حكم المماليك البحريّة» وقامت دولة المماليك البْرجِيَّة سنة 7/85ه المُوافقة لِسنة 


0( 
17م . 


. المقريزي: السلوك» جُ 34 ص دلأ‎ )١( 
. 3١8-51١6 ابن تغرى بردى: بدائع الزهور, جا ق؟“ع)ص‎ 0 
ف المقريزي: السلوك» ج06 ص ه36 1ش ل‎ 


65 - 


موقف دولة المماليك من الحروب الصليبية ومعالجتها لها: 

تطلبت استراتيجية المماليك التماسكية» خلال العقود الأولى لحكمهم» توسع الدولة لمواجهة 
الأخطار العسكرية» ورمزت إلى خدمة الإسلام» بالانتصارات على الوثنين والكفارء ففي عام 
مم ربح المماليك في عين جالوت المعركة الإسلامية الكبرى منتصرين على المغول القوة 
التي كانت لا ثقهر آنذاك» وصدت جيوش المماليك كل غزو مغولي في الشام» وقامت بهجمات مضادة 
في أرمينيا والأناضولء وفي الوقت ذاته طردوا بقايا الإمارات الصليبية من البلادء فكان الانتصار انجازاً 
بارزاً ومحققاً طموحات عمرها قرون من أجل استعادة البلاد الإسلامية» وحازوا على السلام النهائي عام 
كالاه/111م. 

ساعدت هذه الانتصارات على إحراز النظام الجديد اعترافاً وسلطاناًء وحرروا بالقوة أرضاً 
إسلامية من التمزق» وشعوباً إسلامية من العبودية والخزيء وسارعوا إلى تعزيز الانطباع الحسن الذى 
أحدثته انتصاراتهم بدعم كبير للفئات الدينية ولمؤسساتها التربوية والدينية» وبتقييد يقظ بالعادات والشعائر 
المناسبة للحكام المسلمين!') ويمكن القول أن المماليك أظهروا ثباتاً كبيراً في مواجهة الخطر الصليبي لا 
يقل عن ثباتهم في مواجهة الخطر التتري» ونجحوا في التغلب على الخطر الصليبي نجاحاً لا يقل عن 
نجاحهم في التغلب على الخطر التتري بل ربما فاقه» لأن المماليك هم أصحاب الفضل في اقتلاع جذور 
الخطر الصليبي من بلاد الشام وطردهم نهائياً من تلك البلاد» وربما اضطر المماليك إلى مقاتلة 
الصليبيين في نفس الوقت الذى قاتلوا فيه التتارا"'؛ ولكن كان يحدث غالباً أن يحرص المماليك على 


محاربة الخصمين في وقت واحد إلا إذا اضطرتهم الظروف إلى ذلك. 


. 36-1958 لابدوس: مدن اسلاميةء. ص‎ )١( 
. 66 عاشور: العصر المماليكي» ص‎ 0 


ات 


الثانى 


هو 


هجوم العربان على الحقول 

الواقع أن العرب من سكان مصرهء الذين استوطنوا هذا البلد منذ الفتح الإسلامي» وقد تحولوا 
تدريجيا إلى مزارعين مستقرين» خاصة في أقاليم الصعيد والشرقية» وأطلق عليهم "العرب المزارعة" ويبدو 
أن هؤلاء العرب احتقروا المماليك» ورفضوا أن يخضعوا لحكمهم بسبب أصلهم الغير حرء واعتبروا أنهم 
أحق بالملك منهم؛ وقد اتخذوا رفضهم شكل ثورة مسلحة تزعمها الشريف حصن الدين بن تعلب(' : 

ويبدوا أن أسباب تلك الثورة تعود إلى دافعين رئيسيين: الأول سياسي والثاني: اقتصادي فمن 
حيث الدافع السياسيء يلاحظ أن ثورة العرب هدفت إلى القضاء على حكم المماليك واعادة مصر إلى 
حظيرة الحكم العربي الحر ٠‏ أما من حيث الدافع الاقتصادي: فان المماليك تعسفوا في تحديد أثمان 
المنتجات الزراعية» وتلاعبوا بأسعارهاء مما انعكس سلباً على أوضاع المزارعين الاقتصادية» وقد أدى 
ذلك إلى هجرة(' عدد كبير منهم إلى المدن الكبرى حيث اشتركوا في النزاعات الداخلية التي كانت تدور 
بين الأمراء المماليك. ويبدوا أن الحركة التورية لم تقتصر على المزارعين العرب وحدهمء بل انتشرت بين 
العامة الذين التفوا حول الشريف حصن الدين» ورفض المصريون سلطان جرى عليه الرّق(: فكانوا 
يهاجمون أيبك ويوجهون إليه النقد ويسمعونه ما يكره . 

وأقام الشريف حصن الدين دولة عربية مستقلة في مصر الوسطى وفي منطقة الشرقية بالوجه 
البحري قاعدتها 'ذروة سريام' أو 'ذروة الشريف" نسبة إليه» وحتى يقوى سلطة دولته الناشئة» اتصل 
الشريف بالملك الناصر يوسفء. صاحب الشام» وطلب منه المساعدة في محاربة المماليك!؛)؛ لكن الملك 
الأيوبي الذى كان يجرىء آنذاك» مفاوضات مع أيبك بشأن عقد صلح بينهماء لم يكن بوسعه أن يقدم أي 
مساعدة» وأثارت هذه الحركة مخاوف المماليك» فخشوا على مستقبل دولتهم الوليدة مما دفعهم إلى اتباع 


سياسة العنف والقوة في قمعهاء فأرسل أيبك حملة عسكرية بقيادة اقطاي للقضاء على هذه الثورة» وتمكن 


.١١١ العبادي: قيام دولة المماليك» ص‎ )١( 
.581١- 541/94 المقريزي: السلوك» ج2.3‎ )١( 
م .322 11ع11156 :اماراوك‎ 
. ٠١ المقريزي: البيان والأعراب» ص‎ )"( 
. 585 المقريزي: السلوك. ج١2 ص‎ )4( 


أقطاي من التغلب على المقاومة العربية في بلبيس» وظل حصن الدين طليقاً يحكم مصر الوسطى حتى 
قبض عليه الظاهر بيبرس عندما تولى الحكم وشنقه ''فقد شكل العربان شريحة اجتماعية في مصر 
عصر سلاطين المماليك» حيث انتشرت تلك القبائل في بلاد الوجهين القبلي والبحري وبخاصة في أقاليم 
الشرقية والبحيرة والمنوفية في الوجه البحريء و أقاليم قوص وأسيوط والأشمونيين في الوجه القبلي/"), وقد 
حمل العربان راية المعارضة وعبء المقاومة ضد سلطنة المماليك دون شرائح المجتمع المصري جميعهاء 
و على الرغم من الأساليب الوحشية التي استخدمها ضدهم المماليك فلم تخمد ثورات العربان طوال 
العصر المملوكي؛ و لم تخل سنة من السنين من ثورة في الصعيد أو في الوجه البحريء وكانت هذه 
الثورات تستهدف ضرب المماليك ومهاجمة الإقطاعات التي يحوزونها والاستيلاء على المحاصيل 
الزراعية وحرمان المماليك من خيرات البلادل" . 

ومن ثم اتسم عصر سلاطين المماليك بكثرة ثورات العربان وانتفاضاتهم ضد الدولة المملوكية 
وخاضت الدولة المملوكية حملات ضد تلك العناصر العربية التي دخلت مصر وبقت فيها وأصبحت 
مصدر قلق وارهاب وخروج على الأمن والنظام وقطع الطريق ونهب المصريين في الصعيد على وجه 
الخصوصء وعلى أثر ذلك فقد بلغ الأعراب في مصر عددًا عظيمًا في العصر المملوكي وانتشروا في 
مختلف أنحاء البلاد وقد أَنِف الأعراب من الخضوع لدولة المماليك ووصفوا السلطان أيبك بأنه 'مملوك قد 
مسّه الرق(')؛ وتحدثوا عن المماليك بشكل عام أنهم عبيد خوارجء ثم بلغ الأمر بهم أنهم اجتمعوا وأقاموا 
أحدهم حاكماًء ولكن المماليك قاتلوهم وهزموهم ومن ثم بدأ الصدام بين المماليك وطوائف العربان بصورة 
متقطعة طيلة العصر المملوكي . 

ولذلك ظل العربان طوال العصر المملوكي عنواناً للإخلال بالأمن والإضرار بالنظام والاعتداء 
على الأهالي الآمنين» كما أن مدن مصر وقراها لم تسلم من عبثهم واعتداءاتهم ونهبهم بل إن العاصمة 
القاهرة لم تنجو من ضرهم؛ فكثيراً ما أغار العربان على أطراف القاهرة!”) ونهبوا وخطفوا كل ما وصل 
إلى أيديهم حتى عمائم الناس وأثوابهم. أما ما فعله سلاطين المماليك لدفع شر الأعراب فإنهم قربوا إليهم 
)١(‏ النويري: نهاية الأرب» ج51؟. ص 7375 ؛ المقريزي: السلوك؛ ج١ء‏ ص 85”. 
)١(‏ القلقشندي: صبح الأعشى» ج؛» ص 58. 
0 عاشور: المجتمع المصري.ء ص 15-517 . 
(:) المقريزي: البيان والأعراب» ص ٠١‏ . 
( 


زه المقريزي: السلوك» ج20 ص١5:6‏ . 


 /861- 


مشايخ العربان وأجزلوا لهم العطاء حينًا وأرسلوا الحملات لردعهم أحيائًا أخرى؛ ومع ذلك لم يهدأ للأعراب 
بال طيلة عصر سلاطين المماليك() . 

لعب العربان أدواراً سيئة أثناء الحملة الصليبية السابعة 551 - 55/8ه/749١-.55١1امء‏ 
وتسببوا في سقوط دمياط بسهولة في أيدي الصليبيين بعد أن وثق بهم الصالح أيوب ووضعهم بها 
لحمايتها فهربوا وتركوهاء فغضب الصالح عليهم بعدما خانوا الأمانة وأعدم عدد كبير منهم!') وعند تقدم 
الصليبيون للمنصورة دلهم أحد العربان على مخاضة في بحر أشموم عبروا عليها ليقوموا بهجوم مفاجئ 
على المعسكر المصري!" حيث قتل فخر الدين يوسف القائد العام للجيوش المصرية» وكان يمكن أن تقع 
مصر كلها في أيدي الصليبيين لولا ظهور المماليك في المنصورة ومعهم الأهالي وتصديهم بنجاح للقوات 
الضيايوية الها حفن 

وفي عهد السلطان عز الدين أيبك (555-55/8ه/.75١-17517م)‏ كانت العناصر العربية في 
مصر مصدر تهديد وإرهاب للمصريين واستقرار مصر وأمنهاء لكن أيبك أرسل لهم حملات تتبعتهم في 
مديريات الوجه البحري وقضى على قوادهم وسيطر عليهم وحد من جرائمهم وأعمالهم الفوضوية. ويحكي 
المقريزي!': 'وأمر المعز بزيادة القطيعة على العرب» وبزيادة القود المأخوذ منهم؛ ومعاملتهم بالعنف 
والقهر فذلوا وقلوا" . 

وفي عام ١55ه/”15١م‏ نشب تمرد خطير في مصر الوسطى والصعيد قامت به القبائل 
العربية المقيمة بمصر بزعامة حصن الدين ثعلب الذي تصدى له الأمير فارس الدين أقطاي وانتصر 
عليه بالقرب من ديروط وأخمد ثورته » بعد أن منح أيبك الأمان لثعلب استدعاه وسجنه بالإسكندرية!”") 
وبعد نجاح فارس الدين أقطاي في سحق تمرد ثعلب ومن قبل في الانتصار على جيش الناصر يوسف 
منحاه ومعه مماليكه البحرية مكانة ونفوذاً جعلت أيبك يتوجس منهم ويعتبرهم مصدرا للتهديد على 


سلطنته(') عندما طلب أقطاي من أيبك متُكنى القلعة مع عروسه التي سيعقد عليها وكانت أختاً للملك 


.57- 5٠0 عاشور: المجتمع المصريء» ص‎ )١( 
.5”9 المقريزي: السلوك» ج١2 ص‎ )1( 

(") المقريزي: السلوك؛ ج١.‏ ص 57 5. 

(5) السلوك: ج١؛»‏ ص 48١‏ . 

(5) المقريزي: السلوك. ج١.‏ ص 5079 .581١-‏ 
(1) المقريزي: السلوك» ج١2‏ ص587. 


لام - 


المظفر صاحب حماة لاح لآيبك أن أقطاي ومماليكه البحرية قد تجاوزوا كافة الاعتبارات فقرر القضاء 
على أقطاي!') وفي سنة (555ه/١11١1١م)‏ بلغ السلطان أن جماعة من عرب زبيد") يخالطون الفرنج» 
ويدلونهم على عورات المسلمين» وكسر فسادهمء فخرج اليهم العسكر وأوقعوا بهمء وقتلوا منهم جماعة 
وأحضر السلطان أمرائهم» وأعطاهم وأقطعهم الإقطاعات وسلمهم أمر بلادهم وألزمهم حفظ الدروب إلى 
حدود العراق» وكتب منشور الإمرة على جميع العربان للأمير شرف الدين عيسى ابن مهني/ . 

ومن أشهر حملات الدولة المملوكية ضد العربان كانت الحملة التي قام بها الأمراء في عهد 
السلطان الناصر محمد سنة ١720٠ه/١١15١م‏ عندما خرج العربان عن النظام وأشاعوا الفوضى في 
الصعيد!) وقطعوا الطريق وفرضوا اتاوات على التجار وأرباب المعايش من المصريين ونهبوهم» واستخفوا 
بالولاة ومنعوا الخراج» وأطلقوا على أنفسهم بعض أسماء الأمراء» وحملوا السلاح» وأخرجوا اهل 
السجون7؛ فأجمع القضاة والفقهاء بجواز قتلهم!'), فادعى الأمراء أنفسهم أنهم مسافرين خارج مصر 
وقاموا بمناورة ذكية وأحاطوا بالعربان من كل جهة وانقضوا عليهم بأربع فرق» وأحس العربان بالهجوم 
المفاجئ للعسكرء فلجأوا للجبال والكهوف لكن العسكر تتبعوهم وقتلوا كل ما قابلوا منهم؛ واستطاعت بذلك 
الدولة أن تسيطر عليهم؛ وتخلص المصريين من شرورهم . 

وذكر بيبرس الدوادار؟') أن " كثرت شكاوى الولاة الذين بالوجه القبلي من فساد العربان وما ظهر 
منهم من العصيان والنفاق والعدوان» وارتكاب المحرمات» فسار الأمير سيف الدين سلار والأمير ركن 
الدين أستاذ الدار كفيلا لممالك ومشيراها وممهدا الدولة ومدبراها إلى الاعمال المذكورة في جموع من 
العساكر المنصورة وفرقا العسكر ثلث فرق ليحيطوا بهم برا وبحراً ويأخذوهم حيث احتلوا سهلاً ووعراً. 
ويصف المؤرخ بدر الدين العيني7 حال العربان بعد تلك الحملة التي حمت مصر من العربان فيقول: 
)١(‏ المقريزي: السلوك» جا ص ١3غ.‏ 


(؟) اسم قبيلة كان مسكنها حول دمشق قرب الرحبة بجوار منازل آل فضل؛ انظر: القلقشندي: صبح الأعشى»ء ج4::؛ ص 
0 


(") بيبرس المنصوري: مختار الأخبارء ص ٠١‏ ؛ المقريزي: السلوك. ج 2١‏ ص 7”8ه . 
(5) النويري: نهاية الأرب» ج ”7. ص ه - 6 ؛ المقريزي: السلوك» ج7؟,» ص 55" . 
(5) ابن تغري: النجومء ج48.» ص ١65٠.0 -5١55‏ . 

(1) المقريزي: السلوك. ج27 ص 55” . 

0) مختار الاخبار: ص .17١0 0-١١9‏ 

() عقد الجمان: ج4» ص”7/ا١-‏ 7174 . 


- 8م 


'فانطفأت جمراتهم» وزالت مضرتهم» وتمهدت الأعمال تمهيداً واضحاًء وعاد من مفسدي العرب فقيراً 
صالحاًء وحمل أكثرهم السواك والسبحة» عوضاً عن حمل الرماح والأسلحة” وذكر المقريزي!') في كتابه 
"البيان والاعراب" عن القبائل العربية التي دخلت مصر: " اعلم ان العرب الذين شهدوا فتح مصر قد 
بأدهم الدهر وجهلت أحوال أكثر أعقابهم" . 

وفي سنة 5١/اه‏ /7١7١م‏ قامت العربان ببرية عيذاب بقطع الطريق على رسول اليمن الواصل 
للأبواب السلطانية؛ وأخذوا ما كان معه من التقادم7). ومن رافقه من غلمان التجارء فاجتمع العسكر 
لمقابلتهم ورد ما أخذوه من الأموال» ومراجعة الطاعة» وكان السبب هو اعتقال أمير هذه الطائفة» وتوالت 
الأحداث إلى قتالهم» وفرارهم من عيذاب إلى رؤوس الجبال» وحصل لهم تضرر كبير بسبب قلة المياه. 
وتوجه الجيش خلف العربان» وفي أثناء مسيرهم ظفروا بطوائف من السوادان؛ فقتل العسكر منهم وسبي 
وغنم منهم الأبقار والأغنام» ثم ساروا وأرسلوا من يكشف الخبرء وعلموا أن هناك طائفة من السودان 
تسمى هلنكة؛ واجتمعوا لقتال العسكرء فتغلب العسكر عليهم وقتلوهم» وأخذوا الغنائم» 7""وأثناء رجوع 
العسكرء عانوا مشقة عظيمة إلى أن وصلوا أسوان ومنها إلى قوص ومنها إلى ساحل مصر عن طريق 
المراكب بسبب فيضان النيل عامة البلاد(") وقطع الطرق إلا الجبال وذلك في سنة 7١/اه/711١مء‏ 
وأيضاً في سنة 17554ه/57١1م‏ خرج العربان من الصعيدء وأظهروا العصيان؛ ونهبوا الغلال» وكان 
شيخهم شخص يسمى عمر ابن الأحدب» شيخ قبيلة عرك؛ فاجتمع معه عدة قبائل» وخرجوا عن الطاعة؛ 
فلما تحقق السلطان من ذلكء خرج اليهم بنفسه» ومعه سائر الأمراء»ء وحدث بينهم واقعة كبيرة» مات فيها 
من العربان أكثر من عشرة آلاف إنسان وهرب ابن الأحدبء ولم يتمكن العسكر منه؛ حتى رجعوا ومعهم 
غنائم كثيرة من العربان» وأسروا منهم نحو ألف إنسانء وبعد أيام أرسل ابن الأحدب شيخ قبيلة عرك؛ 
يطلب الأمان من السلطان؛ فقبل السلطان ذلك وأخلع عليه خلع سنية؛ ورسم له بالتوجه إلى بلاده؛ فعاد 


بعد أيام وخمدت تلك الفتنة التي ذهبت فيها أرواح وأموال كثيرة» وتيتمت فيها أطفال» وكانت حادثة 


. ١١5 البيان والاعراب: ص‎ )١( 

() النويري: نهاية الأرب» ج 77 ص 187 . 
8ه المقريزي: السلوك» جك ص كله. 

(5) النويري: نهاية الأرب» ج ؟؟. ص 185 . 


نكمت 


مهولة!') أما الحجاج لم يسلموا من القتل والنهب في طريقهم أثناء الذهاب إلى المشاعر المقدسة» فقد 
جاءت الأخبار من مكة سنة (//ا/اه/1775م) بأن العربان خرجت على الحجاج!! بطريق المدينة 
المنورة» ونهبوا كل ما كان معهمء وقتل من الحجاج جماعة كثيرة» وكذلك الحجاج من الشام» وحدث لهم 
مشقة عظيمة من قلة الماء وكثرة الغلاء» والجوع والموت» وما سلم منهم إلا القليل . 
أيضاً في سنة (1757ه/١198م)‏ ثارت قبائل العربان في البحيرة» وتحالفوا على العصيان» وخرجوا عن 
الطاعة» ونهبوا المغل من البلاد» فتحقق من ذلك الأتابكي برقوق» وعين الأمير آلان الشعباني أمير 
سلاح» وعين صحبته خمسمائة مملوك» وخرج عليهم ولكن العربان كسروه وقتلوا جماعة من المماليك 
السلطانية» واضطربت القاهرة» وقصد السلطان أن يخرج إلى البحيرة» فأشار عليه بعض الأمراء بعدم 
الخروج» ثم جاءت الأخبار من الإسكندرية» أن نائب الإسكندرية جمع طائفة من العربان الطائعة» وتوجه 
إلى البحيرة» ووقع مع العربان» فتغلب عليهم وشتت شملهم» ومنهم من هرب إلى برقةء وعندما بلغ 
السلطان والأتابكي برقوق ذلك» رجعوا عن الخروج للبحيرة» وخمدت تلك الفتنة. ثم قدم من شيوخ عربان 
البحيرة جماعة» منهم خضر بن موسيء وآخرون فضربوا بالمقارع وسجنوا!”). 

وتركت تورات العربان أثارها السلبية على الاقتصاد المصري وبخاصة الإنتاج الزراعي حيث تم 
تدمير الجسور وإغراق الأرض الزراعية بمياه الفيضان/') وتكسير آلات الري وحرق الغلال في أجرانهاء 
كذلك كشفت الدراسة حجم الثروة الحيوانية الكبير وبخاصة من الخيول والإبل والأبقار والأغنام التي تم 
الاستيلاء من العربان بحيث لم تستطع المصادر المعاصرة أن تمدنا بأرقامها لأنها تخرج عن الحصر. 

فضلاً عن ذلك فقد أثر هذا الصراع على الإنتاج الصناعي وخاصة صناعة السكر حيث نهبت 
معاصر السكر وأخذت الأبقار التي تديرها ونهبت حواصل المعاصر والقنود والسكر بالإضافة إلى ذلك 
فقد أثرت تورات العربان على التجارة الداخلية في مصر حيث قطعت الطرق البرية بطول البلاد 
المصرية؛ وتم الاستيلاء على المراكب التجارية من نهر النيل7)ء ومنع وصول الغلال إلى القاهرة 


وبالتالي ارتفاع أسعار السلع في القاهرة خاصة السلع الغذائية مثل اللحوم والغلال والبقول ولم يقتصر 


)١(‏ ابن اياس: بدائع الزهورء ج١2‏ ص 55١٠‏ وما بعدها. 

. ١6١ ابن اياس: بدائع الزهورء ج١. ق ”. ص‎ )١( 

(؟) ابن اياس: بدائع الزهورء ج١.,‏ ق ”ء ص 5ا5- 538٠١‏ . 

(؟) ابن اياس: بدائع الزهورء ج١,‏ ق ”2 ص 575-557 7. 

(5) المقريزي: السلوك, ج”؟. ص ١١‏ - 5 ١؛‏ لا بدوس: مدن اسلامية» ص 5١‏ . 


كك 


تأثير ثورات العربان على التجارة الداخلية وطريقهاء بل امتد تأثيرها إلى التجارة الخارجية وطرقها سواء 
طريق عيذاب إلى قوص والخاص بتجارة الكارم أو على الطريق بين مصر والنوبة (') أو على الطريق 
بين مصر والشام مما ساهم في إضعاف التجارة الخارجية بالاشتراك مع السياسة الاحتكارية للمماليك!, 
والحصار الاقتصادي من جانب الغرب الأوروبي» وحركة القرصنة على الشواطئ المصرية» ومحاولة 
إيجاد طرق بديلة بعيداً عن سيطرة المماليك . 

وكان لثورات العربان تأثيرها على نظام الإقطاع الحربي الذي ساد مصر منذ قيام الدولة 
الأيوبية!"» وكان يعد المورد الرئيسي لدخل سلاطين المماليك وأمرائهم وجنودهم/'). كما كان الخراج يعد 
المصدر الأساسي لدخل الدولة في عصر المماليك والامتناع عن دفع الخراج معناه ضرب نظام الإقطاع 
في مقتل وحرمان المقطعين من موارد دخلهم وهم من الأمراء والجنود وبالتالي إضعاف الجيش المملوكي؛ 
وأيضاً تأثير ثورات العربان على الاقتصاد المصريء فقد تأثر نظام الوقف/') الذي خضعت له كثير من 
الأراضي الزراعية» بسبب اعتداءات العربان من قتل الفلاحين وغرق الأرض ونهب الغلال وبالتالي الأثر 
السيئ على الجهات الموقوف عليها هذه الأراضي. كما أدي الصراع بين العربان والمماليك إلى تدمير 
البنية البشرية لسكان مصر”7") في عصر كانت المجاعات والأوبئة بمثابة معول هدم لهذه البنية البشرية 


من ناحية أخري . 


. ١55-١57 المقريزي: السلوك. ج4» ص‎ )١( 
. ١١7-949 لابدوس: مدن اسلامية» ص‎ )١( 
. 559-5٠. المقريزي: السلوكء ج”. ص *١-5١؛ عاشور: المجتمع المصري» ص‎ 
-7؟1.‎ ١١9 الشربيني: النظم المالية» ص‎ 
./94-1١/8 لوا : النظم الاقطاعية. ص‎ 


9 
5 
(5 
(؟) لابدوس: مدن اسلامية. ص 5١5‏ . 


( 
( 
( 
)الخد 
( 
( 


ا 


موقف الدولة المملوكية من ثورات العربان: 

حيث قابلت تلك الثورات بتجريد العديد من الحملات العسكرية التي تسببت في تدمير البلاد التي 
مرت بهاء وقد ارتبطت هذه الحملات باستخدام القسوة والشدة المفرطة؛ وتعدد أساليب القتل من التوسيط 
والعصر') ونشر الأجسام وسلخ الجلود» ومصادرة الأموال ولجأت السلطات المملوكية إلى استصدار 
الفتوى الشرعية التي تجيز قتال هؤلاء العربان!'! على اعتبار أنهم 'مفسدون 'و'خارجون على الطاعة " 
تجب محاربتهم» فأفتوهم بجواز ذلك. وكان الحصول على هذه الفتوى سند شرعي يبرر الأعمال الانتقامية 
التي يقوم بها المماليك ضد هؤلاء العربان والتي وصلت حد الإبادة الجماعية . 

أيضاً فرض مكس يسمي (مكس الحمايات) وذلك نظراً لتعرض الفلاحين في الإقطاعات؛ إلى 
أضرار كثيرة من جراء هجوم العربان على أراضيهم وممتلكاتهم!", والقيام بنهبهاء فالتجأ الفلاحين إلى 
الحث عن حام لهم؛» يصد عنهم هذه الأخطارء فقد نشأ ما يسمي بمكس الحمايات» وهو عبارة عن 
ضريبة يفرضها السلطان على بعض الأراضي والمتاجر وغيرهاء نظير حماية الشخص الذي يدفع هذه 
الضريبة» وقد قام بعض السلاطين بإلغاء هذا المكس إلا أن أنشأ له ديواناً فيه عدداً من المباشرين» أطلق 


عليهم أستدارية الحمايات؛: وأخذ هذا المكس صفة التقنين. 


5 الفزبيقي )"لمم بالق هن ا 4 
0 عاشور: المجتمع المصري: ص 5ه - 135 . 
(9) القربي: التطلى: البنالفف قن و 


57 


الثالث 
عمليات القرصنة والاعتداء على الموانئ والسفن المصرية والشامية 
وحماية الموانئ البحرية زمن المماليك البحرية 


كان الفاعل المركزي الإسلامي هو دولة سلاطين المماليك» فكانت هي مركز القوة السياسية 
والاقتصادية والعسكرية في العالم الإسلامي كما تطورت أوضاعها على مدى امتداد هذا العصر. وكان 
لهذا التطور مدلولاته وآثاره بالنسبة للعلاقات بين الدول الإسلامية وبين القوى الاخرى في سبيل حماية 
دول الإسلام في مواجهة الغرب بصفة عامة» اذ تصاعدت الهجمات الأوروبية على الدولة المملوكية بعد 
سقوط بغداد (555ه/1758م) على يد المغول2"7» ففي حين كان سلاطين المماليك يدعمون قوتهم 
وسلطتهم في مصر و«الشام7) تميز الدور المملوكي - في مواجهة المغول وفي مواجهة الصليبيين -. 
والذى استمر بعد سقوط عكا ولمدة قرنين آخرين من عمر العصر المملوكي تعددت خلالهما مشروعات 
الهجوم التي كانت وراءها قوى مختلفة وأهداف متطورة حافظت على حياة الصليبية ولو في ثوب جديد 
وبأدوات جديدة ليست عسكرية أساساً.") 
لم تكف أوروبا عن التفكير في الأخذ بثأرها من الإسلام وهو الأمر الذي أخذ صوراً عدة حتى بداية 
حركة الكشوف الجغرافية ثم بداية الهجوم على أطراف العالم الإسلامي ثم على قلبه عسكريا من جديد. 
فلقد شهد عصر المماليك البحرية أدوات جديدة أوروبية!') لتوجيه ضربات مهمة للمسلمين في حوض 
المتوسطء. وكانت دولة المماليك هي الهدف الأول» ويتلخص الإدراك الأوروبي في هذه المرحلة حول 
ضرورة ضرب مصالح النشاط التجاري المصري الذي يمثل مصدر الغنى الأساسي لدولة سلاطين 
المماليك7"). ولقد خطط لتنفيذ هذه الضربة بأسلوبين: أولهما: فرض الحصار الاقتصادي على مصر 
لمحاربتها في أعظم موارد ثروتها واقتصادها إلا وهي التجارة» وثانيهما: شن حرب سافرة على الموانئ 
والسفن المصرية والشامية لإصابة التجارة المصرية بالاضطراب بعد أن فشل أسلوب الحصار في تحقيق 
)١(‏ المقريزي: ج١.‏ ص 511؛ نادية مصطفى: العلاقات الدولية» ج١.‏ ص ١7١‏ . 
(؟) لابدوس: مدن اسلامية» ص 71/9-51١‏ . 
(*) نادية مصطفى: العلاقات الدولية» ج١»‏ ص .١7١‏ 

( 

( 


(4) نادية مصطفى: العلاقات الدولية» ج١2‏ ص .١١7”‏ 


(5) لابدوس: مدن اسلامية. ص 37١757‏ . 


- 615- 


أهدافه » ولقد قادت المبادرة على الصعيدين البابوية والتي سعت أيضاً لتعبئة الحبشة من الجنوب ضد 
مصر المملوكية . 
وكانت حادثة غزو الإسكندرية 510لاه- ١555‏ م( من أهم صور المواجهة العسكرية المملوكية 
الإفرنجية التي لم تخف أهدافها الحقيقية وهي الاستيلاء على مصر كمفتاح لبيت المقدس/"؛ ولم تنجح 
الحملة في تحقيق أهدافها البعيدة ولكن أصابت العلاقات المملوكية الإفرنجية بتوتر شديدء ونظراً لاستمرا 
رسياسة الاعتداء على الموانئ والسفن المصرية والشامية!) إلى الهجوم المضاد. 

ولقد اختلفت أساليب التصدي المملوكي لهذه الأساليب الصليبية الجديدة باختلاف حالة الطرف 
المملوكي خلال القرن قوة أو ضعفاً ففي ظل عصر المماليك العظام وعلى رأسهم السلطان المظفر قطز 
الذى واجه أزمة اقتصادية منعته من تجهيز الجيش المتجه لمواجهة التتارء فلابد من تجهيز الجيش 
المصري واعداد التموين اللازم له واصلاح الجسور والقلاع والحصونء وإعداد العدة اللازمة للحرب» 
وليس هناك من الأموال ما تكفي لتأمين كل ذلك . 

فقام قطز بدعوة مجلسه الاستشاري ودعا إليه سلطان العلماء العز بن عبد السلام» اقترح قطز 
أن تفيرض ضرائب لدعم الجيشء ولكن هذا القرار يحتاج فتوى شرعية» لأن المسلمين في دولة الإسلام لا 
يدفعون إلا الزكاة» عندها أفتى العز بن عبد السلام) وقد بيّن بأنه لا يجوز فرض ضرائب إلا بعد أن 
يتساوى الوزراء والأمراء مع العامة في الممتلكات» ويجهز الجيش بأموال الأمراء والوزراء» فإن لم تكف 
هذه الأموال جاز هنا فرض الضرائب على الشعب بالقدر الذي يكفي لتجهيز الجيشء قبل سيف الدين 
قطز فتوى العز بن عبد السلام وبدأ بنفسه وباع كل ما يملك وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك» 
فانصاع الجميع وامئثلوا أمرهء فقد أحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلي نسائهم وأقسم كل واحد 
منهم أنه لا يملك شيئاً في الباطن» ولما جمعت هذه الأموال ضربت سكاً ونقداً وأنفقت في تجهيز الجيش» 
وإصلاح الجسور والقلاع والحصونء وإعداد العدة اللازمة لحماية الأطراف الساحلية7'! . إن قيمة المظفر 
قطز أنه صاحب الفضل في وقف الزحف المغولي الجارف على ما تبقى من العالم الإسلامي» كما يعتبر 


.585 المقريزي: السلوك,» ج؟» ص‎ )١( 

. ١١7 نادية مصطفى: العلاقات الدولية» ج١. ص‎ )١( 
.55١ عاشور: العصر المماليكى» ص‎ )”( 

(؟) المقريزي: السلوك.» ج١.‏ ص/50,7 . 

ز) السنلاي«قظن ومعركة حيق كالرت بصن 11 : 


1 


أول من أرسى حكم دولة المماليك البحرية!') في مصر والشامء وتأمين الحماية لها من الخطر الخارجي 
المتمثل في المغول والصليبين» كما شهد أول دخول مملوكي رسمي إلى بلاد الشام» مما كان له أثر في 
تدعيم الوحدة الاسلامية على يد خلفائه» تمهيد لاستمرار مقاومة المغول وطرد بقايا الامارات الصليبية من 
الش ةن 

وقد ساعده في ذلك أيضاً السلطان الظاهر بيبرس الذى اهتم بتحصين أطراف الدولة وثغورها لحاجة 
ضرورية للحماية من الاعتداءات الخارجية» ولاتخاذها قواعد انطلاق لمحاربة الأعداءء فأعاد بناء القلاع 
والحصون في بلاد الشام التي خربها المغول» من حمص إلى حوران» وشحنها بالمقاتلة» وزودها بالمؤن 
والذخيرة» فأمن ذلك خطاً دفاعياً من شرقي الأردن إلى نهر العاصيء وبنى أبراجاً للمراقبة في المناطق 
الحدودية مع الصليبيين» لحفظ الطرقات من تعدياتهم وتحقيق الأمن عليه» وشيد سلسلة من المنائر تربط 
مناطق الحدود بالعاصمة لمراقبة تحركات الأعداء ولتساعد على سرعة نقل الأخبار7') وشحنها بالمراقبين» 
وكانت النار في الليل والدخان في النهار الأدوات المستعملة للإنذارء فإذا كشف المراقبون العدو مقبلا 
من البر أو البحرء أشعلوا النار على قمم هذه المنائر إذا كان الوقت ليلآء أو أثاروا فيها الدخان إذا كان 
الوقت نهاراً وتنقل هذه الإشارات من منارة إلى منارة أخرى حتى تصل إلى القاهرة . 

وأمر بيبرس بتجديد القلاع الواقعة في مناطق الحدود الفراتية الملاصقة للمغول7!؛ فجدد قلعة البيرة في 
عام (5752ه/15١1١م)‏ وشحنها بالمقاتلة» وزودها بالعتاد والمؤن من مصر وبلاد الشام لمساعدة سكانها 
على المقاومة!؟)» وقبة الصخرة بالقدسء وأمر بعمارة القلاع التي كان التتار استولوا عليها وخربوا أسوارها 
ومنها قلعة دمشقء, وقلعة الصلت,ء وقلعة عجلونء وقلعة صرخدء وقلعة الصبيبة» وقلعة بصرىء وقلعة 
بعلبك؛ وقلعة شيزرء وقلعة شميميس7*)؛ وحمل إليها الآلات والذخائر ما تحتاج اليه وجرد إليها المماليك 
والجند من يقيم بهاء وعمّر ما تهدم من قلعة الروضة» أما في مصر فقد ردم مصب النيل عند ثغر دمياط 
بواسطة الصخور الكبيرة لمنع الصليبيين من النزول فيه؛ إذا ما حاولوا ارسال حملة أخرى إلى مصرء 


1 المقريزي: السلوك» ج١ء ص 0ه‎ )١( 

. 31/7 - "ال١ القلقشندي: صبح الأعشىء ج54١2 ص‎ )١( 

0 المقريزي: السلوك» ج١ء‏ ص عله. 

(؟) المقريزي: المواعظ. ج؟,ء ص ١8‏ : 

(5) ابن عبد الظاهر: الروض الزاهرء ص ٠١‏ ؛ بيبرس: مختار» ص 77- 75 . 


5 


وشيد برجاً للمراقبة فيهاء وعمّر ثغر الإسكندرية» وجدد بناء منائرها("» وأسوارهاء وحفر خنادقهاء وزال 
الأطيان التي سدت بحر أشموم الذى كان أحد أسباب النصرء وعمّر مشهد عين جالوت لما يسره الله من 
النصر على التتارء والاهتمام بالشواني المنصورة» وهى خيل البحرء وستور الثغورء واهتم بالحراريق 
وغيرهاء وعمارة شواني للثغرين» ونزل بنفسه إلى الصناعة» ورتب ما يجب ترتيبه في مصالح الشواني 
وأحضر شواني الثغور إلى مصرء وكانت فوق الأربعين قطعة/"؛ وعدة كثيرة من الحراريق» والطرايدء 
والسلاليرء ويعتبر تحصين المناطق الحدودية والثغور عاملاً من عوامل تدعيم الدولة الناشئة . 

و كان البريد أحد أهم إدارات «ديوان الإنشاء»» إذ كان واسطة الاتصال بين دولة المماليك في «مصر» 
ونياباتها في الشام وغيرها من الأقاليم7"؛ ولم يقتصر المماليك على البريد العادي في إرسال رسائلهم؛ بل 
عمدوا إلى استخدام الحمام الزاجل في نقلهاء وجعلوا القلعة مركرًا لأبراجه. كما أقاموا مراكز معينة في 
جهات مختلفة لتكون مراكز للبريد البرى»ء وخصصوا لكل محطة منها عددًا من الحمام الزاجل» وجعلوا 
على رعاية شئونه عددًا من الموظفين المتخصصين في ذلكء وكان في كل محطة من هذه المحطات 
برج أو أكثر ليعيش فيه الحمام الذى سيقوم بنقل الرسائل إلى المحطة التالية» وقد عنى سلاطين المماليك 
عناية شديدة بما كانت تحمله هذه الحمائم من رسائل» لدرجة أن بعضهم أمر بإدخالها عليه حال 
وصولهاء كما كان بعضهم يترك طعامه أو يستيقظ من نومه في الحال عند وصولها!؛) : 

ولقد اختلفت أساليب التصدي المملوكي لهذه الأساليب الصليبية الجديدة» ففي ظل عصر الناصر محمد 


مكانة مصر في العالم الخارجي وسعت البلاد الإسلامية والمسيحية على السواء لخطب ودهاء وأصبحت 


القاهرة قبلة للمتوددين والزوار من شتى الأرجاء!”). فمع حملاته المتوالية على مملكة النوبة المسيحية 
واقامة ملك مسلم على هذه البلاد» إلى رفضه احتجاجات واتهامات ملك الحبشة باضطهاد مصر 


لأقباطها وتصديه لتهديداته بتحويل مجرى النيل إلى توطيد العلاقات مع الدولة البيزنطية التي رفضت 


. 317١ القلقشندي: صبح الأعشىء ج5١2 ص‎ )١( 

(1) المقريزي: المواعظء ج”؟. ص ١78‏ . 

(") القلقشندي: صبح الأعشىء ج4:» ص 75-١8‏ . 

(:) ابن عبد الظاهر: الروضء ص 45 ؛ القلقشندي: صبح الأعشىء ج54١.ء‏ ص ١5"2؟؛‏ المقريزي: السلوك» ج١.»‏ ص 
7,؛ المواعظء ج؟. ص 9ه-50 . 

(©) القلقشندي: صبح الاعشى» ج7١2‏ ص 35٠0‏ . 


0 


المشاركة في المشروعات الصليبية الجديدة لخنق دولة المماليك اقتصادياًء ولاستمرار جهود المماليك التي 
بدأها السلطان الناصر لإجهاض المقاطعة الاقتصادية التي دعت إليها البابوية ضد مصر.. وقبل أن 
تلجأ مصر إلى سياسات الاحتكار لتدعيم سيطرتها على طرق التجارة» اتجهت إلى منح الكثير من 
الامتيازات التجارية لتجارة الإفرنج . 


موقف الدولة الممالوكية فى مواجهة عمليات القرصنة والإعتداء على الموانئ والسفن 


توسعت مصر في العلاقات التجارية والمعاملات الدولية والمعاهدات التي عقدتها مصر المملوكية مع 
المماليك الأوروبية المتوسطية!') ضمنت هذه المعاهدات سلامة التجار وممتلكاتهم على نحو متبادل» 
وذلك بقصد الاحتفاظ بطرق الرقيق مفتوحة إلى بلاد القرم » وابرمت معاهدات مماثلة مع ارمينيا وصور 
وعكًا في القرن الثالث عشر الميلادي ٠‏ أما أكثر المعاهدات أهمية فكانت تلك التي ضمنت السلامة 
الشخصية والحماية القنصلية للتجار الاوروبيين الذين كانوا يأتون للتبضع من بلاد المماليك » فأخذت 
تدابير لإسكانهم في احياء سالمة وحددت الضرائب والرسوم الجمركية والبنود التجارية وممارسة الاعمال 
التجارية تحديداً واضحاً ودقيقاً') أدت العلاقات السياسية الجيدة وتبادل السفارات إلى ضمان سلامة 
التجارء فالمماليك عرضوا حماية عامة بموجب تعميم أصدروه سنة ١١86‏ م ووزع على نطاق واسع في 
اليمن والهند والصين » وكان هذا التعميم وكأنه صورة رسمية للمعاهدات مع الأوروبيين الذين بدورهم 
سعوا إلى علاقات سياسية واقتصادية حسنة مع المماليك . 

وكان تجاوب جيد من جهة أهل الشرق فأرسل حكام سيلان هدايا للمسؤولين المماليك ودعوا إلى 
اقامة علاقات تجارية بين الفريقين. كما أرسلت حكومة الهند هدايا وسفراء لتوطيد العلاقات الحسنة 
وتشجيع التجارة 7 وبذلت دولة المماليك جهوداً كبيرة لحماية التجار المسلمين من القراصنة الاوروبيين 
الذين تكاثرت اعتداءاتهم على التجارة الاسلامية مما حمل المماليك على القاء القبض على التجار 


الاوروبيين داخل الامبراطورية المملوكية وصادرت بضائعهم وهددت الاماكن المسيحية المقدسة ورجال 


. 7١8 عاشور: مصر والثنّام في عصر الأيوبيين والمماليك» ص‎ )١( 
. 350 القلقشندي: صبح الأعشىء ج١١2 ص‎ )( 
عاشور: العصر المماليكي» ص ا‎ 6 


3 


الأكليروس بهدف الانتقام من هجمات القراصنة!') وكثر وصول السفارات إلى مصر من ملوك أوروبا 
والعالم المسيحي» فوصلت سفارات من بابا الكاتوليك» وملك فرنساء وملك أرجونة» وامبراطور 
القسطنطينية» وامبراطور الحبشة وغيرهمء ولقد أدت هذه الامتيازات إلى تطوير مهم في العلاقات التجارية 
حيث كانت التجارة بين مصر وهذه الممالك قبل ذلك تجارة ساحلية أساساًء ويذكر المقريزي) عن 
الناصر في ذات الصدد: " ولم يعهد في أيام ملك قبله ما عهده في أيامه من مسالمة الأيام له» وعدم 
حركة الأعداء برا وبحراً وخضوع جميع الملوك له ومهاداتهم إياه " فالممارسات المملوكية على صعيد 
العلاقات التجارية إنما انطلقت من وضع القوة وأهداف المناورة و ليس الضعف أو الخضوع, كما أنها 
كانت تخدم وتدعم المصالح السياسية والعسكرية المصرية في مواجهة الأعداء من الشرق ومن الغرب 
على اح إسواء10 © قعل “ميل الفكال. كانت الامتيازات التجازية المفتويحة :تكرسن حك المصبلكة 
الاقتصادية» والتي تتمثل في انتعاش ثغور مصر وموانيها مع القوى الأوربية خاصة المدن الإيطالية!؟), 
ومن ناحية أخرى» الحصول على الموارد الأولية (الخشب والمعادن والمماليك) اللازمة لإقامة وتدعيم 
الجيش7)» ومن ناحية ثالثة: لم تكن امتيازات التجار مطلقة أو ثابتة ولكن كانت تتعرض لتقلبات عنيفة 
مع تغير حالة العلاقات المملوكية- الأوروبية» وكان إغلاق الفنادق أو عودتها رهّنا على إرادة سلاطين 


المماليك وعلى تنفيذ شروطهم لحماية الدولة وأطرافها والسيطرة عليها.(") 


. 75١8 لابدوس: مدن اسلامية» ص‎ .)١( 

. 3١7 السلوك؛ ج”ء ص‎ )١( 

(”) نادية مصطفى: العلاقات الدولية» ج١.‏ ص ١١5‏ . 

(؛) عاشور: مصر والثنّام في عصر الأيوبيين والمماليك» ص 778 . 

(6) قاسم عبده: التاريخ السياسي»ء ص 5ه . 

(1) طقوش: تاريخ المماليك» ص 78 ؛ العبادي: قيادم دولة المماليك» ص ؟65١.‏ 


ا 


الفصل الثالث 
دور الدولة الاقتصادى 


« 


يي في 


مف 


معالجة الأزمات الاقتصادية 


الأول: النشاط الزراعي. 





الثاني: النشاط الصناعي. 


الثالث: النشاط التجاري. 


الأول 
النشاط المزراعي 


(شق الترع, بناء الجسور والسدود. الحفاظ على نهر النيل) 
كان للمماليك من القوة الاقتصادية قدراً هاماً لدرجة أن دولتهم بلغت حداً من الثراء لم تؤثر عليه 
الحروب العديدة التي خاضوهاء بالإضافة إلى الإنشاءات والإصلاحات التي قامت بها في طول البلاد 
وعرضها (' إذ تعددت مصددر الثروة التي زخرت بها خزائن المماليك ويأتي على رأسها تجارة العبيد: 
وبالإضافة إلى ضرائب الخراج والجزية والعشور ومال اللّقطة والغنائم والتركات التي لا وارث لهاء كانت 
هناك مصادر أساسية وثابتة لزيادة موارد الدولة» واعتمدت هذه المصادر على اهتماما المماليك بالزراعة 
لكونها عصب النظام الإقطاعي » والصناعة للحاجة إليها في توفير متطلبات الجند في دولة عسكرية » 


والتجارة لكونها تدر الأموال الوفيرة مقابل المرور”) 


والأحوال الاقتصادية دائماً هى التفسير الحقيقي لما يعانيه أي شعب من الأزمات التي تهدد كيانه 
وتقلل من فرصه في الصمود أمام أي تهديد يأتيه من الخارج 7 لذا أدرك سلاطين المماليك أهميّة 
الزراعة للبلاد في مصر وبلاد الشام» بوصفها عماد الثروة القوميّة» فاهتم سلاطين المماليك بالزراعة 
اهتماماً كبيراًء حيث كانت الزراعة في ذلك الوقت الحرفة الأولى لغالبية السكان والمورد الأول الذي عاش 
عليه معظم الأهالي. لذلك عنوا بها عنايةً فائقة» فأنشأوا الجُسُور وشقُوا الترع لتوفير مياه الري للأراضي 
التي يتعدّر وُصُول الماء إليها. ومن أهم السلاطين الذين عنوا بهذه الناحية الملطان مُحمَّد بن قلاوون 
الذي عهد إلى بعض الأمراء بعمارة كافّة جُمُور مصر في الوجهين البحري والقبلي والكشف عليهاء بل 
إِنَّ هذا السلطان أشرف بنفسه على إنشاء بعض الجُسُورء فكان يخرج أحيانال) مع المُهندسين لِيُوجههم 
حتَّى يتم بناء الجسرء وقد شّمت الأراضي الزراعيّة في عصر المماليك إلى أربعة وعشرين قيراطًا 


اختصٌ السلطان منها بأربعة قراريط» والأمراء بعشرة» وما تبِقّى خُصص للأجناد. ورُوعي في ذلك التقسيم 


(' ) القلقشندي : صبح الأعشي» ج 1١7‏ : ص 550 . 
) عاشور : مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك » ص 7617 . 
)0( محمود: قاعدة نربونة » ص /اه . 


(4) عاشور: مصر والثدّام في عصر الأيوبيين والمماليك » ص 787. 


2-0 


أن تُورّع الأرض على هيئة إقطاعات تتفاوت في مساحتهاء وفي خُصوبتها ومقدار ريعها. على أنَّ زمام 
الأرض فك وعْدّل أكثر من مرّة في عصر المماليك بعد مسح الأراضي الزراعيّة في البلاد» وهي العمليّة 
التي تُعرف باسم «الروك». وقد اشتهر في تاريخ دولة المماليك الروك الحسامي!) الذي تمَّ في عهد 
السُلطان لاجين سنة (5937ه المُوافقة لسنة 717١م‏ ) » والروك الناصري/" الذي تمَّ في عهد السُلطان 
الناصر مُحمّد بن قلاوون سنة (5١1ه/5١1م)‏ وقام بفلاحة الأرض جُمهرة الفالاحين» فالفلاح ظلَّ في 
ذلك العصر مربوطًا إلى الأرض التي يفني حياته في خدمتها دون أن يتمتّع بنصيب يُذكر من خيراتها. 
وقد تعرّض الفلاحون لكثير من العسف من جانب أمراء المماليك من ناحية ومن جانب الأعراب الذين 
طغوا عليهم من ناحية أخرى؛ حتَّى خرب مُعظم القُرى لموت أكثر الفلّاحين وتشرُدهم في البلاد!"), 
وكانت الأرض تزرع مرّة واحدة في السنة عقب فيضان النيل» لأنَّ البلاد لم تعرف في ذلك العصر غير 
ري الحياضء كما أن الفاح لم يعرف من وسائل الزراعة وأدواتها غير الوسائل والأدوات العتيقة التي 
عُرفت مُنذ أيّام الفراعنة . 

وعلى ذلك فإنَّهُ يبدو أنَّ محصول الأرض الزراعيّة في مصر والشام ازداد على عصر سلاطين 
المماليك نتيجة للعناية بمرافق الزراعة من جُسسُورٍ وترع ومقاييس النيل وغيرها!”؟!؛ أما في الشام فكانت 
الأرض تزرع على شطرينء يعنى أن الفلاح كان يزرع نصف الأرض ويترك النصف الأخر للعام القادم؛ 
وانقسمت المحاصيل الزراعية في عصر المماليك إلى نوعين: المحاصيل الشتوية والمحايل الصيفية» 
ومن أهم المحاصيل الشتوية القمح والشعير والشوفان والفول والعدس والكرسنة والجلبان والبسيلة» وأما 
المحاصيل الصيفية من أهمها: الذرة» والدخن والسمسم والمقاتي » وورق النيل الذ يصبغ به اللون الأزرق» 
والقرطم (حب العصفر) والقطن/* . 

كما اشتهرت الشام بزراعة الخضروات والفاكهة مثل البامية والباذنجان والكرنب والقرنبيط 
والملفوف واللفت والبصل والفجل والثوم والقلقاس والرشاد والكوسا والسلق » ومن الأشجار المثمرة التي 
اشتهرت في عصر المماليك» التين والعنب والزيتون» والسفرجل والخوخ والخروب والقراصياء والجوز 
)١(‏ القلقشندي: صبح الأعشىء ج”.» ص 55: ؛ المقريزي: السُلوك. ج7”. ص 789 . 
(1) القلقشندي: صبح الأعشىء ج”. ص 5" ؛ المقريزي: المثلوك, ج7”,» ص 504 . 
8 القريزي:.إغافة الأكة يكشت العقفه من 4-15 اماقون: الفجقضع التصري» صن زه 
(4) عاشور: العصر المماليكي في مصر والثنّام» ص 776. 
(5) قاسم عبده: النيل والمجتمع»ء ص .5١‏ 


15١١ 


واللوز والبندق وغيرها » أيضاً لما كانت الزراعة في بلاد الشام تعتمد اعتماداً كبيراً على مياه الأمطار فإن 
الحالة الجوية لعبت دوراً مهما في وفرة المحاصيل أو قلتهاء كما لعبت الأوبئة دوراً مهماً في التأثير على 


الزراعة» بخلاف الزراعة في مصر وطرق الري المتواجدة بها من جسور وترع وقنوات وسواقي وغيرها. 


بناء الجسور وشق الترع : - 

ولقد قسمت الجسور إلى قسمين: 

القسم الأول: كان يعرف بالجسور السلطانية وكان يستفيد منها عامة الناس. 

القسم الثاني: الجسور البلدية والتي كانت تخص منطقة معينة أو بلدٍ معين» حسب ما ذكر 
'القلقشندي7'). ولشدة اهتمام السلاطين المماليك بالجسور عموماً كانوا يرسلون في كل سنة عدداً من 
الأمراء إلى مختلف المناطق لعمارة الجسورء وكان المسؤول عن بناء الجسور من الأمراء يسمى 'كاشف 
الجسور". وكان يرأس عدداً من المهندسين الذين كانوا يعملون مع الكاشف ويشرفون على مجموعة من 
البناءين والفنيين المختصين ببناء الجسورء وقد بلغ من عناية سلاطين المماليك بالترع والجسور أنهم 
كانوا يرسلون في كل سنة عدداً من الأمراء إلى مختلف الأعمال لعمارة الجسور» ويعبر عن الأمير منهم 
باسم كاشف الجسور . 
الحفاظ علي نهر النيل : - 

أما بالنسبة لنهر النيل اهتم سلاطين المماليك به باعتباره ثروة قومية اهتماماً تفاوت من سلطان 
لأخر ويجب أن ندرك أن اهتمامهم بنهر النيل كان لزيادة غلة إقطاعتهم فكانوا يعدون المنشآت الخاصة 
بضبط مياه النيل» وذلك عن طريق اقامة الجسور والترع والقناطر التي كانت تحجز المياه في حالة 
الفيضان» ويبدو أن مبدأ التعويض لأصحاب الأملاك التي تبنى عليها الجسور كان موجوداً ويتم دفع 
التعويض لصاحب الأرض أو المكان الذى يقام فيه الجسر7" وان لم تكن العناية التي يبذلها السلاطين 
في هذا الصدد على مستوي واحد في كل الأحيان» فقد تعددت منشآت الظاهر بيبرس'" الذى كان من 


اهتماماته» بحر طناح» وثرعة الصلاح خوطيا عن ترعة رمسيس» والمجاري» الكافوري» ترعة الفضل» 


. 458 صبح الأعشىء» ج؟: ص‎ )١( 
. 760-5954 بيبرس: مختار الأخبار» ص‎ )"( 


١5 


بحر الصمصامء بالقليوبية» بحر السردوسء كان قديماً جسر سهم الدين بالقليوبية» قناطر الديماص 
بالقريب من المنصورة» قنطرة بحر منية الخنازير» قنطرة بالقصير بأربعة أبواب قنطرة على بحر أمواس 
بسبعة أبواب» وعمل في الجسر الذى يسلك عليه إلى دمياطء» ست عشرة قنطرة» وأمر بإنشاء قرية 
الظاهرء بالقرب من العبّاسية بوادي السديرء وعمّر بها جامعاً!'). وربما يكون ذلك راجعاً لطول فترة 
حكمه كل مما أتاح له فرصة التحكم في مقدرات الدولة» تجديد خليج الاسكندرية/) في سنة 
5همم ء ثم زمن الناصر محمد بن قلاوون7" عَمَّر أيضاً في هذا المجال الخليج النا صري 
واستجدت أراضي جديدة كانت بوراًء وزاد الخراج زيادة كبيرة» وتم استصلاح أراضي جديدة واستجدت 
عليه قرية كبيرة» عرفت باسم الناصرية» وبلغ جملة ما أنشئ على ضفتي هذا الخليج!؛) أكثر من مائة 
ألف فدان» وحوالى ستمائة ساقية وأربعين قرية» كما سارت فيه المراكب الكبار تحمل المتاجر» وعُمر 
عليه أكثر من ألف غيطء وصارت حقولاً للقصب والقلقاس والسمسم7").؛ بعد ما كانت سباخاً 

وحين حفر الخليج الناصري/') سنة 175ه/1775١م‏ ء جرت فيه السفن وعُمرت عليه السواقي 
لرفع. الغياه»: ؤري. الأرطن 'الكديدة: وأنشقت: ,على ضقافة البساتيخ والأماذك»ه .واف النانن: في. السكن 
هناك؛ وأنشأوا هناك الحمامات والمساجد والأسواق» وصار هذا الخليج موطن أفراح ومنازل وغير ذلك 
فكان النيل قوام الحياة المصرية بشتى وجوهها! . 

أما عن أهم الحاصلات الزراعة فكان يأتي على رأسها "القمح" و يليه " الكثان"' و" قصب 
السكر" والفاكهة بأنواعها و الخضروات» فكان محصول القمح يفيض عن حاجة البلاد أحياناً فكان 
السلاطين يمدون بلاد الشام والحجاز والنوبة بمقادير وفيرة منه» وكذلك الكتان كان من أهم مزروعات 
مصر وبلاد الشام في عصر المماليك وكانت تُصّدر كميات كبيرة منه من المنسوجات الكتانية إلى البلاد 


المجاورة» واشتهرت مصر أيضاً بزراعة قصب السكر لا سيما في مناطق ملوي وقفط ونجع حمادي هذا 


10( المقريزي: السلوك» ج22 ص 58 . 
(")المقريزي: السلوك» جك هلا؛ . 

ف ابن تغري بردي: النجوم» ج23 ص .15١0‏ 
5( المقريزي: السلوك» 2 ص فم . 

)5( ابن تغري بردي: النجوم» ج23 ص ١7278‏ . 
(1)المقريزي: السلوك» ج23 ص هلا . 

)00 ابن تغري بردي: النجوم» ج23 ص ١85‏ . 


65 


بالإضافة إلى أنواع الخضروات لسد حاجة السوق المحلية هذا كله فضلاً عن الزهور والرياحين التي 
زرعت في الحدائق والبساتين!') وكان يزرع بأرض مصر الفواكه كالرمان والتفاح والموز والأجاص 
والخوخ والتين والعنب والتوت والنبق والبرقوق والقراصيا والسفرجل والكمثري والليمون والتفاح الذي يؤكل 
بغير سكر لقلة حمضه ولذة طعمه؛ وعلي ذلك زادت المحاصيل الزراعية وزاد انتاجها وتنوعت في كافة 
أنحاء البلاد مما أضاف نمواً ظاهراً في الحياة الاقتصادية للدولة في ذلك العصر/" : 

وبالإضافة إلى الثروة الزراعية اعتني سلاطين المماليك بالثروة الحيوانية فأكثروا من إنتاج 
الأغنام وجلب الأنواع الممتازة منها لتربيتها حتى ازداد عدد المواشي وارتفعت سلالتهاء ويقال أن السلطان 
الناصر محمد بن قلاوون قام بمشروع هام للعناية بالثروة الحيوانية» اذ قام ببناء حظيرة على قطعة ارض 
بجوار قلعة الجبل وأجري إليها الماء من القلعة وأنشاء بها بيوتاً للدواجن وأخرى للأغنام والمواشي» ثم 
أودع بها ألفي رأس من الضأن بعث في طلبها من بلاد الصعيد وأربعة آلاف من الوجه البحري/") فضلاً 
عن عدد كبير من البقرء هذا إلى أن عناية الناصر محمد بإنتاج المواشي والأغنام لم تقتصر على 
المناطق القريبة من عاصمته؛ وإنما صار يتتبع مراعيها في عيذاب وقوص وغيرهما من أنحاء البلاد؛ 
كما كان يبعث في طلب الأغنام الممتازة من بلاد النوبة واليمن مما جعل أكثر البلاد في زيادة لثرواتهم 
من جراء هذا التقدم الاقتصادي!؛) : 

أما الضرائب على المحاصيل فتنوعت في ذلك الوقت منها ما كان يُدفع كل عام وتتمثل في 
أنواع المحاصيل الزراعية» ومنها ما كان يُدفع كل شهر على مناطق الثروة السمكية» واستمرت إلى نهاية 
ذلك العصرء ومنها الضرائب الهلالية التي كانت تفرض على أقصاب السكرء وجدير بالذكر أن كثيراً من 
الزراعات كانت تقوم عليها كثير من الصناعات من عصير الزيت من الزيتون وكثرت المعاصر في 


المواد الغذائية (*) ٠‏ 


(١)المقريزي:‏ المواعظء ج7؟ء ص 7١‏ . 

. 78 المقريزي: المواعظء ج؟. ص‎ )١( 

(*) المقريزي: السلوك, ج؟ء ص 08١"؛‏ المواعظء ج7, ص ٠١6‏ . 

(؟:) المقريزي: الخطط. ج١.‏ ص ٠١7”‏ ؛ سرور: دولة بنى قلاوون»ء ص 7315 ؛ عاشور: العصر المماليكي» ص 758107 . 
(5) ابن عبد الظاهر: الروض الزاهرء ص ١5١‏ ؛ شيخ الربوة: نخبة الدهرء ص ٠٠١‏ ؛ النويري: نهاية الأرب» ج8» ص 
القلقشندي: صبح الأعشىء ج4:» ص 88 ١؛‏ قاسم: التاريخ السياسيء ص 5١‏ . 


-,١١5- 


وبناء على ذلك يمكن القول أن الزراعة في مصر والشام كانت ذات خيرات كثيرة من الثمار 
والأشجار والحبوب ». وكثرة الإنتاج وتنوعه والذي كان يدفع الدولة في معالجة المجاعات ويساعد على 
تفادي الأزمات في كل وقتء كما أدي الازدهار الزراعي الأثر الكبير في التوسع نحو الإنتاج الصناعي 
من أجل استثمار الفائض من الإنتاج الزراعي وظهور العديد من الصناعات التي كان من أهمها صناعة 
السكر والزيوت وطحن الحبوب ٠‏ و صناعة العطورء والمنسوجات وغيرهاء فالموارد الزراعية كانت من 
الموارد الأساسية لدعم الاقتصاد المملوكي والمساهمة في تخفيف أعباء الدولة كتجهيز الجيش ورواتب 
الجنود وغيرهاء كما أن الكثير من الأراضي الزراعية كانت أوقافاً على كثير من المؤسسات الاجتماعية 
والخيرية وهي الوسيلة التي لجأ إليها الفلاحين للتخلص من دفع الضرائب ٠‏ وكانت عوناً لكثير من الفقراء 
والمحتاجين والأيتام!") 


0 المقريزي: الخطط. ج22 ص ه: -5: ؛ ابن تغري: النجوم» جا ص .١53١‏ 


3 


الثانى 


هو 


النشاط الصناعي 


(توفير المواد الأولية والصناعات الحربية وكثرة المهن والحرف ) 

شهدت مصر مع بداية عصر سلاطين المماليك نمواً سكانياً يرجع إلى بعيد أن مصر عاشت 
فترة سلام امتدت أكثر من مائة عام » وفي عصر المماليك البحرية الذى يمثل خط الصعود في تاريخ 
المماليك ٠‏ كان النظام راسخاً » وبمثابة الدرع الواقي لهذا النظام الذي تم تشيده في مصر والشام على 
أنقاض الدولة الأيوبية » ومنذ بداية ذلك العصرء برعت الدولة في العناية بكافة الصناعات والحرف, التي 
كان الهدف منها الرخاء والنمو حتى صارت المعقل الأخير للحضارة الإسلامية !') على حين كان 
يتعرض العالم الإسلامي في الشرق والغرب لضربات موجعة من التتر المسبيحي غرب أوربا » وتعتبر 
الحرف والصناعات في المجتمع المصري عامة من المؤشرات الدالة على طبيعة هذا المجتمع واتجاهاته 
» كما أنها تكشف من ناحية اخرى ٠‏ عن حال هذا المجتمع من حيث درجة ثرائه » ورفاهية أبناءه » أو 
العكس » وبقدر ما تتعدد الحرف والصناعات وتتنوع في مجتمع ماء بقدر ما يتضح لنا مدى التطور 
والرقي الذى وصل إليه هذا المجتمع ( . 


توفير المواد الأولية والصناعات الحربية : - 


تفن النماائة :فن مضين. وداه العايه يشفاظة رجاف ول طزوا :في موقا :رااتخراج 
المعادن» التي كان من أهمها: «الزمرد» و «الشب» و «النطرون»» فكان «الشب» يُستخرج من الوجه 
القبلي والواحات؛ ويُحمل إلى «قوص» أو إلى «أسيوط» و «أخميم» و «البهنسا»» ثم ينقل منها عن 
طريق النيل إلى «الإسكندرية» وفيها يباع للأوربيين» وخصصت الحكومة ثلث ثمنه لدفع رواتب الأمراء» 
ولتوفير بعض احتياجات الجيش الكثيرة!" ' لكثرة حروبهم في ذلك الوقت » كما برعوا أيضاً في صناعة 


الأسلحة والدروع المتخذة من الحديد الصلب ٠»‏ واشتهرت بصناعة السفن الحربية التي تكون منها 


10( قاسم عبده: التاريخ الساسي» ص 8٠ه5؛‏ لابدوس: مدن اسلامية.» ص ١٠١6‏ . 
) المقريزي : المواعظ 2 ج"”ء ص 7ه . 
6 قاسم عبده: التاريخ السياسي» ص 48 . 


15٠١15 - 


الأسطول المصري » لرد غارات الصليبين على سواحل مصر والشام؛» وصناعة الآلات الحربية » وكانت 
صناعة السفن قائمة على السفن الحربية التي تنشأ لغزو العدوء وتشحن بالسلاح والآلات الحربية 
والمقاتلة » فتمر من ثغر الاسكندرية وثغر دمياط وتنيس والفرما » إلى جهاد أعداء الله من الروم والفرنج» 
وكانت هذه المراكب يقال لها الأسطولء أما المراكب النيلية فإنها تنشأ لتمر في النيل » حاملة حاصلات 
البلاد لبعضها » صاعدة إلى أعلى الصعيد » ومنحدرة إلى أسفل الأرض » لحمل الغلال واحتياجات 
الحياةل'؟ » وتقدمت الصناعات بالنقش عليها والزخرفة » وكان ذلك يدل على مهارة الصناع في ذلك 
العصرء وتميزوا في صناعة العطورء والزهور وكان للمسلمين ولع شديد بالعطورء فقد استعملوا المسك 
والعنبر والزعفران » وكان أهل الشرق يهتمون بكثرة للروائح والعطورء أيضاً اشتهروا في صناعة تجفيف 
المواف الغذائية وتصصعديره!" 1 

وتدلٌ جميع الشواهد على أنَّ الصناعة كان لها المقام الأوّل في النشاط الاقتصادي في العصر 
المملوكي » وأنها كانت المصدر الأول للثروة الهائلة التي عبّرت عن نفسها في أعمال المماليك وحياتهم 


وما تركوه من آثار ومُنشآتٍ فخمة » وما احتوته قصور السلاطين من مظاهر الغنى والترف والنعيم!" . 


كثرة المهن والحرف الصناعية :- 

وفي مرحلة بناء الدولة المملوكية وتطوير نموها كانت مظاهر الحياة تنبئ عن الفتوة والحيوية 
الدافئة التي تعتبر دائماء من سمات مراحل البناء والتقدم!؛) ومع ظروف الاستقرار والأمن التي كفلتها 
الدولة في عصرها الأول» انعكست أثارهما في حال من الرواج الاقتصادي والازدهار الذى تجلى من 
خلال أسواق البلاد التي كانت تنعم بكافة أصناف البضائع الأساسية والكمالية» التي تمور بالحيوية 
والنشاط الذى كشف عن مدى رخاء ذلك المجتمع» وتنوع الحرف والصناعات» ومتانة البناء الاجتماعي 


للدولة» وجعل بعض هذه الحرف والصناعات مرتبطة بالناس العاديين على حين ارتبطت حرف أخرى 


10( المقريزي: المواعظ. ج22 ص ١8‏ . 

0( القلقشندي: ج22 ص /اى . 

5 المقريزي: الخطط. ج22 ص لاه . 
( 


(5)» قاسم عبده» التاريخ السياسي» ص2؟72١‏ . 


٠١ -لا‎ 


بالحكام الذين استأثروا بالشطر الأكبر من ثروة البلاد ومواردها » وهكذا زخرت القاهرة بالأسواق!'! التي 
احتوت مختلف أنواع البضائع » واشتبهت كافة هذه الأسواق في كافة المدن المصرية من حيث نظامها » 
وازدهرت حرف وصناعات في خدمة الأغراض الاستهلاكية اليومية وأخرى ارتبطت بحياة القصور 
وساكنيها المهتمين باقتناء التحف ومظاهر الرفاهية ٠‏ وبناء المباني الفخمة . ذلك إلى جانب اهتمامهم 
بزينة ملابسهم وأسلحتهم وخيولهم وحرصهم الزائد على مظاهر الأبهة والعظمة في مواكبهم!"" » فاهتم 
سلاطين المماليك في دولتهم بالصناعة والعمل على ترقيتها وحرصهم على سد حاجة الشعب منها وكان 
وقد ظفرت دولة المماليك بمركز هام في صناعة المنسوجات على اختلاف أنواعها حتى أخذت شهرة 
عالمية في هذا المجال » ومنها المنسوجات الحريرية التي اشتهرت ومنها ما كان يسمي باسم مدنها » 
وكان لسلاطين المماليك مصانع خاصة تسمي دور الطراز » تصنع فيها الخُلع التي تُمنح لكبار الدولة 
وموظفيها ٠‏ وينقش عليها أسماء السلاطين والقابهم » ويتبين مدى تقدم صناعة المنسوجات والفرش 
والبسط ما أورده المقريزي( ٠‏ عند كلامه على قصر الأشرفية الذى بناه الأشرف خليل سنة 
5ه م.ء أنه لما تم بناء هذا القصر احتفل الأشرف بختان أخيه الناصر وابن أخيه موسى بن 
الصالح على بن قلاوون » 'وبلغت النفقة في عمل السماط والمشروب والأقبية والطراز والسروج وثياب 
النساء ثلاثمائة ألف دينار " وعندما فرغ السلطان الصالح عماد الدين اسماعيل بن محمد بن قلاوون من 
بناء قصره المسمى "الدهيشة "سنة 155ه /71515١م‏ عمل له من الفرش والبسط والآلات ما يجل وصفه " 
وكذلك كانت الحال بالنسبة لقاعة البيسرية التي أنشأها السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن 
قلاوون سنة ١1اه‏ ١151م‏ فقد عمل لها من الفرش والبسط مالا تدخل قيمته تحت حصر . 

وكان للمصريين مهارة كبيرة في زخرفة المنقوشات وتشييد المباني والعمارة ٠‏ وكانوا يُحَلُونها بالذهب 
والفضة ومنها أبواب بعض المساجد وقصور السلاطين 7 ٠‏ وكان من طبيعة الحكام العرب أن يحيون 


حياة الجند ويتفرغون للجهاد » ومعنى ذلك أن الحياة المدنية لم تقم على أكتاف هؤلاء الجند فقط » وانما 


0 قاسم عبده: التاريخ السياسي» صه؟١١‏ . 
) السلوك, جُ *"» ص ”5 ١؛‏ المواعظ و الاعتبار» ج". ص ٠9ح .1١‏ 
( 


5 
:5 المقريزي: الخطط. ج23 ص /اه . 


5١ 4- 


قامت على أكتاف جماعة من الصناع والحرفيين والتجار الوافدين على المدن وظواهرها تخدم الجند 
وتقضي حوائجهم ( . 

فاهتموا بالفنون والعمارة » وقاموا ببناء المساجد » والحمامات والأسبلة » والحوانيت ٠‏ والمدارس » 
والأضرحة ٠‏ والبيمارستانات وغيرها » وتجديدها وعمارتها » كما اشتهروا في الطب وبناء البيمارستانات 
('' واكتشفوا كثيراً من العقاقيرء والأدوية » وكان ذلك بفضل العلماء المسلمين » وتشجيع السلاطين 
ورعايتهم للعلماء » وذلك مما يدل على تنوع الحرف والصناعات والمهن التي اشتهرت في دولة المماليك 
٠‏ وكانت من أهم أسباب التقدم الحضاري ٠‏ وجعل عصر المماليك ٠‏ يطلق عليه العصر الذهبي » لما 
اهتم به سلاطين المماليك » من زراعة وصناعة وتجارة وتدوين وتأليف وعلوم ورجال الدين » وغير ذلك 
من المنشأت التي ساهمت في اتساع حقول الصناعة كالأسواق » والخانقاوات والحمامات » والفنادق7", 
والتحكم بزمام الأمورء والتحكم في النظام الاداري » قيام كل وظيفة بعملها » ومباشرة السلاطين 
للمسئولين بل لجميع أمور الدولة عامة ٠‏ وهذا ما يعطينا فكرة واضحة عن مدى التقدم وجمال الفنون في 


الحكم والإدارة في عصر سلاطين المماليك 


(! ) محمود: قاعدة نربونة» ص هده . 
0 ابن تغري: النجوم» جلا ص ١55‏ . 


6 قاسم عبده: التاريخ السياسي» ص 1٠‏ ؟ لابدوس: مدن اسلامية, ص ١٠١6‏ . 


35 


الثالث 
النشاط التجاري 
(الموقع الجغرافي للدولة» الإهتمام بالأسواق ٠‏ حماية التجار من القراصنة) 

ويرجع السبب في النشاط التجاري الذي تميّزت به مصر في عصر المماليك إلى انسداد مُعظم 
طرق التجارة العالميّة بين الشرق والغرب مُندُ القرن الثالث عشر الميلاديّ » بسبب حركة المغول 
التوسّعيّة؛ وبذلك لم يبقّ آمناً إلا طريق البحر الأحمر ومصر 7" , ممّا جعل الدولة المملوكيّة تقوم في 
ذلك العصر بدور الوسيط بين الشرق والغرب7) ٠‏ وفي البداية كانت الحركة التجاريّة ضعيفة بسبب 
انتشار روح العداء والكراهيّة بين المُسلمين والأوروبيين نتيجة الحُرُوبِ الصليبيّة » لكن ما أن خفّت حدّة 
الكراهيّة هذهء وتوقفت الغزوات والغارات » فتح المماليك أبواب تُعُور الساحل للتجارة والحُجَّاجٍ النصارى » 
فانتعشت الحالة الاقتصاديّة » حتَّى أنّ بعض المُدن كبرت وارتفع عدد سْكّانها نتيجة هذه السياسة من 
بضع مئات إلى نحو عشرة آلاف نسمة7" . 
وقد أدرك سلاطين المماليك ما يُمكن أن تعود به عليهم التجارة الخارجيّة من ثروة » فاهتموا بتنشيطها 
وتأمين مسالكها » وانشاء المُؤسسات اللازمة لِلتُجّار كالفنادق والخانات والوكالات والقياسر والأسواق 
وغيرها » كذلك حرصوا على التودد إلى قوى البحر الأحمر من ناحية ٠‏ وإلى التُجّار الأوروبيين 
المترددين على الإسكندريّة ودُمياط من ناحية أخرى » وقد أمر السُلطان قلاوون ثُوّابه أن يُحسنوا مُعاملة 
التُجّار ويُلاطفونهم ويتوددون إليهم » ولا يجبون منهم سوى الحُقُوق المئلطانيّة') » كذلك كتب الملطان 
قلاوون منشورًا إلى التُجّار الذين يفدون إلى مصر والشّام من الشرق والغرب ٠‏ يصفُ لهم محاسن البلاد 
ويُغريهم على القُدُوم إليها بمتاجرهم ويعدهم بِحُسن المُعاملة والإحسان إليهم”) ٠»‏ ويّفهم من المراجع 


المُعاصرة أنه خُصّصت لِكْل جالية من التّجّار الأوروبيين فنادق خاصّة بهم في التُمُور والمراكز التجاريّة 


( ) الحريري: الدولة الرستميةء ص ١97-١97‏ . 

(؟) عاشور: العصر المماليكي» ص 5918 -519 . 

(") عاشور: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك» ص 777؛ جحا: البعلبكي: بهيج: المُصوّر في التاريخ» ج5. 
ص١١١.‏ 

(:) ابن الفرات: تاريخ» جلاء ص ٠٠١ -١38‏ ؛ عاشور: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك» ص 7531. 

(5) القلقشندي: صبح الأعشي» ج١١.2‏ ص 541-54٠0‏ . 


208 


الكُبرى في مصر والثنّام » ورُتّبت أُمُور هذه الفنادق بحيث يتمئّع التُجّار الأوروبيون النازلين فيها بأكبر 
قسط من الخْريّة والتسهيلات!') » ومما يدل على النشاط التجاري في عصر سلاطين المماليك انتعاش 
تُُور الدولة وموانيها » مثل أسوان بالنسبة لتجارة النوبة » وعيذاب بالنسبة لتجارة الصين والهند واليمن » 
ودُمياط والإسكندريّة وطرالس وبيروت وصيدا بالنسبة للتجارة مع القوى الأوروبية » وخاصّة المُدن 
الإيطاليّة') » وأيضاً بلاد المغرب والاندلس والتبادل التجاري وتبادل الهدايا إبان حكم السلطان الناصر 
حسن 7 وما يُقال عن التجارة الخارجيّة يُمكن تطبيقه على التجارة الداخليّة . 

الإهتمام بالأسواق وتوسيع الميدان التجاري :- 

كانت القاهرة والمدن الكبرى تفيض بالنشاط التجاري ٠‏ إذ عنى المماليك بتجميلها ونظافتهاء وامتازت 
بأسواقها العديدة المليئة» بأصناف البضائع» والتي خضعت لرقابة المحتسب » وهو ذو رأى وصرامة 
واحكام في مهامه » ويعلم أمور الدين » كما تنوعت الأسواق منها العامة » ومنها المؤقتة وتخصصت 


في أنواع البضائع ٠‏ فكان منها لسلع الحياة اليومية » ومنها لبيع الأسلحة ومعدات الجيش ولوازمه؛ 
وأكثروا: أيضاً .من. الفنادق والخانات:والوكالات والأسيلة والحمافات:» »+ . والبيمارستانات وغيرها > وكانت 


القاهرة تعيش في مرح » والخروج إلى الحدائق » ووسائل التسلية/) . 

أيضاً اشتهرت مُدن الثّام ومصر الكُبرى بأسواقها الحافلة بالبضائع » وإحكام الرقابة عليها من جانب 
المُحتسبين لمنع التلاعب في الأسعار أو الأوزان أو أصناف البضاعة() » وكانت التجارة - بحق - 
أعظم مصادر الثروة في العهد المملوكي ٠‏ إذ قاموا بتشجيعها » وعقدوا الاتفاقات التجارية مع إمبراطور 
«القسطنطينية» » وملوك «اسبانيا» » وأمراء «نابلس» . و «جنوة » ٠»‏ و «البندقية» وسلاجقة «آسيا 
الصغرى» ٠‏ وكاد المماليك أن يحتكروا تجارة «الهند» - خاصة التوابل - بالاتفاق مع أمراء الموانئ 
الإيطالية » فكان لذلك أكبر الأثر في نمو ثروات البلاد وزيادتها » خاصة بعد أن بسط المماليك سلطانهم 


على «مكة» و «جدة» . وأصبحت «مكة» من أشهر الأسواق التجارية في الشرق ٠‏ فانتعشت حالة 


. 7١8 عاشور: مصر والشّام في عصر الأيوبيين والمماليك» ص‎ )١( 

(؟) عاشور: العصر المماليكي في مصر والثنّام. ص 51١‏ . 

5) الحريري: تاريخ المغرب الاسلامي والاندلس» ص 7١5‏ . 

5( ابن تغري: النجوم» ج14 ص ا اا ١‏ جه ص .65١‏ 

)5( ابن الفرات: تاريخ» جلاء ص 51 ؟ المقريزي: المواعظ والاعتبار» 2 ص .15١‏ 


0 


البلاد الاقتصادية وازدهرت7) » ويدل على ذلك كترة الإنشاءات المعمارية والتجهيزات الحربية في ذلك 
الحين » ويتضح أن خلقت بنية المجتمع المديني وتفوق النظام المملوكي في حياة المدن الاقتصادية 
صورة الاعمال السياسية التي كانت المدن تحكم بموجبها » والمجتمعات المدنية » بحكم اعتمادها على 
النخبة المملوكية للدفاع عنها وتأمين المواد الضرورية من غذاء وغيره » وتوفير البقاء للأسس الطبيعية 
المدنية » كانت تعمل ضمن الإطار الذي أحدثه التصرف المملوكي » واستجابة لهذه الاسس والسلطات 
جر ”الاعيان” إلى المساهمة في حكم مشترك مع المماليك » وسيطرة مشتركة على المجتمع » وكان 
هؤلاء الأعيان من التجار الكبار في المدن الاسلامية » وقد تمتعوا بنفوذ كبير واحتلوا مراكز اجتماعية 
بارزة!"') » فقد كانوا تجار جملة وسماسرة وأضحوا ثجاراً عالميين ووسطاء في بيع السلع الكمالية » وفي 
احيان كثيرة كانوا انداداً للأمراء » وكان بعضهم يتمتع بمستوى معيشي خيالي ٠»‏ ولم يكن مُكناهم في 
القصور الفخمة أمراً غير اعتيادي . 

أما رئيس تجار "المكارم” برهان الدين المحلي المتوفي في سنة (5١٠8/ه/”0١4١‏ م) فكان يملك قصراً بلغ 
ثمنه 50 ألف دينار(" » وفيما خلا قصور تنكز الذي حكم دمشق بين سنتي(١101-‏ 806ه/؟171- 
م)ء فقليلة هي الممتلكات المملوكية المعروفة بانها كانت تساوي أكثر من ذلك » لقد رعى التجار 
الاغنياء » كما فعل الحكام أيضاً » الحرف الكمالية واستمتعوا باقتناء واستعمال الأواني الفضية والنحاسية 
والأخشاب الثمينة والأجواخ الأنيقة/”) ٠‏ ووظف التجار فائض ثرواتهم في شراء ممتلكات وقيساريات 
وحوانيت ومعاصر وحمامات وخانات » وهذا ما جعل منهم قوة اجتماعية هائلة . 

وأظهرت سجلات الأوقاف أن العديدين منهم تملك الأراضي والكروم والبساتين والحدائق » وفي مدينة 
دمشق كان عدد كبير من التجار الأثرياء يسكنون في قرى قريبة من المدينة » وكانت الملكيات الأصغر 
مقتناه على نطاق واسع ٠2‏ إلى درجة كان معها بالإمكان إيجاد سوق منتظمة لها سماسرتها وشهودها 


يساعدون في ندبير المبادلات التجارية » وتحولت ثروة التجار نفسها إلى قوة اجتماعية من خلال امتلاك 


. 728 عاشور: العصر المماليكى.» ص‎ )١( 
. ١9ا7ص لابدوس: مدن اسلامية.‎ 


( 
0 
(9)اعاقتورالفجنت النصرى :طن 29 

(؟) المقريزي: الخطط.ء ج”. ص لاه . 


1١١52 


0 


العبيد!') وبعض هؤلاء العبيد كانوا خدماً والبعض الآخر عملوا كعملاء في الأعمال التجارية »ء خاصة في 
تجارة التوابل » وكان تجار العبيد غالباً ما يحتفظون بعبيد يقومون على خدمتهم الشخصية قبل أن 
يبيعونهم من الأمراء("» استمد التجار الأثرياء شهرتهم بفضل ثرواتهم » وبفضل الدور الذي لعبوه في 
حياة المدن الاقتصادية » فقد توسط هؤلاء التجار في بعض المبادلات في المواد الخام » بين الإقتصاد 
المنزلي للدولة وبين الإقتصاد المديني العام » وعملوا في توزيع الحبوب بين الريف والمدينة » متاجرين 
بالحبوب الحرة أو عاملين كسماسرة لحبوب الأمراء » كذلك عمل هؤلاء التجار كوسطاء في التجارة 
الخارجية » بين امبراطورية المماليك وجنوبي غربي آسيا وتركيا وإيران وأوروبا » ووجد التجار أنفسهم في 
كل هذه النشاطات مرتبطين بشكل حميم بالدولة المملوكية7 » فلقد دفعتهم أهمية اقتصاد الدولة إلى 
التعامل مع النظام » وبما أن القسم الأكبر من الأراضي والأملاك المدنية والمواد الخام في أيدي الأمراء 
والسلاطين » وبما أن قدراً كبيراً من القوة الشرائية في المدن كان يتولد بفعل وجود العائلات المملوكية 
الكبيرة المستهلكة للمنتجات الكمالية والأطعمة والقماش والحيوانات والأثاث والزخارف والأواني » لذلك 
إنغمس التجار في الإتجار بهذه المواد والكماليات الرائجة ٠‏ وبوصفهم من متعهدي السلع الرئيسية والسلع 
الكمالية » وكانوا يقومون بشكل منتظم على خدمة العائلات المملوكية!"). 


حماية التجار من القراصنة: 

ضمنت المعاهدات التي عقدها المماليك مع الامبراطورية البيزنطية سلامة التجار وممتلكاتهم 
على نحو متبادل » وذلك بقصد الاحتفاظ بطرق الرقيق مفتوحة إلى بلاد القرم » وأبرمت معاهدات 
مماثلة مع أرمينيا وصور وعكًا في القرن الثالث عشر الميلادي ٠»‏ أما أكثر المعاهدات أهمية فكانت تلك 


التي ضمنت السلامة الشخصية والحماية القنصلية للتجار الأوروبيين الذين كانوا يأتون للتبضع من بلاد 


)1 ايرا لابدوس: مدن اسلامية» ص 3:06 . 


( 
0 ابن تغري بردي: النجوم» جلا ص ١85‏ . 
0 المقريزي: المواعظ. ص 3١٠١7‏ . 
( 


1١١52 


المماليك » فأخذت ندابير لإسكانهم في أحياء سالمة وحددت الضرائب والرسوم الجمركية والبنود التجارية 
وممازيبة الاعمال الكجارية تكديدا واضنخا ودقيقاً؛ 

وأدت العلاقات السياسية الجيدة وتبادل السفارات إلى ضمان سلامة التجار » فالمماليك عرضوا 
حماية عامة بموجب تعميم أصدروه سنة 788١م‏ » ووزع على نطاق واسع في اليمن والهند والصين » 
وكان هذا التعميم وكأنه صورة رسمية للمعاهدات مع الأوروبيين الذين بدورهم سعوا إلى علاقات سياسية 
واقتصادية حسنة مع المماليك » وكان تجاوب جيد من جهة أهل الشرق فأرسل حكام سيلان هدايا 
للمسؤولين المماليك ودعوا إلى إقامة علاقات تجارية بين الفريقين » كما أرسلت حكومة الهند هدايا 
وسفراء لتوطيد العلاقات الحسنة وتشجيع التجارة/ ٠‏ غير أن البعثة الرسمية الأولى التي أرسلتها الهند 
سنة ٠“الاه‏ /17370 ام وقعت في الأسر واغتيلت في اليمن ٠‏ أما البعثة الثانية فوصلت بأمان في 
السنة التالية وتلتها بعثات أخرئى. وبذلت دولة المماليك جهوداً كبيرة لحماية التجار المسلمين من القراصنة 
الأوروبيين الذين تكاثرت اعتداءاتهم على التجارة الاسلامية مما حمل المماليك على القاء القبض على 
التجار الأوروبيين داخل الامبراطورية المملوكية وصادرت بضائعهم وهددت الأماكن المسيحية المقدسة 
ورجال الأكليروس بهدف الانتقام من هجمات القراصنة(" » ومن جهة ثانية بذلت جهوداً كبيرة لتشجيع 
الدول الأوروبية الراغبة في الإتجار مع الشرق لشن الحرب على قواعد القراصنة . 
وكان على المماليك أنفسهم في النهاية أن يذهبوا إلى الحرب في البحار » وعلى اليابسة أغار المماليك 
على البلدان والقرى التي كانت تعترض القوافل التجارية البرية وحولت اليمن بكامله إلى إقطاعية بهدف 
حماية تجارة التوابل » واعتماد الثجار الكّلي على سياسات الدولة كان مميزاً » وعلى الرغم من أن العمل 
على تهدئة الامبراطورية كان جزءاً من الأهداف المملوكية العامة » فقد كان من الضروري أن يعار انتباه 
خاص إلى حاجات التجارة » فكان على الطرق أن تظل متحررة من البدو وقطاع الطرق7؛)' 
وكان لا بد من تجنيد البدو لحماية القوافل عبر الصحراء وأن يضمن الأمن على طرقات البريد والحج 


والتجارة » وكان هؤلاء البدو يتقاضون أتاوات من التجار أو رواتب من الدولة لقاء هذه الخدمات ٠»‏ ولم 


10( القلقشندي: صبح الأعشى» ج1١‏ ص 35 . 
( 
( 


(؟) لا بدوس: مدن اسلامية. ص 7١8‏ . 
(:) عاشور: العصر المماليكى» ص 7ا795 . 


7 


توفر الدولة الحماية للتجار فحسب ,٠‏ بل كانت تقدم لهم مساعدات مهمة من قبل دوائر البريد الرسمية 
والخانات التي يجري فيها ابدال خيول القوافل على طول الطريق الرئيسية التي كانت مدعومة من الدولة 
أو من الأوقاف . 
وكات التجاز يدوق الماوف والفؤقة 7(" كين “أ هذه المساعدات» والخدمات"الزنسة شافيت: عل 
توسيع نطاق التجارة وتلخص وضعية ثجار الكارم (تجار التوابل) » فهؤلاء التجار كانوا يجرون عملياتهم 
في البحر الأحمر والمحيط الهندي ٠»‏ جالبين التوابل إلى مصر لبيعها من التجار الايطاليين وتجار 
حوض البحر المتوسط , وقد جعلتهم هذه التجارة المربحة جداً النخبة في طبقة التجار النبلاء والموظفين 
الكبار لدى الدولة ٠‏ فقبل الكثير من المماليك أن يضعوا استثماراتهم في أيدي الكارميين » وكان لهؤلاء 
النبلاء الجدد علاقات حميمة مع رجال الدولة بدءاً من السلطان والنخبة الحاكمة » حتى أنهم كانوا 
يدفعون النظام إلى بيعهم الفائض من مخزون الكارم (التوابل) الحكومي بأسعار مخفضة » وبما أن الدولة 
كانت بحاجة ماسة إلى المال فأنها لم تتردد بالتجاوب مع رغبة النبلاء(") : 
استأنفت الدولة جهودها الدبلوماسية لحماية التجارة التي كانت لها فيها حصة المضارب » 
ودخول الدولة على خط التجارة وبذل: ما كانت بين أيديها من قوة عسكرية لحماية التجارة من القراضنة 
والحكام الصغار على طول شاطئ المحيط الهندي وشواطئ البحر الأحمر » وفي الوقت نفسه بدلت 
سياستها التي كانت قائمة على التدخل المباشر للمشاركة الفعلية في التجارة ٠‏ بيعاً وشراء(" » وأطلقت 
أيدي الكارميين وأوقفت تنافسها الذي ساد في أواخر القرن الرابع عشر وبواكير القرن الخامس عشرء 
مقابل اتخاذ تدابير تمنع الفوضى في التجارة والتملص من دفع الضرائب ٠‏ فعينت الدولة مراقبين ليشرفوا 
على موانئ البحر الأحمر وعنابر الكارميين في القاهرة والإسكندرية ودمشق ٠»‏ وكان يطلق على هؤلاء 
المراقبين الرسميين اسم ناظر الكارم ٠‏ وكان على رأس التجار أنفسهم رؤساء يؤمنون الارتباط بينهم 


وبين الدولة من أجل حفظ الأمن وتحقيق الخدمات الدبلوماسية والمصرفية . 


. 3”541١- "1:٠ القلقشندي: صبح الأعشىء» ص‎ )١( 
271 عاشور: العصر المماليكى» ص2‎ (0 
. ١١-9 لابدوس: مدن اسلامية, ص /ا1‎ (0) 


1١١6 - 


ونظراً لذلك كان هؤلاء المراقبين يختارون من الكارميين » وقد نجحوا في استعادة سلطة النظام وتطبيقه 
بعد أن أدخلوا تحسينات على مراقبة تجارة التوابل!'2 ٠‏ وأضحى المراقبون فئة منظمة يقتصر عملها على 
المراقبة ٠»‏ وتنظيم العلاقات المالية بين جميع الفرقاء » ولم يتدخلوا في احتكار التجارة » بل سمحوا 
للأفراد من كل الفئات ان يشتركوا فيها بعد أن يتقدموا بطلبات رسمية ٠‏ ولم يكن المماليك مستهلكين 
فحسب . بل كانوا أيضاً مستثمرين في حقل التجارة () . 
وقد أظهر تاريخ تلك الحقبة أن المماليك وظفوا تجاراً أو عقدوا مشاركات مع تجار7 ليتاجروا بالنيابة 
عنهم كما نهضوا بالتجارة الخارجية» بيعاً وشراء ٠‏ وأرسلوا بعثات تجارية لشراء التوابل منحت الدولة 
وعائلات السلطان التجار توظيفاً مباشراً بسبب نشاطاتهم الصناعية والتجارية الواسعة » وكان لوزير مالية 
السلطان الخاص متاجره أو مكاتبه التجارية في القاهرة والاسكندرية التي تخزن المواد لإستخدامها في 
الازمات» وكان مدراء هذه المكاتب في الغالب من الأمراء أو الموظفين الكبار المحترفين» غير أن التجار 
كانوا أحياناً يشغلون مناصب تجار السلطان') ٠.‏ وكان منصب أخر شغله التجار هو تاجر ثروة 
السلطان السرية ٠‏ وكان رئيس التجار الكارميين العظيم برهان الدين المحلي تاجر السلطان وتاجر 
المال الخاص الشريف . 

وكانت هناك مراكز تجارية أخرى في خدمة السلطان كانت تسمى تاجر ومراقب المكاتب التجارية » 
كما أن مركز الوكيل الخاصء وهو وكيل المال السري» كان يشغله أحياناً تجار لأنه يمكن أن يشتمل 
على أعمال تجارية وفيما كانت تجارة التوابل أكثر مكتسبات الدولة قيمة وديمومة لسهولة ضبطها » كانت 
التجارات الأخرى تتحول إلى جزء من إحتكارات الدولة » ومن بينها تجارة السكر والقطن والنطرون 
المستعمل في صباغة الثياب ٠‏ فضلاً عن تجارة الحبوب والأخشاب ومقالع الحجارة وبدورها أعيد تنظيم 
تجارة الرقيق!”) بطريقة مماثلة » أي كوكالة حكومية » هنا دخل تجار البندقية على تجارة الرقيق نظراً 


لعلاقاتهم بمصادر المعلومات المتعلقة بالرقيق في مدينة كافا الواقعة على شاطئ بحر قزوين » وكانت 


."١5 عاشور: العصر المماليكى؛ ص‎ )١( 
.7١5 عاشور: العصر المماليكى» ص‎ )( 

() المقريزي: السلوك ج؟. ص .7١”‏ 

(؟) عاشور: المجتمع المصري.ء ص 57. 

(5) ابن تغري بردي: النجوم» ج لاء ص .١87‏ 


011 - 


هذه التجارة يعهد بها إلى "تجار موظفين" يسمون الخواجات وأحياناً يلقبون بتجار السلطان ٠‏ وكانوا 
بدورهم يعملون تحت إشراف أحد الأمراء الذي كان يسمى " معلم تجار المماليك() . 

أدى الارتباط المتزايد بين التجار والدولة أن فتحت أبواب توظيف التجار في مراكز إدارية متعددة وظهر 
إندماج بين مهنتي التجارة والوظيفة الرسمية » وبدوره أدرك النظام المملوكي أنه لن يستطيع أن يستغني 
عن خدمات النخبة من التجار » ومما سهل عملية التواصل هذه والولوج إلى مرحلة جديدة أن التجار 
الذين غدوا في منزلة متقدمة في المجتمع أيقنوا أن بإمكانهم الآن أن يحتلوا موقعاً متوسطاً بين عالمي 
الدولة والمجتمع بعد أن أصبحوا الوسطاء الأهم في المبادلات الاقتصادية والاجتماعية!) . 

ويمكن القول أن ذلك مما يدل على أن التجارة علي الصعيدين الداخلي والخارجي من أساس مقومات 


الأفتضاد للدولة المفلوكية , 


0( عاشور: العصر المماليكى» ص 10 


0 


الفصل الرابج 


دور الدولة السياسي والاداري في 
معالجة الأزمات 
الأول: نظام الحكم في الدولة المملوكية 
(السلطان - الطبقة الحاكمة). 
الثاني: النظام الإداري للدولة 
( الدواوين» تنظيم شئون البلادء وظائف كبار الموظفين). 

الثالث : السلطة القضائية والتنفيذية للدولة 

السلطة القضائية ( القضاء - العدل والإفتاء - الحسبة ) 
السلطة التنفيذية ( محاسبة المقصرين ؛ محاربة غلاء الأسعار والزنا » والشذوذ 


الجنسي والرشوة و إلغاء المكوس المحرمة و تزييف العملة) . 


الأول 
نظام الحكم في الدولة المملوكية 
(السلطان -الطبقة الحاكمة) 


وُصفت الدولة المملوكيّة بأنها «دولة إقطاعيّة حربيّة» فطبيعة المماليك ونظامهم والرغبة في اقتنائهم 
نبعت من فكرة أساسيّة واحدة هي تكوين فئة من المُحاربين الأشدّاء واعدادهم ليكونوا درعًا حاميًا 
لأساتذتهم الذين قاموا بشرائهم وتعهدوهم بالتربية » ولا يكاد المملوك يُدرك سن البْلُوعْ حتَّى يُشرع في 
تعليمه فُنُون الحرب . من الرمي بالنشّاب واللعب بالرّمح ورُكوب الخيل وأنواع القْرُوسيّة!'). 

عندما ينتهي المملوك من هذه المرحلة التعليميّة ينتقل إلى الخدمة ويمر بأدوارها رُتِبةَ بعد زتبة 
حتَّى يصير من الأمراء!'' واعتبار الدولة المملوكيّة دولة إقطاعيّة حربيّة يرجع إلى الارتباط الوثيق -كما 
أسلف- بين ديوان الجيش والإقطاع الذي وصفه القلقشندي() بقوله أَنَهُ «مظنّة الإقطاع» . أي سجلّه 
ومركزه » وقد تكوّن الجيش في عصر سلاطين المماليك من ثلاث فرق أساسيّة :- 

الفرقة الأولى عبارة عن طائفة المماليك السُلطانيّة - أي مماليك السُلطان القائم بالحُكم - وقد 
وصفهم القلقشندي!') وأخرين!*) بأنهم أعظم الأجناد شأنًا وأرفعهم قدرًا وأشدّهم قربا وأوفرهم إقطاعاء ومنهم 
ثؤمر الأمراء رُتبةَ بعد زتبة . 

الفرقة الثانية تشمل طائفة مماليك الأمراء » أي الذين اشتراهم الأمراء المُحيطون بالسمُلطان » كُلْ 
حسب درجته ورتبته » وتعهدوهم بالرعاية » ومن هؤلاء كانت تتكوّن الوحدات الحربيّة التي ثرافق السُلطان 


في خُرُوبه » وكُل واحدة تتألّف من أمير على رأس مماليكه . 


.555 المقريزي: السلوك» ج١». ق ”.ء ص‎ )١( 

.١7١؟ المقريزي: السلوكء ج7”. ص‎ )١( 

(؟) صبح الأعشىء» ج7١‏ ص 517 .١‏ 

(5:) صبح الأعشى» ج؛» ص .١5‏ 

(5) المقريزي: المواعظ2ء ج”, ”557 ؛ ابن تغري: النجوم» ج9. ص ”5 . 


5-0 1 


وأخيرًا تأتي الفرقة الثالثة وهم طائفة أجناد الحلقة » وهم مماليك السلاطين والأمراء السابقين 
وأولادهم الذين احترفوا الجُنديَّة وأصبحوا بمثابة جيش ثابت للدولة لا يتغيّر بتغيّر السُلطان » ويُشرف على 
كُل ألف منهم وقت الحرب أمير مائة مُقدّمم ألف , أي أمير لهُ الحق في امتلاك وشراء مائة مملوك لنفسه 
ويقود في وقت الحرب ألف جُندي من أجناد الحلقة!" . 
السلطان: 

كان سلطان المماليك على رأس الهرم الإقطاعي » وهو في الوقت نفسه رئيس الجهاز الحكومي 
في البلاد وصاحب أعلى سلطة فيها » وتلقب سلطان المماليك بالقاب عديدة منها » سلطان الإسلام 
والمسلمين » ويشير هذا اللقب إلى حرص سلاطين المماليك » على الواجهة الدينية » واضفاء صفة 
شرعية على حكمهم » وقسيم أمير المؤمنين!') ويشير هذا اللقب إلى القاء الضوء على العلاقة الصورية 
بين سلطان المماليك والخليفة العباسي في القاهرة » ويمثل هذا الوصف أنهما شريكان في حكم المسلمين 
» أحدهما يمثل الجانب الديني » والأخر يمثل الجانب السياسي والحربي . 

ولا ينبغي أن نفهم من ذلك أن جميع سلاطين المماليك اشتركوا في القاب واحدة » وإنما اختلفت 
الألقاب التي اتخذها كل سلطان عن الأخرين ٠»‏ فهذا السلطان الأعظم العادل ٠‏ وذاك السيد الأجل 
الكبيرا'! ٠‏ وذلك السلطان القاهرء والمظفرء والمنصور وهكذاء والمعروف أن السلطان في عصر 
المماليك كان أميراً من الأمراء وزعيماً مكنته قوته وشخصيته وكثرة مماليكه من التفوق على أقرانه » 
والوصول إلى منصب السلطة » فإذا وصل أمير إلى السلطنة » أصبح صاحب الحق في الهيمنة على 
بقية الأمراء » ومماليكهم » بوصفه زعيمهم ورأس دولتهم » فيرفع من يختار من المماليك إلى مرتبة 
الإمارة » ويمنح الإقطاعات حسب ترتيب معين » ويباشر سُلطاته الواسعة في توزيع المناصب وتعيين 
كبار الموظفين/“)؛ ولكن ليس معني هذه السلطة المطلقة التي يتمتع بها السلطان » أن يستغني عن رأى 


كبار الأمراء ورجال الدولة . 


.١55 ابن فضل العمري: مسالك الأبصارء ج5.» ص‎ )١( 

(١؟)‏ عاشور: العصر المماليكى»ء ص :5”. 

ف المقريزي: السلوك» جا ص 8:ه. 

(4) عاشور: مصر والشام في عهد الأيوبيين والمماليك: ص .١717‏ 


١56 


ولكن كانت تتم بينهم الشورى في مجلسها ٠‏ برئاسة السلطان » وعضوية أتابك العسكرء والخليفة 
العباسي » والوزيرء وقضاة المذاهب الأربعة » والأمراء » وان كان السلطان قاصراً » تولى رئاسة المجلس 
الوصي عليه أو نائب السلطنة7! » وجرت العادة أن السلطان لا يتكلم بنفسه في المجلس » خوفاً من 
نقض أحد الأمراء رأيه » فينقص من هيبته » ولذلك يقوم المشير بالكلام عن السلطان » وقد تعددت 
اختصاصات مجلس الشورى في عصر المماليك » فنظر في شئون الحرب والصلح » وناقش من صب 
النيابات » والوظائف الكبرى في الدولة » ولم يكن السلطان ملم بدعوة مجلس الشورى ٠‏ أو الأخذ برأيه » 
ولكن كان السلطان هو صاحب الرأي الأخير في جميع الأمور بصفته الحاكم الرئيسي للبلادا"! . 

وكان السلطان يقيم ومعه أسرته ورجال بلاطه في قلعة الجبل ٠‏ ويتوقع أن هذه القلعة لم تكن 
مركز للحكم ودار السلطان فقط » بل كانت بمثابة مدينة تضم طباق المماليك السلطانية » ودور لخواص 
الأمراء ونسائهم » وأولادهم ومماليكهم ودواوينهم » فضلاً عن دار الوزارة التي اشتملت على قاعة الإنشاء 
وديوان الجيش وبيت المال وخزانة الخاص7) ٠‏ كما كانت قلعة الجبل موضوع عناية سلاطين المماليك 
ذائماً + فأقاموا فيه "الحمائن 'الكثيرة والقضنور والمساحة: .مما حعلها متاز حهقة الشقراة: الأحادي 2 
وأشرف على أعمال الصيانة العامة بالقلعة ديوان الدولة الشريفة الذى تولى ناظره الإنفاق على قصور 
السلاطين » من عمائر وأسمطة وصدقات ٠‏ وكل ما تحتاج إليه البيوت السلطانية » وكانت هذه البيوت 
عديدة لكل منها مباشر من أمراء المئين وله مساعدون وغلمان عديدون!'). 
الطبقة الحاكمة:- 

كان للماليك مكانة اجتماعية يمكن تفسيرها في ضوء الحقيقة القائلة بأن المماليك لم تكن لهم 
حياة أسرية بالمعنى المألوف ٠‏ ذلك أن وجودهم في المجتمع المصري لم يكن قائماً على أساس الأسرة 
كخلية أولية في البناء الاجتماعي ٠‏ وإنما اعتمد وجودهم على القوة الذاتية لكل أمير ممثلة في مماليكه 


الذين كانوا سنده وعدته في الصراع المرتقب مع غيره من الأمراء » ومن ثم كان الأمراء يعطون رعايتهم 


.١١5 ابن تغري بردي: النجوم» جلاء ص‎ )١( 

(؟) القلقشندي: صبح الأعشى» ج4» ص .١7-١5‏ 

(') المقريزي: المواعظء ج”7ء ص 757 -3093. 

(5) النويري: نهاية الإرب » ج8: ١55‏ ؛ القلقشندي: صبح الأعشىء» ج4» ص .1١-251١‏ 


1١5١ 


وعناياتهم لمماليكهم!' » وفي فلك هذه الطبقة العسكرية الحاكمة كان يدور بعض المصريين من الفئات 
التي كانت ترتبط بالمماليك بحكم دور أفرادها في الحياة المصرية آنذاك» هؤلاء هم 'أرباب الأقلام" من 
أصحاب الوظائف الديوانية الإدارية والمالية والقضائية . 

ولما كانت العلوم الدينية هي الأساس الذى كان التعليم يقوم عليه في ذلك العصر ء كانت تلك الفئة من 
المصريون الفقهاء والعلماء بصفة خاصة ». وهو ما جعل بعض المصادر في ذلك العصر تطلق عليهم 
مصطلح أهل العمامة أو "المتعممون" » والواقع أن أبناء هذه الطائفة قد لعبوا دوراً هاماً في مساندة 
السلطة الحاكمة » ويتمثل ذلك في ولائهم للسلطان» فقد كان من المعتاد أن يصعد كبار القضاة والفقهاء 
مع بداية كل شهر إلى القلعة لتهنئة السلطان بالشهر الجديدا"؛ وتشهد تلك الطائفة الكبيرة من الفتاوى 
التي تضمنتها الوثائتق في ذلك العصر أن السلاطين المماليك اعتمدوا كثيراً على هذه الفتاوى في كافة 
تصرفاتهم السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية(" : 

وينبغي أن نشير أن هذه الطبقة الحاكمة(! » والفئات التي كانت تعيش في جوارها » وتدور في فلكها » 
كانت من كبار الموظفين في الجهاز الحاكم؛ سواء كانوا من الفقهاء أو غيرهم ٠»‏ أما الرعية فكانت تشمل 
صغار التجار وأصحاب الحرف والصنائع والفلاحين » وعامة أهل المدن» وإذا كان ثمة تدرج في 
المستوى الاقتصادي بين الشرائح الاجتماعية داخل الطبقة المحكومة » فإن الجميع كانوا رعايا من وجهة 
نظر طبقية 7 » أفرزها البناء الإقطاعي لمصر في عصر سلاطين المماليك » هذا البناء الذى حدد لكل 
فئة من فئات المصريين مكانتها الاجتماعية» بما يرتبط بهذه الفئة من عادات وتقاليد اجتماعية . 

ويتضح من المصادر أيضاً أن المصريون عاشوا بكل فتاتهم يمارسون حياتهم اليومية بمعزل عن الطبقة 
الحاكمة ‏ التي لم يكن يربطهم بها شيء سوى الضرائب التي كان يفرضها عليهم السلاطين! . 

وقصارى القول أن كان المُجتمع المملوكي مُجتمعًا طبقيًا تَميّزْ بكثرة طبقاته » إذ أنّ طبيعة حُكم المماليك 


الأغراب عن تلك البلاد » وانعزالهم عن أهل البلاد وعن انخراطهم في سلكهم , أدَّى إلى ظُهُور طبقة 


)١(‏ القلقشندي: صبح الأعشى» ج١٠.‏ ص 55 - /الا. 
ليه ابن اياس: بدائع الزهور, ج22 ص 15 
ف قاسم عبده: التاريخ السياسي عصر المماليك» ص .١8‏ 


( ) القلقشندي : صبح الأعشي ءج:ةءص ١١‏ 
9 ) ابن تغري : النجوم » ج؟ » ص ”55 . 
(1) قاسم عبده: التاريخ السياسي عصر المماليك» ص "١‏ 


0111 


مُتميّزة في المُجتمع » تمتلكُ زمام الحُكم فيه وهي طبقة المماليك أصحاب السيادة والثفوذ (' » كما ظهرت 
أيضاً الطبقات الأخرى . 

ويُمكن تقسيم سْكَّان مصر والثدّام في العصر المملوكي إلى ثمان طبقات: طبقة المماليك؛ 
وطبقة المُعمّمين » وطبقة التُجّاره وطبقة طوائف المئكّان أرباب المهن في المُدن ٠‏ وطبقة أهل الذمّة: 
وطبقة الفلاحين » وطبقة الأعراب» وطبقة الأقليّات الأجنبيّة!'! » عاش المماليك أنفُسهم طبقة أرستقراطيّة 
يحكمون البلاد ويتمتعون بالجُّزء الأكبر من خيراتها دون أن يُحاولوا الامتزاج بأهلها إلا قليلاً » وقد شهد 
الرحّالة الأجانب الذين زاروا مصر في ذلك العصر بعظم ثروة المماليك وحياة الترف والنعيم التي عاشوا 
في ظلَّها 9 » أمّا عامّة الشعب فقد استطاعت بعض فتاتهم -مثل المُعممين والتُجّار- أن يحتفظوا 
لأنشهم بمكانة مرموقة في المُجتمع ومُستوىَّ لائق من المعيشة » في حين غالب أهل البلاد من سائر 


العوام والفلاحين حياة أقرب إلى البُّؤْس والحرمان!؛). 


( ) المقريزي : المواعظ . ج” » ص ”70:9 , 

(2) عاشور: المجتمع المصرى»ء ص .١1‏ 

5 ) المقريزي : المواعظ . ج7 » ص لاه 50 , 
(4:) عاشور: المجتمع المصريء ص ا ع 


1 


الثانى 


عه 


التنظيم الاداري للدولة 
(إنشاء الدواوين» وتنظيم البريد وشئون البلاد» وظائف كبار الموظفين) 


بلغ النظام الإداري في دولة المماليك» درجة كبيرة من الدقة والإحكام؛ فؤجدت إدارة مركزية مقرها 
القاهرة» وعمادها مجموعة من الدواوين وكبار الموظفين!! » ووجدت إدارة محلية تشرف على الأقاليم: 
وعلى رأسها مجموعة من النواب والولاة » وعلى رأس هذا الجهاز الضخم وجد سلطان المماليك يوجه 
أمور البلاد والعباد » ويتلقى الأخبار ويرسل تعليماته عن طريق شبكة محكمة من خطوط البريد. 
وأول الموظفين الكبار الذين ساعدوا السلطان في شئون الحكم والإدارة هو نائب السلطنة » 
ويتضح من اسم هذه الوظيفة » أن صاحبها كان بمثابة الوكيل عن السلطان » وساعده الأيمن في 
تصريف شئون البلاد » بل كان " السلطان الثاني" على قول القلقشندي7" ذلك أنه اشترك مع السلطان 
في إصدار القرارات » ومنح ألقاب الإمارة » وتوزيع الإقطاعات » فضلا عن تعيين كبار الموظفين » 
لذلك تلقب نائب السلطنة بلقب "'كامل الممالك الشريفة الإسلامية الآميرى الآمرى7) ٠‏ لأنه تكفل بكثير 
من أمور الدولة . 
وكانت نيابة السلطنة على نوعين في عصر المماليك ٠‏ فهناك النائب الكافل أو نائب الحضرة » 
وهو الذى ينوب عن السلطان أثناء وجوده واقامته في مصرء في حرب أو حج أو غير ذلك » أما نواب 
السلطنة في نيابات الشام - وهى دمشق وحلب وطرابلس وحماة وصفد والكرك - فناب كل منهم عن 
السلطان في وحدته الإدارية!') » وممثلاً له في إدارتها » وكان على نواب الشام أن يرجعوا إلى السلطان 


أو نائبه في مصرء في المسائل التي لا يستطيعون البت فيها » ولمسئوليتهم عن الدفاع عن إمارتهم ضد 


.١١5 الشربيني: النظم الماليةء ص‎ )١( 

.١5 صبح الأعشى» ج 54» ص‎ )١( 

(؟) ابن العمري: مسالك الأبصارء التعريف بالمصطلح الشريف. ص 55-586. 
(5) القلقشندي: صبح الأعشىء ج 4» ص .17-1١5‏ 


01 


الأخطار الخارجية والداخلية » وحرص السلاطين على اختيارهم من كبار الأمراء أرباب السيوف 
المعروفين بشجاعتهم الحربية ومهارتهم الإدارية . 
وبعد نائب السلطنة يأتي الأتابك : وهو القائد العام للجيش المملوكي » ويتضح أن الأتابك قائد العسكر 
» قد تمتع بنفوذ كبير » وكلمة عالية في الدولة » بوصفه رأس الجيش ("). 
أيضاً الوزير يلى نائب السلطنة في المرتبة » ولكن تضاءل دوره في دولة المماليك » عما كان عليه في 
دولة العباسيين في العراق أو الفاطميين في مصرء وهناك فريق أخر من كبار الموظفين قاموا بدور هام 
في ادارة جهاز دولة المماليك ٠‏ وهم فئة الولاة التي كان أفرادها يختارون أئمة من بين الأمراء ليقوموا 
بوظيفة المحافظ اليوم في الأقسام الإدارية » وكان أكبر هؤلاء الولاة شأناً » والى القاهرة/"! » وبعدها والى 
القرافة » وبعدها والى القلعة » وثمة مدينة واحدة في البلاد المصرية عُين لها نائب وصارت مثل النيابات 
الشامية » هي مدينة الاسكندرية ٠‏ لأهميتها على البحر المتوسط وكثرة الجاليات الأجنبية بها » ذلك مما 
أعطاها قسطاً خاصاً من العناية الإدارية7") » أما الإدارة الإقليمية في أعمال الوجهين البحري والقبلي 
خارج القاهرة والإسكندرية » كان يوجد كاشف للوجه البحري » وكاشف للوجه القبلي » وظل ذلك إلى 
نهاية دولة المماليك البحرية » وفي حكم المماليك الجراكسة» أو الثانية » أشرف على الوجهين مجموعة 
من الولاة وكان الوجه البحري ينقسم إلى عشرة أعمال » وينقسم الوجه القبلي إلى ثمانية أعمال ولكل منها 
والى وتمتع بنفوذ كبير على الأقاليم التابعة له» ويتضح من ذلك أن دولة المماليك شهدت نظاماً إدارياً 
بالغ الدقة » نهض به مجموعة كبيرة من الموظفين!؟). 
الدواوين: 

كان من الطبيعي أن يعتمد هذا الجهاز الإداري الضخم ٠‏ الذي شهدته دولة المماليك على 
مجموعة من الدواوين الكبيرة » لإدارة مرافق الدولة العديدة . فقد تكون الجهاز الإداري في «مصر» 


والشام من عدة دواوين حكومية » يشرف كل منها على ناحية معينة من نواحي الإدارة العامة » وكانت 


."5317 القلقشندي: صبح الأعشىء ج 4» ص 27؛ عاشور: العصر المماليكى»ء ص‎ )١( 
.١ 58 المقريزي: المواعظ؛ ج"اء ص‎ )١( 

(؟) القلقشندي: صبح الأعشىء ج ١١‏ ص 405؛ عاشور: المجتمع المصريء ص ؟"5 . 
(4) القلقشندي: صبح الأعشىء ج ؛» ص 554. 


١١6ه‎ 


أهم هذه الدواوين في هذا العهد ما يلي: «ديوان الجيش» و «ديوان الإنشاء»» و «ديوان الأحباس»» و 
«ديوان النظن»: ى «ديوان الخاضن؟2"1:. 
«ديوان الجيش»: 
قد تمتع ديوان الجيش بأهمية كبري في دولة المماليك ٠‏ وهى الدولة ذات الصبغة الحربية » والتي 
اعتمدت في قيامها وبقائها على فكرة الحرب والقتال » واشتمل العمل في هذا الديوان على الإشراف والقيام 
بمهام الطوائف الثلاث التي يتكون منها الجيش المماليكي7 » وفيه تحفظ الأرواق الخاصة بجميع الجنود 
والأمراء » ومن أهم اختصاصات ديوان الجيش المسائل المتعلقة بالإقطاعات؛ وعُرف ناظر7) هذا الديوان 
باسم ناظر الجيش ٠‏ وهى أهم الوظائف في الدولة » ويعاونه بعض كبار الموظفين مثل صاحب ديوان 
الجيش وينوب عن الناظر في تصريف شئون الديوان » ومستوفى الجيش ويقوم بتحديد الرواتب التي 
تصرف للجند وتسجيلها في كشوف خاصة بمساعدة مستوفى الإقطاعات » ومستوفى الرزق » ويشرف 
على صرف المرتبات للأجناد وأرزاقهم العينية » واشترط في هؤلاء الأمانة التامة/؛). 
«ديوان الإنشاء»: 

كان من أهم اختصاصات تنظيم العلاقات الخارجية للدولة » وتبادل المكاتبات الرسمية الخاصة 
للدولة ٠»‏ وهو أول ديوان وُضع في الإسلام”) ٠‏ وقد نُظّم في عهد المماليك بأسلوب يتناسب مع 
مقتضيات العصر ومتطلباته » وكان مقره «قاعة الصاحب» بقلعة الجبل » حيث ترد المكاتبات إليه من 
جميع أنحاء الولايات والممالك التي بينها وبين بلاد المسلمين علاقات سياسية ٠‏ كما كانت تحرر فيه 
الكتب التي كان يرسلها السلطان إلى الملوك والأمراء"؟ » وقد لقب صاحب ديوان الإنشاء بألقاب عديدة 
في أوائل عهد المماليك؛ فلقبوه تارة باسم: «صاحب الدست الشريف» ٠‏ وأخرى باسم: «كاتب الدرج» 
وثالثة باسم: «كاتب الدست» وبقيت هذه تسميته إلى أن تولى «القاضي فتح الدين بن عبد الظاهر» هذا 


الديوان في عهد السلطان «قلاوون» فتلقب بلقب «كاتب السر» 2 لأنه كان يكتم سر السلطان » وكانت 


)١(‏ القلقشندي: صبح الأعشىء ج .١١‏ ص 5١5‏ وما بعدها. 

.”7 الشربيني: النظم المالية» ص‎ )١( 

(") القلقشندي: صبح الأعشىء» ج4» ص ."١‏ 

(5) القلقشندي: صبح الأعشىء ج١١.‏ ص 3١١‏ ؛ المقريزي: المواعظء ج 7 ص 75 . 

(5) الشربيني: النظم المالية» ص .١١5‏ 

(1) القلقشندي: صبح الأعشىء. ج4١ء‏ ص 77١‏ ؛ طقوش: المماليك في مصر والشام» ص .”١٠١‏ 


- ١55- 


وظيفته(') من أعظم الوظائف الديوانية وأجلّها قدرًا » وكان له معاونون يساعدونه في أداء ما عليه من 
التزامات وواجبات ٠‏ كان من أبرزهم : «نائب كاتب السر» » ثم يليه في المرتبة كُتَاب الدست المتصلون 
بديوان الإنشاء » وكانوا يجلسون مع كاتب السر بمجلس السلطان بدار العدل 7 . 
«ديوان الأحباس»: 
اهتمت به الدولة لأنه كان بمثابة رأس مال احتياطي تركن إليه الدولة وقت الأزمات ويقوم هو 
برعاية الشعب أوقات المحنء فيشبه وزارة الأوقاف في وقتنا الحالي» ويتولى صاحب هذا الديوان رعاية 
شئون المؤسسات الدينية والخيرية» والإشراف على المساجد والرُبط» والزوايا» والمدارس» والأراضيء 
والعقارات المحبوسة عليهاء والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين 7 . 
وتنقسم شئون الأحباس إلى عدة أقسام: 
» الأوقاف الحكيمة: وهي الأوقاف المحبوسة على الحرمين وفداء أسرى المسلمين ٠»‏ ويتولاها 
ناظر الأوقاف » وغالبا قاضي قضاة الشافعية!؛). 
* الأوقاف الأهلية: ولكل وقف منها ناظر خاص. 
الأحباس الخاصة بالمساجد والزوايا وينفق من ريعها على المؤسسات الدينية» والفائض يتم تويعه 
على شكل صدقات وعطايا للمحتاجين» ويُشرف على هذا القسم الدوادار وناظر الخاص. 
ولم تقتصر الأوقاف7”) في عصر المماليك على الحوانيت والخانات والفنادق والأراضي الزراعية 
الواسعة كما الحال في العصور السابقة» وانما اتسعت الأوقاف في ذلك العصر حتى شملت كثيراً من 
الأعيان الموقوفة مثل معاصر الزيت والقصب والحمامات والطواحين والأفران والمصابن ومصانع النسيج 
وشتكا زه العلل 1 
و«ديوان النظر» يشبه وزارة المالية حاليّاء وترجع إليه سائر الدواوين في كل ما يتعلق بالمسائل 


الخاضنة بالايزادات ومصيروفانها من أموال: الذولة" #وله قوق :ذلك الاقتراف» علن هيناب الدولة + ومرقاية 


.74 القلقشندي: صبح الأعشىء ج١١,» ص 0٠7"؛ المقريزي: المواعظء ج77 ص‎ )١( 
. ١١5 الشربيني: النظم الماليةء ص‎ )١( 

(') الشربيني: النظم الماليةء ص ١١8‏ . 

(5) القلقشندي: صبح الأعشىء ج4» ص ؛"؛ المقريزي: المواعظء ج27 ص 715. 
(5) الشربيني: النظم المالية» ص ١١9‏ . 

(1) القلقشندي: صبح الأعشىء ج4:. ص 8" ؛ المقريزي ٠»‏ المواعظ » ج ” » ص 17. 


 ١7ا/-‎ 


الموظفين الدائمين والمؤقتين ٠‏ وكان هذا الديوان يتخذ من القلعة مقرا له 7 » أيضاً ووصف الإمام 
المقريزي!" ناظر هذا الديوان بأنه من أكبر موظفي الدولة وأهمهم عملاً وأعلاهم قدراً وله أمر ونهى 
وحال جليلة » لكثرة الحمول الواردة والمصروفة لأهل الدولة » لذلك قام بمساعدته جملة من الموظفين» 
أهمهم مستوفى الصحبة » وهو بمثابة وكيل الديوان » وشهود بيت المال » وصيرفي بيت المال » وذلك 
كله عدا الكتبة » وتفرع على ديوان النظر منذ القرن الرابع عشر ديوان خاص في عهد الناصر محمدا). 
«ديوان الخاص»: 
وفى سنة 1171ه/777١م‏ أنشأ السلطان «الناصر محمد» «الديوان الخاص» لإدارة الشئون المالية التي 
تتعلق بالسلطان» ومراقبة الخزانة السلطانية» ويتولى الإشراف عليه «ناصر الخاص» الذي غرف من قبل 
في عهد الفاطميين والأيوبيين» ولكنه لم يبلغ من الأهمية القدر الذي بلغه في عصر المماليك خاصة في 
عهد «الناصر محمد» 7؛) وكانت هناك دواوين أخرى - في العهد المملوكي - أقل شأنًا من تلك 
الدواوين السابق ذكرهاء مثل «ديوان الأهراء» (وهى شئون الغلال السلطانية)» و «ديوان الطواحين»» 
ويتولى صاحبه الإشراف على طحن الغلال» و «ديوان المرتجعات»» ويشرف صاحبه على الأمور 
الخاصة بتركات الأمراء» وكذلك كانت هناك دواوين أخرى ذكرها «القلقشندي»97”) على أنها دواوين 
مستقلة» ولكنها لم تكن - في حقيقة الأمر - سوى إدارات تتصل اتصالا مباشرًا بالقصر السلطانيء أو 
بأحد الدواوين الرئيسية السابقة» وذكر «القلقشندي»١!‏ ('ا'ينيا: - مقلذ- وديوان ١‏ الإفبطبلات»: و «ديوان 
المواريث»» و «ديوان الخزانة» و«ديوان العمائر»» و «ديوان المستأجرات»'» هكذا صارت دواوين 
الحكومة في عصر المماليك على نسق واحد من حيث التنظيم الإداري» فكان على رأس كل ديوان 


موظف كبير هو «ناظر الديوان»» وكانت مهام عمله تشبه إلى حد كبير ما يقوم به الوزير حالياء ويليه 


. "7 الشربيني: النظم المالية»؛ ص‎ )١( 


( 
)١(‏ المقريزي: المواعظء ج”2» ص 17. 
(؟) القلقشندي: صبح الأعشىء» ج:» ص 759 . 
(54) القلقشندي: صبح الأعشىء. ج١١ء‏ ص 5١5؛‏ ج4» ص ١؛‏ المقريزي: المواعظ» ج”ء ص 15. 
(5) صبح الأعشىء» ج4. ص ١"؛‏ المقريزي: المواعظء ج”؟2» ص 17. 
(5) صبح الأعشى» ج54 ص 38-17 . 


-١58- 


في المرتبة «مستوفى الصحبة»7". و «مستوفى الدولة» ومهمتهما الإشراف على موظفي الدواوين 
المختلفة» ويلي هؤلاء طبقة الموظفين والكتاب وما يليهم!"). 
تنظيم البريد وشئون البلاد:- 

تبين أن الدولة اهتمت بالبريد لربط الأقاليم بالعاصمة ومتابعة كل الأمور من أزمات سياسية أو 
اقتصادية فنظام البريد كان كفيلاً بتجنيب البلاد مخاطر اقتصادية عدة إذا ما وصل في موعده كالأخبار 
عن انهيار الجسر مثلاً أو هجوم جراد أو قلة وفاء النهرء وكان البريد أحد أهم إدارات «ديوان الإنشاء»» 
إذ كان واسطة الاتصال بين دولة المماليك في «مصر» ونياباتها في الشام وغيرها من الأقاليم/» ولم 
يقتصر المماليك على البريد العادي في إرسال رسائلهم» بل عمدوا إلى استخدام الحمام الزاجل في نقلهاء 
وجعلوا القلعة مركرًا لأبراجه» كما أقاموا مراكز معينة في جهات مختلفة لتكون مراكز للبريد البرى» 
وخصصوا لكل محطة منها عددًا من الحمام الزاجل» وجعلوا على رعاية شئونه عددًا من الموظفين 
المتخصصين في ذلك/*)؛ وكان في كل محطة من هذه المحطات برج أو أكثر ليعيش فيه الحمام الذى 
سيقوم بنقل الرسائل إلى المحطة التالية» وقد عنى سلاطين المماليك عناية شديدة بما كانت تحمله هذه 
الحمائم من رسائل؛ لدرجة أن بعضهم أمر بإدخالها عليه حال وصولهاء كما كان بعضهم يترك طعامه أو 
يستيقظ من نومه في الحال عند وصولها7"). 

وهكذا كان تنظيم الدواوين في عهد الدولة المملوكية غاية في الدقة» ومظهرًا من مظاهر الرقى 
الحضاري الذي وصلت إليه هذه الدولة بما صنعته وحققته()» ومثلآً من أمثلة المتابعة الدقيقة التي آل 
سلاطين هذه الدولة على أنفسهم أن يتخذوها في مراقبة شئون الدولة» لتحقيق الاستقرار الداخلي» الذي 
ينعكس - بطبيعة الحال - على كل نواحي الحياة في الدولة المملوكية» التي تمتعت بشكل عام بقدر كير 
من الازدهار والأمن مما ساهم في اعادة تنظيم شئون الدولة المالية» ونظام المدفوعات العسكرية التي 


كانت على أسس منتظمة بعد أن قسمت العائدات الزراعية بين السلطان وأمراء المماليك» وتحديد عدد 


.508 الشربيني: النظم الماليةء ص‎ )١( 

.”4 القلقشندي: صبح الأعشى» ج؛:» ص‎ )١( 

(؟) الشربيني: النظم الماليةء ص .١١54‏ 

(4) طقوش: المماليك في مصر والشامء ص ٠١7”‏ ؛ الشربيني: النظم الماليةء ص ١١5‏ . 
(5) القلقشندي: صبح الأعشىء ج54١ء‏ ص 31/١‏ -31/9. 

(5) عاشور: مصر والشام في عهد الأيوبيين والمماليك» ص 78١‏ . 


١55 


الجنود اللازمة » كما حددت الرواتب لجميع الرتب » وأدت عملية إعادة التنظيم إلى تركيز مراقبة القوات 
المسلحة» ووضع عائدات المكوس في يدي السلطان 7(" » ولكن أهميتها كانت أكبر لجهة مساهمتها في 
الاقتصاد العام إذ أن عائدات المكوس في الدولة كانت جزءاً أساسياً وهائلآً من ثروة المنطقة» فكان 
استقرار الرواتب ووجبات دافعي الضرائب من الأسس الثابتة لاقتصاد مستقرء كما أسهم الاستقرار في 
موازنة الدولة في خلق استقرار مالي استثنائي» وأدي الثبات الطويل الأجل في ثمن الذهب وقيمة الفضة 
وأسعار السلع الغذائية الأساسية كالقمح والشعير والحنطة إلى المساعدة على تأمين الازدهار الاقتصادي 


1 
العام (") . 


كبار الموظفين الإداريين: 
كان الهدف من هذا التوظيف الهرمي تحكم الدولة في زمام الأمور خاصة مواردها المالية واقتصادها 
فنجد بين كبار الموظفين الوزيرء ويتبعه موظفين ماليين كناظر بيت المال وغيره... بهدف ضبط شئون 
الدولة وحساباتها والتحكم في الإيرادات والنفقات لتجنيب الدولة الإنهيار والوقوع في أزمات اقتصادية. 
وانقسم الموظفون في دولة المماليك من حيث النظام الإداري إلى قسمين هما: 
أولاً: أرباب السيوف: 7 وكانوا من طبقة المماليك أي لم يختاروا من المصريين وهم (نوعان): 
النوع الأول: الأمراء وهم أربع طبقات: 
- الطبقة الأولى: أمراء المئين مقدمو الألوف, وعدة كل منهم مائة فارس وربما زاد الواحد منهم 
العشرة والعشرين وهي أعلى مراتب الأمراء على تقارب درجاتهم» ومنهم يكون أكابر أرباب 
الوظائف والنواب. 
- الطبقة الثانية: أمراء الطبلخانه» وعدة كل منهم في الغالب أربعون فارساً وربما يزيد إلى الضعف 


أؤهتها أرياية اللاظاتف: والكشياقت الأ عمال وأكاضن الولفة 19 


( ) الشربيني: النظم المالية» ص 1 


.2.9 .2 .[ع متت 1111177 عانااحصة]8 عطا 0ه نتأك ستاكد8 عطا :مملوزى © 


) القلقشندي: صبح الأعشى» ج5» ص 2000 


5 


- الطبقة الثالثة: وهي أمراء العشرات وربما يزيد العدد إلى العشرين ومنهم صغار الولاة ونحوهم 
من أرباب الوظائف. 
- الطبقة الرابعة: 
أمراء الخمساتء وهم أقل من القليل خصوصاً بالديار المصرية» وأكثرهم من أولاد الأمراء المندرجين 
بالوفاة رعاية لسلفهم» وهم في الحقيقة كأكابر الأجناد. 
النوع الثاني: الأجناد وهم طبقتين!'): 
- الطبقة الأولى: 
وهم المماليك السلطانية» وهم أعظم الأجناد شأناًء وأرفعهم قدراً. وأشدهم إلى السلطان قرباًء وأوفرهم 
إقطاعاًء ومنهم ثؤمر الأمراء رتبة بعد رتبة» وفي العدد حسب ما يُقره السلطان. 
- الطبقة الثانية: 
أجناد الحلقة» وهم عدد كثير وهم من المتعممين وغيرهم؛ 
- الطبقة الثالثة: 
تسمي المماليك البحرية الذين يقيمون بالقلعة وحول دهاليز السلطان في السفر كالحراس وأول من 
رتبهم وسماهم بهذا الاسم السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل!" . 
وظائف من هو بحضرة السلطان وعددها خمسة وعشرون وظيفة هي: 
.١‏ وظيفة النيابة: ويعبر عنها بالنائب الكافل؛ وكافل الممالك الإسلامية. 
". وظيفة الأتابك: هو القائد العام للجيوشء وكلمة «أتابك» لفظة تركية مركبة من «أطا»» (وتعنى: 
أب) و «بك» (وتعنى: السيد أو الأمير) فيكون «الأتابك» هو: السيد الأبء أو الأمير الأب» أي 
أنه أبو الأمراء أو كبيرهم؛ وقد أطلق هذا اللقب في عهد المماليك على مقدم العساكرء أو القائد؛ 
لأنه يعتبر أَبَا للعساكر والأمراء جميعاء وكثيراً ما خلع الأتابكة أبناء السلاطين من على العرش» 
واستولوا عليه وتولوه بدلا منهم(”. 


". وظيفة رأس نوبة وعملها الحكم على المماليك السلطانية. 


0 القلقشندي: صبح الأعشى» ج26 ص .١6‏ 
(' ) القلقشندي: صبح الأعشى» ج26 ص ١١‏ 


(") القلقشندي: صبح الأعشىء. ج4» ص 8١؛‏ عاشور: مصر والشام في عهد الأيوبيين والمماليك» ص 758١‏ . 


ارك 


:. وظيفة إمرة مجلس: وعملها الأطباء والكحالين ومن مثلهم. 

-. وظيفة إمرة سلاح: عملها حمل السلاح للسلطان في الأماكن العامة» والمتحدث في السلاح خاناه 
السلطاندة1: 

5. وظيفة إمرة أخورية: وعملها اصطبل السلطان وخيوله. 

". وظيفة الدوادرارية: وعملها تبليغ الرسائل عن السلطانء وابلاغ عامة الأمورء وتقديم القصصء 
والمشاورة فيمن يحضر إلى الباب الشريفء وتقديم البريد» وهو أمير جاندارء وكاتب السرء ولها 
عدد من الأمراء والجند("). 

. وظيفة الحاجب: كان على «الحاجب» أن ينصف بين الأمراء والجند تارة بنفسه» وتارة بمراجعة 
النائب» ويقوم بما يقوم به «أمير جاندار» على أن يراعى مقامات الناس» وأهمية أعمالهم» وقد 
عظمت أهمية الحاجب في العصر المملوكي. 

4. وظيفة إمرة جاندار: وعملها أن يستأذن على دخول الأمراء للخدمة ويدخل للديوان أمامهم» ويقدم 
البريد مع الدوادار وكاتب السر وكان كالمستلم للباب 7). 

.٠٠‏ وظيفة الأستادارية» وعملها شئون بيوت السلطان» ويحكم في غلمانه» وباب داره» واليه أمر 
الجاشنكيرية» وكل ما يحتاجه بيت السلطان من نفقات وغيرها (؛). 

.١‏ وظيفة الجاشنكرية: وظيفة متذوق طعام السلطان قبله مخافة وضع السم فيه. 

.١١‏ وظيفة الخازندراية: وعملها شئون خزائن الأموال السلطانية ويشاركه في ذلك ناظر الخاص. 

. وظيفة الشراب خاناه: وعملها مشروبات السلطان والضيافة *) 

؛ .١‏ وظيفة أستادارية الصحبة: وعملها المطبخ السلطاني والاشراف على الطعام وغيره. 

5 . وظيفة تقدمة المماليك: التحدث على المماليك السلطانية والحكم فيها. 


. )( وظيفة زمامية الدور السلطانية: وهو المعبر عنه بالزمام» وصاحبها من أكبر الخدام‎ .١5 


. ١5١ القلقشندي: صبح الأعشىء. ج١١. ص 45 ؟؛ طقوش: المماليك في مصر والشام» ص‎ )١( 

.١5 القلقشندي: صبح الأعشىء» ج4» ص‎ )١( 

(؟) القلقشندي: صبح الأعشىء. ج١١.‏ ص 548 ؛ عاشور: مصر والشام في عهد الأيوبيين والمماليك» ص 3١9‏ . 
(4) القلقشندي: صبح الأعشىء ج١١2‏ ص 547. 

9) طقوش: المماليك في مصر والشام» ص ٠٠١‏ . 

(5) القلقشندي: صبح الأعشىء» ج؛4» ص .7١‏ 


١552 


. وظيفة نقابة الجيوش وعملها تحلية الجند في عرضهم ومعه يمشى النقباء إذا طلب السلطان 
أو الثائب لأمين أو حاحب أو خيزة: 07 

. وظيفة المهندارية: وعملها تلقى الرسل الواردين» وأمراء العربان وغيرهم ممن يريد أهل المملكة. 

9. وظيفة شد الدواوين: وعملها أن يكون صاحبها رفيقا للوزير. وهي إمرة عشرة. 

.٠٠‏ وظيفة إمرة طبر: وعملها أن يكون صاحبها حاملاً الطبر في المواكب وهي إمرة عشرة. 


.١‏ وظيفة إمرة علم:وعملها أن يكون صاحبها متحدثعلى الطبلخاناه السلطانية وأهلها وهي إمرة 
عشرة("). 
؟". وظيفة إمرة شكار: وعملها الطيور والصيود السلطانية وهي إمرة عشرة. 
". وظيفة حراسة الطيور في المزارع وغيرها وهي إمرة عشرة. 
4 ”. وظيفة شد العمائر: وعملها العمائر السلطانية والقصور والمنازل والأسوار وهي إمرة عشرة. 
5" الولاية: والولاة بالحاضرة وهي نوعين: 
* ولاة الشرطة والحرب وهم ثلاثة:(والى القاهرة» والى الفسطاطء والى القرافة) . 
" ولاة القلعة وهم نوعين: (والى باب القلعة الكبيرء ووالى باب القلة)(© . 
وظائف من هو خارج عن حضرة السلطان وعددها ثلاثة طبقات :- 
" الأولي نواب السلطنة 
وهي ثلاثة »- 
نيابة الإسكندرية ٠»‏ نيابة الوجه القبلي » نيابة الوجه البحري 
الثانية الكشاف 
وهي اثنان :- كاشف للوجه البحري » وكاشف للوجه القبلي (). 
الثالثة الولاة :-والي الوجه البحري ووالي الوجه القبلي 


« والى القاهرة: 


. 7١ القلقشندي: صبح الأعشى» ج4:؛: ص‎ ) ١ 


(؟) طقوش: المماليك في مصر والشام؛ ص ١57‏ . 


6 القلقشندي: صبح الأعشى» ج262 ص 33. 


11 


استلزمت شئون الإدارة تعيين موظف كبير يُعد في الواقع من أهم الموظفين الإداريين عرف باسم : «والى 
القاهرة» . فهو الذي ينفذ الأحكام ويقيم الحدود . ويتعقب المفسدين» ومثيري الفتن ٠‏ ومدمني الخمرء 
ويعاقب كلا منهم على حسب جريمته » كما كانت عليه مراقبة أبواب «القاهرة»»: والطواف بأحياء التجارة 
والسال :فيا ذا 'أطاق تاقد أ انا ف#«رو اعت الفتسن» أذ هراك الظرافته وا تقض فرةه عل العاسينة 
وضواحيها! . 

« ولاة الأقاليم: 
كانت فئة من الموظفين هي التي تشرف على كل عمل من أعمال الوجهين البحري والقبلي بمصرء وكان 
على رأس هذه الفئة «والى الإقليم» الذي يمثل الإدارة المحلية» وكانت مهمته تتركز في العمل على 
استتباب الأمن والنظام» والمحافظة على أموال الناس وأرواحهم في الإقليم الذي أوكلت إليه إدارته!"). 
الوظائف الديوانية :- 
الوزارة : تطور نظام الوزارة في «مصر» في عهد المماليك؛ ولم يتمتع وزراء هذا العصر بنفوذ مطلق؛ 
لاستقرار منصب «نائب السلطان» الذى استحدته الأيوبيون وعمل به المماليك؛ وقد حرص «الظاهر 
بيبرس» على اختيار وزرائه من أرباب الأقلام والسيوفء فإذا كان الوزير من أرباب القلم أطلق عليه اسم: 
«الصاحب» مضافًا إليه صفة الوزير فيصبح لقبه: «الصاحب الوزير» أو «وزير الصحبة»؛ وهو وزير 
متنقل يرافق السلطان في أسفاره وحروبه» وتكون مهام وظيفته مقصورة على تسيير شئون الوزارة في هذه 
الأثناء. أما إذا كان هذا الوزير من أرباب السيف اكتفى بتلقيبه بالوزير دون الصاحبء ويُعدٌ -بهذا- 
الوزير الأصلي الذي يحضر مجالس السلطان مع أمراء المائتين» وله حق التصرف في جميع أمور 
المملكة( » وكان الوزير يتقاضى راتبًا شهريا قدره مائتان وخمسون ديناراء عدا ما خصص له كل يوم 
من مقادير وفيرة من الغلال واللحوم والخبز وسائر ما يحتاج إليه» وقد ألغى السلطان «الناصر محمد» 


منصبي «الوزير» و «نائب السلطان» في أن واحد في سنة (/ا١/اه)‏ 


.77 القلقشندي: صبح الأعشىء» ج4؟» ص‎ )١( 
.3١ القلقشندي: صبح الأعشى» ج62 ص‎ (0 
(؟) القلقشندي: صبح الأعشىء ج١١. ص ١77؛ ج4: ص 738 ؛ عاشور: العصر المماليكى»ء ص584.‎ 


0117 


الثالث 
السلطة القضائية والتنفيذية للدولة 
السلطة القضائية وتتمثئل في عدة وظائف منها :- 
(القضاء - العدل والإفتاء - الحسبة ) 
السلطة التنفيذية وتتمثل في :- 
(مبعابية المقضتريق ومحارية:الغلاء وانتقان: الزنا والشنذوذ الحنسى ومحارية الحمؤر 


والحشيش والرشوة والغاء المكوس المحرمة وتزييف العملة) 


واجهت دولة المماليك كثير من الأزمات المؤثرة في الحالة الاقتصادية وأهمها حدوث الأزمات والمجاعات 
والأوبئة وانخفاض نهر النيل» مما أدي إلى حدوث خسائر كبيرة» فكانت تغلق الأسواق والحوانيت» 
ويتعرض البعض لهجوم العصابات(") . 

ولا يستطيع الباحث في عصر المماليك؛» أن ينكر أن المجتمع امتلاً بكثير من الأمراض الاجتماعية 
الخبيثة» والتي انتشرت بين جميع الطبقات حكاماً ومحكومين» من أهل الدنيا والدين» حقيقة أن ذلك 
العصر يمتاز بلمسه براقة من الصلاح والتقوى والحرص على إقامة المنشآت الدينية الفخمة والرغبة في 
المبالغة في إحياء شعائر الدين» إلا أن بداخله أمراض مستوطنة خبيثة تثير الاشمئزاز والنفور. 

ولا بد من الاشارة إلى هذه الأمراض ومدى انتشارها وخطورة أثرهاء وقاست الناس كثيراً من أنواع الجوع 
والفوضى والفزع » فكانت تضطرب أحوال البلاد . 

كذلك من الصعب أن يُنسب مولد الفساد الاجتماعي إلى أيام سلاطين المماليك وحدهم » فالقاضي 
الفاضل يذكر في متجددات سنة 5487ه/١91١1١م‏ أنه رأى بمصر 'من البغي ومن المعاصي ومن 
الجهر بالفسق والزنا واللواط وشهادة الزور وشرب الخمرء مالم يُسمع أو يُعهد مثله" وكان ذلك في أواخر 
عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي/) لكن هذا كله لا يخفف المسئولية عن كاهل أمراء المماليك 
)١(‏ المقريزي: السلوك. ج”ء ص 55١؛‏ لابدوسء مدن اسلامية» ص 779 . 


ليه المقريزي: المواعظ, جك ص 515١؛‏ عاشور: المجتمع المصري» ص ١7‏ 7م .١‏ 


١736ه‎ 


وسلاطينهم» بسبب ما أسهم به كثير منهم في حياة الفسق والمجون» حيث المعاناة من مرض ازدواج 
الشخصية لبعضهم » فحرص الغالبية منهم على اظهار أكبر قدر ممكن من التقوى والورع والتدين في 
حياتهم العامة » حيث لم يخلى عصرهم من ارتكاب أشد أنواع المنكر والموبقات » وربما كان للثروة التي 
تدفقت على مصر في عصر المماليك أثراً في ذلك الفسادء على قول ابن خلدون/"'؛ والامراض 
الاجتماعية التي فشت في مصر عصر سلاطين المماليك؛: تمثلت في الفساد الخلقي مثل الزناء والشذوذ 


الجنسي» وتعاطي الحشيش والخمور. والرشوة : 


السلطة القضائية والتنفيذية: وتتمثل في عدة وظائف كما يلي: 
(١‏ القفضاء: 

اهتم سلاطين المماليك بشئون القضاء والفصل في القضايا اهتماماً كبيراً» اذ أن القضاء كان 
يتمثل في قاضي قضاة الشافعية لجميع شئون الدولة» وأدخل السلطان الظاهر بيبرس تغيير شاملء فقد تم 
تعيين أربعة من قضاة القضاة يمثلون المذاهب الأربعة» ويتضح مما ذكره المقريزي والقلقشندي» أن 
قاضي القضاة الشافعي كان بيده عزل بعض موظفي الدولة عن وظائفهم» فضلاً عما كان يتمتع به من 
نفوذ على نواب الحكم التابعين له» فظل هذا القضاء أرفع درجة ثم يليه القضاء الحنفيء ثم المالكي» ثم 
الحنبلي» وسن السلطان الظاهر بيبرس عدة تشريعات!'! لتهذيب أخلاق المسلمين ٠‏ لعل أهمها الأمر 
الذي أصدره في عام (5755ه/151177م) ومنع بموجبه بيع الخمورء وأغلق الحانات في مصر والشامء 
ونفي كثيراً من المفسدين7". 
؟) قضاء العسكر 

أما الجيش المماليكي فكان له (قضاة العسكر) وهم مختصون بشئون الجند والفصل في قضايا 


العسكر والمدنيين» وليس لهم ولاية على غير العسكرء وكانوا يرافقوا السلطان في سفره. 


.5418 ابن خلدون: مقدمة» ج"؟"ء ص‎ )١( 
, 37360 - ””>7 ابن تغري بردي: بدائع الزهورء ج١؛ ق١ ص‎ )( 
. القلقشندي: صبح الأعشىء ج؛: ص 5"؛ المقريزي: السلوك. ج١. ص 57ه‎ )'( 


- ١7”5- 


وفى العموم كان للقضاء دور هام في المجتمع المماليكي لكثرة اختصاصاتهم وتنوع مسئولياتهم» 
التي لم تتوقف عند حد الأحوال الشخصية» وإنما امتدت إلى جميع أنواع القضايا مدنية وجنائية» وامامة 
المسلمين» ونظر الوصايا والأحباس» وشئون اليتامى» والمحجور عليهم والتدريس بالمدارسء وكان الفصل 
في المنازعات يتم في جلسات المحاكم التي كانت تُعقد في أحياناً في المساجد أو دور القضايا إذا 
وجدتء وكل ذلك يتم وفق ترتيب خاص مع مراعاة النظام وحرمة القضاء("). 


*) العدل والإفتاء 


فو قتاع العدك 1 
4) وكالة بيت المال 

وهي وظيفة عظيمة الشأن تتعلق بمبيعات بيت المال ومشترياته من أراض وأدر وغير ذلك وما 
يجري مثل ذلكء ولا يليها إلا أهل العلم والديانة» ومجلسه بدار العدل: تارة يكون دون المحتسبء وتارة 
فوقه المحتسب بحسب رفعة قدر كل منهما في نفسه( وكان يوصي بأن لا يبيع شيئاً من أملاك بيت 
المال في بقائه منفعة للمسلمين» أما ما يختص بالمواريث الحشرية فعليه أن يسهل من له الحق فيها 
الحصول على نصيبه ويختار نوابه في البلاد» ويطالب بحقوق بيت المال!؛). 
ه) الحسبة 
الحسبة هي أحد النظم الإسلامية التي وضعها المسلمون منذ وقت طويل» ترجع إلى أواخر العصر 
الأموي *) © عهد الخليفة هشام بن عبد الملك (5١٠ه‏ - 5؟١ه/4؟7/‏ -745 م). وكانت وظيفة 
الحسبة قوية الصلة بالسلطة القضائية حتى أنه كان يسند القضاء والحسبة في كثير من الأحيان إلى فرد 
واحدء وهى وظيفة عظيمة رفيعة الشأن() ولها الأمر والنهي» والمحاسبة» ويتوجب على المحتسب 
الإثبات وصحة الوقائع» وسرعة البت في المخالفات» التي تتعلق بالآداب والعامة ونظام الأسواق ومراعاة 
(1)القلقشندي: صبح الأعشىء ج؛؛» ص 5"؛ المقريزي: المواعظء ج١.»‏ ص 557 . 
(؟) القلقشندي: صبح الأعشى» ج4» ص 77-95 . 
(؟) الشربيني: النظم المالية» ص 55 . 
(5) الشربيني: النظم الماليةء ص ١77‏ . 


(5) ابن تغري بردي: بدائع الزهور, جا ق١اءعوصة5١7”3.‏ 


١7/0 


الأمانة في المعاملات التجارية» وآداب الطريق ونحوها!'' وكان له نواب يساعدونه في التفتيش على مرور 
الطرقات ونظافة الحوانيت وسلامة ما يقدمه الباعة لعامة الشعب ومراقبة الأسواق والموازين والمكاييل 
والمقاييس والخانات» وكانت الحسبة ثلاثة أنواع: 

أ- حق الله: أي على المحتسب منع ما ينافي الشرع كترك الصلاة وعدم أداء الزكاة. 

ب-حق العباد: ويتمثل في مراعاة العقود والمعاملات والموازين والأثمان. 


ج- حق مشترك بين حقوق الله وحقوق العباد: كالإشراف على الطرقات والأسواق وغيرها. 


السلطة التنفيذية وتتمثل في :- 
محاسبة المقصرين ومحاربة الغلاء : 


ويتضح مما سبق أن المحتسب( مطالباً بحث الناس على أداء الزكاة » ويشارك ناظر الدولة في 
أعماله » حيث كانت الزكاة أحد الموارد المالية لدولة المماليك » وكان مكلفاً بضبط الموازين » والتحكم في 
الأسعار خاصة وقت وقوع الغلاء وتحديدها » وأيضاً عليه مراقبة الأسعار في الأسواق » وفتح مخازن 
الدولة » واشرافه عليها » وتوزيع الفقراء علي الأغنياء » ومراقبة دار الضرب وضبط النقود» واختبار 
الذهب والفضة » وكان دور المحتسب له الأثر الهام في العامة والدولة » لتجنب حدوث الاضطرابات » 
وتوفير المال للدولة » وعدم فرض ضرائب جديدة » أيضاً كان يضاف للمحتسبين بجانب عملهم نظر 
الأحباس والأوقاف والإشراف عليهاء ووكالة بيت المال() » لأن تلك الوظائف من وظائف ذوي العلم » 
ولذلك كان عمل المحتسب مبني على الشدة والسرعة في الفصل ». ومن أجل ذلك كان المحتسب يعين 
من قبل السلطانء ثم يقوم هو بعد ذلك باختيار أعوانه ومساعديه » وتؤدي بنا تلك الكلمات إلى الإشارة 
بالعقوبات التي كانت توقع على المذنبين في عصر المماليك » وأولى هذه العقوبات » السجن وكانت في 


هذا الوقت كما وصفها المقريزي بالظلام وكثرة الوطاويط والروائح الكريهة والقبائح المهولة!؛) » ثم تأتى 


. 75 القلقشندي: صبح الأعشى» ج4؟» ص‎ )١( 
. ١71-١77 (؟) الشربيني: النظم الماليةء ص‎ 
. ١55-١70 (؟) الشربيني: النظم الماليةء ص‎ 
. 7١8 المقريزي: المواعظ: ج"اء ص‎ )4( 


-١58- 


بعدها عقوبة التشهيرء ثم عقوبة الضرب بالسياط أمام الناس » وهناك أمثلة أخرى متنوعة من هذه 
العقوبات » مثل عصر أعضاء المذنب » أو خلع أضراسه أو أنيابه وغير ذلك7"). 


محاربة الزبا : 


انتشر الزنا في عصر سلاطين المماليك» حتى اعترفت الدولة بالبغايا ففرضت عليهن ضرائب مقررة» 
وجمعت من هذه الضرائب 'جملة مستكثرة7") . كما جعلت الدولة للبغايا ضامنة تذهب إليها محترفة 
البغاء لتسجيل اسمها عندها. وهكذا انتشر البغاء في مصر المملوكية ٠‏ حتى وقفت البغايا بالأسواق 
تحت أعين المارة » ولم يقتصر ذلك على القاهرة والمدن الكبرى ٠‏ بل عم بلاد الصعيد والوجه البحري 
حيث خصص للبغايا حارات مربيه معينة » وكان ضمان المغاني من أبشع المحرمات التي ترتكب في 
عصر المماليك » وبتصريح من الدولة » مما جعل دولة المماليك تقترب كثيراً من الدول الشيوعية حالياً: 
وكان مضمون ذلك أن من حق كل امرأة سواء كانت جارية أو ملكة أن تمارس البغاء - الذي يسمي 
حالياً بالدعارة 'ضامنة المغاني " وكان يساعدها عدة أعوان ولا يقدر أي حاكم من منعها من فعل 
الفاحشة7) ٠»‏ وقد كانت هناك أماكن معروفة في أنحاء مصر يمارس فيها الزنا جهراً » وإذا مر بتلك 
الأماكن أي شخص كانت تلك الخواطئ تجبرنه إما على الزنا - لكى لا يدفع مالاً - إما يحصلن منه 
على فديه تعينهن في دفع ما عليهن من ضرائب للضامنة!؛) » وترتب على ذلك انحلال وتمزق أسري في 
المجتمع 
وكان لهذا المكس فرعان أخران يشتركان معه في مضمونه وماهيته هما: 

-١‏ حقوق السودان: وهو عبارة عن ضريبة معينة من المال تحضل من كل عبد أو جارية عند 

نزولهم بالحانات لعمل الفاحشة. 
-١‏ حقوق القينات: وهى أيضاً ضريبة تحصل من الجارية التي ترغب في عمل الفاحشة» ولكن 


أبطل ذلك كله عام (5١/1اه/5١17م)‏ لما كان فيه من الضرر للناس () . 


. ٠٠١-98 عاشور: المجتمع المصرىء» ص‎ )١( 

(5) المقريزي: السلوك» ج”. ص 755 -6/ااء ص 7”0. 

(؟)ابن اياس: بدائع الزهورء ج١.‏ ق١ء‏ ص 5835 . 

(؟) ابن اياس: بدائع الزهورء ج١:‏ ق؟. ص 517 ١؟؛‏ الشربيني: النظم المالية» ص 7٠١‏ . 
(5) الشربيني: النظم المالية» ص 53١١‏ . 


١55 


موقف الدولة في معالجة انتشار الزنا 

حاول السلطان بيبرس أن يحد من البغاء في البلاد » فأبطل المكوس المقررة على البغايال'؟ - ومنع 
البغاء في القاهرة وسائر البلاد » فقام السلطان بيبرس في عام 51710ه/17178م بإلغاء هذا المكس 
ومحاربة البغايا » كما حبس البغايا حتى يتزوجن ٠‏ بحيث لا يزاد في مهورهن عن أربعمائة درهم يعجل 
منها مئتان رغبة في تيسير زواجهن!! ٠‏ كذلك كان من جملة الضرائب التي ألغاها الناصر محمد عقب 
الروك الناصري ضريبة حقوق الفتيات » وهي ما يجمع من "الفواحش والمنكرات" والضريبة المقررة على 
كل جارية أو عبد حين نزولهم بالخانات لعمل الفاحشة( . 

ثم نشأ مرة أخري فأبطله السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 5 ١الاه‏ /5١١١م‏ /') ثم أبطله مرة 
أخري في عام 4 ١/اه/77١٠١م‏ ثم أبطل في عهد السلطان الأشرف شعبان عام هل/الاه/17١ام‏ *) 
وأبطله مرة أخرى نفس السلطان عام 8/ا/اه/775١م‏ 7 ثم أعيد فأبطله السلطان المنصور على عام 
هم من حماة والكرك وبعض أعمال الصعيدا" . 

ويمكن القول أن بقاء هذا المكس كان مورداً دائما للدولة المملوكية حتى نهايتها » رغم ما به من إساءة 


إلى دولة المماليك راعية الخلافة الإسلامية في تلك الحقبة من الزمن . 


الشذوذ الجنسي: 
وابتلى المجتمع كذلك في عصر سلاطين المماليك بتفشي الشذوذ الجنسي ء وقد ذكر الدكتور 


سعيد!" عاشور في كتابه المجتمع المصري نقلاآ عن أبو المحاسن أن هذا الداء انتشر في الشرق منذ 


.57202 ابن تغري بردي: بدائع الزهورء ج١. ق١ء» ص‎ )١( 

(2) المقريزي: السلوك,» ج”.» ص 05. 

() المقريزي: المواعظء ج١.‏ ص ١45‏ - 45 ١؛‏ ابن تغري: النجوم» ج295 ص 50-45 . 

(5) ابن اياس: بدائع الزهورء ج١».‏ ق١.»‏ ص 585. 

(5) ابن اياس: بدائع الزهورء ج١.‏ ق7”ء ص ١77‏ . 

(1) ابن اياس: بدائع الزهور؛ء ج١؛‏ ق”؟. ص ١617‏ . 

() ابن اياس: بدائع الزهورء ج١.‏ ق”.» ص ١٠58؛‏ عاشور: المجتمع المصريء ص 0-555 565٠.0‏ . 
(6) المجتمع المصريء ص 70١‏ . 


عاب 


دخول الخراسانية إلى العراق سنة ”7١ه/759‏ م أي منذ أوائل الدولة العباسية » وعبر المقريزي7") 
تعبيراً صريحاً عن انتشار هذا المرض بين المماليك بمصرء فقال بأنه "فشي في أهل الدولة محبة 
الذكران" حتى عمدت النساء إلى التشبه بالذكور في ملبسهم 'فتشبه البغايا لبوارهن بالغلمان" ليستملن 
قلوب الرجال ٠‏ وبلغ من استفحال هذا المرض أن السلطان حسن عرف بحبه للنساء فقيل فيه أنه 'لم يكن 
له ميل للشباب كعادة الملوك من قبله7": ثم انتشر هذا المرض بين رجال القلم » علاوة عن رجال 
السيفء واتهم ابن حجر( بعض الكتاب والفقراء (الصوفية) بل القضاة بحب الغلمان ومعاشرة الأحداث» 
وقبض على الشيخ خضر بن أبي بكر بن موسي شيخ السلطان»؛ وكان السلطان قد استدعاه إلى القلعة؛ 
وأحضر جماعة للتحقيق معه على أشياء كبيرة بدت منه كاللواط والزنا وغيره» فأمر السلطان باعتقاله 
وسجنه بقلعة الجبل!؛) . 
الحشيش والخمور: 

وكان للحشيش والخمور شأن كبير في عصر المماليك؛ العصر الذى يعتبر من أهم العصور 
المليئة بالمتناقضات الاجتماعية والأخلاقية » ويرجع ذلك التناقض إلى سياسة السلاطين ونشأتهه”, 
فمنهم من كان على جانب من الدين ويهتم بشئون دولته ٠»‏ ويهتم بإبطال الضرائب المفروضة على 
النواحي المحرمة » كالسلطان الناصر محمد » الذي يتبع ذلك بمحاربة هذه النواحي وازالتهاء بينما هناك 
من السلاطين من كان على جانب كبير من الفسق والمجون » ولديهم حب المال مهما كان مصدره. 
ومنهم من جعل من الخمر شعاراً لدولته "2» فليس من الغريب أن يكون لهذه السلبيات ضمان ٠‏ وقال 
المقريزي! عن الحشيش أنها شجرة خبيثة فشت فشواً كبيراً » وتظاهروا بها من غير احتشام » وفرض 


عن الستيق: :فق اراك .حصن الداليك كبريية قله النزلة يهقلة كلية بن" الثيت ذه 


. 75١ ؛ عاشور: المجتمع المصريء» ص‎ ١47-١545 السلوك: ج “"ء ص 77١؛ المواعظء ج١ء ص‎ )١( 
. ١917 المقريزي: السلوك؛ ج27 ص‎ )١( 

(') المقريزي: المواعظء ج”؟ء ص ٠٠١-١35‏ ؛ ابن حجر: الدرر الكامنة» ج١2 5٠١‏ . 

(4) المقريزي: السلوك» ج؟؛ ص 87. 

(5) الشربيني: النظم المالية» ص ١519‏ . 

. ١77 المقريزي: السلوك؛ ج؟. ص‎ ) ١ 

(9) السلوك» ج"”ء ص ٠١5‏ - 3585, ج27 ص 35. 


0 


55ه/"م '' وذكر المقريزي!! أن الظاهر بيبرس ألغي الحشيش والخمور في حوادث سنة 
64ه/"مء ولم يقتصر تفشي الحشيش على الطبقات الدنيا من الشعب » بل تخطاها إلى غيرها 
من الطبقات حتى شغف بها كثير من العلماء والقضاة» والصوفية » والفقراء(!؛ كما فُضّل الحشيش على 
الخمرء وكثر الفساد والفواحش وأمر سلاطين المماليك منهم السلطان الظاهر بيبرس والناصر محمد أمروا 
بإبطال ذلك في مصر وبلاد الشام!) . 

واشتهرت أرض الطبالة بالقاهرة بزراعة الحشيشء وأيضاً اشتهر باب اللوق ٠‏ ولم يكن الحشيش 
فقط هو المخدر الوحيد الذى عرفه المصريون في عصر المماليك » بل كان هناك قضاة من ذلك العصر 
اتهموا بتعاطي الأفيون » وقد تعددت أنواع المخدرات والخمور إلى أنها كانت تنسب أنواع من الخمور 
بأسماء بعض الأمراء المماليك مثل التمربغاوي نسبة إلى الأمير تمربغاء والبشتكي نسبة إلى الأمير 
ب 

وشاع شرب الخمر بين عامة الشعب حتى إذا وقع هجوم على كنايس أهل الذمة أو بيوتهم » 
أسرع العامة إلى نهب ما بها من خمور واحتسائها في الحال قبل أن ينتزعها منهم أحدا") كذلك قيل عن 
أبى بكر بن محمد بن قلاوون (المنصور سيف الدين) أنه عكف في قصره على الشراب ومعه ندماؤه من 
الأمراء » حتى لا يكاد الواحد منهم يفيق ساعة واحدة!") وقد لجأ سلاطين المماليك في أوقات الشدة إلى 
إراقة الخمور» وتحريمها في أنحاء مختلف البلاد إظهاراً للتوبة» كما حدث سنة 5١٠ه/709١‏ م وسنة 
١م‏ .ء ولكن هذه الأمور لم تستمر إلا مدة قصيرة من الزمن ٠»‏ ثم يعود الناس بعدها إلى 
التظاهر بشرب الخمر ولم ينتهوا عما هم فيه!") بل ظل فرض مكس الخمر طوال عصر دولة المماليك 


أو ظل إلى نصفها الأخير وذلك بفعل ودسائس أهل الظلم والمكر والفساد/"). 


)١(‏ ابن تغري بردي: بدائع الزهور.ء ج١.‏ ق١.‏ ص 53526 -55107؛ عاشور: المجتمع» ص ؟5507. 
(2) المقريزي: السلوك2» ج7”.ء ص 2"5, 355 38. 

(") المقريزي: السلوك؛» ج”؟. ص 7١3؛‏ عاشور: المجتمعء ص 7507. 

(4) المقريزي: السلوك؛ ج7١‏ ص 55» و ص 55: و ص 75 ؛ والمواعظ؛ ج7اء ص 199 .70١-‏ 
(©) المقريزي: السلوك, ج؟.,.ص 755 -575؛ عاشور: العصر المماليكى» ص ”١5‏ . 

(1) المقريزي: السلوك.» ج”. ص 2" ؛ عاشور: المجتمع المصري» ص 75505 . 

(0) المقريزي: السلوك» ج”؟.» ص 5 57. 

(6) عاشور: المجتمع المصري؛ء ص 757. 

(؟) ابن حجر: انباء الغمرء ج؟» ص 511؛ الشربيني: النظم الماليةء ص ١19‏ . 


02 


تزييف النقود وابطال المكوس المحرمة وموقف الدولة في معالجة ذلك : 

من المنطقي أن يكون للنظام النقدي أثره الخطير على حركة أسواق دولة المماليك » ففي بداية 
عصر المماليك كان رصيد الدولة من الذهب والفضة كثيراً » وعلى مدى مائة وثلاثين عاماً تقريباً » لم 
تحدث أزمة نقد خطيرة تسبب ارتفاعاً مفاجتاً في الأسعارء إذ كانت دور صك النقود تجد كفايتها من 
الذهب والفضة لصك الدنانير الذهبية والدراهم الفضية » وكان الذهب يأتي أساساً من بلاد غانا والتكرور 
(مالي الحالية)! » والتي كانت تربطها بمصر علاقات وطيدة في ذلك الحين على المستوي الاقتصادي 
والديني والثقافي ٠‏ أما الفضة تأتي من أوربا أو من وسط آسيا . 

وبفضل توفر الفضة استطاع السلطان الظاهر بيبرس7")» أن يجعل نسبة الفضة في الدرهم 
سبعين في المائة من وزنه » وقد تمكن سلاطين البحرية من سك دراهم فضية ثابتة القيمة وصل متوسط 
وزنها إلى 7.417 جم » فكان النظام النقدي والسعري! ٠‏ يستند على قاعدة ذهبية وفضية » ضمنت 
للأسواق حالة من الاستقرار والرواج » ولكن مع ظهور النقود النحاسية منذ وقت مبكرء ثم حلُولها محل 
النقود الذهبية والفضية كأساس للأسعارء كان عاملاً لإنتشار الفساد » وغلاء الأسعار . 

وتداول الغش في السلع التجارية » وكساد الأسواق7'؛ ووجود الأزمات ٠‏ وتزييف النقود » ففي 
سنة ١٠0اه/170١م‏ تعرض السوق الداخلي لهزة مؤقتة بسبب الزغل (تزييف النقود) وقامت الدولة 
بتسعير الفلوس على أساس الوزن تارة » وضرب وتشهير الباعة لإجبارهم على التعامل بهذه الفلوس تارة 
» ثم الأمر بعدم تداول الفلوس ما لم تكن عليها علامة صك النقود تارة » فظلت الأسعار ترتفع حتى عاد 
السلطان الناصر محمد بن قلاوون من سفره » وتدخلت الدولة بقوة والعمل على التسعير ومحاربة 
المحتكرين » وأمر بصك فلوس جديدة بسعر جديد » كما تحدد سعر الفلوس القديمة على أساس الوزن 


فانفرجت الأزمة!') » أيضاً في سنة ١17ه/17741م‏ توقف حال الناس في أمر الفلوس لكثرة الزغل فيها 


00 قاسم عبده: التاريخ السياسي» ص‎ )١( 
١ ليه المقريزي: السلوك» ج22 ص‎ 
١ ف قاسم عبده: التاريخ السياسي» ص‎ 
60 المقريزي: السلوك» ج27 ص‎ )5( 
ره المقريزي: السلوك» اج ص 55 لوآ‎ 


1 


» ورسم السلطان أن تكون الفلوس بالميزان » بعد ما ضرب كثيراً من الباعة!') » كذلك جدث في سنة 
5 ه/4 7١1١م‏ أن كثر غش الفلوسء فتوقفت الناس عن التداول بها » وكثر ردها ٠»‏ وعقوبة الباعة 
على ذلك بالضرب والتجريسء إلى أن فسد الحال ٠»‏ وأغلقت الحوانيت وارتفعت الأسعارء وتكررت مثل 
هذة الأزئة سفة ايض في ححه انوا نات اتش وطأة انقو على 'الدان ا «زايتكن متطلفة يان الزن 
الصاغة وأهل الضرب إلا يبتاع أحد منهم ذهباً » بل يُحمل الذهب جميعه إلى دار الضربء ليُصك 
بصكه السلطان ويضرب دنانير هرجة؛ ثم تصرف بالدراهم » واشتد الغلاء وارتفعت الأسعار » وذلك 
أغضب السلطان كثيراً وعوقب على ذلك( . 

وأيضاً في سنة 17545ه/54 754١م‏ كثر الزغل وكانت العملة فيها بالعدد وخفت العملة واختلطت 
العملة بفلوس الشام وكانت واسعة وكانت تقطع ست قطع كل منها فلس إلى أن أفحش ذلك » وكثر 
التعنت فطلب السلطان المحتسب والوالي وأنكر عليهما » فقبضا على كثير من الباعة وتم عقابهم » 
وتحسنت الأسعار وتمت المعاملة في الفلوس الخفيفة بالوزن وماعدا ذلك يؤخذ بحساب كل رطل درهمين 
؛ ولا يقبل فيه نحاس ولا رصاص ٠‏ فشريت الفلوس ٠‏ وأخذ منها ما عليه الصكة السلطانية(”) وسنة 
48م توقفت الأحوال بسبب الزغل بالرصاص والنحاس وغلقت الحوانيت » فنودي ألا يُؤَخذ من 
الفلرين :| لا نا تعلية“صيك الملطا 3 زرة الرضياسن والتفاق الأضتفن #فتفه الأحوان 1 
الرشوة: 

من أهم مظاهر الانحلال الخلقي في عصر المماليك انتشار الرشوة وكان يُعبر عنها (البراطيل) 
بين الحكام والمحكومين » ولا جدل أن المال هو أصل البلاء فيما يشاع من زور وبهتان وفساد » بين 
الخاص والعام » وكان ذلك أصل الفساد حيث تتحكم الرشوة في ولاية الخطط السلطانية والمناصب الدينية 
كالوزارة والقضاء ٠‏ وولاية الأقاليم والحسبة وسائر الأعمال » بحيث لا يمكن التوصل إلى شيء منها إلا 
بالمال الجزيل7 » وهناك أمثلة كثيرة من ذاك العصر لقضاة ومدرسين بلغوا مناصبهم عن طريق الرشوة 
فإذا استقروا فيها استمروا في رشوة أهل الدولة بإعطائهم الأوقاف وتأجيرها لهم بأبخس الأثمان » حتى 
)١(‏ المقريزي: السلوك» ج"اء ص 545. 
)١(‏ المقريزي: السلوك؛ ج. ص ١18‏ - 14١؛‏ عاشور: العصر المماليك» ص ."١5‏ 
(") المقريزي: السلوك» ج”. ص .5١8‏ 
(4) المقريزي: السلوك» ج4» ص .3٠١‏ 


رهم المقريزي: السلوك» ج22 ص 533521؛ عاشور: المجتمع المصري» ص 555. 


0ك 


يضمنوا البقاء في مناصبهم ويأسف المقريزي الذى عاصر بعض من ذلك » لأن التظاهر بالبراطيل صار 
غرفاً غير منكر البتة("! . 

وكان لمنصب الحسبة أموراً كثيرة في الرشوة من أجل تولية المنصب » وكان بعض المحتسبين » 
يتغاضون عن بعض أصحاب الحسبة عن الباعة الذين يغشون الناس » وذلك نظير ضرائب مقررة » 
يجمعها المحتسب ». لكى يؤدى منها ما استدان به من المال الذى دفعه رشوة عند ولايته » ويؤخر الباقي 
لهدايا أتباع السلطان ليكونوا أعواناً له على بقائه في المنصب ٠؛‏ وكان السلطان يقول " ولينا قضاة جياداً 
أفسدهه() . 

وأدرك عامة الناس هذا الطريق لقضاء حوائجهم ٠»‏ فإذا سمعوا أن شخصاً له مكانة ووجاهة عند 
السلطان » أسرعوا إليه يقدمون الهدايا والرشاوى ويساومونه على قضاء حوائجهم ومطالبهم7 » ثم تطور 
الأمر إلى بيع الوظائف الدينية نفسها » فينزل الفقيه عن وظيفته في وقف من الأوقاف أو في الدروس أو 
في الخوانق أو القراءة أو المباشرة » وذلك مقابل مبلغ يدفعه له طالب الوظيفة . 

وهكذا يلى الوظائف غير أهلهاء فصارت الوظائف مثل الأحوال المملوكة » يبيعها صاحبها إذا شاءء 
ويرثها بعده صغار ولده » وسري ذلك في التدريس ,٠‏ ونظر الجوامع والمدارس ومشيخة التصوف/"). 
ومن ثم تم استحداث ادارات ووظائف جديدة لم تكن من قبل لمساعدة الدولة في مواجهة ذلك مثل ديوان 


الأزهر وغيره. 


.7517 ؛ عاشور: المجتمع المصريء ص‎ 7555 - 7١8 المقريزي: السلوكء ج”. ص‎ )١( 
.775 المقريزي: السلوك2» ج؟ ص‎ )5( 

(9) المقريزي: السلوك. ج:» ص .١7”‏ 17 - 15؛ عبد الرازق: البذل والبرطلة» ص 75. 
(5) المقريزي: السلوك» ج: ص 78. 


0 بلك 


خاتمة الدراسة 


خاتمة الدراسة 

وفي ختام هذا البحث ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن هذا الموضوع من الموضوعات الهامة 
المؤثرة في مجالات الحياة» فيجب الاهتمام به حتى نرتقي ونتقدم بوطننا العزيز مصرنا الغالية» كما 
نستطيع أن نتبين أن هذا الموضوع شديد الأهمية» وينبغي أن نبذل فيه كل الجهود الممكنة» وأن يحظى 
بكل العناية المتوفرة وكل الاهتمام المستطاع تقديمه» وينبغي علينا أخذ الدروس والعبرات التي تفيد 
المجتمع والأفراد» ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية» طبيعية كانت أو بشرية» للنهوض بالدولة والتقدم 
بحضارتهاء ويتضح لنا من خلال البحث في تلك الفترة أنها تمثل إضافة ذات قيمة لدراسات الاتصال 
الحضاريء فهناك ثمة حقيقة يجمع عليها مؤرخو عصر دولة المماليك» سواء من كان منهم معاصراً 
للأحداث أو من الباحثين المُحدثين» ونقصد بهذه الحقيقة ذلك الفرق الواضح بين خط الصعود والنمو في 
عصر المماليك البحرية (185-7544ه/1750- ١587‏ م) وخط التدهور والاضمحلال في عصر 
المماليك الجراكسة (85/ -377ه/1787 -15172 م) ويبدو أن واقع ما تمدنا به المصادر التاريخية 
المتاحة يكشف عن أن كافة مظاهر التدهور التي عانت منها مصر وبلاد الشام» تحت حكم الجراكسة؛ 
كانت موجودة بشكل أو بأخر منذ قيام دولة المماليك» ولكن الدولة في طور شبابها كانت قادرة على أن 
تتغلب على الأزمات بشكل أو بأخرء أو تكبتها إلى حين» وذلك بفضل بعض السلاطين الأقوياء القادرين 
وبفضل الموارد اللازمة» ويجدر بنا أن نشير إلى حقيقة هامة مؤداها أن غالبية الأزمات الاقتصادية» التي 
سببت المجاعات والأوبئة التي ألمت بمصر وبلاد الشام في ذلك الحين» إنما كانت مرتبطة بنهر النيل 
وفيضانه السنوي, الذي تعتمد عليه الزراعة في البلاد» ففي عصر المماليك كما في غيره من العصورء 
ظل النهر العظيم؛ قوام الحياة المصرية وعليه مدارها وعلى الرغم من الأرباح التي جنتها الدولة من تجارة 
المرورء إلا أن النيل ظل هو المؤثر الأول في كافة نواحي الحياة» كما أن المماليك وضعوا بصماتهم 
على التاريخ» وكان لهم مكانة خاصة بارزة» تجعل من عصر المماليك عصراً جديراً بمزيد من البحث 
والدراسة» بالإضافة إلى الأحداث الخارجية والداخلية التي ارتبطت بذلك العصر لا تنعكس أهميتها على 
مصر والشام فقطء وانما على تاريخ الشرق الأدنى عامة في العصور الوسطي فضلاً عن التياراء” 
العالمية الكبرى - اقتصادية وغير اقتصادية - التي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بتاريخ المماليك في مصر 


الام 


9-1 


نتائج الدراسة: 

-١‏ الحضارة المصرية عبر كل العصور حضارة نهرية قامت أساساً على نهر النيل» وفي عصر 
المماليك تميز ذلك النهر بكونه وسيلة مواصلات طبيعية لا نظير لهاء بواسطتها أمكن تبادل 
منتجات البلاد بين أنحائهاء ووسيلة للسفرء وجعل مصر آنذاك سوقاً طبيعية لتبادل منتجات أوربا 
وآسيا وأفريقياء فكان فيضان النيل أو قصورهء من أهم الأسباب الطبيعية في خلق الأزمات 
الاقتصادية» والتي تتمثل في المجاعات والآفات والأوبئة في عصر المماليك. 

-١‏ كان لهجوم الجراد والآفات الزراعية دور مهم وسبب طبيعي في خلق الأزمات الاقتصادية» مما 
كان له من تأثير على الزراعات»؛ وندرة الغلال» وعدم وجود الأقوات» ورفع الأسعار وانتشار الفتن 
والغلاء» وحدوث المجاعاتء واستغلال التجار واحتكار بعض الزراعات» وتبوير الأراضي 
الزراعية» وانتشار الأمراض بين طوائف الشعب. 

- من أهم الأزمات في دولة المماليك انتشار الوباء والطاعون» وتفشي الأمراضء ونتج ذلك عن 
فيضان النيل أو قصورهء والذي كان سبباً طبيعياً في موت البشر وضعف الكثافة السكانية. 

5 - الحروب الخارجية والداخلية أدت إلى فوضي عارمة في خلق الأزمات الاقتصادية» وتأثر البلاد 
بالخسائر في الأموال والأرواح» وفي انتقال الأمراض» وضعف الاقتصادء وتتسبب في كثير من 
الأحداث التي تضر بالبلاد. 

ه- أن للدولة المملوكية الحاكمة دور مهم في مواجهة الأزمات الاقتصادية» ويتمثل دورها في التحكم 
في زمام أمور الدولة» ومباشرة الأعمال الرقابية» وزيادة التوسع في المجالات الاقتصادية 
والتجارية» لكى تسد حاجة البلاد» ومواجهة الأزمات» والتغلب على المشكلات الناتجة من 
الطبيعة أو من البشرء خارجية كانت أو داخلية» فقامت الدولة بالاهتمام بإقامة الجسور والسدود 
وحفر الخلجان والترع؛ وقاموا ببناء البيمارستانات؛ واكتشفوا كثيراً من العلاجات والعقاقير» واهتموا 
باستصلاح الأراضي الزراعية» والصناعاتء وأنشئوا الأسواق» وعقدوا المعاهدات التجارية» وحموا 
الثغورء وحاربوا الغلاء» ومنعوا الرشوة» وأبطلوا المكوس» والضرائب» وحاسبوا المقصرين» 


وتحكموا في زمام الأمور ونهضوا بالحياة من كافة جوانبها وكانت الدولة المملوكية» قوة مستقلة 


-١58- 


ذات قيمة حضارية عظيمة؛ يشهد لها تاريخ العصور الوسطىء ليس في مصر والشام فحسب» 
بل في تاريخ الشرق الأدنى كله. 

التنوصيات: 

-١‏ الاستفادة من حل ومعالجة دولة المماليك للأزمات الاقتصادية طبيعية كانت أو بشرية. 

؟- استفادة الدول الحديثة من تاريخ الدول القديمة في مواجهة الأزمات وتفاديها عن طريق الاسترشاد 

”- العمل على تحسين الجهاز الإداري للدولة والمصالح الحكومية ورعاية شئون البلاد لما له من 
أهمية في تجنيب البلاد المخاطر. 

:- الاهتمام بكافة الأزمات التي تتعرض لها الدولة والأفراد» ووضع خطط مناسبة لعلاجها. 

5- تعليم طلاب المدارس على مر المراحل تاريخ دولة المماليك وغيرها من الدول لتحصيل الفوائد 
المستنبطة من التاريخ على مر العصور . 

5- تنفيذ دورات علمية لتعليم النشء في المدارس والنوادي والأماكن العامة طرق مواجهة وحل 
الأزمات. 

- الدراسة والبحث في الأزمات الاقتصادية تمثل إضافة ذات قيمة لدراسات الاتصال الحضاري 
للدولة ومواجهة الكوارث. 

/- ضرورة اعتراف الدولة بالأزمة والعمل على حلها ووضع خطة تتناسب مع نوع الأزمة فهذا في 


حد ذاته أولى خطوات مواجهة هذه الأزمة وغيرها من الأزمات. 


كت 


ملا حق الد رااسه 


ملحق رقم )١١‏ 
وفسترة 
أسماء السلاطين المماليك وفتر 
حكمهم 


عصمة الدين أم خليل شجر الدر الأرمينية 


المعز عز الدين أيبك 

المنضون نور 'الدين على بن أييك 

المظفر سيف الدين قطزالخوارزمي 

الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري 

السعيد ناصر الدين محمد بركة قان بن الظاهر بيبرس 
العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس 
المنصور سيف الدين قلاوون 

الأشرف صلاح الدين خليل 

الناصر محمد بن قلاوون 

العادل زين الدين كتبغا 

المنصور حسام الدين لاجين 

الناصر محمد بن قلاوون 

المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير 
الناصر محمد بن قلاوون 


المتضعوو: سف القوق أ كر يق التاصنن متحمد. دن فلدورون 


١615 


١١5ه.-١"هد‎ 


١١ لاه‎ 5٠ 


١١59-1١ /لاه‎ 


١75.-8 


١” 557لا‎ 


١” 704-11 


١775-5148 


١١59.148 


١798-9 


١١5955-١5 


١551-14 


١794-15 


١ ب‎ 


١؟١.5-١‎ 5 


١؟5:.--48‎ 


١52١-535٠ 


















































الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد ذ(4 8م٠١‏ 
الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد ١04--‏ 
الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد غ0١‏ 
سيف الدين شعبان بن الناأصر محمد ١١55-6‏ 
المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد ١" /- ١555‏ 
الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد ١١61-١511‏ 


الصالح صلاح الدين صالح بن الناصر محمد :هما 


الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد ١١51-١641‏ 


المنصور صلاح الدين محمد بن حاجي بن قلاوون ١١05-١ "5١‏ 


الأشترفع زيف الذون اشغيارة عن مسر مض حت ين فلانوة اقم حامر 
المتسكوح ,ع ف الخيزة ,علي كر قفا لم١‏ 


الصالح زين الدين حاجى مع لما 





١652 



































ملحق رقم (؟) 
ثبت المجاعات والأوبئة التي ألمت بمصر 
في عصر المماليك البحرية 


بلاقطات حل البجاعة أو الو باع المصدن أل المرجع 


غلاء ناتج عن قصور النيل» وأكل 
: المقريزي: السلوك» ج23 ص ه-ا؛ النويري: 
ه/هام الناس أوراق اللفت والكرنب وأوراق ظ 
1 نهاية الارب» ج23 ص 5ه-11. 
الول الأخضر. 


وقع في مصر وباء وكان أكثر | المقريزي: السلوك» ج7”. ص 87 ؛ العيني» عقد 


هام 
ضحاياه من النساء والأطفال. الجمان» جّ »)عدص 3 .١‏ 


توقف النهر عن الزيادة» ندج غلاء 
الذهبي: تاريخ الإسلام» 2 ١‏ صس “727 235؛ 

14ه- هه ومجاعة وعقب ذلك وباء شامل حتى 
المقريزي» السلوك» 2 "اس -55١‏ /517ء؛ 


/--115آام عجز الناس عن مواراة موتاهم وخلت 
العيني: عقد الجمان» جّ ".اس ©6/ا؟ حارلا ؟,. 


القري من سكانها 


8/مرو. .0 أفشت في الناس أمراض حادة» ولكن 
لم تتسبب في موت الكثيرينء | المقريزي: السلوك» ج ”"2) ص '"55؛ ابن 
وستتكي اخللة:قضلون ,اليل :والعلتم |اقطزية ادو ب عن 2 
يطنيعة: الهسان: 


5م أهبت رياحا سوداء وأعقبها مطر ثم 


الوباء بأرضن أسوان واسنا 


المقريزي: السلوك» ج ,2 ص كذاه. 
6للاه/ء 7 ام 5 7 ُ 1 
فشت الأمراض الكثيرة في مصرء» السيوطي: حسن المحاضرة» ج23 ص ات 
وقل إن سلمت منه دار» ولعن كان ابن الوردي: تاريخ ابن الوردي» ج25 ص 
المرض سليماً والموت قليلاً. كا 





-١6ه6‎ 

















بلاقطات حل البجاعة أو الو باع المصدن أل المرجع 


تفشى الوباء بمصرء ووصفه ابن |[ ابن أييك: كنز الدررء ج 8 صا ره" - 
اهام ا : ِ 
أيبك بأنه كان يسيرا. 4 , 
توقف النهر عن الزيادة ونج غلاء 
المقريزي: السلوك» 2 ؟'ءا سس .50١01١-1١55‏ 
كعلامة كام | 1 اليوسفي: نزهة الناظرء ص 794 -١1."؛‏ ابن 
وان نفع .لفون الأتزاة. تياد 
الجزري: تاريخ» جُ "ود ص 8165 - 16م, 
الفقراء وكتب بجلب الغلال من الشام. 


حدث غلاء فئ مصرء» وحدث غلاء المقريزي: السلوك» ج »ا ص ه” ”5 ابن 


ممائل في حلب أيضاً. الوردي: تاريخ» ص 7717. 


لاه" 5 ام 


الفناء الكبير أو الوباء الأسود وهو ابن الوردي: التاريخ» 8 ,2 ص 5 ابن 
وباء شمل كل أرجاء الكرة الأرضية | كثير: البداية» ج ١5‏ ص ١55؛‏ المقريزي: 
لزحف بعض الأمراض الوبائية من || السلوك» ج 54» ص ١م‏ -١8/؛‏ ابن قاضي 
4ه :"ام 0 1 
مشارق أسيا غربا تجاه مصر |[إشهبة: التاريخ» ّ ١‏ ص ١ه‏ - ”55ه؛ ابن 
وأوروبا وهلك أعداد مهولة من |إحجر: بذل الماعونء ص ١"5؛‏ المقريزي: 
المخلوقات. السلوك» جُ 20 ص 0 
ِ ابن تغري: النجوم» ج230 ص ١١5؛‏ ابن 
انتشر الوباء بالقاهرة واستمر قائمآ 
هام بالبلاد حتى عام ”5/اه ومات فيه 0 
5 ج ١‏ ص 78١؛‏ ابن شاهين» نيل ج »2١‏ ص 
كثير من الآعيان. 
ال ار 
فشت الطواعين والأمراض الحادة | المقريزي: السلوك. ج 5. ص 77 ١؛‏ السخاوي» 
هام بالناس في القاهرة ومصر وعامة | الذيل» جح ١‏ ص ,.١55‏ ابن فاضي شهبة: 


الوجه البحري. التاريخ» ج ؟2» ص 550-49 





ملاحظات :حول المجاعة أو الواناء المضدن أو المرجع 


1١655 

















ام 


ه/الاه/ 1177 ام 


كلالاه/ 17 ام 


/الالاه/ 1/5 ام 


ااه 1/1 ام 


ااه ام 


الوباء الرهيب في القاهرة 


ومصر حيث بلغ عدد الموتى يومياً 


انتشر 


أكثر من مائة نفس واستمر كذلك 
حوالي أربعة أشهر. 

توقف النهر عن الزيادة واستسقي 
الناس و مات عدد كثير من ذوات 
الأربع وفشت الأمراض في 
الإسكندرية والمناطق المجاورة لها. 
حدثت مجاعة في مصرء وصاحبها 
انتشار الوباء وخاصة في أغنياء 
الناس» وقدر عدد ضحايا هذا الوباء 
في هذا الشنهن 6+6 شتخضن يومياً. 
حدث غلاء بالشام ولجأ الناس إلى 
أكل الميتة والقطط والكلاب ويقال أن 
البعض باع أولاده وافتقر خلق كثير 
وتلى ذلك انتشار الوياء. 

انتشر الوباء في مصر واستمر طول 
العام ومات في هذا الوباء أعداد 
كبيرة من الناس. 

أهلت والأمراض في الناس فاشية 
فتزايد الوباء ومات خلق كثير من 


الناس بالطاعون. 


 ١هال-‎ 


المقريزي: السلوك» جَ :»م ص 5١5؛‏ ابن تغري 
بردي: النجوم» جَ ١م‏ صسص "8ه؛ السخاوي: 
الذيل» ج ,2 ص /1 7" ابن شاهين: نيل 


الأملء ج ١‏ ص 418. 


ابن فاضي شهبة: التاريخ» ج "يدص 25556؛ 
المقريزي: السلوك» ح :»ء ص672""؛ ابن 
شاهين: نيل الأمل» جُ ؟يىءص .١1١1‏ 

المقريزي: السلوك» جَ خ» صس "5/5 الا ؟؛ 


السخاوي: الذيل» ج20 ص ا ابن قاضي 


شهبة: تاريخ» 2 ")مص /ا5: حد.هة. 


المقريزي: السلوك» جَ 26 ص 515 


المقريزي: السلوك» جُ 5 ص "١‏ 


المقريزي: السلوك» 8 5 ص ا" 




















بلاقطات خؤل البجاعة أو الو باع المصدن أل المرجع 


تفشى الوباء فى مدينة الإسكندرية 
7 المقريزي: السلوك» 2 5 ص ؛ ابن حجر: 
هام وكان يموت كل يوم حوالى ١6٠‏ 8 

أنباء الغمر» جا ص5١5.‏ 

إنسان. 
المقريزي: السلوك» ج 5 ص ١‏ ١٠٠؛‏ ابن 
حجر: إنباء الغمر» ج 2 ص 5١‏ ابن 
العراقي: الذيل» جج ,2 ص كمةه؛ ابن شاهين: 


نيل الأمل» ج ”ء ص 175. 


8اه/١18م‏ أأمره وقدر عدد الموتى يوميا بحوالي 


© رخفن تومن : 


وقع الغلاء بمصر وارنفعت الأسعار ابن حجر: إنباء الغمر» ج ١مر‏ ص ”5ه5؛ 
5ه ام ووقع الطاعون بدمشق حتى قارب |المقريزي: السلوك» جح ه2) ص 5"!١؛‏ 


عدد الموتي 6٠‏ نفس. السيوطي: حسن المحاضرة» ج"2» ص 011 





١58 











قائمة المصادر والمراجع 


أولاً: قائمة المصادر باللغة العربية: 
« ابن أل أصيبعة: لضي العباس أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي (ت 55/1ه/5؟"١ام)‏ 
-١‏ عيون الأنباء في طبقات الأطباء» “” ج. تحقيق عامر النجارء ط!١.ء‏ الناشر: دار المعارف 
القاهرة 1535١م.‏ 
« ابن أبي الفضائل: مفضل ابن العسال المصرى القبطى (ت 751/089 ١م)‏ 
؟- النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميدء ج١»‏ تحقيق محمد كمال الدين عز الدين» 
طاء الناشر دار سعد الدين» دمشق سورياء د ت 
« ابن الأثير: أبي الحسن على ابن أبي الكرم محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني (ت سنة 
١ه‏ *آام) 
“- الكامل في التاريخ» ١اج.‏ تحقيق: أبو الفداء عبد الله القاضي» وراجعه وصححه محمد يوسف 
الدقاق عدد المجلدات ».١١‏ طعء الناشر: دار الكتب العلمية»ء بيروت لبنان»ء سنة 
5 ١ه/”١٠٠م.‏ 
« الأصفهاني: أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد (ت سنة 191هه/١١٠1م)‏ 
5 - الفتح القسي في الفتح القدسي» ١‏ 6 الناشئر دار المنار» سنة 65آم. 
« ابن اياس: محمد بن أحمد: (ت ١٠97ه/؟15١م)‏ 
5- بدائع الزهور في وقائع الدهور. 0006 تحقيق محمد مصطفى» طاء الهيئة المصرية العامة 
للكتاب» القاهرة» سنة 45 ام. 
« ابن أيبك: أبو بكر بن عبد الله ابن أيبك الدوادارى: (ت4 5/اه/؟5١)‏ 
5- كنز الدرر وجامع الغررء 8 ج» تحقيق بيرند راتكه-إدوارد بدين-محمد السعيد جمال الدين- 
جونهيلد جراف- - دوروتيا كرافولسكي-صلاح الدين المنجد- أولرخ هارمان-هانس روبرت 
رويمر- سعيد عبد الفتاح عاشور» الناشر: عيسى البابي الحلبي» القاهرة (505١ه‏ 2 


1/5 ام). 


اب 


« ابن بطوطة: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الطنجي (ت5/الاه/ 117 7١ام)‏ 
-٠‏ رحلة ابن بطوطة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفارء ١ج»‏ تحقيق محمد عبد 
المنعم العريان _ مصطفى القصاصء ط!. الناشر: دار إحياء العلوم - بيروت لبنان» سنة 
النشر: 51 ١ه/9/1١م.‏ 
« بيبرس المنصوري: ركن الدين بيبرس المنصوري الناصري الدوادار المصري (ت 5؟“/اه/؛177١م)‏ 
- التحفة الملوكية» تحقيق دكتور عبد الحميد صالح حمدان» ط١»‏ الناشر الدار المصرية اللبنانية 
سنة 917١م‏ 
1- مختار الأخبارء تحقيق دكتور عبد الحميد صالح حمدان» ط »١‏ الناشر الدار المصرية اللبنانية 
سنة (*١5١ه/197١م).‏ 
« ابن تغري بردى: جمال الدين أبو المحاسن الأتابكي (ت 14/ه - 1١47١‏ م) 
-٠‏ النجوم الزاهرة» ١١‏ ج. الناشر: وزارة الثقافة - دار الكتب القاهرة سنة النشر: ١581‏ - 
و" 
-0١‏ حوادث الدهور في مدى الايام والشهورء تحقيق محمد كمال الدين عز الدين» ” ج.: 
ط ١‏ الناشرء دار عالم الكتب» سنة 5١9١(‏ ١ه‏ / ٠119م).‏ 
٠‏ ابن جبير: محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسيء أبو الحسين (ت 54١51ه/17١؟1م)‏ 
5- رحلة ابن جبيرء ١ج»:‏ ط١.ء‏ الناشر: دار صادر- بيروت. 
« ابن الجزري: شمس الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الجزري (ت 7”/اه/71١ام)‏ 
-١‏ تاريخ ابن الجزري (حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه) 
١ج‏ تحقيق دكتور عمر عبد السلام تدمري» ط »١‏ الناشر: المكتبة العصرية - صيدا 


بيروت» سنة 5١9‏ ١ه‏ ١م.‏ 


1 د انه 


« ابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن على بن الجوزي (ت 551ه/١٠٠1م)‏ 
-١ 5‏ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» ١‏ ج»: تحقيق محمد عبد القادر عطا - مصطفي عبد 
القادر عطاء ط ”, الناشر دار الكتب العلمية بيروت - سنة: 5١5‏ ١هاره‏ 55 ١م.‏ 
« ابن حبيب: بدر الدين الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر (ت 5/الاه/ 1107 7١م)‏ 
5 - تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه» "' ج» تحقيق: د. محمد محمد أمين» - الناشر: الهيئة 
المصرية العامة للكتاب - مركز تحقيق التراث» سنة 3/7١م.‏ 
« ابن حجر: أبو الفضل أحمد بن على بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (ت؟85ه/8: ؛ ١م)‏ 
-١5‏ إنباء الغمر بأبناء العمر» 4 ج» تحقيق دكتور حسن حبشيء الناشر: تصوير لجنة إحياء 
التراث الإسلامي» مصر سنة النشر: 15/5١ه/155١م.‏ 
-١‏ الددر الكامنة» 4 ج. الناشر: دائرة المعارف العثمانية» حيدر آباد» تصوير إحياء التراث 
العربي» د ت. 
- بذل الماعون في فضل الطاعونء» تحقيق الكاتب أحمد عصام عبد القادر الناشر دار 
العاضمة الزياظن» كته 
»ابن الحمصي: أحمد بن محمد بن عمر الأنصاري. (ت 9174ه/17؟5١م)‏ 
4- حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران» ” ج» تحقيق عبد العزيز فياض حرفوشء ط 2١‏ 
الناشر دار النفائسء بيروتء لبنان» سنة 57١(‏ اه 53٠٠١‏ م). 
«ابن خلدون: ولى الدين عبد الرحمن بن محمد (ت 8/١٠86ه/ه٠١:١م)‏ 
-٠‏ مقدمة ابن خلدون» " ج. تحقيق عبد الله محمد الدرويش». ط١.ء‏ الناشر دار يعرب سنة 
آم 
« ابن خلكان: أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (ت١5711ه/؟١158م)‏ 
-١‏ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» 4 ج» تحقيق إحسان عباسء الناشر دار صادر بيروت 
سنة 19177١م.‏ 
« الدويهي: اسطفان بن ميخائيل بن موسي (ت 8١١١ه/:١٠7١م)‏ 
-١ ١‏ تاريخ الأزمنة» تحقيق بطرس فهدء الناشر دار لحد بيروت لبنان 915١م‏ 
٠‏ الذهبي: شمس الدين أبى عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 48 /اه/ 47 7١م)‏ 


-1١515- 


37"- سيرا اعلام النبلاء.» ه٠5‏ 6 تحقيق الدكتور بشار عواد معروف» ط .».١١‏ دار النشرء مؤسسة 
الرسالة - بيروت سنة 5١م‏ ا١ة١اه.‏ 
+ دول الاسلام» 'جء تحقيق حسن اسماعيل مروة ومحمود الأرناؤوط» طق دار صادر بيروت» 
مرق قواة او 
ه- تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام» ,6 ج262 تحقيق الدكتور بشار عواد معروف» 
الدكتور عمر عبد السلام تدمري» ط 2 دار الغرب الاسلامي سنة ١٠75م‏ - ١ه‏ 
5- العبر في خبر من عبر» َ ج» تحقيق ابو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلولء دار الكتب 
العلمية بيروت سنة: 5٠5‏ ١ه‏ - 586١م‏ 
« ابن سباط: حمزة بن احمد بن عمرء ا(ت بعد سنة 9575ه/١55١ام)‏ 
/اا - تاريخ ابن سباطء ” ج62 تحقيق عمر عبد السلام تدمري» ط »١‏ الناشر: جروس بريس 
ه53 ام. 
ه السبكي: تاج الدين عبد الوهاب (ت ١/ا/اه/1859١م)‏ 
- معيد النعم ومبيد النقم» ١‏ ج22 ط »١‏ الناشر مؤسسة الكتب الثقافية بيروت لبنان سنة 75 ام. 
« السخاوي: شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد (ت؟5١35ه/555١م)‏ 
4 الذيل التام على دول الاسلام» ” ج» تحقيق دكتور حسن اسماعيل مروة» ومحمود الأرناؤوط: 
ظااه القاشرن يمكنة الغوونة الكريكت وذان أيخ التمناد هروك للقاق كه 15 ا 
-٠٠‏ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» ١١‏ ج:ء الناشر: دار الجيل - بيروت (تصوير عن مكتبة 
القدسي بالقاهرة سنة 5757١ه)‏ سنة النشر: 5١‏ ١ه‏ -1115م. 
-١‏ التبر المسبوك في ذيل السلوك» 5 ج22 تحقيق : نجوى مصطفى كاملء» لبيبة إبراهيم مصطفى» 
الناشر» دار الكتب والوثائق القومية» القاهرة» 2 ١ه/؟.‏ 3 م. 


١515 


« السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي أبو الفضل (ت ١١9ه/ه١5١م)‏ 
5"- حسن المحاضرة» ١‏ ج» تحقيق» محمد أبو الفضل إبراهيم» ط١.ء‏ الناشر: دار إحياء الكتب 
العربية - عيسى البابي الحلبي سنة (/5481١ه/971١م).‏ 
٠‏ أبي شامة: شهاب الدين عبد الرحمن بن اسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي الدمشقي 
الشافعي. المتوفي سنة (555ه/55؟١م).‏ 
7”39- الروضتين في اخبار الدولتين النورية والصلاحية» 5ج تحقيق إبراهيم شمس الدين» طاقء 
الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان» سنة (؟5575١ه/؟١٠5م).‏ 
« ابن شاهين: زين الدين عبد الباسط بن خليل (ت١٠57ه/؛‏ ١5١م)‏ 
- نيل الامل في ذيل الدول» 4 ج2 تحقيق دكتور عمر عبد السلام تدمري» طاء الناشر المكتبة 
العصرية صيدا بيروت» سنة 67١‏ ١ه/؟.‏ 0 "'م). 
« ابن شداد: يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصليء. (ت ؟١5ه/؛١١م)‏ 
5 النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية (سيرة صلاح الدين الأيوبي)» ١‏ ج» تحقيق جمال الدين 
الشيال» ط ”2 الناشر: مكتبة الخانجي» القاهرة» سنة 65١51١ه-‏ 4 ام. 
« شيخ الربوة: شمس الدين ابو عبد الله محمد بن أبى طالب الدمشقي (ت سنة 1؟/اه/5؟7١م)‏ 
6ام. 
«ابن صصري: محمد بن محمد ( دت) 
17"- الدرة المضيئة فى الدولة الظاهرية. ج20 تحقيق خيري الذهبي» طاء الناشر الهيئة السورية 
العامة للكتاب» سنة 8١٠7م.‏ 
« الصقاعي: فضل الله بن أبي الفخر الكاتب (النصراني) (ت5؟/اهاره؟7١م)‏ 
- تالي كتاب وفيات الأعيان» تحقيق: جاكلين سوبلة - منشورات المعهد الفرنسي بدمشق 
للدراسات العربية - دمشق 9175١م.‏ 
« ابن الصفدي: صلاح الدين خليل بن أيبك (ت 4 5/اه/؟51”١م)‏ 
- أعيان العصر وأعوان النصرء 5 ج» تحقيق دكتور على أبو زيدء نبيل أبو عشمة» محمد 
موعد» سالم محمدء طق الناشئر دار الفكر. دمشق نة (514١ه/48‏ 11 ١م).‏ 


1 


« الصيرفي: الجوهري على بن داودء (ت٠٠95ه/؛ة‏ 49 ١م)‏ 
-٠‏ نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان» تحقيق حسن حبشيء الناشر دار الكتب سنة 
ا 
« الطبري: ابو جعفر محمد بن جرير (ت١٠١":ه/77ام)‏ 
-١‏ تاريخ الرسل والملوك» ١١‏ ج.» طبعة دي جويه ءزءه6 ع5 (ليدن .)١1830/1١/1/5‏ 
« ابن طولون: شمس الدين محمد بن على بن أحمد بن على (ت 951ه5؛ 5١م)‏ 
؟4- اللمعات البرقية في النكت التاريخية» الناشر مكتبة القدسي والبدير دمشق سنة /15١ه‏ 
47- ضرب الحوطة على جميع الغوطة» ج ". ج 5» تحقيق الدكتور محمد أسعد طلسء الناشر: 
مجلة المجمع العلمي العربي» (55١١ه‏ 155١م).‏ 
5 ؛- مفاكهة الخلان في حوادث الزمان» تحقيق خليل المنصورء ط١».‏ الناشر دار الكتب العلمية 
بيروت سنة /3157١م.‏ 
ابن عبد الظاهر: محي الدين» (ت 5557ه/؟155م) 
5- تشريف الايام والعصور في سيرة الملك المنصور تحقيق مراد كامل - محمد على النجارء 
الناشر الشركة العربية للطباعة والنشرء الرياض سنة ١1175١م.‏ 
7- الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهرء ط »١‏ تحقيق ونشرء عبد العزيز الخويطرء الرياض 
سنة 197١ه‏ -11175ام. 
« ابن العراقي: ولى الدين أبو رُرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن إبراهيم 
الكردي المهراني القاهري (ت ١857ه/١17١م)‏ 
4- الذيل على العبر في خبر من عبرء " ج» تحقيق صالح مهدي عباسء ط »١‏ الناشر مؤسسة 
الرسالة بيروت لبنان» سنة 5٠05‏ ١ه/989١م.‏ 
« العليمي: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي الحنبلي: أبو اليمن. مجير الدين (ت 
ه11 1وكآمم) 
- الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل» ” ج» تحقيق: عدنان يونس عبد المجيد نباتة» ط 2١‏ 


الناشر: مكتبة دنديس - عمان سنة النشر (١٠55١ه/599١م).‏ 
شر يبس ن م 


1١156 - 


« ابن العماد الحنبلي: شهاب الدين أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الدمشقى 
الحنبلي, (ت 848 اهما /اكام) 
48- شذرات الذهب في أخبار من ذهبء. ٠١‏ ج. تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط - محمود 
الأرناؤوط؛ ط١»ء‏ الناشر دار ابن كثير دمشق بيروت سنة 5٠١‏ ١ه‏ /1383١م.‏ 
« العيني: بدر الدين محمود (ت ه858/ه/١ه؛١ام)‏ 
- عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان (عصر سلاطين المماليك)» © ج» تحقيق: محمد محمد 
أمين» الناشرء دار الكتب والوثائق القومية القاهرة ١٠١٠م.‏ 
« ابو الفدا: عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد الملك المؤيدء (ت ؟"/اه/١771ام)‏ 
-١‏ المختصر في أخبار البشرء ؛ج: ط١.ء‏ الناشر: المطبعة الحسينية المصرية» دت. 
« ابن الفرات: ناصرالدين محمد بن عبد الرحيم بن الفرات (ت 1١٠/ه/ره١٠:١م)‏ 
؟5- تاريخ ابن الفرات» 4 ج» تحقيق دكتور قسطنطين زريقء الناشر المطبعة الأميركانية بيروت 
لبنان سنة 13157١م.‏ 
« ابن فضل الله العمرى: شهاب الدين احمد بن يحي (ت5؛ /اه/1 4 ”١م)‏ 
5- مسالك الابصارء ١7‏ مجلدء تحقيق كامل سلمان الجبوريء الناشر دار الكتب العلمية بيروت 
لبنان ١5317١ام.‏ 
« ابن قاضي شهبة: تقي الدين أبي بكر بن أحمد بن قاضي شهبة الدمشقي (ت١851ه//,؛‏ ؛ ١م)‏ 
4- تاريخ ابن قاضي شهبة» 5 ج» تحقيق: عدنان درويشء» نشر: المعهد العلمي الفرنسي 
للدراسات العربية دمشق سنة 3195١م.‏ 
« القلقشندي: أبو العباس أحمد (ت ١؟85ه/8١4١م)‏ 
هه- صبح الأعشىء. 4 ١‏ ج. دار الكتب العربية المصرية (0٠5؟١ه/377١م).‏ 
« ابن كثير: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (ت ؛ /الاه/7171١ام)‏ 
7- البداية والنهاية»ء ١١‏ ج» تحقيق حسان عبد المنان» الناشرء بيت الأفكار الدولية» سنة 
4م وتحقيق على شيريء» ط »١‏ دار إحياء التراث العربي سنة 18/8 ١م.‏ 
« المقدسي: أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت ١٠7"ه/.15م)‏ 
/اه- أحسن التقاسيم» ط 7. مكتبة مدبوليء القاهرة 51١١‏ ١ه‏ - 19917م. 


-1١151- 


« المقريزي: تقى الدين احمد بن على توفى (5 5ه /7؛؛ ١م)‏ 
- السلوك لمعرفة دول الملوك» 4 ج» تحقيق محمد مصطفى زيادة» ط". الناشر الهيئة العامة 
للكتب القاهرة 175١مء‏ وتحقيق محمد عبد القادر عطاء 8 جء ط١‏ الناشر دار الكتب العلمية 
الطبعة الأولى بيروت 3317١م.‏ 
8- المواعظ والاعتبار (الخطط المقريزية)» ” ج: تحقيق محمد زينهم - مديحة الشرقاوي مكتبة 
مدبولي دار الأمين بالقاهرة الطبعة الاولى سنة /93١م.‏ 
٠‏ درر العقود الفريدة» ؛ ج» تحقيق محمود الجليلي» ط١.ء‏ الناشر دار الغرب الإسلامي سنة 
(575١ه/١٠٠م).‏ 
-0١‏ اغاثة الأمة بكشف الغمة» تحقيق كرم حلمي فرحات؛. ط١.‏ الناشر عين للدراسات والبحوث 
الانسانية والاجتماعية» سنة 1١٠٠٠م.‏ 
« ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد ابن مكرم (ت ١١/اه/١1١7١م)‏ 
5- لسان العرب» 5 ج: ط١.ء‏ الناشر: دار المعارف القاهرة . 
« النعيمي: عبدالقادر بن محمد النعيمي الدمشقي (ت /917ه/١٠7٠هام)‏ 
5- الدارس في تاريخ المدارس: ” جء تحقيق إبراهيم شمس الدين» ط١ء‏ الناشر دار الكتب 
العلمية بيروت لبنان سنة 59١(‏ ١ه‏ - ٠115م)‏ . 
« النويري: شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري (ت”/اه/؟”7١ام)‏ 
5- نهاية الأرب» 77 ج.» تحقيق نجيب مصطفى فواز وحكمت كشلي فواز وابراهيم شمس الدين 
وعلى بو ملحمء ط١.‏ الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان سنة 5 ١٠٠م.‏ 
« الهمذاني: رشيد الدين فضل الله (114/اه/7١7١م)‏ 
5"- جامع التواريخ (تاريخ المغول) ٠‏ ج. راجعه يحيي الخشاب نقله إلى العربية محمد صادق - 
محمد موسي هنداوي - فؤاد عبد المعطيء الناشر دار احياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي 


القاهرة د.ت. 


- ١1ا/-‎ 


« ابن واصل: جمال الدين محمد ابن سالم (ت 551ه/91؟١م)‏ 
57 مفرج الكروب في أخبار بنى أيوب» ه ج» تحقيق: جمال الدين الشيال» حسنين محمد ربيع - 
سعيد عبد الفتاح عاشورء الناشر: دار الكتب والوثائق القومية - المطبعة الأميرية سنة النشر: 
١”‏ لاه ؟١.,‏ 
« ابن الوردي: زين الدين عمر بن مظفر (ت5:/اه//؛:”١م)‏ 
17"- تاريخ ابن الوردي» ١‏ ج.» ط .١‏ الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت لبنان» سنة /1١51١ه‏ - 
0 
« اليافعي: أبو محمد عفيف الدين عبد الله بن أسعد بن على بن سليمان (ت 58/اه/755١م)‏ 
- مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان» ؛ ج» وضع حواشيه: خليل 
المنصورء ط١.ء‏ الناشر: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان ١9151 - ه١ 51١17‏ م. 
« ياقوت الحموي: شهاب الدين أبى عبد الله البغدادي الرومي (ت 5575ه/1/؟١؟1م)‏ 
4- معجم البلدان» 5 ج. الناشر دار صادرء بيروت (11917ه/937١م).‏ 
« اليوسفي: موسي بن محمد بن يحيىء (ت 5ه/اه/اه؟١م)‏ 
- نزهة الناظر في سيرة الملك الناصرء تحقيق دكتور أحمد حطيطء. ط١ء‏ الناشر دار عالم 
الكتب بيروت سنة 5٠5‏ ١ه//9/85١م.‏ 
« اليونينى: قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد اليونيني (ت 5؟/اه/ره؟7١م)‏ 
-١‏ ذيل مرآة الزمان» " ج» تحقيق حمزة أحمد عباسء» ط١.ء‏ الناشر المجمع الثقافي هيئة أبو 
ظبي للثقافة والتراث الامارات العربية المتحدة 7١٠5مغ‏ و أيضاً ط5, الناشر: دار الكتاب 
الإسلامي» القاهرة 51١54١ه‏ - ١19197‏ م. 


> 


ثانيا: قائمة المراجع باللغة العربية: 
« أباظة: فاروق عثمان (دكتور) 
1 اكز :عكر القجارة اتغالنية' إلى :رأنن الجاع (الضناله الفرقالسافين ' حفط 0 لفان قال 


المعارف القاهرة ناد 


-1١168- 


« أحمد: أحمد عبد الرازق (دكتور) 
؟- البذل والبرطلة زمن سلاطين المماليك دراسة عن الرشوة» الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب 
سنة 917/9١م.‏ 
« بدوى: عبد الرحمن (دكتور) 
- مناهج البحث العلمي» ط", الناشر وكالة المطبوعات شارع فهد السالم الكويت سنة 517١م.‏ 
«أبو الحب: جليل (دكتور) 
5 - الحشرات الناقلة للأمراضء عالم المعرفة» الكويت» ١91/87‏ م. 
« الحريري: محمد عيسي ( دكتور ) 
ه- تاريخ المغرب الاسلامي والاندلس» ط ١ء‏ سنة 1/85١م»‏ طأء سنة النشر 117١م‏ الناشر دار 
القلم» الكويت . 
5- الدولة الرستمية» ط”. الناشر دار القلم» الكويت» سنة 941١م‏ 
« الحميديء الحديدي: فتحي سالم - فائز على بخيتء. (دكتور) 
ا- جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العصر المملوكي تفسير جديد. 
الطبعة الاولى 576 ١ه/؛‏ ١١ام.‏ 
« خليل: نور الدين خليل (دكتور) 
8- شجرة الدرء الناشر دار الكتب العربية 5 ١٠5م.‏ 
« دويدري: رجاء وحيد (دكتورة) 
4- البحث العلمي» أساسياته النظرية وممارسته العلمية» ط١.‏ الناشر دار الفكر دمشق سنة 
١اهمء٠٠آم.‏ 
« رمزي: محمد (مفتش سابق بوزارة المالية) 
-٠‏ القاموس الجغرافي للبلاد المصرية» الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 995١م‏ 
« سرور: محمد جمال الدين (دكتور) 


.ه١١51//١5‎ 151 دولة بنى قلاوون في مصرء الناشر دار الفكر العربي القاهرة‎ -١ 


سه 


٠‏ السرجاني: راغب ( دكتور) 
- قصة الحملات الصليبية » ج١»‏ دت 
« سعداوي: نظير حسان (دكتور) 
-١‏ صور ومظالم من عصر المماليكء الناشر مكتبة النهضة العربية القاهرة سنة 3175١م.‏ 
« أبو سمور: حسن, والخطيب: حامد (دكتور) 
15- جةغرافية الموارد المائية» ط١ء‏ الناشر دار صفاء للنشر والتوزيع مدينة عمان سنة 
4/1 1أم. 
« الشربيني: البيومي إسماعيل (دكتور) 
5- النظم المالية في مصر والشام عصر سلاطين المماليك» الناشر الهيئة المصرية العامة 
للكتاب» القاهرة» 3157١م.‏ 
« الشرقاوي: محمد عبد الله (دكتور) 
5- مناهج البحث والتفكير العلمي.ء ط"١.‏ دار الثقافة العربية القاهرة مكتبة الأنجلو القاهرة 
5 
« الشيال: جمال الدين (دكتور) 
- تاريخ مصر الإسلامية» دار المعارفء القاهرة 377١م.‏ 
« الصلابي: على محمد ( دكتور) 
- موسوعة الحروب الصليبية » 5ج» ط١.ء‏ الناشر مكتبة الايمان» سنة 7٠٠١5‏ م . 
8- قطز ومعركة عين جالوت» ج١»‏ ط١ء‏ الناشر مؤسسة اقرأء سنة 9١٠٠م‏ . 
« طرخان: إبراهيم على (دكتور) 
٠‏ النظم الإقطاعية في الشرق الأوسط في العصور الوسطىء الناشر دار الكاتب العربي 
للطباعة والنشر القاهرة //1١1ه/15/8‏ ام. 
« طقوش: محمد سهيل (دكتور) 
-١‏ تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام»ء ط »١‏ الناشر دار النفائس» بيروت» سنة 


0م 


اناك 


« عاشور: سعيد عبد الفتاح عاشور: (دكتور) 
5- العصر المماليكى في مصر والشامء طاء النهضة العربية» القاهرة» 955١م2»‏ طاء 
115ام. 
7- مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك» دار النهضة العربية» بيروت. 5177١م.‏ 
4 "- المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك» دار النهضة العربية» 3197 ١م.‏ 
« العبادي: أحمد مختار العبادي (دكتور) 
5- قيام دولة المماليك الأولى في مصر و«الشامء الناشر دار النهضة العربية» بيروت 
5 ١ه/"18ام.‏ 
٠‏ عيسى: أحمد عيسى بك (دكتور) 
75- تاريخ البيمارستانات في الإسلام. ١‏ ج: ط١ء‏ الناشر: دار الرائد العربي» سنة النشر: 
١‏ هم١18ام.‏ 
« قاسم: قاسم عبده قاسم (دكتور) 
1"- النيل والمجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك» ط١»‏ الناشر دار المعارف القاهرة: 
سنة 19178م. 
- - التاريخ السياسي والاجتماعي عصر سلاطين المماليك؛ دار الشرق ط ١‏ سنة 9135١م.‏ 
« قاسم: محمود (دكتور) 
8- المنطق الحديث ومناهج البحث؛ ط". الناشر مكتبة الأنجلو المصرية» القاهرة سنة 557 ١م.‏ 
« لابدوس: ايرا (دكتور) 
- مدن اسلامية في عهد المماليكء نقله إلى العربية دكتور على ماضيء ط ”, الناشر الاهلية 
للنشر والتوزيع بيروت لبنان سنة /51/17١م.‏ 
« محسوب, وأرباب» محمد صبري محسوب. ومحمد إبراهيم أرباب (دكتور) 
-١‏ الأخطار والكوارث الطبيعية الحدث والمواجهة معالجة جغرافية» دار الفكر العربيء القاهرة؛ 


.مما56١ءمها‎ 0 


ع 1 


« محمد: صبحي عبد المنعم (دكتور) 
-١‏ سياسة المغول الايلخانيين الناشر دار العربي القاهرة ١١٠٠م‏ 
« محمود: على السيد على (دكتور) 
737- الفناء الكبير والموت الأسودء المجلة التاريخية المصرية» 5/85١م.‏ 
« محمود: منى حسن أحمد ( دكتور ) 
64 قاعدة ذريوكة .وذؤرها أفى الجهاذ ضد الفقرنحة:ظ(ء الناشن.مؤسسة عين للدراسات والبحوث 
الانسانية والاجتماعية» القاهرة» 19519 ام 
5- أساسيات علم الحشرات» ط »١‏ دار الفكر العربيء القاهرةء ١575‏ ه / 7٠١5‏ م. 
ه مصطفى وآخرون. إبراهيم مصطفىء. أحمد الزيات: حامد عبد القادرء محمد النجار. 
1 المعجم الوسيطء تحقيق: مجمع اللغة العربية» طءء الناشر: مكتبة العروبة الدولية سنة 
: 58 'م. 
« مصطفى: نادية محمود (دكتورة) 
“- العلاقات الدولية في التاريخ الإسلامي»ء طاء الناشر دار البشير القاهرة سنة 
55 ١اهره١١٠م.‏ 
ثالثا: المواقع الإلكترونية: 
.1ع .20211312012120 1ط // :مط 


؟ا- موقع ندوة إدارة الكوارث: 
8 12011112.5077. 15] 01535 //: خط 
”- موقع منظمة الإغاثة الإسلامية باليمن عبر العالم ومشروع مواجهة الكوارث وادارتها بالدفاع 


المدني» فعاليات البرنامج التدريبي» وزارة الداخلية, اليمن: 


ماع ماع 011/57 ركع تلك عط را /عمط كع لاع 1-عتلمطة [15//:دماخط 


- ١/5 


- الدليل المرجعي للشباب العربي في مجال الحفاظ على البيئة» جامعة الدول العربية» المنظمة 
الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة» برنامج الأمم المتحدة للبيئة» سبتمبر- 7٠١5‏ م. 
رابعاً: المراجع الأجنبية: 
عل علوكنه5- معتصةمصمعظط «متكتامت”آ ختده غولاء0آ[ توعصفلاءء15ا8 :8 .#مغطعة -1 
28 ,ألعء]1 عتلنآ صنانا ومممعمة دوذ معنترزه]/8 نك ص5 12 ج عمو :]1 
آه لفصعتده[) ,(1966 بتامعده/8 عأمروظ ده ععلناه[صداة دعا غعمتل-لة طقلد5 كنآ 
بمعلاعآ 1 تدم ,11 .1آها غمعهم0 عط آه «جتمعئتط لمكه5 لصه عتسسمصمعءظ عط 
.(1969 
تعد مأكعكة تمقغتلنا! علناهأصدالا عط اسه نتن مستاوما8 عغط1' :0آ ,دملوتوة -2 
.311-29 .مم ,1968 ,بصع لدكتاطء[ ,2 .(1.4.5.81]) 
1655م اتوت كتصنا وماععملوط) زؤأمدظ عل2/00 عط صذ طتمعل عاعهاط عط]' :و1ه12 -3 
«(1979 
(1968 بطغتععود8 .و[ه17 2) وعطوعكة .دع تتةصصمتء01] عتتتة اأمعصع ام مناد :11 .:وده10 -4 
عولةتطصسوت) ر,ععوث 1110016 ععتمآا عطا صذ حعقتن مستاوما8 :21 .1 ,وسلامة] -د 
.(1984 ,تالومع عتمنا 
.5 ,21150177 علنلصدة/ط! صا غصتمم عصتصسحق نث ,تدمصدهع.] -6 
عط صذ أمظ عدعاط عط ممه 1 ,دمتدطتود8 صغغلن5 غمرووظ آه دمئآ عط"!' :.2 ,تتمذمط]' -7 


2 دهلدمآ توتتطصعه طغمع ع ختط 


- ١/59 


ملخص الدراسه باللعه 
العربيه 


ملخص الدراسة 

قسمت الدراسة إلى مقدمة وتمهيد أربعة فصول رئيسية وخاتمة: 

في التمهيد: بينت الدراسة أهمية فترة حكم المماليك؛ ومسميات الدولة المملوكية؛ وأسماء 
السلاطين؛ ثم نبذة شاملة عن نظام الدولة المملوكية السياسيء والاقتصاديء والإقطاعيء والعلمي» وأهم 
التعريفات التي قالت بها المؤسسات والمنظمات العالمية لمفهوم الأزمة الاقتصادية في النظم الحديثة» 
وتوصلت لنتيجة مفادها أن معظم هذه الكوارث مردها إلى العقوبة الإلهية لبني الإنسان جراء ذنوبهم 
ومعاصيهمء وبينت الدراسة الأسباب العلمية لحدوث الأزمات الاقتصادية» كما أظهرت اهتمام الدولة بنهر 
النيل وحمايته» تجنباً حدوث الفيضانات التي تتسبب في حدوث المجاعات والأوبئة. 

وفي الفصل الأول: تناولت الدراسة بالتفصيل أهم الأسباب الطبيعية التي كانت سبباً في حدوث 
الأزمات الاقتصادية التي تعرضت لها مصر وبلاد الشام خلال مرحلة الدراسة» وكان أهمها قصور النيل 
وفيضانه» حيث وضحت الدراسة أهم المجاعات و أهم السيول والفيضانات التي حدثت في مصر وبلاد 
الشام خلال مرحلة الدراسة بالتفصيلء وأظهرت موقف الدولة من هذه الأزنمات» ووضحت فيه أهم 
الإجراءات التي قامت بها الدولة والسلطة الحاكمة في المناطق التي تضررتء وتمثل موقف الدولة في 
معظم الأحيان بإعادة إعمار ما تهدم جراء تلك الأزمات؛ كما وجهت الدولة الناس لأداء صلاة الاستسقاء 
عند حدوث حالات الجفاف» فتح مخازن الدولة» وبيع الغلال منها بأسعار مخفضة:» ومراقبة ومتابعة 
عملية بيع المواد الغذائية» وتعزير المحتكرين و بائعي لحوم الميتات والكلاب والحميرء وآكلي لحوم 
البشرء عند حدوث حالات الجفاف والمجاعاتء وتوزيع الفقراء على الأمراء والأغنياء والتجار للتكفل 
بإطعامهم في أوقات حدوث المجاعاتء وتوزيع الأموال والطعام على الفقراء في بعض الأحيان. 

كما بينت الدراسة في حالات الجفاف والمجاعات والآفات الزراعية وأهمها الجراد والفثران 
والطيور التي تعرضت لها مصر وبلاد الشام» وأظهرت الدراسة موقف الدولة من الجفاف والمجاعات 
والآفات الزراعية؛ والذي تمثل بقيامها بإجراءات عدة؛ من أهمها: 

محاولة إيجاد حلول وطرق لمكافحة الآفات الزراعية» وتعويض المزارعين عن خسائرهم» ولجوء 


الدولة إلى جلب وتوفير المواد الغذائية الأساسية» إما عن طريق جلبها من المناطق الخاضعة لسيطرة 


د ه/ا١ ‏ 


الدولة أو من الدول الإسلامية المجاورة أو الاستيراد من الدول الأجنبية» وغير ذلك من حلول تفادي 
الأزمة. 

كما بينت الدراسة أهم الأوبئة والطواعين والموتان التي تفشت في مصر وبلاد الشام» ومدى 
فتكها بالأرواح» كما أظهرت موقف الدولة» والذي تمثل في معظم الأحيان بإنشاء البيمارستانات 
(المستشفيات) في جميع أنحاء مصر وبلاد الشام» والتي كانت تقدم خدمات طبية متنوعة» ومنها تقديم 
العلاج لمرضى الطاعون وغيره من الأمراضء واتخذت الدولة عدة إجراءات وقائية صحية لتفادي تكرار 
وقوع الأوبئة. 

أما في الفصل الثاني: فقد بينت الدراسة الأسباب البشرية التي تسببت في حدوث الأزمات 
الاقتصادية التي تعرضت لها مصر وبلاد الشام خلال مرحلة الدراسة» وكان من أهمها الحروب 
الصليبية. 

وأظهرت موقف الدولة» والذي تمثل بقيامها بإجراءات عدة, من أهمها: إعادة إعمار ما هدمته 
هذه الحروب من أماكن في بلاد الشام ومصرء وتضرر عدد كبير من المعالم العمرانية المختلفة من 
مساجد وكنائس ومدارس وبيمارستانات وأسوار وقلاع وأبراج ومبانٍ سكنية وغيرها من المرافق العامة» مما 
كان له أسوأ الأثر على الجانب الحضاري للإنسان والاقتصادي لدولة المماليك. 

كما بينت الدراسة موقف الدولة من العربان» وكان من أهمها إلحاق أضرار فادحة بالشعب ونهب 
ممتلكاتهم؛ وإثارة الفتن والمشاغبات في كل نواحي الدولة» ومداهمة الدولة لهم حد الاكتفاء من شرهم. 

أيضاً بينت الدراسة موقف الدولة في حماية الموانئ من القراصنة وحفظ الحدود والعمل على 
انتعاش التجارة مع الدول الخارجية للنهوض بالدولة اقتصادياً وتحسين مواردها الأساسية. 

أما الفصل الثالث: بينت الدراسة دور الدولة الاقتصاديء ويتمثل دور الدولة في الاهتمام بالقطاع 
الزراعي والصناعي والتجاريء والذي كان له تأثير مباشر على غلاء أسعار مختلف المواد الغذائية 
وغيرها من السلعء» في النشاط الزراعي ببناء الجسور والسدود وحفر الترع والخلجان لحماية الزراعة وزيادة 
الإنتاج» وعدم تضرر الثروة الحيوانية والسمكية» وفي الصناعة أدخلوا كثيراً من المحاصيل الزراعية في 
الصناعاتء واهتموا بالموارد الخام لصناعة الشواني والأسلحة وصناعة المواد الغذائية وتوفيرهاء لمواجهة 
الأزمات». وفي التجارة اهتمت الدولة بإنشاء الأسواق والتبادل التجاري وعقد المعاهدات التجارية لتنشيط 


التجارة داخلياً وخارجياً مما ساعد على حل الأزمات والنهضة الاقتصادية في ذلك العصر. 


كت 


أما الفصل الرابع: بينت الدراسة دور الدولة السياسي في الإدارة والتحكم في أوضاع البلاد» من 
خلال تعيين موظفين أكفاءء وإقامة الدواوين ومباشرة الأعمال الرقابية» وزيادة التوسع في المجالات 
الاقتصادية والتجارية» لكي تسد حاجة البلاد. ومواجهة الأزمات» والتغلب على المشكلات الناتجة من 
الطبيعة أو من البشرء خارجية كانت أو داخلية» ويتمثل دور الدولة في محاربة غلاء الأسعار» والقضاء 
على الرشوة» و تحريم الفواحشء والغاء المكوس المحرمة. وتزييف النقود» والتي كانت تثير إحداث 
تغييرات في توزيع السكان» فقد كان ينتج عن بعض تلك الأزمات هجرات من المناطق المنكوبة إلى 
مناطق أخرى؛ وخاصة عند حدوث الجفاف؛ وحدوث تغييرات كبيرة على النمو السكاني» و تعطيل بعض 
المناسبات الاجتماعية كالزواج. وحث الناس إلى طلب العون والمساعدة من الله عز وجل ليعينهم ويزيل 


عنهم خطر هذه الأزمات. 


لاا 


0111111017 


511113 

انا0؟ 100 1100ل 5دننا لإلننأد عط 

5 ©) ,ككلتلسدلطة عغطا 1ه علنت عط 01 ععصهةتمصحصا عل لع تتمطة كلاد عط 1" 
151ع اع 1تتدمه 2 تاعغطا لحتد رخطفالتدة عطلا 01 وعصتهم عط لحصسد عنتهاد علد لتسحكلة عحل 6ه 
لاعا55 علماد عاللتااعك5 لحتهة ملمقمناع1 ,عتستمدوعءه ,لدعتاتامم علسلسحطاطة عحنا 1ه لع لكعوه 
1105 .قطاعاة؟5 2م1200 12 كاكتك علمتمرروعء عطلا 01 كه لساعل غسها"تمم حصا أدمممر عط 1" 
01 عقتتوعة6 دقطتاء١‏ لتمصتاط 01 اتاعتصطختصسلام عستكتل عط ما عل عتتج ستعامدئلل عدعطلا 01 
0 ععتع:“تتنءع0 عطا 10 ملاوقدعء علتاصعكة عغطلا مل0عتكقطة كناد عط ]1 .كصلة عصنج قخصدة ستتعطا 
عطا عطتتاءع10م 20 عصتتاعع10م صا أدع :عاص واعتماد غطا :51015 مكلج خآ .وع15تك0 علمامحجامء»ء 


0115 تنه عصتصسيد] عكتددهء نمطا كلهو110 010كد ما تزع كلا علدا 


ل12تأه0 أحتها حمطا أدمحد عط لتماعل حا لعددنكء15ل :تماد عط #تعأامقط أوتط عط دآ 

لطهد اوكا ما 0ع05جتء عتدء8 خقطلا وعكلك عتمتمطوعء عطلا 01 عكتلةكء عغطا عتدء18 هللا دعدللى 
علالا غطا عع طاعتط؟؟ 01 غصها"توم حت أوممم عطلا .2100م "اتاد عغطا عستسيك أسوعع.[] عطا 
عطا 01د 5وعتتتحطتهج] أغطتماةتممحصا أدمحص عطلا لوعاطاع تلطعتط كلاد عطا عتتعطاك؟ ,1000 15 عند 
نال أصواع] عط عند اكع صا لنعتتتننءه غخقطا كل1100 مسج 110005 خصطها"اممطتنا أدمحر 
725 12220121 ]27205 عطلا لمعستداييتء حنج روعقتك عدوعطا دده حامقزدمم 5اعلتماد عط [1' 
عا قارعءوء تامع تند رقدع21 0عاء2116 علا جا :ا تمطاجية عطتليت عط محند عتهاد عطلا لاط حرعكلما 
أعوعطا نط نوع 1105 خهط؟1 01 جامتاعن اأقطمعع عحصتنا عط 01 أذ0حط حامتاادمم «'علماد 
0600011612 عغطا تغط وعتلعقج عطا تقهام ما عاموعم ل0عغاعءه:01 عنتداك عغطا عند روعماتن 
عطا ,رؤععلام لععتتلع عد صتدج 01 علدد عط [1' روع ماد علماد داعمه ,وعستطعححط ألاعنسنر[ 
20055 01 00012جمنام عغطا مسح ,1000 01 علد5 عطلا 1ه رندتككملاه1 حصج عستدما صمح 
خلاعكء عط ا وكلدطتصصطق لحتد ,ؤتزعكلدمل لصتدح دع10 لعصتد لأعدعل 1ه غدعحطد آه تتتملدء؟؟ لحتد 
لطهد ط٠اعت‏ عط محصتج دععصطتتام تزدممم عط آه لمانا تاكتل عطلا تهج رعستسد] مسد عغطعنوتيل ]0 
5 01 حامتاناط تنلل عط 2110 وعصتسسد] 01 وعصطت0 صا عستلعع1 تتاعحطلا عنتتاكدء مغ كمتع م0 


.-27001 50126012265 جه لعون1 تج 
22211177 رقاوعم 121نها[تاعتعد لطتهة عستصسد] غطعنوتيل عل ل0ع55قطة وكلد كناد عط 1" 


"كلنة عط 1 أضوععط عغطا مصدج أموعظا م1 0م005 عتدع11 نمطا ملتتاحا معطج 2212 رماكنهن1 


ا5 © 1121 نا 376 ته عصطتصد] خطاع نهل جه حتمتاومم واعلهاد عطا ل0ع:5[]015 


ركأ5ت©2 131التاعاتتعد أوتتاصوء م) كلمطاعحط لصج كتمتاساهد ص م عستحدل' 

1010م تند جاعاع] ما عتهاد عطا ما ختدموع" حنج رقعوده1 "تتعطل عده1 5تتعححتيد1 عتدكحاء مسرم 

مت 01 اأمتتاحك عتماد :112011 قدع:21 ج10 تغط عسعسترطا ا "تعطلاء ,5اكتاكلهم1 عاقوط 

01 2201 ,15تنا0ه ججاء101 11012 54ا01م12 ده 5عتتاصسنامك عتصسدار] عستدهط طعاعم 
.كاقلك عطا 25010 ما 501105 

0ه 1285م ,27215ع10مء أطتها701حتا أوزمحه عطلا ل0ع57مطة مكلج تإلنند عط 1" 

5 وقطتدعل تتتعغطا 01 أدعايرء عطلا محصنهد بأصسواع] عطلا لص أمععا صا عدع521 لفطلا خداه تاه انحر 


عطا :اط لعارءوعء1مع1 رعااه 15 لاعتط؟؟ عتماد عط 01 جمنزودمم عل :9ط لعندتتاكطهصرعل 
اأمتواعآ عط عصتج أدروعا أنامطعتتمتط (كلمأتمذدقط) غدسسهأكتتمساظا عط 1ه غدع حسطمتاطماىء 


"تعغطاه لحتج عتجهدام 101 أتاعصطوء :]1 ,وععتكرعةد لدعتلعط كنامتته؟ لع10كمتدم لاعتطاىر 
عطا 250101 ما وعتتلاقوع122 لالدغط ع كتامعاعتام لواعه5 تتعكلها ققط عتماك عطلا محنه ,رحعقدء015 


.5 لطاع 10م 01 عمراع :تامع 


ع 21150 خقطا 221155 تتمصستتتط عطلا لع55ه20[ة توعناد عط :«تعامقطك 20زمءئهة5 عط دآ 
5100 تاكتناة عطلا عستسسسل أاسدوع[ عطا مسد اموا صا لعنتتناعء0 غنهطلا وعقتك علمامحجامء»ء 
152 ) عط عتدع112 لاأعتطاك1 01 غخدسها دتمم حت أدمحمر عطا 

,2005 لواعله5 :29 لعاجاعوع 1ع 15 طاعتط؟؟ وعتهاد عطا 01 حامطادومم عطلا لع تتتهطد )1 
عوعغط) 01 تامع ندعل عط 01 جامنعنتقصروعع عط :عت حاعتطك؟ 01 غخطهةتمصحص أدمحم عط 
01 تاعطتطتناه عمتتدا 2 لم28 تمل لعطه ,اموا لحتد أصواعط] عطا صا وععهام صدم 5نور 
210 غقحتمائتتحصاظط حنج كاأ0قطءد ,خعطعتتتتكء ,ؤعنانذممط آأه د5عءستطدع] لدعتوخطم غمععن ]تل 
عطا قدطآط روع1لاعد1 عتاحانام «تعطاه لمصد حمعستملتناط لمتاسعلروع مصه جتاعتهكما ,روعلاكده ,وععمرع] 
غطا 01 عتهاذة علمتمدرموئعهء لتتجد حتحصبتط عط آه علز5 لعختلتكك عطلا جره عغعدصرصصا عأسرمىر 
كل ه81 

غطا لصح خطوتة عغطا جه عتماد عط 01 مناومم عط وعستصسيك ودلد تإلتاد عط 1" 
تعلطتتاام مصتج عاأرمعم عطا جره ععحصسضمل عرعنعة أعناكصا ما 15 طاعتطك 01 غصنها"اممرصتنا أومحر 
عط حنج ,عتهاد عطلا آه0 5اععم35 للد حا كحتتععحده» حنج علتناد «رنا تنتاد أعحتج كتتعممندم "تغط 


لال تللعطا طاتكد لع أمند5 عط ما اعتامدء حعطلا ما عتهاد عط 01 12101 


10 20115 عتتاعع]10م ا عتماد عطلا 01 حامطلودمم عط لع7تمطة وكلد تإلتذاد عط 1" 
حعاء101 تكد علمدت0 ]0 تاتعلمعع7 عطا حده عسصسكلده0؟؟ لصح كتعلتدمط عسامعععا محصدج وعنتهتامر 


.5005 2251 15 7101لا لطتة لللد1امجرمع» عنتهاد عخلا عامحدم:"ام م وعتتاستدمء 


20 وعتهاة عتلتمصمعء عط أن ع1ه عط نعطو تولمطد عط :تعاممقطكء لتتتطا عط صآ 

علط ,كتاماء»56 121©تاع تتحط0» اأعطتج 12011563121 ,لدنتنطلتعتهد عطا طنز عتهاد عط آأه عله عط 
ا 0015ختتحدى تتعطلاه مسد 5لكتاكل100 كتامتتة؟ 01 ععتام عطا جره أعدم صا معتل 2 مقط 
0د دعطعدع:0 عصسجع1ل لحنهج خسصمل تتح ذدعق771اط عستللتتاط 9١‏ جاتكتاعج لدتدلتعتهد عطا 
ححنه ,رذع تعطق لحتد عاعماوع1] .1011م عقدع121 أعحتد عنتما اتاعتجد أععام:ام ما واتوط 
له ,15615عطةا عطلا صا وجزمتك لهتنننا ل لاعكتجد تتهمط لع116ل0تتاصا عحكقط لاتادتعصة عطا صر 
0ه 1201157 10001 ,05ج7دع17 ,كتاأكتتلصا عطا أن ومع تراموع: 1251 غطا أ عتتده حرعكلما عتتقط 
عط تك؟ 7»0<تععصقك بععط مقط عتماك عط ,ع020 صا عصطه رذعكتك لتك عمرمه م) ,وأممتاد 
10 5ع52 لدك1عتتتحدىك عستلامقط ل ,ععصضقطعيءء علعدت0 لحتح كاأعكلتححط آه أاعتسصطى1إطماىء 
لصة كاكتكت عغطا عكاموع ما لعجراعط طاعتطاك؟ ,عله لمحترعهةء لصندج لمحتتعاصا عطا عتهكتاعة 


2 لقطأا ا ع221552311ع:1 ©1لاحجامع»ء 


عطا ا عتماد لدع16آه0م عط 1ه غ01 عط 5تتتمطاد :003د عط آأه «تعأامقطء طتتتده1 عط 1' 

]0 اتتعداطاومجرد عط اأعنامتتلا حامتمتطاد وتطاستدىه عط 1ه أمتضطصمء لحتد اتاعسرعوه دصر 
015ل تلتاعع1 01 تماد عطلا عصدة كأاطعص سدمعل 01 أدعمسصطحتاطمادء عطلا ,كلماد غداعاء«صدم 
عطا أععمم م1 تتعلنده ص 5ل1ع1 ع0هت0 تج عتلتمصروعهء 01 حتوامصدحييء عط لعحنج بكارم 
دآ عسالتاوع1 قتدع[ا0ام عمرمعنء:00 لصند دعكتك للتتكد عمريكء ما لعصد ل0عع<2 وكتاستردمء 
أطعط ما 15 عتماد عط 01 ع01 عطلا لحت ,لمحتتعاص]ا :ده لمحتتعاءدء ,وعسصاعط لتمسصتطط "ذه ع:1لطهط 
01 ه0اتأ0طاج عط حنج تستحكصز 01 حمنتطتطمنتم عط ,تكتعغاضط عتمستصستاء ,وععتم لاعتط 
ضا وعع تمك عصاكتتةء دععغط ققط تاعتطم؟؟ ,لإعدصممط عصتااء ةتعتصتم لصند ,ككلعقط درعلل1طه1] 
صا لعالناوع عحكمط 5عكتن عوع2 01 عدروك .2متندلناممم عط 01 دمنتحاتاكتل عطا 
,005 اطع ناوتتل طتاعطتك تلاتتدا معدم ,قدعتتج «تعطاه ما موعتد ]0عاعء211 جاه كجا0 هع ادر 
5 تاعناة كأصرعتء [د1ع50 01 <اهتامتتتكتلك طنج امع امندلنام0م حا دعقصحطءء 12201 
م تجاجاعتسلخ 2001) ننه" ععسسماكاوقج لحتد «راعط عاععد م عاممعم لع115ا أعصرة .ع2 تتتدصر 


.0155 عوعطا 01 تاعق صمل عطلا عامتتيرعن عصد معطلا مراعط